أحبائي، ونحن في بداية عام جديد دعونا نشكر الرب من أجل كثرة إحساناته ومراحمه رغم أخطائنا وضعفاتنا، ومن أجل بركاته ويده التي سددت كل احتياج في الوقت الإلهي المناسب. أشكر الرب من أجل حمايته لك ولأسرتك كل الأيام الماضية، هو الإله الذي حفظ دخولك وخروجك وكل ما لك. فكَمْ من مرة نجاك الرب من فخاخ العدو وأهوال الطريق وحملك وأتى بك إلى راحته! نعم، أشكره من أجل النعمة الغنية التي إقتادك بها كل العام الماضي.
ومن عام إلى عام نحن نختبر أعمال الله العظيمة معنا، ونشهد عن أمانته وتحقيق وعوده في حياتنا. فقد أعطانا الرب في العام الماضي وعدان عظيمان لخدمة طريق الحياة وكذلك للذين يخدمون معنا وينتمون لهذه الخدمة، وهما: أن كلمة الله ستجري وتنتشر بمجد عظيم، وسنمتلك أراضي كثيرة. وكانت الأيات التي تحدث بها الرب إلينا ".. لكي تجري كلمة الرب وتتمجد.." (2تس3: 1).. ".. ابتدئ تملك.." (تث2: 24). وكَمْ كان الرب أميناً في وعوده لنا إذ قد رأينا بالفعل أبواباً كثيرة مفتوحة لنا في كل مكان، وكانت كلمة الله تجري بنا من خلال الاجتماعات والنهضات، برامج التعليم ودراسة الكلمة، الكتب والنبذات وكل الإصدارات الصوتية والمرئية. وكذلك من خلال موقعنا الإلكتروني وبث برامجنا على القنوات الفضائية، وإذاعة الاجتماع مباشرة على البالتوك الذي بدأناه من بضعة شهور لتصل الكلمة من خلالنا إلى مناطق كثيرة في العالم بل وتصل إلى معظم مَنْ يتكلمون اللغة العربية في كل الأرض. وليس ذلك فقط بل أعطانا الرب الكثير من النفوس التي عرفته هذا العام.. منهم مَنْ تلامس مع قوة الرب في الاجتماعات أو عن بُعد في بيوتهم إذ سكبوا قلوبهم بإيمان للصلاة بعد الاستماع أو مشاهدة أحد العظات.. فاختبروا الشفاء الجسدي والداخلي.. وآخرون نالوا حرية من قيود.. وكثيرون صاروا يعيشون للرب ويخدمونه بقوة أكثر ومنهم مَنْ إنضم إلى فريق خدمة طريق الحياة وأصبحوا أعضاءً مؤثرة في كل العمل.
إننا لا نؤمن أن وعود الرب لنا مؤقتة - لفترة زمنية محددة - مدتها سنة واحدة تنتهي بنهاية العام لتُستبدل بوعود أخرى جديدة، إنما وعود الرب لنا تستمر وتتعاظم وتضاف إليها وعوداً جديدة تعمل معاً لنرى المزيد من بركاته وإستخدامه وعطاياه لنا.
وأما عن وعود هذا العام فقد أعطانا الرب وعدان جديدان هما:
الوعد الأول:
"كالأعراء تُسكن أورشليم من كثرة الناس والبهائم فيها. وأنا يقول الرب أكون لها سور نار من حولها وأكون مجداً في وسطها" (زك2: 4، 5).
نعم، نؤمن بإتساعات جديدة في ملكوت الله بلا حدود أو إعاقة.. فتُسكن أورشليم كالأعراء، أي أنها تكون بلا أسوار من كثرة الناس فيها. فلنا الإيمان في إمتداد الخدمة والعمل في كل مكان. نؤمن أننا سنرى غزارة في أعداد النفوس التي تعرف الرب وتقبله مخلصاً "ويكون السمك كثير جداً" (حز47: 9) من أماكن وبلاد بعيدة ومختلفة. نؤمن في مسحة الروح القدس التي تجتذب النفوس بأفكارهم المختلفة وخطاياهم إلى بيت الله وحضن الآب السماوي.
وهذا الوعد ليس لنا فقط بل هو لك أيضاً عزيزي القارئ؛ فهو لا يخص الخدام والقادة أو فئة معينة من المؤمنين، ولكنه لكل شخص مؤمن في يسوع المسيح. لذا ثق أن الرب يريد لك الإتساع الروحي في الخدمة والتأثير بل أيضاً في البركة المادية.. الراحة والفرح العظيم "أكثرت الأمة عظَّمت لها الفرح.." (إش9: 3).
معنى آخر تثقلنا به وتعلنه هذه الأية، فأية مدينة بلا أسوار تعني بالمنطق الطبيعي البشري مدينة بلا حماية، ولكن هيا عظم الرب معي لأنه هو فخر قوتنا، هو سور الحماية والضمان. فحين يبدو بالعيان أنه لا ضمان ولا أمان، ثق أن في الرب حمايتك، هو يحيط بك وعيناه مفتوحتان عليك. وكذلك هو سيكون مجداً في وسط حياتك. نؤمن أننا سنرى كل الأمور العسرة من أمراض.. قيود.. خطايا.. تشفى، تفك وتنكسر وتحرر بسلاسة في محضر الرب لأنه مجد في وسطنا. نرى أمور تتحقق خارج الحدود الطبيعية.. أمن وسترى وستشهد أيضاً.
نعم تذكر الكلمات الثلاث التي تعلنها هذه الأية "إتساع.. حماية.. مجد"، وتمسك بها.. وأعلنها على حياتك.. وحتماً ستراها تأتي وتتحقق في حياتك وفي خدمتك أيضاً. لذا أدعوك أن تشترك معنا في الإيمان بأننا سنراها تتحقق في خدمتنا أيضاً بكل قوة طوال هذا العام.
الوعد الثاني: "سوف نرى أموراً أعظم"
وقد تحدَّث الرب إلينا بهذا الوعد من خلال ثلاث أيات ثمينة مترابطة معاً، الأولى عندما كان الرب يتكلم مع نثنائيل محدثاً إياه بإعلانات عن حياته، فآمن نثنائيل بالرب "أجاب نثنائيل وقال له يا معلم أنت ابن الله. أنت ملك إسرائيل. أجاب يسوع وقال له هل آمنت لأني قلت لك إني رأيتك تحت التينة. سوف ترى أعظم من هذا ".(يو1: 50) والأية الثانية "كأيام خروجك من أرض مصر أريه عجائب" (مي7: 15). أما الأية الثالثة فهي ".. وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها" (مت16: 16- 18).
نعم يا إحبائي نؤمن أننا سنرى في هذا العام أموراً أعظم من كل السنوات السابقة، سنرى عجائب الله في وسطنا بكل قوة، وسنرى أبواب الجحيم تفشل في الوقوف أمامنا أو تعوقنا عن عمل الرب معنا واستخدامه لنا. نعم في خدمتنا هذا العام سنرى ما هو أعظم، وستتلاشى الإعاقات ولن يقدر العدو أن يغلق باباً واحداً من الرب لنا. أؤمن بكل قلبي أنه حتى لو هاج العدو وإزداد نشاطاً، وكان العيان يوحي بالصعوبات أو أن العدو قد نجح، لكن الله القدير الذي يعمل معنا وبنا سيجعل كل تأثير ونشاط العدو يتلاشى ولن يقدر أن يعطل الأمور الأعظم أن تحقق. وكالعجائب التي صنعها الرب وسط شعبه في القديم حين كسر ذراع العدو وشق البحر، سوف نرى عجائب الله في وسطنا وفي خدمتنا هذا العام. هلليلويا.
صديقي، هل تؤمن أنك سترى عجائب في حياتك هذا العام؟ أعلن إيمانك أنك سترى أموراً أعظم من كل الماضي. نعم، أشكر الرب من أجل كل العظائم التي صنعها معك وأعلن له عن أشواقك لِما هو أعظم، فهو يقودك كل عام من مجدٍ إلى مجد. ثق أنك لن ترى أموراً أعظم من إبليس ومملكته. لن ترى استكمالاً لبناء أسوار وحصون العدو في ذهنك وحياتك، بل سترى هدم لكل ما بناه عدو الخير، وبركات الرب تأتي على رأسك وتنكسر كل إعاقات. الشفاء يأتي والحرية أيضاً تأتي، ويؤيد الرب الخدمة بالآيات والعجائب.
بالإيمان مد يدك وخذ عجائب وأموراً عظيمة من الرب لحياتك ولكل جبال وتحديات تقف أمامها عاجزاً. فمشيئة الرب لك هي كما فعل مع شعبه في القديم عند خروجه من أرض مصر إذ شق لهم البحر ليعبروا بأمان على اليابسة، ثم أغرق خلفهم فرعون العظيم وكل مركباته وجنوده. أعلن إيمانك في كسر لكل فرعون يتسلط على دائرة من دوائر حياتك.. وطرد لكل أرواح فشل شريرة، فتشفى نفسك ولا تعود تختبر الفشل والخزي فيما بعد.
ثق واطلب في هذا العام الجديد حسم لكل القيود من فشل.. سحر.. أمراض.. وأعلن انتصارات الرب على مملكة الظلمة وخذ بالإيمان حرية لروحك من كل الخطايا التي تضعف أمامها.. حرية لذهنك من كل أفكار كاذبة، وصدِّق مشيئة الرب الكاملة الصالحة لك.
اَمن أنك سترى العجائب؛ فقديماً خرج الشعب من أرض مصر سالباً العدو "خرجوا بفضة وذهب"، وأنت أيضاً ثق أن الرب يرد لك كل مسلوب ويعوض عن السنين التي أكلها الجراد. فقط اَمن وعش متمسكاً بتحقيق الوعد.
تذكَّر عزيزي القارئ أنك بالإيمان تستطيع أن تكسر كل مقاومة العدو لك، وأبواب الجحيم لن تقوى عليك.. أبواب الجحيم لن تقف صامدة أمام الخدمة بل ستُفتح أبواباً كانت مغلقة لنشر الكلمة ولمجد الرب. أعلن إيمانك أنه قد جاء الوقت لفتح هذه الأبواب، لإتساعات جديدة، لاستخدام أعظم ليس بقوتك ولا امكانياتك بل بقوة الرب ومسحة الروح. فلا تنظر لذاتك وضعفك بل أنظر للرب ".. لا بالقدرة ولا بالقوة بل بروحي قال رب الجنود" (زك4: 6). فهذا هو مبدأ الإيمان الذي يقدر أن يُمشيك على المياه والأمواج، والذي يجعل من الضعفاء أقوياء.
أحبائي، يمكنك أن تأخذ هذا الوعد أنت أيضاً لأهل بيتك وأبنائك، وتعلن إيمانك أن الرب يعطيك عاماً أعظم من كل السنين الماضية.. عاماً يغيِّر فيه الرب واقع حياتك.. عاماً تختبر فيه حرية مجد أولاد الله وتحسم كل خصومات وصراعات.
هيا نعلن إيماننا أننا دائماً في الارتفاع وأن الرب يقودنا كقادة، كأفراد، وكفريق عمل في الخدمة، بل ويقود الخدمة كلها بكل مجالاتها من مجدٍ إلى مجد واثقين أننا سنرى أموراً أعظم وسنشهد أيضاً بها إلى يوم مجيء الرب.. أمين.
عزيزي القارئ، أريدك أن تشترك معنا طوال العام في انتظار هذه الوعود الإلهية الثمينة. إننا سنصلي لك لتختبرها في حياتك، ولكننا نريدك أنت أيضاً أن تصليها معنا معلناً إيمانك أنها لنا في خدمة طريق الحياة. صلِ معنا أننا بنعمة الرب ومعونته نمتلأ بالإيمان القوي والثابت ولا نتزعزع أبداً حتى نرى كل هذه الوعود العظيمة تتحقق. صلِ لنا ولكل فريق خدمة طريق الحياة أن نحقق هذا العام كل ما في قلب الرب لنا ويصنع بنا مشيئته ويتمجد كثيراً بنا ويعطينا ثمراً كثيراً يشبع قلبه أولاً ويشجع الكثيرين من حولنا ايضاً. وأعلن معنا الحماية الإلهية لنا ولكل خطط الله، وبسبب الدم الثمين تفشل تماماً أية مخططات للعدو.
الرب معك كل الأيام، نحن نحبك كثيراً ونصلي لأجلك. ولا تنسى أنك يمكنك أن ترسل هذه المقالة لتشجيع أصدقاءك وإحباءك أيضاً.