رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
زُمري يملك لمدَّة أسبوع: 15 فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ وَالْعِشْرِينَ لآسَا مَلِكِ يَهُوذَا، مَلَكَ زِمْرِي سَبْعَةَ أَيَّامٍ فِي تِرْصَةَ. وَكَانَ الشَّعْبُ نَازِلًا عَلَى جِبَّثُونَ الَّتِي لِلْفِلِسْطِينِيِّينَ. "في السنة السابعة والعشرين لآسا ملك يهوذا ملك زُمري سبعة أيَّام في ترصة، وكان الشعب نازلًا على جبثون التي للفلسطينيِّين" [15]. باغتيال إيلة ظهرت الأسرة الملكيَّة الثالثة لإسرائيل التي لم تستمر أكثر من أسبوع لتحتل الأسرة الرابعة العرش. صار عرش إسرائيل مسرحًا خطيرًا لأشرار، كل منهم يظن أنَّه يرتفع ولن يصيبه شرّ. يظنّ أنَّه بقوَّته واقتداره يحكم ويملك دون أن يتَّعظ من الملوك الأشرار السابقين له، وفيما هو يرتفع إذا به يُطرح أرضا فيتدمَّر هو وأهل بيته. قدَّم الله لهم العرش كهبة من قبله، لكنَّهم بشرِّهم حوّلوا العطيَّة الإلهيَّة إلى علَّة تدمير لهم. يظنّ الكثيرون أن الأشرار أقوياء وأكثر دوامًا، لكنَّهم كما يقول القديس أمبروسيوس: [إنَّهم كالظل سرعان ما يختفون. يعبر الزمن سريعًا وتتحطَّم قوى الأشرار ويزال سلطانهم]. أو كما يقول داود النبي إنَّهم كحلم يستيقظ المؤمنون فلا يرون وجودًا للأشرار. * من ثم، فإن أناسًا من هذا القبيل يُطرحون وهم يرتفعون. فما ينالونه ليس إحسانًا، بقدر ما هو مصيبة، حينما لا يثبتون في التمتُّع بالهبة لمدَّة طويلة الأمد، يُزال العذر الناجم عن الفشل. لأنَّه أيَّة شكوى تحمل ثقلًا أعظم من تلك الشكوى الإلهيَّة، التي تجدونها في سفر النبي ميخا "يا شعبي ماذا صنعتُ بك، أو هل أحزنتك أو هل أضجرتك؟ أجبني. ألم أُصعدك من أرض مصر وخلَّصتك من بيت العبوديَّة؟" (مي 6: 3-4) LXX. انظروا كيف ينطرح الأشرار وهم يرتفعون، وكيف تكف شكواهم ويتراكم عقابهم! وإذ تفيض عليهم الانعامات السماويَّة، كان ينبغي عليهم ألاَّ يهجروا معطي الرجاء وطمأنينة الحياة بل بالأحرى يطيعونه. ولكن كما أن عدل الله عظيم، هكذا أيضًا انتقامه صارم. لأن الشرِّير دائم التمسُّك بشرِّه، وبخصوصه تجدون مكتوب في نص آخر أيضًا: "قد رأيت الشرِّير عاتيًا عاليًا فوق أرز لبنان، وعبرت ونظرت، فإذا هو ليس بموجود، والتمسته فلم يوجد" (مز 37: 35-36). إن سرعة فنائه تفوق الظنّ! فجأة ترى شرِّيرا قويًا في هذه الحياة، وإذ تعبر به سرعان ما يختفي عن الوجود. كم يظهر الظلّ كأنَّه دائم على الأرض مع أنَّه يستمر لبرهةً محدودة! انقلوا خُطاكم وسرعان ما يزول الظل، وإن كان ثمَّة اضطراب هنا، ارفعوا خطى أرواحكم إلى الأشياء العتيدة، وسوف تكتشفون أن الشرِّير الذي اعتقدتم أنَّه هنا لن يكون هناك، لأن من هو "لا شيء" غير موجود. حقًا و"الرب يعرف خاصته" (2 تي 2: 19)، لكنَّه لا يتعرَّف على الذين هم غير موجودين؛ لأنَّهم لم يعرفوا ذاك الذي هو كائن (خر 3: 14). * لهذا، فبالنسبة للأخير يقول داود أيضًا: "كفوا عن الوجود وفنوا بإثمهم، كحلم من يتيقَّظ" (مز 73: 19-20). وهذا يعني: توقَّف الأشرار عن الوجود، واختفوا كحلم يضمحل بمجرَّد استيقاظ الإنسان من النوم، لأنَّهم في ظلمةً، وفي الظلمة يمشون" (مز 82: 5). ولا يتبقَّى أثر من عملهم الصالح، بل يشبهون من يرى حلمًا. والمرء حينما يحلم في الليل، والليل في الظلام، وبنو الظلمة محرومون من شمس البر (مل 3: 20، 4: 2)، ومن سماء الفضيلة، لأنَّهم ينامون دائمًا ولا يسهرون. وقيل عنهم حقًا "ناموا سنتهم (نومهم) ولم يجدوا شيئًا" (مز 76: 5)، لأنَّهم حقًا حينما تنفصل نفوسهم عن أجسادهم، ويتحرَّرون حقًا من نوم الجسد، لا يجدون شيئًا، ولا يملكون شيئًا. إنَّهم يفقدون ما ظنُّوا إنَّهم يملكونه. لأنَّه حتى إن اكتظَّ الأحمق الغبي بالثروات، فإنَّه يتركها لغرباء، ولا يهبط مجد بيته معه إلى الهاويَّة! (مز 49: 17). القديس أمبروسيوس |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
زُمري ينتحر في قصره حرقًا |
اغتيال زُمري لإيلة |
أى مؤمن لا يملك أى موهبة لكنه يملك الروح القدس |
حجز وجهات سفر مميّزة |
من يملك الأخلاق والأدب يملك القلوب إلى الأبد |