02 - 12 - 2012, 11:44 AM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
القوة الحقيقية
أمَّا القوة الحقيقية فهي قوة الروح، تلك القوة المستمدة من الله، والتي بها يستطيع الإنسان أن يمتنع عن الخطية، ويضبط نفسه أمام كل شر، ويقول مع معلمنا داود النبيّ: " إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرّاً لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي عَصَاكَ وَعُكَّازُكَ هُمَا يُعَزِّيَانِنِي " (مز4:23) ومن أمثلتها:
قوة الفضيلة
الإنسان القوي هو ذاك الذي يحيا في البر والتقوي، ولا يوجد للشر مكان في قلبه.. مثل يوسف الصديق الذي كان يحيا في الفضيلة، وقد استطاعت فضيلة العفة أن تسنده وتنقذه من التجربة، ولحُبّه في حياة الطهارة فضّل أن يُطرح في السجن، علي أن يسقط في الشر ويُغضب الله.
وبهذا علمنا أنَّ القوة الحقيقية هي قوة النصرة علي الرغبات الفاسدة، وكبح الشهوات الجامحة، ولَعَلَّ هذا ما كان يقصده معلمنا القديس بولس الرسول عندما قال: " لأَنِّي حِينَمَا أَنَا ضَعِيفٌ فَحِينَئِذٍ أَنَا قَوِيٌّ " (2كو 10:12)، فقد تكون ضعيفاً في نظر الناس الذين لا يفهمونك، أو ضعيفاً من الناحية الجسدية، ولكنك من الداخل قوي، لأنك لا تفعل الشر ولا تتدنس بالخطية، ألم يكن يوسف ضعيفاً أمام إخوته لكنه قوياً أمام الخطية؟!
قوة الإيمان
خرج داود لملاقاة جُليات الجبَّار، وهو يحمل في داخله قوة خفية، هي قوة الإيمان باسم رب الجنود.. وبهذه القوة استطاع وهو بعد فتي صغير أن ينتصر علي الجبَّار المُدجج بالسلاح، وقد وصل إيمان داود إلى قمته عندما دخل على جليات وهو يقول: " هَذَا الْيَوْمَ يَحْبِسُكَ الرَّبُّ فِي يَدِي فَأَقْتُلُكَ وَأَقْطَعُ رَأْسَكَ. وَأُعْطِي جُثَثَ جَيْشِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ هَذَا الْيَوْمَ لِطُيُورِ السَّمَاءِ وَحَيَوَانَاتِ الأَرْضِ, فَتَعْلَمُ كُلُّ الأَرْضِ أَنَّهُ يُوجَدُ إِلَهٌ لإِسْرَائِيلَ " (1صم46:17).
وبنفس القوة تسلّح دانيال النبيّ، والثلاثة فتية القديسون وهم بعد صغار السن، وقد استطاعوا بقوة إيمانهم أن يمتنعوا عن أكل أطايب الملك والتلذذ بخمر مشروبه.
قوة الشهادة
علمنا الشهداء أنَّ القوة الحقيقية، هي قوة الصمود أمام التجارب، والاعتراف باسم المسيح وقت الاضطهادات، والشهادة للحق أمام الجميع بكل شجاعة.. بهذه القوة وقف يوحنَّا المعمدان أمام هيرودس موبخآ إياه قائلآ: ” لاَ يَحِلُّ أَنْ تَكُونَ لَكَ امْرَأَةُ أَخِيكَ! " (مر18:6)، وبها أيضاً وبّخ بطرس الرسول اليهود قائلاً: " وَرَئِيسُ الْحَيَاةِ قَتَلْتُمُوهُ الَّذِي أَقَامَهُ اللهُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَنَحْنُ شُهُودٌ لِذَلِكَ " (أع15:3).
المحبة قوية لماذا؟ لأنها تعطي، وقد يصل عطاء المحبة إلي بذل الذات نفسها، كما بذل السيد المسيح نفسه من أجل خلاص العالم: " لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ " (يو16:3)، والمحبة قوية لأنها تحتمل، كما احتملت محبة المسيح إنكار بطرس وشك توما واضطهادات اليهود.. وها نحن نتساءل:
أيهما كان الأقوى: المسيح أم اليهود؟ أعتقد أنَّ المسيح كان الأقوى، اليهود هم الأضعف، نعم كانوا ضعفاء أمام الغيرة والحسد والكراهية وحب السلطة والكذب...
|