إيليا ومملكة الشر تتحدى الله وتجلب لنفسها الغضب الإلهي
تميزت هذه الفترة بتحدي ملوك إسرائيل، وقادة المملكة، والشعب لإله السماء. لقد تقست قلوب الجميع، وكاد الإيمان ينعدم، بعدما انتشرت عبادة البعل. فجاء إيليا النبي ليصنع أمام أعينهم معجزات خارقة تعبر عن قوة وسلطة الله إلهه، ولكن المملكة اتفقت على العناد، وعدم التوبة والتجديف ، وهكذا استحقت العقاب والتأديب. فيما يلي بعض من مظاهر التحدي السافر لهذا الجيل الشرير لله:
انحراف الملك، وارتداده عن الحق، وعبادته للبعل، لقد كان البعل إله وثني لأهل كنعان يعتقدون أنه إله المطر، والعواصف، وهو الذي يمسك البرق بيديه، وهو أيضًا إله الخصب والنماء، وقد رعى آخاب أربعة مائة وخمسين من أنبياء البعل.
عبادة إيزابل زوجة آخاب الشريرة لآلهة السواري، واهتمامها ورعايتها لأربعة مائة من هؤلاء الأنبياء الكذبة، الذين كانوا يأكلون على مائدتها كقول الكتاب: "فَالآنَ أَرْسِلْ وَاجْمَعْ إِلَيَّ كُلَّ إِسْرَائِيلَ إِلَى جَبَلِ الْكَرْمَلِ، وَأَنْبِيَاءَ الْبَعْلِ أَرْبَعَ الْمِئَةِ وَالْخَمْسِينَ، وَأَنْبِيَاءَ السَّوَارِي أَرْبَعَ الْمِئَةِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ عَلَى مَائِدَةِ إِيزَابَلَ" (١مل١٨: ١٩).
- عبادة الملك الابن (أخزيا الملك) بعل زبوب إله الفلسطينيين:
عبد أخزيا ابن آخاب بعل زبوب إله عقرون، وطلب منه الشفاء من مرضه؛ مما أثار غيرة النبي؛ فأرسل له يوبخه قائلًا: "... هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: أَليسَ لأَنَّهُ لاَ يُوجَدُ فِي إِسْرَائِيلَ إِلهٌ أَرْسَلْتَ لِتَسْأَلَ بَعْلَ زَبُوبَ إِلهَ عَقْرُونَ؟ لِذلِكَ السَّرِيرُ الَّذِي صَعِدْتَ عَلَيْهِ، لاَ تَنْزِلُ عَنْهُ بَلْ مَوْتًا تَمُوتُ" (٢مل١: ٦).
- تحريم عبادة الله والاضطهاد والقتل لرجاله القديسين:
هدمت إيزابل مذابح الله، وقتلت، وأبادت أنبياءه، واضطرت من بقى منهم حيًا للهروب كقول الكتاب: "وَكَانَ حِينَمَا قَطَعَتْ إِيزَابَلُ أَنْبِيَاءَ الرَّبِّ أَنَّ عُوبَدْيَا أَخَذَ مِئَةَ نَبِيٍّ وَخَبَّأَهُمْ خَمْسِينَ رَجُلاً فِي مُغَارَةٍ وَعَالَهُمْ بِخُبْزٍ وَمَاءٍ" (١مل١٨: ٤). لقد اعتقد إيليا أنه لم يعد غيره نبيًا لله فقال بأسى: "… أَنَا بَقِيتُ نَبِيًّا لِلرَّبِّ وَحْدِي، وَأَنْبِيَاءُ الْبَعْلِ أَرْبَعُ مِئَةٍ وَخَمْسُونَ رَجُلاً" (١مل١٨: ٢٢).