منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 26 - 12 - 2021, 12:23 AM
الصورة الرمزية بشرى النهيسى
 
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بشرى النهيسى غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

مقال الراهب القمص إبراهيم الأنبا بولا -


الروح في سفر أعمال الرسل ورسائل بولس الرسول


- لا تطفئوا الروح


في الرسالة الأولى لأهل تسالونيكى (وهى من أقدم ما كُتب في العهد الجديد) نجد هذه الآية: "لا تطفئوا الروح" (1تس 5: 19)

وفي هاتان الكلمتان ومن هذه الرسالة نلاحظ أن معلمنا بولس الرسول يوجه بهما: نداء... نصيحة... تحذير...


1- نداء: لا تطفئوا الروح:
لا تطفئوا الروح لأن بالروح القدس:

* به نرتفع فوق الضيق الخارجى والإرتباك الداخلى.

* به نرتفع وسط الضيقات ونسمو عن الإغراءات.

* به نتحصن ضد الشيطان ونروض الجسد التعبان.

* به ننسحب من أفراح هذا الزمان وتنفتح عيوننا على الديان.

* به ننظر المسيح معنا وسط أتون الآلام فنشكره ونسبحه طول الزمان.

* بالروح القدس لو كان مشتعلًا فينا... نتهيأ للحب وللقداسة... نحيا بقوته ونعمل به لحساب ملكوته... به نحب المسيح ونحمل الصليب ونخطو ورائه في طريق صحيح.

لقد أشار معلمنا في بداية رسالته أنه: جاءهم بقوة الروح وهم قبلوا الألم بفرح الروح؛ لأن الفريقان كانا مُشتعلان بالروح.


نادى لأهل تسالونيكى وقال: إن كان الله أحبكم منذ البدء، وهو إختاركم الآن وصرتم مثل شعب إسرائيل المختار، وهو مازال يحبكم ويشتهى خلاصكم، وأرسلنى إليكم... فكيف أكف أنا عن خدمتكم وهو قد وهبنى نعمة لحسابكم وأعطانى قوة لتجديد مسيرة حياتكم؟!

إذ قال: "إن بشارتنا لم تصير إليكم بالكلام وحده بل بعمل القوة (أى بقوة المسيح المصلوب قد بشرتكم) وبالروح القدس (لأنه هو العامل فينا) وباليقين التام (لأنى واثقٌ وعندى رجاء أن الله الآب سيحقق هدفه فيكم وغايته منكم). راجع (1تس 1: 2 - 5)

بقوة الروح: جاءهم ليس بكلامه ولا فلسفته بل خلال سر الصليب الذي أسرهم بالحب الإلهى وجذب نفوسهم لداخل دائرة الصليب ليرتفع بهم للمصالحة مع الله في ابنه... بهذه القوة عمل بولس وسط الإنقسامات والإنشقاقات بعيدًا عن اليأس والتشاؤم والإحباط، فكان مملوءً بنظرة رجاء وبصلاة وإنحناء. رفع عينيه للسماء وقال: بدون كلام أنتم تعلمون كيف كُنَّا بينكم (لخدمتكم): "وأنتم صرتم متمثلين بنا وبالرب إذ قبلتم الكلمة (كلمة الله) بفرح من الروح، مع أنكم في شدة كبيرة فصرتم في ذلك مثالًا لجميع المؤمنين" (1تس 1: 6، 7) قبلتم البشارة بفرح من الروح؛ لأنكم كنتم مشتعلون بالروح...

* هذا فوق حدود الطبيعة البشرية إذ كيف تحتملون الآلام والإضطهاد والضيق ومازلتم في الفرح...

* كيف يتلازمان الضيق والفرح! كيف يلتقى الإثنان معًا!

* هذا هو العجب لأنهم لم يطفئوا الروح داخلهم فكل ما يأتى عليهم ويبدو محزنًا يحوله ويلده الروح إلى بهجة وفرحة.

وهذا بسبب:

أولًا: لأنكم صرتم متمثلين بنا (بالتلاميذ) لقد صعدوا سريعًا من رتبة موعوظين إلى مؤمنين إلى معلمين، بل رفعهم معلمنا بولس بإتضاعه بمستوى كارزين، بل إقتدوا بمعلمهم وربهم بشخصية المسيح المتألم... العبد المتألم لأجل أحبائه - وبالرب تشبهتم بالطريق الضيق وحمل الصليب كما الرب نفسه وهو على الصليب كان فرحانًا بالخلاص، ففتح لللص الفردوس وغفر للمسيئين وسلم العذراء ليوحنا.

ثانيًا: لأنكم قبلتم الكلمة (البشارة) كما قال المسيح في مثل الزارع. الزرع هو كلام الله، وإبليس ينزع الكلمة التي على الطريق، والصخر يميت الكلمة، والشوك يخنق الكلمة، أما الأرض الجيدة فتسمع الكلمة وتحفظها في قلب جيد صالح وتثمر بالصبر (لو 8: 12 - 15) وتحافظ على الفتيلة المدخنة ولا تطفئ الروح فيقدرون أن يعيشوا بفرح الروح.

ثالثًا: لأنكم صرتم مثالًا حيًا لجميع المؤمنين.

* وهنا يشجعهم معلمنا بولس ويعطيهم حماسًا لاحتمال الآلام في وسط ضيقاتهم...

* يمدح ثمار النعمة الفائضة فيهم، ويوجه أنظارهم لمصدر الصلاح وهو الروح القدس الذي أعطاهم تعب المحبة... وأن يبذلوا بحب وتضحية، ويجعلهم يتعلقون بالرجاء والصبر، ويثبتون على الإيمان، حتى ولو عندهم حزن سيتحول إلى فرح، ولا ينزع أحد الفرح منهم (يو 16: 22) وهنا نرى عجب أعجب أن النار (الآلام) تُمطر ندى بارد بدلًا من أن النار تأكل أو تحرق.


2- نصيحة: لا تطفئوا الروح:
لا ينطفئ الروح مادمت تساعده على الاشتعال وتملأ مصباحك زيت (مت 25: 1 - 13)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. زيت السراج هو أعمال الحب، حب الله وتجاوب معه وحب الناس وكن خادمًا لهم.

في يوم الخمسين حل عليهم الروح: "مثل ألسنه من نار منقسمة على كل واحد" (أع 2: 3) أى لهيب مشتعل فعال رمزًا لنشاطه وقوته فهو:

*نور ينير الذهن. *وقوة تلهب القلب...

نصيحة غالية: أى شيء يُعيق إستنارة ذهنك اُرفضه، وأى شيء يُطفئ قلبك إهرب منه.

* لو وضعت سراجًا منيرًا بين نافذتين يدخل منهما تيار هواء شديد ينطفئ المصباح، هكذا إن فتح أحد فمه أمامك بإهانة أو سَب فلا تفتح أنت أيضًا فمك مثله فيدخل فيك تيار الحقد والغِل والثأر فيطفئ الروح داخلك.

* كيف لا ينطفئ الروح داخلك؟ بالصلاة بلا إنقطاع...

· لا نقدر أن نصلى بلا إنقطاع إن لم نقطع عنَّا وصمة الخطية ويتغذى بلا ملل عقلنا بالتأملات...

· من يصلى بلا ملل يحيا متهللًا ويأخذ مقدرة على أن يحيا شاكرًا... الصلاة الدائمة طريق محبة الآخر وتُعطى قوة لإحتمال المُخطئ...

· بالصلاة الدائمة يتجدد الروح القدس في أحشائنا يومًا فيومًا...

· الإستمرار في الإشتياق للصلاة يُحسب صلاة.

· والإستمرار في الأنين على التقصير في الصلاة يُحسب صلاة...

· والقلب المنكسر العاجز عن الوقوف في الصلاة يقبله كالمصلى.

الصلاة المستمرة تضرم فينا روح التسبيح المستمر، والنتيجة هي أن نعبده بالروح والحق فيقود روحه كل شيء في حياتنا...

ويشير مُعلمنا في رسالته أنه: حتى الصلاة هي نعمة منه وهبة لنا فيقول:

"قدسكم إله السلام نفسه تقديسًا تامًا وحفظكم سالمين روحًا ونفسًا وجسدًا" (1تس 5: 23)

حافظ على هذا التقديس الممنوح منه بعلاقة مستمرة وفكر متصل وإدراك حى بوجوده وفرح دائم بحضرته ويقظة روحية للمثول أمامه... فيكون روحك داخلك كمياة متحركة يزيح ويطرد وينجيك من تحرك شهواتك داخلك، لئلا يكون روحه كمياة راكدة فتثور الشهوات وتغلبك.

فاثبت على الصلاة الدائمة، وعش كالملائكة، فيحقق فيك غايته وهدفه، فيشتعل روحه ويبكتك على خطية وعلى بر وعلى دينونة (يو 16: 8) وتسمع صوته داخلك...

* لماذا توقف الإشتعال؟ لماذا تُطفئ الأفعال؟ لماذا تقاوم إستنارة الأعمال؟ لماذا لا تشكر بابتهال؟ فإنه يريد تقديسك بتمامٍ وكمال!!

وينصحنا معلمنا في هذه الرسالة:

تعرفوا على الذين يخدمونكم وكرموهم، ويتعبون لأجلكم ويرعونكم واحترموهم وصلوا لأجلهم... أطيعوهم... إخضعوا لهم... دبروا إحتياجاتهم... ساعدوهم على عمل خدمتهم. راجع (1تس 5: 12 - 14) لكي يقدسكم الله بنفسه من خلالهم؛ لأنه هو الذي أرسلهم لكم... فإن التقديس هو عمل الثالوث... الروح يهب لنا الشركة والإتحاد مع الله في ابنه...

الروح هو واهب القداسة لنا، والابن دفع ثمنها، والآب قدم ابنه ثمنًا عنَّا... فاحذر لا تطفئ روحه داخلك.


3- تحذير: لا تطفئوا الروح:
وهنا نذكر ما كتبه معلمنا في هذه الرسالة:

"إنذروا الذين بلا ترتيب (انصحوا الذين يسيرون سيرة باطلة) شجعوا صغار النفوس. إسندوا الضعفاء. تأنوا على الجميع. أُنظروا (إحترسوا) أن لا يجازى أحدٌ أحدًا عن شر بشر، بل كل حين إتبعوا الخير بعضكم لبعض وللجميع. إفرحوا كل حين. صلوا بلا إنقطاع. أُشكروا في كل شيء. لأن هذه هي مشيئة الله في المسيح يسوع... لا تطفئوا الروح (لا تخدموا قوة النار: التي لا ولن تستطيعوا أن تطفئوها) لا تحتقروا (تزدروا أو ترفضوا أو تبتعدوا عن) النبؤات (التعليم والإرشاد والنصائح) بل إمتحنوا (إختبروا) كل شيء وتمسكوا بالحسن. إمتنعوا (إجتنبوا) كل شبه (نوع) للشر" (1تس 5: 14 - 22)

* إمتحنوا... إختبروا... ميزوا... أُرفضوا اللبن الغاش... فإن الكلام الباطل مفسدٌ للوقت ومضيعٌ للطاقة...

* فإن اللصوص عند سلبهم البيوت يطفئون السُرُج أولًا حينئذٍ يسلبون كل شيء.



هذا هو عمل الشيطان:

أولًا: يركز على إطفاء الروح... يحطم عمل الروح... يبعدك عن أنين القلب.

ثانيًا: يحطم كيانك وحياتك ويبعدك عن آخرتك الصالحة...

إهتم: وصر على التوبة... أُهرب من الكسل... إبتعد عن التهاون... لا تنشغل بعيدًا عن الله...

"فإن من أطفئ روح الله داخله يشرب الإثم كالماء" (أي 15: 16)

صلوا لكي يرسل ويهيئ الله لنا في كل من يعظنا أو يقف على المنبر أمامنا أن يكون كالشاروبيم الذي بيده ملقط به جمر نار (أن يكون كلامه كجمر نار) يدخل إلى قلوبنا ويشعل نفوسنا وأرواحنا بنار روحه القدوس...

ملاحظة: بدأ مُعلمنا رسالته وقال: "أن الله إختاركم" (1تس 1: 4) وختم رسالته بقوله: "إن الذي دعاكم هو أمين. وهو الذي سيعمل (1تس 5: 24)

* هو الذي إختارنا ليضع فينا جمر نار روحه... هو الذي ميزنا من وسط الشعوب ليهبنا روحه النارى. هو الذي نظر إلينا من قبل إنشاء العالم وأحبنا وحبانا وأعطانا روحه ليسكن فينا...

* فلا ترفض دعوته... لا تهمل نعمته... لا تتباعد عن عطيته... لا تزدرى ناره وهبته.

* إفهم: الإختيار منه... وقبول الدعوة منك...

* فاقبل فسترى أنه سيفعل بك كل خير، وسيعمل معك طوال ما أنت معه في حضنه... خاضعًا لدعوته... محترمًا إختياره... شاكرًا مسبحًا على نعمته.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
وحدانية الروح الراهب القمص إبراهيم
مواهب الروح الراهب القمص إبراهيم الأنبا بولا
ثمار الروح القدس الراهب القمص إبراهيم الأنبا بولا
ماذا تطلب مني؟ ( الراهب القمص إبراهيم الأنبا بولا )
مقال الراهب القمص إبراهيم الأنبا بولا - الروح في سفر أعمال الرسل ورسائل بولس الرسول () روح الحق ♥♥


الساعة الآن 01:55 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024