منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 23 - 07 - 2016, 11:18 AM
 
كيلارا Female
..::| مشرفة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  كيلارا غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1049
تـاريخ التسجيـل : Jan 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 10,034

حوار السيد المسيح مع المرأة السامرية
حوار السيد المسيح مع المرأة السامرية

السيد المسيح يبادر بالحوار مع امرأة سامريّة، رغم العداء الشّديد بين اليهود والسّامريين، وعلى الرّغم من أنه متعب من السّفر كما يقول كاتب الإنجيل،
" ترك اليهودية ومضى أيضا إلى الجليل وكان لا بد له أن يجتاز السامرة فأتى إلى مدينة من السامرة يقال لها سوخار، بقرب الضيعة التي وهبها يعقوب ليوسف ابنه وكانت هناك بئر يعقوب. فإذ كان يسوع قد تعب من السفر، جلس هكذا على البئر، وكان نحو الساعة السادسة ." ( يوحنا 4- 3 ـ 6).

جلس على حافة البئر، وكان الوقت نحو الظّهر، ولا بدّ أنّه كان متعباً وجائعاً أيضاً. وعلى الرغم من التّعب والجوع، بادر بالحوار مع سامرية آتية لملئ جرّتها من البئر.
ولنلاحظ كيف يبدأ الرّب الحوار بسؤال بسيط وطبيعيّ أجبر به السّامريّة على الرّد والاندهاش من طلبه وهو اليهوديّ الّذي من المفروض أنّه لا يخالط السّامريين. إذ قال لها: { أعطني لأشرب}. فتردّ قائلة:
{ أنتَ يَهوديٌّ وأنا سامرِيَّةٌ، فكيفَ تَطلُبُ مِنِّي أنْ أسقِـيَكَ؟}
(يوحنا 4/9).


لعلّ ردّها سيأتي ساذجاً في ما بعد، عندما يعرض عليها السّيّد ماء الحياة فتجيبه بأنّه لا يملك دلواً! ورغم ذلك يتابع يسوع الحوار، ويقول:
{ كُلُّ مَنْ يَشرَبُ مِنْ هذا الماءِ يَعطَشُ ثانيةً، أمَّا مَنْ يَشرَبُ مِنَ الماءِ الّذي أُعطيهِ أنا، فلَنْ يَعطَشَ أبدًا. فالماءُ الّذي أُعطيهِ يَصيرُ فيهِ نَبعًا يَفيضُ بِالحياةِ الأبديَّةِ} (يوحنا 4/ 13-14).
وللمرة الثّانية يأتى ردّ السّامريّة بسيطاً ويتبيّن لنا أنّها لم تفهم معنى" لن يعطش أبداً "، وطلبت من هذا الماء كي لا تعود مجدّداً إلى البئر.

ويكمل يسوع الحوار ولا يستهزئ ببساطتها، ولا ينفر من ردودها ولا يتأفّف من عدم فهمها، بل يطلب منها أن تدعو زوجها مع أنّه يعلم أنّ لا زوج لها، إلّا أنّ السّيّد لا يدخل الحوار بأحكام مسبقة. وتجيب السّامريّة بأنّه لا زوج لها، ويصدّق يسوع على أقوالها ويثني على صدقها. وهنا بدأت السّامريّة تنجذب أكثر إلى الحوار معه وتتلمّس أنّه ربما يكون نبيّاً، وتقدم على طرح السّؤال الأوّل عن كيفيّة عبادة الله. ونرى يسوع يعطي سؤالها أهمّيّة ويأتي ردّه عميقاً وواضحاً:
{ تأتي ساعة، بل جاءت الآن يعبد فيها الصّادقون الآب بالرّوح والحقّ }. ( يوحنا 4/23).

استنارت المرأة من هذا الحوار، وسألته عن المسيّا أي المسيح، فأجابها: " أنا هو الّذي يكلّمك". وهنا توقّف الحوار لأنّه بلغ هدفه، فتركت المرأة جرّتها، ولم تعد مهتمة بملئها، بل هرعت تبشّر بالمسيح، وعادت بعدد من المؤمنين به.
هذا الحوار الهادئ مع امرأة بسيطة، وإن قارنّا حواراتنا، بالحوار الّذي حصل بين يسوع والسّامريّة سنجد أنّ ما نسمّيه حوارات ليس إلّا ثرثرات وعرض عضلات.

كيف نبادر بالحوار مع الآخر؟

نحن لا نبادر للأسف، فغالباً ما نتهجّم، ونرشق اتّهامات، ونستهزئ بالآخر خاصّة إذا كان مختلفاً عنّا. نتكبّر عليه وندّعي المعرفة أكثر منه، وبدل أن نوصل له المعرفة ببساطة، نعاند لنقنعه بالقوّة بأفكارنا، وإن لم يقتنع نرذله وتبدأ المشاحنات والاتهامات والرّشق بالأحكام المسبقة.

يقول السّيّد المسيح، أنّ التّلميذ ليس أفضل من معلّمه، وهذا يشمل كلّ خطوة قام بها المسيح. وبالتّالي وجب علينا الغوص أكثر في كلمات ربنا وأعماله كي نكون صادقين ونحن نعلن إيماننا به كلّ يوم.
ما الذي دفع بيسوع إلى الحوار مع تلك السّامريّة غير بلوغ أعماق إنسانيّتها واستخراج منها جماليات صورته، وكماليتها؟ هو دافع المحبّة، والمحبّة فقط. بمحبّة بادر إليها بالسّؤال، وبمحبّة ترفّق بسذاجتها وبساطتها، حتّى بلغ هدفه الّذي هو تفجير المحبّة من قلبها.

قد نشكو من صعوبة هذا السّلوك، ومن عدم قدرتنا على الصّبر على الآخر، متذرّعين بحجج كثيرة وعديدة. ولكن هل طلب منّا يسوع يوماً ما هو سهل، أو هل سأل أن نسلك كما يسلك العالم؟ ألم يقل: إنّنا في العالم ولكنّنا لسنا من العالم؟ وبالتّالي كلّ ما نقدّمه للعالم الّذي لسنا منه، لا بدّ أن يكون سماويّاً إلهيّاً.
المسيحيّة، ليست كلمات على صفحات فارغة، بل هي طريقة حياة، ورقيّ فكريّ، وانفتاح على الآخر بمحبّة وصبر، متشدّدين بمن يقوّينا، ويصلّي في داخلنا، ويبث نوره في أعماق فكرنا ونفسنا.

كم هو ضعيف إيماني حين أراك يا إلهي ولا أتمثّل بك. كم هو ضعيف إيماني حين تصبر عليّ وتحترم سذاجتي، ولا أصبر على أخي وأستهزئ به. كم هو ضعيف إيماني عندما أعلم أنّك تصغي لي دوماً ولا أحتمل الإصغاء لأخي. كم هو ضعيف إيماني حين أقرأ كلماتك ولا أدرك عمقها، وكم هو ضعيف إيماني أمامك أيّتها السّامريّة الصّالحة، لأنني كل يوم أعلن إيماني بالرّب ولا أترك جرّتي وأذهب لأبشّر به.




التعديل الأخير تم بواسطة كيلارا ; 23 - 07 - 2016 الساعة 11:23 AM
رد مع اقتباس
قديم 23 - 07 - 2016, 11:23 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

الصورة الرمزية walaa farouk

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 366,931

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

walaa farouk متواجد حالياً

افتراضي رد: حوار السيد المسيح مع المرأة السامرية

ميرسي على مشاركتك الجميلة كيلار
  رد مع اقتباس
قديم 23 - 07 - 2016, 02:07 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,257

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: حوار السيد المسيح مع المرأة السامرية

مشاركة جميلة جدا
ربنا يبارك حياتك
  رد مع اقتباس
قديم 26 - 07 - 2016, 12:10 AM   رقم المشاركة : ( 4 )
Tasony sara benteladra Female
ابتديت اشد حيلى

الصورة الرمزية Tasony sara benteladra

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 123065
تـاريخ التسجيـل : Jul 2016
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 26

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Tasony sara benteladra غير متواجد حالياً

افتراضي رد: حوار السيد المسيح مع المرأة السامرية

مشاركة رائعه جداا
  رد مع اقتباس
قديم 02 - 08 - 2016, 02:47 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
كيلارا Female
..::| مشرفة |::..


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1049
تـاريخ التسجيـل : Jan 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 10,034

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

كيلارا غير متواجد حالياً

افتراضي رد: حوار السيد المسيح مع المرأة السامرية

ميرسى على المرور
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
5امور مهمة في حوار السامرية مع السيد المسيح
لقاء السيد المسيح مع المرأة السامرية
حوار السيد المسيح مع المرأة السامرية
السيد المسيح مع المرأة السامرية
المرأة السامرية مع السيد المسيح


الساعة الآن 09:01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024