منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 07 - 2012, 05:21 AM
الصورة الرمزية Magdy Monir
 
Magdy Monir
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Magdy Monir غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017




" من يحب التأديب يحب المعرفة "
(ام 12 : 1)

" من يحب التأديب يحب المعرفة "



لا شك فى أن مقاصد الرب التى يرغب فى تحقيقها فى حياة الإنسان من خلال الألم ليست وسيلة لإرهاقه ومعاناته بل ولا تحمل فى طياتها أى معنى للبغضة والانتقام ، بل هناك أغراض سامية ومباركة وراء كل تأديب يجلبه الرب على الإنسان ، قد لا يعرف الإنسان هذه الأغراض أبان التأديب ، ولكنها دائماً وأبدا مقدسة ولخير الإنسان الزمنى والأبدى .


فهناك أمور كثيرة يرغب الرب فى إعطائها للإنسان ولكنها تحتاج من الإنسان إلى مزيد من التقوى والإيمان لاحتمالها و تقبلها ، والمعرفة هى أحدى هذه الأمور التى يرغب الله فى منحها للإنسان ، وأقصد بالمعرفة هنا ليست المعرفة التى يكون من شأن الاستزادة بها جلب الحزن والغم على حياة الإنسان ، ولكنى أعنى المعرفة حسب مسرة الرب وإرادة الروح والتى هى تاج الحكماء وعطر لسان المتكلمين بالحق ورفيقة النساك والعباد والرعاة فى حياتهم وجهادهم ، وبدونها يضل الكثيرون و يهلكون .



و يرغب الله دائماً أن تكون فى حياة أولاده هذا النوع الثانى من المعرفة ، أى المعرفة حسب مسرة الرب وإرادة الروح ، والتى تكفل لهم العيش فى سلام ورجاء وإيمان ، والتى تؤهلهم كل حين لمجاوبة من يسألهم عن سبب الرجاء الذى فيهم ، بل ومقاومة روح الضلال الذى قد يسود وينتشر ويحتاج منهم إلى اليقظة والمعرفة ، ولكن ليست المعرفة الباطلة الإنسانية والتى من هذا الدهر ، ولكن المعرفة التى من السماء وحسب إرادة الله والتى يعلمها الروح القدس للإنسان .


وأرغب هنا فى ذكر بعض الملاحظات والتى أرجو أخذها بعين الاعتبار ، وهى كالتالى :



+ نفس الصديق لا ترى فى تأديب الرب لها شراً ومقتاً وبغضة بل ترى فى التأديب علامة من الرب على عظيم محبته ورغبته القوية فى صيرورة الإنسان مقتدراً فى أقواله وأفكاره ، ومن ثم سلوكه أيضاً ، لان فى التأديب تجديد وغنى وتحرير ، بل انتقال من مجد على مجد حسب عنى المسيح ومجد استطاعته وعظيم محبته .


+ لا تغنى معرفة الكتب وثمار الإطلاع عن المعرفة التى من الرب والتى بدونها لا يستطيع الإنسان أن يسلك بما يضمن خلاص نفسه ونجاة طرقه فى الحياة ، فما أحوج البشرية للمعرف التى من عند الرب والتى تكون سبباً فى الامتلاء من الحكمة والنعمة والاقتدار والتفوق فى سائر مجالات الحياة .


+ تأديب الرب للإنسان يضمن السلوك فى الحياة بالرجاء والسلام ، لأنه حينما يكون الرب فى حياة الإنسان يكون هناك الرجاء ، وحينما يتولى الرب تدبير أمور الإنسان يحل السلام فى القلب ، وهذا ما يكفل للإنسان حياة هادئة لا ندم فيها أو حزن ، بل تكون دائماً مقدسة وبلا عيب .


+ لا سبيل لمعرفة الحق إلا بالحق وليس هناك وسيلة لتغير الضمير الشرير إلا بقبول إرادة الله و لا صلاح لنفس ما إلا بتقويمها وتهذيبها حسب روح الإنجيل ، وتأديب الرب يجعل كل الأشياء تعمل معاً لخير الإنسان وخلاصه .


+ صنع القائد الروحى يستلزم من الإنسان الإذعان الدائم ، وبفرح ، لتدبير الرب الكفيل بان يصنع بهذا الإنسان كياناً جديداً ومباركاً يمكن الاعتماد عليه فى القيادة والتوجيه والإرشاد ، ومن يرفض تأديب الرب يرفض اقتناء مستقبل مليء بالأمجاد والبركات ، أما الذين يضعون أنفسهم تحت يد الروح القدس وتأديب الرب فهؤلاء هم الذين يستطيعون القيام مستقبلاً بأعمال الرب التى تستلزم مزيد من القوة والنشاط والتفرغ ، كالكرازة والشهادة والقيادة والسلوك حسب الروح والحق والإنجيل فى أصعب ضيقات الحياة وأشدها .


+ ثمار تأديب الرب للإنسان التى تدعو الإنسان لقبول مشيئة الرب كثيرة جداً ولا يستطيع احد حصرها ، ومن بين هذه الثمار فتح أبواب المعرفة بالحق ، السعى باستمرار لمجد الرب والتسبيح الدائم لإسمه ، التجديد بما يوافق دعوة الرب المقدسة للإنسان ، التحرير من معوقات عمل الرب ودوام النعمة ، الاستعداد لطاعة صوت الرب كل حين ، معرفة أسرار الروح ، اضمحلال الرغبة فى إقتناء الأمور الزمنية ،الإماتة الإرادية بفرح لكل مالا يوافق روح الحق والإنجيل ، الاستنارة الروحية ، الإرادة الطيعة والمقدسة فى الحق باستمرار ، السلوك الدائم بلا ملل بفكر المسيح ومشيئته ، الهروب من الكرامات الزمنية وأمجاد هذا الدهر ، التيقن من محبة الروح وإخلاصه للإنسان ..


صديقي ، لا يفوتك أن تعرف حقيقة أن المعرفة حسب إرادة الرب تملأ قلبك سلاماً و فرحاً لا ينقطع ، ولكن حصولك على هذه المعرفة يرتبط تماماً بقبولك لتأديب الرب وإرادته لك ، ومتى قبلت ذلك فحتماً سياتى اليوم الذى تعرف فيه أن الرب عظيم الرأفة جداً وصادق ، ومسرته فى أن نأخذ منه موجودة وحاضرة كل حين ، ولكنه ينتظر أن تسأل لكى تأخذ وتطلب منه لكى تجد وتقرع باب رحمته ورضاه لكى يفتح لك كوى السماء ، فهل ستفعل الآن فتنمو فى محبة ومعرفة المسيح ؟


فلك القرار والمصير .
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إن كانت المعرفة من النوع المستقيم، فهي وصيفة للحب، فبدون الحب "المعرفة تنفخ"
إن كلمة "كاروب" تعني "معرفة"، وكأنه من خلال المعرفة
ألتراس أهلاوى يهدد بحرق أتوبيسات "المصرى" و"البلدية" يستغيث بالأمن
25 فبراير الحكم فى دعوى إحالة "عبد المجيد محمود" لمجلس التأديب
مسيرة طلاب الإخوان بـ"الأزهر" تجوب الحرم الجامعى تنديدًا بـ"التأديب"


الساعة الآن 11:13 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024