"ليأت ملكوتك" هي دعوة إلى الله لمجيء ملكوته، وهذا الملكوت يحقَّق عمليا بخلاص البشر كما يقول صاحب المزامير " قولوا في الأمَم: ((الرَّبُّ مَلَكَ)) (مزمور 97: 10)، لذلك ليس في هذه الطلبة اهتمام بانتصار سياسي أو ديني،
ويُعلق العلامة ترتليانوس فيقول "رغبتنا هي إن يُسرع ملكنا بالمجيء فلا تمتد عبوديَّتنا في هذا العالم". فالمسيح يُعلم تلاميذه بهذه الطلبة أن يُعترف بالله في قدرته ومجده، لكن مجده هو في خلاصنا كما يُعلق القديس ايرينيوس "
مجد الله في أن يحيا الإنسان". ولذلك فإنَّ الطلبات الثلاثة الأولى تطالب في آن واحد بمجد الله وخلاص البشر. فلا مجد لله إلاّ في خلاص البشر، ولا خلاص للبشر إلاَّ في مجد الله. وبعد هذه الطلبات الأساسية الثلاثة يُعلّم يسوع تلاميذه أن يطلبوا منه بثقة الأشياء الّتي يحتاجوها في الحياة اليومية كي يعيشوا كأبنائه. بهذا الطلب نقصد خصوصا عودة المسيح والمجيء الأخير لملكوت الله. ونصلي أيضا لأجل نمو ملكوت الله في حياتنا.