رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كتاب العلامة لاكتانتيوس الفيلسوف المسيحي القمص أثناسيوس فهمي جورج مقدمة يعد التقليد الآبائي من كنوز الكنيسة المقدسة التي ادخرتها على مر العصور كلها، فهو خبرة شخصية حقيقية قدمها الآباء والمعلمون في كتاباتهم وأقوالهم، وجاءت تحمل سمة التنوع والتكامل، إذ كان للآباء خطوط تعليمية يتفقون فيها، وأيضًا انفرد كل منهم بحط واضح متميز، وذلك نتيجة لتنوع خبراتهم وتعدد ثقافاتهم وتفرد استيعابهم للحقائق، ذلك أن بعضهم درس الفلسفات السائدة في عصرهم فتأثروا بها وأثروا فيها، الأمر الذي ساعدهم على الارتقاء بمستوى الإنسان الروحي والمعرفي، والارتفاع به إلى الفلسفة المسيحية السماوية الحقيقية غير الفاسدة، مقدمين إيمانًا إلهيًا كاملًا. ونجد من الآباء من هو أديب ومن هو شاعر ومن هو كاتب ومن هو فنان ومن هو خطيب ومن هو فيلسوف (محب للحكمة)، وإذا نظرنا إلى الفرق بين فلسفة الآباء وبين فلسفة فلاسفة هذا العالم، نرى الآباء يعلنون الحقيقة الإلهية غير الكاذبة، أما الفلاسفة فليس عندهم حق حقيقي، بل هم فقط يبحثون عن الحق. وكان اقتناء الآباء للمعرفة الإلهية والحكمة العلوية، ثمرة لصلوات وطهارة ودموع وجهاد وخبرة حياة، كما صارع يعقوب الله حتى طلوع الفجر. ولم يقف الآباء معلمو البيعة موقف المتفرج السلبي أمام التيارات الفكرية، بل جابهوا الفلاسفة والوثنيين بنفس مهجهم وبذات فلسفاتهم واستطاعوا بذلك أن يربحوا الكثير من أساطين الفلسفة الذين دخلوا إلى حظيرة الكنيسة، وهكذا قدم الآباء التعليم اللاهوتي والفلسفي من أجل بلوغ الحق الإلهي، وحثوا تلاميذهم على الدراسة والاجتهاد في عمق وبساطة، عمق المعرفة وبساطة القلب المؤدية إلى بلوغ الكمال المسيحي. ومن بين الفلاسفة المسيحيين الأُوَل، كان العلامة لاكتانتيوس الذي عرضنا لسيرته وأعماله في هذا الكتاب، وهو الشخصية الإفريقية المشهورة التي كانت صاحبة أول محاولة لتقديم الإيمان المسيحي في إطار منهجي باللغة اللاتينية، لكنه ليس لاهوتيًا أصيلًا، إذ يفتقر إلى المعرفة العميقة، وهو يقدم المسيحية كمجرد نوع من الأخلاقيات، ويتحمس جدًا للاستشهاد والمحبة الله والقريب، ويؤكد على فضائل الرحمة والعفة، لكنه نادرًا ما يذكر عطية النعمة الفائقة، وكذا يتحدث عن التغير الذي يهبه الإيمان الجديد دون أن يعطى اهتمامًا بعمل الفداء الذي تممه مخلصنا الصالح من اجل البشرية، ونجد أفكاره الأخلاقية مؤسسة على الفلسفة أكثر منها على الإيمان والروحانية المسيحية، والفكر الذي يسود كل أعماله هو فكر العناية الإلهية وعمل الله وتدبيره للعالم. وقد شاب فكر العلامة لاكتانتيوس بعض الأخطاء الفكرية التي لا تتمشى مع الإطار العام لعقيدة الكنيسة، لأنه لا يقدر أحد أن يدعى العصمة، لهذا لا نقبل إلا ما تعلنه الكنيسة في تعليمها الإنجيلي الكنسي الليتروچى العقيدي المقدس. نقدم هذه السيرة ضمن سلسلة ΙΧΘΥΣ، فهي سيرة ترسم نموذجًا للمعرفة المسيحية ومحبة الحكمة القادرة على مواجهة التيارات الفكرية المتعددة، إذ أن المسيحية ليست ديانة السلبية والسذاجة بل هي ديانة الجهاد والكمال والحكمة، حكمة الحيات وبساطة الحمام. وقد اعتمدت في هذا البحث على ما كتبه عالم الآباء المشهور چونز كواستن Johnnes Quasien في كتابه "باتروچى Patrology" المجلد الثاني. والكنيسة كلها ترنو باهتمام وشغف قلب إلى شخص قداسة البابا شنودة الثالث معلم هذا الجيل، حفظه الله بركة وذخرًا، فإن قداسته المعلم والعلامة الذي يقف نموذجًا فذًا في مضمار العلم والمعرفة، وكلنا يعلم النهضة الروحية والتعليمية التي عمت الكنيسة القبطية في عهده المبارك. الرب الإله يجعل هذا العمل سبب بركة ومعرفة روحية، بصلوات البابا القديس الأنبا شنودة الثالث وشريكة في الخدمة الرسولية أبينا الأسقف المكرم الأنبا بنيامين، ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين... الصوم الكبير 1992 م 1708ش |
09 - 06 - 2014, 04:56 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب العلامة لاكتانتيوس الفيلسوف المسيحي
لوسياس كاليوس فيرميانوس لاكتانتيوس العلامة لوشيوس كايسيليوس فيرميانوس لاكتانتيوس (240-320) فى كتاب "مشاهير الرجال" تحدث القديس چيروم عن لوسياس كاليوس فيرميانوس لاكتانتيوس، وذكر ان افريقيا لم تكن فقط مهد تدريبه في علوم البلاغة، بل وكانت أيضًا مكان ميلاد أول أعماله -والتي فُقدت- وهي "الوليمة The Symposium–Banquet" والتي كتبها عندما كان شابًا صغيرًا، وقد ترك لاكتانتيوس موطنه عندما استدعاه الإمبراطور دقلديانوس (284 – 304) إلى نيقوميدية في بثينية -العاصمة الجديدة للشرق- واستدعى معه فلافيوس النحوي Flavius the Grammmaian، ليُدرسا البلاغة اللاتينية، ولكنه لم يكن موفقًا، إذ يخبرنا چيروم انه "لعدم وجود تلاميذ، ولكونها مدينة يونانية، انصرف إلى الكتابة" لكنه ظل أستاذًا، في نيقوميدية إلى أن اندلعت نيران الاضطهاد سنة 303 فترك منصبه لأنه كان قد صار مسيحيًا، وهكذا ترك بثينية ما بين عام 305 وعام 306 م، وفي نحو عام 317، استدعاه الإمبراطور قسطنطين الكبير-وهو في سن طاعن- إلى تريف Treves بفرنسا ليهذب ويُدرس لأكبر أبنائه المدعو كريسبوس Crispus، ولا نعرف شيء عن تاريخ نياحته. |
||||
09 - 06 - 2014, 04:58 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب العلامة لاكتانتيوس الفيلسوف المسيحي
كتابات لاكتانتيوس
العلامة لوشيوس كايسيليوس فيرميانوس لاكتانتيوس (240-320) كان لاكتانتيوس ابرع كتاب عصره بلاغة وبيانًا، وقد اختار –بوعي منه- أن يكون سيسرو Cicero، الخطيب الروماني الشهير، مثاله الذي يحتذى به، وهو يشابهه في أسلوبه فعلًا كما يخبرنا چيروم، وكان لاكتانتيوس مقتنعًا بأنه لكي تدخل المسيحية وتنتشر في الأوساط المتعلمة، لا بد أن تقدم بطريقة بليغة بارعة جذابة، أما عن معرفته بالكُتاب اليونانيين، سواء وثنيين أو مسيحيين، فهي فقيرة وتعليمه اللاهوتي ضعيف، ولأنه كان قارئًا جيدًا للاتينية، لذا كانت له القدرة على استيعاب وتمثل أفكار الآخرين ثم تقديمها بوضوح وذكاء، وهذا هو السبب في أن كتاباته موجودة في عدد كبير من المخطوطات، التي يرجع بعضها إلى تاريخ مبكر جدًا، وعُرف في الأوساط العلمية اللاتينية في أوروبا في أواخر العصور الوسطى وأوائل العصور الحديثة باسم "سيسرو المسيحيين"، وفي القرن الخامس عشر كان هناك 14 طبعة كاملة من أعماله.
|
||||
09 - 06 - 2014, 04:59 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب العلامة لاكتانتيوس الفيلسوف المسيحي
عن صنعة الله 1) عن صنعة الله On God’s Workmanship يُعد هذا العمل أقدم أعمال لاكتانتيوس التي وصلتنا وهو مُرسل إلى ديمتريانوس Demetianus وهو مسيحي ثرى كان تلميذًا للاكتانتيوس الذي أكد في عمله هذا على أن الجسد البشرى بنظامه الرائع الجليل لا يمكن أن يكون إلا من عند الكلى الكمال، وأنه موع اهتمام خاص من قبل عناية الله. والمقدمة (2-4) تقارن بين الإنسان والحيوان، ويخلص لاكتانتيوس إلى أن الله بدلًا من أن يُسلح الإنسان بقوة جسدية، منحى العقل وهذا جعله أعظم من المخلوقات جميعًا، فالله أعطى للإنسان عقلًا وفهمًا لكي يُظهر بذلك أننا منه، ولكي يؤكد العلامة اللاتيني أفكاره ويثبت العناية الإلهية تحدث عن التشريح والفسيولوچى (علم وظائف الأعضاء) ثم في الفصول (16-19) عن علم النفس، وفي الفصل الأخير (20) يزود القارئ بشرحًا شاملًا للتعليم الصحيح ضد الفلاسفة الأردياء المشوشين للحق، ويلمح هنا إلى كتابه "القوانين الإلهية". ويغلب على هذا العمل السمة العقلانية، والمؤلف نفسه يعلن أنه ينوى فقط أن يماثل الكتاب الرابع من عمل سيسرو الفيلسوف "الجمهورية Republic" مع تقديم معالجة أكبر وأشمل للموضوع، ومصادره الرئيسية في نهاية عام 303 أو بداية 304 م كما يتضح من إشاراته العديدة إلى اضطهاد دقلديانوس. |
||||
09 - 06 - 2014, 05:01 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب العلامة لاكتانتيوس الفيلسوف المسيحي
القوانين الإلهية 2) القوانين الإلهية The Divine Institutes تقع "القوانين الإلهية" في سبع كتب تمثل عمل لاكتانتيوس الأساسى، وتعتبر أول محاولة لاتينية لتقديم ملخص للفكر المسيحي، ولها هدفان: أن نثبت كذب وخرافة الديانة الوثنية وأفكارها. وأن تقدم العقيدة والعبادة الصحيحة. ويجيب هذا العمل على الاتهامات التي وجهها اثنان من الفلاسفة ضد الإيمان المسيحي، وأحدهما هو هيروكلس Hierocles حاكم بثينية Bithynia والذي أثار إضطهاد دقلديانوس، لكن لاكتانتيوس ينوى في الوقت عينه أن يفند كل مهاجمي المسيحية في الماضي والمستقبل. والكتاب الأول بعنوان "العبادة الكاذبة للآلهة". والكتاب الثاني بعنوان "أصل الخطأ The Origin of Error" ويشجب فيه تعدد الآلهة الذي هو مصدر كل الأخطاء والخرافات، ويبرهن الكاتب على أن هؤلاء الذين يعبدهم اليونانيون والرومان، كانوا في البداية أُناسًا بسطاء عاديين ثم ألِهوا apotheosized فيما بعد، ومفهوم الألوهوية نفسه يوجب أن يكون هناك إله واحد فقط. . و الكتاب الثالث بعنوان "حكمة الفلاسفة الكاذبة The False Wisdom of Philosophers" وهو يشير إلى الفلاسفة كثاني مصدر للخطأ بعد تعدد الآلهة، ويشرح أن هناك تناقضات في الآراء الفلسفية المتنوعة بخصوص أسئلة جوهرية عن الحياة البشرية، لدرجة انه لا يصير لأي شيء قيمة، ويؤكد لاكتانتيوس أن المعرفة الصحيحة تعطى فقط بالاستعلان. الكتاب الرابع بعنوان "الحكمة والديانة الحقيقية True Wisdom and Religion" ويشرح فيه العلامة لاكتانتيوس أن المسيح ابن الله أعطانا البصيرة الحقيقة أي الفكرة الصحيحة عن الألوهية، والحكمة والديانة لا ينفصلان، والمخلص هو أساس الإيمان الذي ليس بأحد غيره الخلاص وقد شهد أنبياء العهد القديم لبنوة المسيح الإلهية، ويدافع العلامة عن التجسد والصلب ضد افتراءات ومحاججات غير المؤمنين. الكتاب الخامس بعنوان "العدل Justice" وفيه يرى المؤلف أن أهم فضيلة للمجتمع البشرى هي العدل، ولأن الوثنية ألغت العدل، لذا قدمه لنا المسيح ثانية بنزوله من السموات، وهو يتأسس على التقوى ويتمثل في معرفة وعبادة الإله الحقيقي، وينبني جوهريًا على المساواة بين كل الناس لأن الله يرغب في أن يكون كل الناس متساويين، إذا جعل لهم جميعًا ظروف واحدة للحياة، وأعطى الحكمة لهم جميعًا، ووعد بالأبدية لهم جميعًا، وهو يعطى الجميع نوره الواحد ويعطى الطعام للجميع، ويهب النوم للجميع، ويقدم للجميع العدل والفضيلة، فليس هناك عبد ولا سيد لأنه لأن كان للجميع نفس الآب، إذًا فهم جميعًا أولاده. الكتاب السادس بعنوان "العبادة الحقيقية True Worship" يتناول نفس الموضوع، موضحًا أن:- الديانة تجاه الله، والرحمة تجاه الناس، هما متطلبان للعدل والعبادة الحقيقية، فلابد أولًا من الشركة مع خالقنا، ثم الشركة مع قريبنا، الأولى تسمى ديانة والثانية تسمى رحمة، ويعتبر الكتاب الخامس والسادس أفضل جزئين في العمل كله من حيث المحتوى والأسلوب، إذ تكلم لاكتانتيوس عن أعمال الرحمة والمحبة "محبة الله ومحبة القريب". الكتاب السابع والأخير بعنوان "عن الحياة السعيدة On the Happy Life" وفيه يقدم لاكتانتيوس فكرًا اسخاطولوچيًا ووصفًا تفصيليًا لجعالة هؤلاء الذين ارضوا الرب بأعمالهم الصالحة وعبدوا الله الواحد، عند مجيء المسيح الثاني المخوف. وقد بدأ لاكتانتيوس في كتابه "القوانين الإلهية" نحو عام 304 م بعد فترة وجيزة من الانتهاء من عمله "صنعة الله"، والذي يشير إليه كعمل حديث، ولابد أن الكتاب السادس قد كُتب قبل صدور منشور جاليريوس Galerius سنة 311 م، والإهداء إلى قسطنطين في الكتاب السابع يدل على صدور منشور ميلان سنة 313، وفي عدد صغير من المخطوطات، والبعض الآخر يتضمن مديحًا موجه إلى الإمبراطور قسطنطين، ويبدو أن لاكتانتيوس نفسه هو الذي أضاف هذه الصفحات. وإذا نظرنا إلى "القوانين الإلهية" كأول تقديم منهجي للإيمان المسيحي باللغة اللاتينية، نجده أقل وأضعف من نظيره اليوناني "المبادئ" الذي وضعه العلامة اوريجانوس، ويفتقر العمل إلى الأسانيد والحجج اللاهوتية والعمق الروحي الصوفي، أما عن مصادره، فنجد فيه مجموعة من الاستشهادات الكتابية قليلة ومعظمها مأخوذ من كتاب كبريانوس "إلى كويرينوس Ad Quirinum"، وعندما يتحدث عن المدافعين الأوائل عن الإيمان المسيحي، يذكر هؤلاء الذين يعرفهم: مينوكيوس فليكس Minucius Felix وترتليان وكبريانوس، ولا يشير قط إلى الكُتاب المسيحيين اليونانيين، والغريب انه لا يذكر اربنوبيوس أستاذه، ولعل ذلك راجع إلى أن لاكتانتيوس، بسبب وجوده بعيدًا في نيقوميدية، وبما لم يسمع قط عن عمل أستاذه "ضد الوثنيين". |
||||
09 - 06 - 2014, 05:14 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب العلامة لاكتانتيوس الفيلسوف المسيحي
الملخص 3) الملخص The Epitome في العديد من المخطوطات، نجد "ملخص" ملحق بالقوانين الإلهية، وقد أعده لاكتانتيوس لـ"الأخ بنتاديوس Pentadius" ومن محتويات هذا الملخص يتضح لنا انه ليس جزء من العمل الأصلي بل نسخة مختصرة منه، وفيه إضافات وحذف وتغييرات وتصحيحات، ولابد أن لاكتانتيوس قد كتبه بعد سنة 314، ولم يكتشف النص الكامل للملخص إلا في بداية القرن الثامن عشر في مخطوطة تعود للقرن السابع، وكل النسخ الأخرى تقدم هذا العمل في صورة غير كاملة أشار إليها القديس چيروم بقوله "وخلاصة هذا العمل (يقصد القوانين الإلهية) في مجلد واحد بدون عنوان". |
||||
09 - 06 - 2014, 05:15 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب العلامة لاكتانتيوس الفيلسوف المسيحي
غضب الله 4) غضب الله The Anger of God تخيل الابيقوريون أن الله كيان جامد غير فعال على الإطلاق، سعادته تتطلب أن يظل منعزلًا عن العالم بدون غضب أو عطف، لأن هذه المشاعر لا تتفق مع طبيعته، ففرد لاكتانتيوس عملًا كاملًا للرد على هذا الاعتقاد الخاطئ، وكتبه نحو سنة 313 أو سنة 314 م، وهو يؤكد أن فكر الأبيقوريين هذا يعنى إنكار العناية الإلهية بل وإنكار وجود الله نفسه، لأنه إن كان الله موجود فلا يمكن أن يكون غير عامل أو فعَّال، لأنه يحيا ليعمل، لذا لابد أن يكون له حركة وعمل، وما هذا العمل إلا تدبير وتنظيم الكون والعالم... ويرفض لاكتانتيوس أيضًا مفهوم الرواقيين عن الله إذ يقولون أنه عطوف رحوم لكنه لا يغضب، لأنه إن لم يغضب الله، لا يمكن أن تكون هناك عناية إلهية لأن عناية الله للإنسان تتطلب أن الله يغضب من هؤلاء الذين يصنعون الشر، فكما أن الله يحب الصالحين، كذلك يبغض الأردياء ويشير الكاتب عدة مرات إلى "القوانين الإلهية" ويرسل هذا العمل لشخص يدعى دوناتوس Donatus. |
||||
09 - 06 - 2014, 05:16 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب العلامة لاكتانتيوس الفيلسوف المسيحي
موت المضطهدين 5) موت المضطهدين The Death of The Persecutors:- يقدم لنا البليغ اللاتيني في هذا العمل، نتائج وأثار الغضب الإلهي وعقاب مضطهدي الكنيسة، وقد كُتب بعد أن حل السلام وانتهى الاضطهاد، وأراد لاكتانتيوس أن يثبت أن كل الذين قاوموا الكنيسة لاقوا نهاية مريعة، ولما كان ليسينيوس Licinius يحُسب أولًا مع قسطنطين كحامي للإيمان، إذًا لابد أن هذا العمل كُتب قبل بداية مقاومة ليسينيوس للكنيسة، على الأكثر قبل عام 321 م.، ونم الناحية الأخرى يسجل لنا موت مكسيمينوس (313 م.) ودقلديانوس (حوالي سنة 316 م.). والمقدمة تتناول نشأة المسيحية وأصلها، ومصير نيرون ودوميتيان Domitian وفاليريان وأوريليان Aurelian، ثم يتحدث عن المضطهدين المعاصرين له ويتقدم وصفًا حيًا لدقلديانوس ومكسيميان وجاليريوس وساويرس ومكسيمينوس Maximinus، ووصفًا لجرائمهم ضد الكنائس ونهايتهم حتى انتصار ليسينوس سنة 313 م.، والعمل مُرسل إلى دوناتس ويسود في الكتاب كله الفرح بنصرة المسيح وبهزيمة أعدائه وأعداء بيعته. ويعد هذا العمل مصدرًا هامًا لمعرفتنا باضطهاد دقلديانوس، إذ أن المؤلف يكتب كشاهد عيان، وقد شهد چيروم بصحة نسبة هذا العمل إلى لاكتانتيوس، ووصلنا النص الأصلي في مخطوطة واحدة تعود للقرن الحادي عشر. |
||||
09 - 06 - 2014, 05:17 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب العلامة لاكتانتيوس الفيلسوف المسيحي
طائر العنقاء | الفينكس 6) طائر العنقاء | الفينكس The Bird Phoenix كتب لاكتانتيوس قصيدة بعنوان "طائر العنقاء" يروى فيها قصة العنقاء الشهيرة، وقد كان هيرودتس المؤرخ Herodotus أول من رواها، وكان كلينضس الروماني أول كاتب مسيحي يستخدمها كرمز للقيامة، كذلك نجدها مذكورة في كتاب ترتليان "عن قيامة الأجساد"، وفي كُتاب آخرين وكذا في الفن المسيحي المبكر، وتروى هذه القصة أن هناك بلد سعيد في الشرق البعيد حيث تنفتح بوابة السماء الضخمة وتسكب الشمس نورها، وتشرق فوق أعلى الجبال، وهناك شجرة مغروسة دائمة الخضرة والازدهار، وليس هناك أمراض ولا تسقط أبدًا، وفي هذا البستان يسكن طائرا واحد، العنقاء، وعندما تستيقظ يتغير الصباح من اللون الأصفر إلى الأحمر، فتجلس على أعلى قمة في الشجرة الباسقة وتبدأ تغنى أغنية مقدسة بصوت رائع، وبعد ألف عام، أرادت العنقاء أن تُولد ثانية، فتركت موطنها وسعت صوب هذا العالم حيث يسود الموت، واتجهت إلى سوريا، واختارت نخلة شاهقة العلو لها قمة تصل إلى السماء، وبنت لها هناك عش أو رحم، لأنها ماتت كي تحيا، وبعد ذلك تموت في النار، ومن رمادها يخرج مخلوق جديد بلا أعضاء، دودة لها لون كاللبن تتحول إلى شرنقة، وتخرج من هذه الشرنقة عنقاء جديدة مثل الفراشة وتطير عائدة إلى موطنها الأصلي، وتحمل كل بقايا جسدها القديم إلى مذبح الشمس في هليوبوليس في مصر، ويحيى شعب مصر هذا الطائر العجيب، ثم تعود لبلدها في الشرق. ويختتم لاكتانتيوس قصيدته بقوله: "أيها الطائر ذو القدر والنصيب السعيد الذي أعطاه الله نفسه أن يُولد من ذاته. شهوتها ومسرتها الوحيدة في الموت كى بهذا تُولد، هي التي رغبت قبلًا في أن تموت فربحت الحياة الأبدية ببركة الموت". ورغم أن هذا العمل يعتمد على أسطورة خرافية قديمة، إلا أن فيه بعض سمات مسيحية، فالرمزية بجملتها تشير إلى السيد المسيح، الذي أتى من البلد الذي في الشرق البعيد أي من الفردوس، إلى البلد الذي يسوده الموت، أي عالمنا، ويموت هناك ثم يعود بعد قيامته إلى موطنه الأصلي (الصعود)، فالعنقاء هي رمز للمخلص القائم الممجد، وفكرة معروفة في المسيحية المبكرة، ويشهد غريغوريوس أسقف تورز Tours أن لاكتانتيوس هو كاتب هذه القصيدة، ويرى في العنقاء رمزًا للقيامة. |
||||
09 - 06 - 2014, 05:18 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب العلامة لاكتانتيوس الفيلسوف المسيحي
أعمال مفقود للاكتانتيوس العلامة العلامة لوشيوس كايسيليوس فيرميانوس لاكتانتيوس (240-320) 7) الأعمال المفقودة 1 – الوليمة أو المأدبة Symposium وهي أول أعمال لاكتانتيوس وقد ذكرناها سلفًا. 2 – دليل الرحلة The Hodoeporicum or Itinerary وقد ذكره چـيروم في "مشاهير الرجال" وهو وصف لرحلة لاكتانتيوس من أفريقيا إلى نيقوميدية. 3 – يشير چيروم إلى كتاب في قواعد النحو، لا نعرف عنه شيء آخر عدا ذلك. 4 – تحدث چيروم أيضًا عن كتابين إلى اسكليبيادس To Asclepiades وأربعة كتب "رسالتين إلى تلميذه ديمتريانوس" وهو نفس التلميذ الذي أرسل إليه كتاب "غضب الله". |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
كتاب العلامة يوسابيوس القيصري - أبو التاريخ الكنسي |
كتاب العلامة يوسابيوس القيصري، أبو التاريخ الكنسي |
العلامة لاكتانتيوس |
كتاب العلامة بنتينوس السكندري |
كتاب العلامة ترتليان، من آباء أفريقيا |