رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نشيد حنّة نشيد ماسيويّ يعبّر عن رجاء الفقراء المُستَضعَفين المتواضعين، وينتهي بذكر المسيح الملك: “الربّ يدين أقاصي الأرض، يهب عزّة لملكه ويرفع رأس مسيحه” (آية 10). والمسيح هو نسل إبراهيم الذي تجسّدت فيه رحمة الربّ من جيل إلى جيل. “جميع الأجيال تغبّط مريم العذراء لأنّ القدير صنع بها عظائم”. لا تنسب مريم العذراء لذاتها أيّ مجد. يكفيها فخرًا أنّ الله اختارَها ليصنع بها عظائم الخلاص ويأتي منها المسيح. ولكنّ شخصها ليس غريبًا عن تلك العظائم الخلاصيّة. فهي أمّ المخلّص، وقد أسهمت في الخلاص بقبولها أن تصير أمّ المسيح: “ليكن لي بحسب قولك”. لذلك تغبّطها جميع الأجيال، وتكرّمها الكنيسة في صلواتها وفي كرازتها. مريم العذراء في ميلاد السيّد المسيح (لو 2/ 1-20؛ متى 2/ 1-23) أحداث ميلاد السيّد المسيح يرويها كلّ من لوقا ومتّى، وفي كلتا الروايتين يبدو دور مريم مرتبطـًا ارتباطـًا وثيقـًا بدور ابنها: فهي، في إنجيل لوقا، “أمّ المخلّص، المسيح الربّ” (لو 2/ 11) الذي أنشد لميلاده الملائكة في السّماء والرعاة على الأرض، وفي إنجيل متّى “أمّ الملك” (متى 2/ 2) الذي جاء المجوس من المشرق ليسجدوا له (متى 2/ 2، 8، 11). مريم في هذه النصوص الإنجيليّة تعطي المسيح للعالم وتشهد لما صنعه الله للعالم من عظائم إذ أرسل إلينا الربّ يسوع المسيح مخلّصًا وملكًا. رواية ميلاد السيّد المسيح في لوقا (2/ 1-20) تركّز على ظهور خلاص الله في طفل وضيع من نسل داود: “وصعد يوسف أيضًا من الجليل، من مدينة الناصرة، إلى اليهوديّة، إلى مدينة داود التي تدعى بيت لحم – فإنّه كان من بيت داود ومن عشيرته – لكي يَكتَـتِبَ مع مريم خطـّيبته التي كانت حُبلى. وفيما كانا هناك تمَّت أيّام وضعها، فولدت ابنها البكر فقمَّطته وأضجعته في مذود، إذ لم يكن لهما موضع في النّزل” (لو 2/ 4-6). ميلاد وضيع: طفل من نسل داود يُضجَع في مذود. إنجيل يعقوب المنحول يذكر ميلاد يسوع في مغارة: “وجد يوسف هناك مغارة” (يع 18/ 1). إلّا أنّ هذا الطفل هو “المخلّص المسيح الربّ”، بحسب قول “ملاك الربّ” للرعاة. طفل وضيع، مذود حقير، رعاة فقراء، وامرأة عذراء: هذا هو الإطار الذي يظهر فيه “مجد الربّ” (آية 9). في ضعف الإنسان تظهر قدرة الله،لكي يتبيّن جليـًّا أنّ الخلاص ليس من إنسان بل من الله. لذلك “انضمّ بغتة إلى الملاك جمهور من الجند السماويّين يسبِّحون الله ويقولون: المجد لله في العُلى، وعلى الأرض السلام للناس الذين بهم المسرّة” (أي مسرّة الله ورضاه) (لو 2/ 13-14). |
|