|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المرحلة الثانية الأريوسيين يستخدمون الإمبراطور قسطنطين للأنقضاض على اثناسيوس المرحلة الثانية : ولم يكن أمامهم إلا المرحلة الثانية لفشل المرحلة الأولى وهى إقصاء أثناسيوس عن كرسيه (1), ونفيه فتدين مصر للأريوسية كمنهج لاهوتى ومبدأ فكرى ينشروه فى ربوع وادى النيل والعالم . بدأ يوسابيوس النيقوميدى فى شن صراع مرير جاز فيه الأنبا اثناسيوس الذى لم يذق طعم الراحة منذ ذلك الوقت طالما هو على قيد الحياة , وذلك بحسب تعبير المؤرخ هوكر (3) الذى قال : " فمنذ بداية سنة 330 م والعواصف لم تفارق سماء القديس أثناسيوس حتى أشرقت الشمس فجأة على روحه فى السماء بعد جهاد دام أكثر من 40 سنة " وبالرغم من عظمة الإمبراطور قسطنطين إلا أنه كان أداة فى يد الأريوسيين كما أنه لسرعة إنفعالة كان يصدر قرارات ليست فى صالح الإيمان المسيحى وكان يتردد بين الأرثوذكسية والأريوسية , وقد أستطاع يوسابيوس بدهائه ألا يبالى كثيراً بألفاظ وعبارات العقيدة المستقيمة (4) وقام فى الوقت نفسه بتحسين وزخرفة العقيدة الأريوسية (5) حتى بدت لائقة له وجميلة بعد أن أخفى السم الذى فيها , كما فعلت الحية بحواء فسقطت وأسقطت كثيرين . المليتينيون يبدأون خطة للإيقاع بأثناسيوس قام يوسابيوس بالأتفاق مع المليتينويون على مؤامرة بين نيقوميديا ومصر , فقد أبحر ثلاثة أساقفة ميليتينيون سراً من الإسكندرية إلى عاصمة الإمبراطورية البيزنطية نيقوميديا , ليقدموا عرضة إتهام ضد البابا أثناسيوس وهؤلاء الثعالب الثلاثة هم : إيسيون أسقف أتريب , وإيدامون أسقف تانيس , وغاللينيكوس أسقف بيلوزسوم ( الفرما قديماً شرق بور فؤاد وتسمى ألان بالوظة ) وقد وصف البابا أثناسيوس هذه الإتهامات فال : [ فلما كتبت للإمبراطور وأقنعته أن هرطقة ضد المسيح لا يمكن أن يسمح لها بشركة مع الكنيسة الجامعة , عادة يوسابيوس من إتجاه آخر مغتنماً فرصة الإتفاق المبرم مع المليتينيين فكتب وأقنعهم أن يخترعوا إدعاءات وتهماً ضدى مثل التى حبكوها سابقاً ضد بطرس وأخيلاس وألكسندر ( الباباوات السابقين ) وبعد البحث والمشورة إذا لم يجدوا شيئاً , أتفقوا معا مع يوسابيوس وأتباعه , ودبروا اول أتهام بواسطة " إيسيون " و " إيدامون " و " " غاللينيكوس " بخصوص ملابس الكتان الخاصة بالكهنة ( الإستيخارة ) (6) مدعيا أنى وضعت قانوناً على المصريين يلزمهم بتقديمها كفريضة ( وهذا معناه أن القديس أثناسيوس إغتصب حقاً من حقوق الحكومة الرومانية وحدها وهى فرض القوانين والضرائب ] (7) وحدث أن أثنين من الكهنة المصريين كانوا فى العاصمة فتقدما للأمبراطور وأوضحا كذب الأساقفة فكتب المبراطور للبابا بالحضور لالعاصمة نيقوميديا , وهذا ما ذكره البابا أثناسيوس حول هذا الموضوع : [ ولكن كان بعض الكهنة الذين لى حاضرين " أبيس ومكاريوس " وتحقق الأمبراطور من الأمر فأدان الأساقفة , وكتب لى الأمبراطور بنفسه وأدان " أديسيون " ( زعيم البعثة ) وأمرنى أن أحضر أمامه وكان خطابه كالآتى ( للأسف فقد هذا الخطاب ) ] (8) ماذا فعل يوسابيوس عندما علم أن أثناسيوس سيحضر لنيقوميديا ؟ وصل البابا أثناسيوس إلى نيقوميديا فى أواخر سنة 330 م لم يتوقع يوسابيوس فشل خطته وحضور أثناسيوس إلى نيقوميديا , فألح على الأساقفة الميليتنيين الثلاثة بالبقاء فى نيقوميديا وأخرج من جعبته مجموعة أخرى من الأتهامات الجديدة , ولفقوا تهمة لمكاريوس الكاهن المصرى الذى فضحهم أمام الإمبراطور وهذا ما ذكره البابا أثناسيوس حول هذا الموضوع: [ وإذا كان يوسابيوس منتبهاً لهذا الأمر ( يقصد حضور البابا أثناسيوس ) أقنع الأساقفة الثلاثة , فلما وصلت إتهموا مكاريوس بكسر الكأس ( وقصة كسر الكأس , مؤداها أن مكاريوس الكاهن إقتحم كنيسة للمليتينيين , وضرب الكاهن المدعو " إسخيراس " وهو كاهن غير قانونى وكسر كأس الإفخارستيا الذى كان من الزجاج ) أما بخصوص التهمة التى قدموها ضدى فكانت أفظع تهمة يمكن أن تكون وهى : أننى بصفة عدو للأمبراطور قد أرسلت كيساً من الذهب لأحد أعداء الأمبراطور ( الثائرين عليه ) ويدعى فيلومينوس فسمع ألمبراطور لدفاعى فى هذا الأتهام , وأدانهم كما هى العادة وطردهم من حضرته , وعندما عدت أرسل خطاباً إلى الشعب ( المصرى ) يقول فيه : " بعد مهاجمة عنيفة على الأساقفة المخادعين الملفقين للتهم والحاسدين الحاقدين على البابا أثناسيوس وتكلمت معه بخصوص هذه الأمور لأنى مقتنع أنه رجل الرب , وينبغى أن تعلموا أنتم هذا وليس لى أنا أن أحكم فيها , وإنى أرى أنه من اللائق أن أثناسيوس الكلى الإحترام يقدم بنفسه تحياتى إليكم , وإنى أعلم مقدار عنايته الرحيمة بكم التى هى حقاً تتفق مع الإيمان المملوء سلاماً الذى أنا أيضاً أعترف به , كما أعرف أنه دائب العمل فى إعلان معرفة الخلاص لكم وأنه قادر أن يعظكم كما يليق ليت الرب يحفظكم يا اخوتى المحبوبين " - هذا هو خطاب قسطنطين ] (9) كانت هذه الإتهامات بعيدة عن الإيمان وكان هدفها الإيقاع بين أثناسيوس والإمبراطور قسطنطين وهدم العلاقة بينهما . البابا اثناسيوس يصاب بمرض وبالرغم من نجاح البابا أثناسيوس فى الدفاع عن نفسه ضد التهم الملفقة وحفاوة الإمبراطور به إلا أنه اصيب بمرض طويل أقعده ولم يستطع العودة إلى مصر , وعندما تعافى كان موسم الشتاء قد حل الذى يتميز بالعواصف الشديدة التى تعطل الملاحة , وقال بعض المؤرخين أن البابا أثناسيوس مكث سنة واحدة فى العاصمة نيقوميديا أى من سنة 330 - 331 م ولكن التحقيق الحديث من فحص الخطابات الفصحية ( الخطابين الثالث والرابع) يكشف أن البابا أثناسيوس حضر للأسكندرية سنة 332 م بعد أن عبر أكثر من نصف صوم الفصح المقدس , وكان هذا الكشف واضح فى صيغة وزمن الخطاب الرابع الفصحى سنة 332 م هذا الخطاب الذى إضطر أن يرسله من نيقوميديا بيد احد الجنود قبل حضوره وقبل موسم الصوم بفترة مناسبة حتى يعلم الشعب وأساقفة العالم كله بموعد بدء الصوم حسب ما نص عليه فى القوانين , وفيما يأتى بعض الفقرات من الخطاب الفصحى التاريخى الرابع : [ إنى أرسل لكم يا احبائى متأخراً أو بعد فوات الوقت المعتاد , ولكنى أثق أنكم ستعذرونى فى التأخير بسبب رحلتى الطويلة , ولأنى قد أمتحنت بمرض , وبسبب هذين السببين وأيضاً بسبب العواصف الشيدية التى حدثت على غير العادة فقد تأخرت فى الكتابة إليكم , ولكن بالرغم من رحلاتى الطويلة ومرضى الخطير لم انس أن اخطركم بموعد العيد بحسب واجبى , فلو أن زمن الخطاب أصبح متأخراً ( عن ميعاد بدء الصوم ) عن المعتاد وغير مناسب لهذا الإعلان , إلا أنه لا يزال يعتبر فى حينه الحسن لأن أعدائنا قد صاروا فى خزى ووقع عليهم اللوم من الكنيسة لأنهم إضطهدونا بلا سبب , إذاً فلنسبح للرب تسبحة العيد بالمديح ] (10) المــــــــــــــــراجع (1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة الطبعة الثانية 2002 م ص 80 -82 (2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى (3) HOOKER, ECCL. POL. 42, 2. (4) Soccr., Eccl. Hist. 1, 7. (5) Newman's Arians of the Forth Century, c 3 ch. 2. (6) وهى التونية البيضاء التى ما زال الكهنة يلبسونها فى الخدمة حتى ألان (7) Apolgia contra Ar. 60 (8) Ibid (9) Apolgia contra Ar. 60- 63 (10) Lener IV. Festal Letters of Athnasias. |
|