فى ذكرى ''مذبحة ماسبيرو''.. عام مضى والفاعل ''طرف ثالث'' !
صورة
قالوا أنها مذبحة وإنها مجزرة للأقباط فى مصر، وقالوا إنها ''الأحد الدامي'' و''الأحد الأسود''، إنها ذكرى أحداث ''ماسبيرو الأولى'' والتى راح ضحيتها 24 شخصاً غير المئات من المصابين فى الرابع من أكتوبر الماضي، لتجمع سخرية القدر بين انتصارات أكتوبر المجيدة لبطولات الجيش المصري، ومذبحة ''ماسبيرو'' بدبابات نفس الجيش لتضعهما فى شهر واحد.
هدم كنيسة ''المريناب'' بمحافظة أسوان استفز مشاعر أقباط مصر، ودفعهم إلى تنظيم مسيرة حتى ''ماسبيرو'' القابع بالقرب من ميدان التحرير، لم يكن وقتها للبلاد رئيس يحتجون أمام قصره، الإعلام كان مسيطراً على المشهد، لذا اتجهت المسيرة إلى ماسبيرو من مجموعة من الأقباط الذين تحركوا من قلب مدينة شبرا، والمعروفة بكثافة سكانها من الأقباط فى مصر، وانطلقوا منها رافعين الصلبان والصور المسيحية، ليس أمامهم سوى اللافتات والهتافات يعبرون بها عن غضب مكتوم أو مطلب للعدالة.
قوات الشرطة العسكرية لمحت المسيرة من بعيد، بعد أن انضم لها عدد من المشاركين غير الأقباط تضامناً مع مطالب الأقباط، وتعاطفاً مع مشاعر شعب عًرف عن التدين، لتثبت المسيرة أنه ليس من التدين أن نرى كنيسة تُهدم فى جنوب مصر ونقف صامتين؛ حيث قرر المشاركين فى المسيرة بدء اعتصام مفتوح أمام مبنى التلفزيون يبدأ من الرابع من أكتوبر 2011 .
اختلفت الروايات وتعددت الشهادات حول بداية الشرارة فى مذبحة ''ماسبيرو'' من عدد من الأطراف، فمنهم من يلقى باللوم على الشرطة العسكرية، ومنهم من أعزى المذبحة إلى مناوشات استفزازية من بعض شباب المسيرة، والتلويح بإشارات سيئة للجنود المصرية، والكثير ارتاح إلى ''الطرف الثالث'' ليرتاحوا من التفكير فى الفاعل الحقيقي.
أحداث ''ماسبيرو'' كانت كالقشة التى قسمت العلاقة بين المعتصمين وقوات الشرطة العسكرية، فبعد أن كان ''الجيش والشعب إيد واحدة'' تحول الأمر إلى ''يسقط يسقط حكم العسكر''؛ حيث علا هذا الهتاف بعد أحداث ماسبيرو .
اشتعلت الأحداث التى بدأت ليلاً لتنير سماء القاهرة وسط مخاوف من المتابعين على مستقبل البلاد بعد هذا الشرخ بين الأقباط والجيش، وبدأ الصدام فى الشوارع بين الشرطة العسكرية والمتظاهرين، سالت الدماء أمام كاميرات ماسبيرو .
المستشفى الميداني بالعباسية لم يستوعب أعداد المصابين بطلقات نارية، بعد أن استمرت المعركة ''الكر والفر'' بين القوات الأمنية والأقباط المعتصمين الذين رددوا هتافات ''ارفع رأسك فوق أنت قبطي''، و''قبطية قبطية مش إسلامية ولا سلفية''، مما زاد الموقف اشتعالاً خاصة مع توافد حشود من المسلمين من مناطق بولاق أبو العلا والعجوزة وإمبابة والباطنية الذين تجمهروا أمام ''ماسبيرو'' والذين رددوا هتافات ''إسلامية إسلامية''، بعد أن حاول بعض الشباب المسلمين الانضمام للقوات الأمنية للدفاع عنهم مرددين هتافات ''الجيش والشعب إيد واحدة'' لكن دون جدوى .
فى ذكرى المذبحة أعلن عدد من الائتلافات القبطية عن المشاركة فى قداس يُحيى ذكرى استشهاد أبناء مصر من الأقباط، فى انتظار محاسبة المسئولين عن تلك المذبحة لعله يشفى صدورهم.