* "لذلك سيطر عليهم كبرياؤهم، تغطُّوا بإثمهم وشرُّهم" (مز 73: 6). فالإثم يوفِّر غطاءًا رديًا، وإن أراد أحد أن يكسونا به، يجب أن نخلعه، وإلاَّ أتى معنا إلى القضاء. وإن حاول أحد أن يخلع عنَّا رداءنا الروحي الذي تسلَّمناه، اخلعوا أنتم ثوب الإثم والبسوا غطاء الإيمان والصبر الذي بهما غطَّى داود نفسه في الصوم، لئلاَّ يفقد ثوب الفضيلة. والصوم نفسه غطاء، فحقًا ما لم يغطِّ الصوم المقدَّس يوسف لعرَّته الزانية الشهوانيَّة (تك 39: 12). لو كان آدم قد اختار أن يغطِّي نفسه بذلك الصوم ما تعرَّي! لكن لأنَّه تذوَّق من شجرة معرفة الخير والشرّ، معاندًا الحَرم السماوي، ومتعدِّيًا للصوم الذي فرض عليه بتناوله طعامًا "الانصياع للشهوة الحسِّيَّة"، فقد عرف أنَّه عريان! (تك 3: 6-11). لو صام لحفظ ثوب الإيمان وما رأى نفسه عاريًا. فلننأى نحن عن تغطية ذواتنا بالإثم والسكر، لئلاَّ يُقال عن أحدنا "لبس اللعنة كثوب!" (مز 109: 18). فقد كسى آدم نفسه بكساء رديء، وراح يتلمَّس أغطية من أوراق الشجر، لهذا نال حكم لعنة.