الرب يعطي نعمة للمتواضعين ويقاوم المتكبرين..

[tito227]

الرب يعطي نعمة للمتواضعين ويقاوم المتكبرين..



الجمعة 25 اكتوبر 2013

نيافة الأنبا يؤنس أسقف عام الخدمات العامة والاجتماعية والمسكونة


وفي تلك الساعة تهلل يسوع بالروح وقال أحمدك أيها الأب رب السماء والأرض لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال. نعم أيها الأب لأن هكذا صارت المسرة أمامك. والتفت إلى تلاميذه وقال كل شيء قد دفع إلي من أبي. وليس احد يعرف من هو الابن إلا الأب ولا من هو الاب الا الابن ومن أراد الابن ان يعلن له. والتفت الى تلاميذه على انفراد وقال طوبى للعيون التي تنظر ما تنظرونه. لأني أقول لكم إن انبياء كثيرين وملوكا أرادوا أن ينظروا ما أنتم تنظرون ولم ينظروا وان يسمعوا ما انتم تسمعون ولم يسمعوا" ( لو ١٠: ٢١ - ٢٤)
"أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء".. لماذا كان يسوع يتهلل بإخفاء الحقيقة عن الحكماء والفهماء؟
الحكماء والفهماء في أعين أنفسهم أخذوا ويلات كثيرة وردت في الكتاب المقدس.
"ويل للحكماء في أعين أنفسهم والفهماء عند ذواتهم" (أش ٥: ٢١)
هؤلاء عندهم حالة كبرياء مرضية، لذلك يخفي الله عنهم الحقيقة.
سليمان الحكيم يقول: "لا تكن حكيما في عيني نفسك. اتق الرب وابعد عن الشر" (أم ٣: ٧)
"ارأيت رجلا حكيما في عيني نفسه. الرجاء بالجاهل أكثر من الرجاء به" ( أم ٢٦: ١٢)
الإنسان الذي يعتقد أن حكمته كبيرة جداً ولا يعترف أنها من عند الله وهي نعمة من نعم الله عليه، يفقد رجاؤه ويخفي الله عنهم الحقائق.. كلما اتضع الإنسان كلما زاده الله حكمة.
وأيضا.. يقول الكتاب المقدس "سامع المشورة حكيم" فبالرغم من حكمة وارتفاع شأنك يا ابني، احتفظ بهذه الأية في قلبك. لا ترفض المشورة أبدا لكي يزيدك الأب من نعمته.
عيش بإتضاع واعرف ان أي نعمة عندك هي من عند الله. أما الذي يفكر بغير ذلك فهو جاهل..
"لا يخدعن احد نفسه. إن كان احد يظن انه حكيم بينكم في هذا الدهر فاليصر جاهلا (أمام الله) لكي يصير حكيما" ( ١كو٣ : ١٨)
اختار الله جهلاء العالم ليغزو حكماء العالم.. وضعفاء العالم ليخزي بهم الأقوياء. فهناك خمسة أمثلة لهؤلاء:
١- موسى النبي:
أرسل الله موسى النبي إلى ارض مصر ليخلص شعبه مع انه ثقيل الفم واللسان..
ولما قال له موسى بتواضع أنه ثقيل الفم واللسان قال له الله "من يصنع الفم للإنسان.. أليس انا الله؟" ومن تلك اللحظة باركه الله وتكلم عنه وصار حكيمة بنعمة الله..
٢- ارميا النبي:
عند اختيار ارميا النبي ليكون نبي من أنبيائه، قال له الله: "قبلما صورتك في البطن عرفتك.. وقبل أن تخرج من الرحم قدستك وجعلتك نبيا للشعوب"
قال له ارميا "يا رب أنا ولد لا اعرف أن أتكلم" فأمره الرب أن يفتح فمه ووضع الرب يده في فمه ووضع الكلام بداخله.
٣- القديس يوحنا الحبيب:
القديس يوحنا الذي كتب سفر الرؤيا ورأى عظمة السموات.. كان في الأصل صياد سمك بسيط، لكن الله قال لهم أن يتبعاه ليكونوا صيادي الناس.
٤- بولس الرسول:
على الرغم من انه كان عالم ورجل مثقف لكن الرب لمس قلبه وأعطاه نعم كثيرة لأن بولس الرسول كان دائماً متواضع في عيني نفسه وكان دائماً يقول أنه لا يستحق أن يكون من تلاميذ المسيح لأنه كان من أكبر الناس وأبشعهم في اتضهاد المسيحيين.
فنظر الرب إلى تواضعه ورفعه بحكمة عظيمة..
٥- البابا ديميتريوس الكرام:
البابا ديميتريوس الكرام كان أصلا فلاح. في يوم دخل علي قداسة البابا اللي قبله بعنقود عنب. فأعلن الله للبابا أنه البابا القادم سيكون هذا الرجل. ومرت الأيام وتعلم هذا الفلاح البسيط المتواضع في عيني نفسه القراءة الكتابة وعمل الله نعم كثيره من خلاله.
يا أحبائي تواضعوا واطلبوا الحكمة والمشورة دائماً في البيت والعمل لكي يفيض علينا الله. فالرب يعطي نعمة للمتواضعين ويقاوم المتكبرين..