طريق الخلاص
بالإيمان أم بالأعمال؟
إذا أردنا أن نجيب عن هذا السؤال الهام، علينا أن نعرف ماذا يعلمنا الكتاب المقدس:
(1)
الكتاب المقدس يعلمنا أن الإيمان هو وسيلة الخلاص:
«لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكى لا يهلك كل من يؤمن به؛ بل تكون له الحياة الأبدية»
(يوحنا 3: 16).
«الذى يؤمن به لا يُدان، والذى لا يؤمن قد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الله»
(يوحنا3:18).
«آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص أنت وأهل بيتك»
(أعمال 16: 31).
«وأما الذى لا يعمل ولكن يؤمن بالذي يبرر الفاجر فإيمانه يُحسَب له براً»
(رومية 4: 5).
«لأنكم بالنعمة مخلّصون بالإيمان وذلك ليس منكم هو عطية الله»
(أفسس 2: 8).
من الآيات السابقة وغيرها، نفهم أن الخلاص هو بالإيمان بالرب يسوع المسيح؛ والإيمان ليس هو ثمن الخلاص، لكنه الوسيلة التي بها يحصل الإنسان عليه. أما ثمن الخلاص فهو
«دم المسيح»
(1بطرس 1: 18،19).
( 2 )
الكتاب يعلمنا أن الخلاص ليس بالأعمال
«ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد»
(أفسس 2: 9).
« لا بأعمال في بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا»
(تيطس 3: 5).
« مبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذى بيسوع المسيح»
(رومية 3: 24).
وقد يسأل سائل:
إذاً، لماذا أعطى الله الناموس (الوصايا)؟ الحقيقة أن الله أعطى الناموس ليثبت للإنسان فشله وعجزه. لم يكن الناموس في فكر الله أصلاً لكنه
«قد زيد»
(غلاطية 3: 19).
لقد قال الشعب قديماً:
«كل ما تكلم به الرب نفعل»
(خروج 19: 8)؛
وها هو الله يثبت لهم أنهم لا يستطيعون أن يعملوا شيئاً.
ونقرأ في رومية 5: 20
«وأما الناموس فدخل لكى تكثر الخطية»؛
فالناموس مثل المسطرة التي فقط تكشف اعوجاج الخط دون أن يمكنها أن تقومه، ومثل جهاز الأشعة الذى فقط يرينا داء المريض دون أن يقدم العلاج. إن موسى الذى به أعطى الله الناموس، لم يستطع هذا الناموس أن يُدخله إلى أرض الموعد؛ فهل يستطيع الناموس أن يُدخل إنساناً إلى السماء؟!
( 3 )
الكتاب يعلمنا أن الأعمال الصالحة التي يعملها الإنسان هي نجاسة في نظر الله
عندما يقدم الخاطئ عملاً صالحاً، فهذا العمل في نظر الله نجس؛ لأن الأيدي التي قدمته نجسة لم تتطهر بعد. وقد أدرك إشعياء هذا الأمر وهذه الحقيقة فقال:
«وقد صرنا كلنا كنجس، وكثوب عدة (شديد النجاسة) كل أعمال برنا (وليس أعمال شرنا فقط) »
(إشعياء 64: 6).
( 4 )
الكتاب يعلمنا أن الحياة الأبدية هبة، أي عطية مجانية دون مقابل
«لأن أجرة الخطية هي موت، وأما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا»
(رومية 6: 23).
فالهدايا تُعطى مجاناً مع أن لها ثمناً وربما ثمن عظيم؛ هكذا الخلاص والحياة الأبدية، مع أنهما كلفا المسيح ثمناً عظيماً جداً، إلا أن الله يعطيهما مجاناً، ولا يكون الحصول عليهما متوقفاً على أية أعمال يقدمها الإنسان.
( 5 )
الكتاب يعلمنا أن عمل المسيح على الصليب كامل وكافٍ
قال الرب يسوع كلمة خالدة عظيمة، بعد أن رأى أن كل شيء قد كمل، وأنه دفع كل الدين وكل الحساب؛ كانت هذه الكلمة هي
«قد أُكمِل»
(يوحنا 19: 30).
وهو تعبير يرينا ختم الرب نفسه على أن عمله هو العمل الكامل. ولكفاية هذا العمل وكماله فإنه لا يتكرر مطلقاً؛ عكس الذبائح فى عهد الناموس التي كانت تتكرر كل سنة وتُقدَّم مراراً كثيرة، ولم تستطع أن ترفع أو أن تنزع خطية واحدة.
ومن الآيات التالية نكتشف أن عمل المسيح الذى عُمِل مرة واحدة كان فيه كل الكفاية:
«وليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداء أبدياً ... ولكنه أُظهِر مرة عند انقضاء الدهور ليُبطِل الخطية بذبيحة نفسه ... المسح... قُدم مرة لكى يحمل خطايا كثيرين»
(عبرانيين 9: 12 ، 26 ، 28).
«فبهذه المشيئة نحن مقدسون بتقديم جسد يسوع المسح مرة واحدة... وأما هذا (المسح) فبعد أن قدم عن الخطايا ذبيحة واحدة؛ جلس (كدليل على كمال العمل) إلى الأبد عن يمين الله ... لأنه بقربان واحد قد أكمل إلى الأبد المقدسين»
(عبرانيين 10: 10 ،12 ،14).
مآزر من ورق التين أم أقمصة من جلد؟
عندما دخلت الخطية إلى العالم، يقول الكتاب (تكوىن3) إن أعين آدم وحواء انفتحت وعلما أنهما عريانان (ع7). ولكى يسترا عريهما، خاطا أوراق تين وصنعا لأنفسهما مآزر، لكن هل استطاعت أوراق التين أن تسترهما أمام الله؟
إطلاقاً، لأنهما عندما سمعا صوت الرب الإله ماشياً في الجنة اختبئا في وسط الشجر، وعندما نادى الرب آدم
«أين أنت؟»،
قال آدم
«سمعت صوتك في الجنة فخشيت، لأنى عريان فاختبأت»
(ع01)، ورغم أنه كان يلبس المآزر التي صنعها لنفسه، لكنه اعترف أنه عريان ومكشوف أمام الله. هكذا لا تستطيع أعمالنا أن تسترنا بأي حال من الأحوال أمام الله. ولكن الحل كان من الرب الذى صنع لهما أقمصة من جلد وألبسهما (ع12). وهنا لم يعمل آدم شيئاً، لكن الرب هو الذى صنع الأقمصة وألبسهما، ولكى يصنع لهما هذه الأقمصة كان لابد من ذبيحة تُذبح ثم تُسلخ؛ هذه الذبيحة تذكرنا بالذبيح الأعظم، الرب يسوع المسيح.
خيوط العنكبوت أم خيوط الحرير ؟
على أن كثيرين لازالوا يردون الاقتراب من الله عن طريق أعمالهم، معتقدين أن أعمالهم تستطيع أن تكسو عريهم أمام الله، ولا يدرون أنهم بذلك ينسجون خيوط العنكبوت التي لا يمكن لها أن تصير ثوباً «... نسجوا خيوط العنكبوت ... خيوطهم لا تصير ثوباً، ولا يكتسون بأعمالهم»
(إشعياء 59: 5،6).
على أن المسيح عندما عُلق على الصليب ليحتمل كل الدينونة قال دون أن يسمعه أحد
«أما أنا فدودة لا إنسان»
(مزمور 22: 6)
كان مثل دودة القز التي تموت لتعطى للإنسان خيوطاً رائعة تصير ثوباً، هي خيوط الحرير. وكل من يؤمن بالرب يسوع المسيح إيماناً قلبياً يستطيع أن يهتف
«فرحاً أفرح بالرب، تبتهج نفسى بإلهى؛ لأنه قد ألبسني ثياب الخلاص، كساني رداء البر»
(إشعياء 61: 10) ...
هل نستطيع أخي وأختي أن نهتف هذا الهتاف؟!
فأذن ليسمع الكل صوتنا ونبتهج بالإهنا العظيم الذي فدانا
أشكرك أحبك كثيراً
الرب يسوع المسيح يحبكم
جميعاً فتعال...هو ينتظرك