سادساً: عن اعتقادهم بعدم خلود النفس البشرية وعدم العذاب أو الراحة لها بعد الموت
وخذوا ما ورد في كتاب "المعركة القادمة" لمسز هويت صفحة 32 حيث تقول (بعد أن أهبط الشيطان آدم أمر ملائكته أن يطبعوا في البشر الاعتقاد بخلود النفس حتى إذا ما أعتقد الناس به قادهم إلى الاعتقاد أيضاً بأن الخاطئ يعذب عذاباً أبدياً لا نهاية له، وهكذا يصورون الله بصورة الظالم المنتقم الذي يرمي الخاطئ في نار جهنم ويسكب عليه فيها غضبه المشتعل، وبينما يتمرغ في لظى لهيبها متألماً ينظر إليه الخالق بعين الرضا وانشراح الصدر).
وفي صفحة 34 و35 من كتابها هذا عينه تقول: (إن الاعتقاد بأن النفس خالدة لمن الاعتقادات الباطلة قد أخذتها الكنيسة عن الوثنية وأدمجتها في المعتقدات التي تعلم بها، أما الكتاب المقدس فيصرح بأن النفس التي تخطيء هي تموت، وأن الموتى لا يعلمون شيئاً...... ليس من آية من الآيات المقدسة تعلم أن الأبرار يذهبون إلى ثوابهم حال الموت. ولم يعطنا الآباء ولا الأنبياء تأكيداً بمثل هذا الأمر. ولم يشر إليه السيد المسيح أو رسله الكرام).
وفي صفحة 42 تتابع قولها (يجمع الشيطان أخيراً كل الشعوب تحت لوائه المضل بواسطة الضلالين العظيمين ألا وهما أولاً الاعتقاد بخلود النفس وثانياً بقدسية الأحد).
و"الكتاب يتكلم" في صفحة 579 يقول (لو كان في موت الإنسان الانتقال إلى حياة أفضل فلماذا يموت المسيح ليفدي الإنسان من الموت. وما هي الحاجة إلى القيامة والمجيء الثاني) وفي صفحة 582 يقول (إذا بقي الإنسان حيّاً بعد الموت وصعد إلى السماء أو نزل إلى جهنم حسب زعم البعض، فما المنفعة من مجيء المسيح الثاني طالما يكون الإنسان قد نال جزاء ما استحق توَّاً بعد الموت).
ألا نرى بأقوالهم هذه تكذيباً لأقوال الله في كتابه. ففي (اش 66: 24) يقول "ويخرجون ويرون جثث الناس الذين عصوا عليَّ لأن دودهم لا يموت ونارهم لا تطفأ ويكونون رذالة لكي ذي جسد".
ثم أليس هذا تكذيباً لقول الرب يسوع نفسه في (مت 25: 46) فيمضي هؤلاء إلى عذاب أبدي والأبرار إلى حياة أبدية" وقوله الذي كرره في (مر 9: 43) "خير لك أن تدخل الحياة الخ..... من أن تطرح في جهنم حيث دودهم لا يموت والنار لا تطفأ" وكذلك ما قيل في (لو ص 16) عن عذاب الغني بعد موته حالاً وعن راحة لعازر بعد انتقاله إلى أحضان إبرهم فوراً. وبالإضافة إلى كل ذلك وغيره نجد الكتاب يخبرنا عن النفوس الحية تحت الختم الخامس، وأعطوا أن يستريحوا لإكمال العدد (رؤ 6: 9-11).
ألا تلاحظون معي أيها الأحباء إن إنكار حقيقة خلود النفس يلاشي الإيمان بالحياة بعد الموت حسب تعليم الكتاب، وإن هذا الإنكار لا يتفق مع نص الإنجيل في قول الرب يسوع إلى اللص الذي اعترف بخطاياه وتاب وآمن "الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس" (لو 23: 43).
ومما تجدر الإشارة إليه هو أن السبتيين يتفقون مع شهود يهوه بالتلاعب في عبارة الرب هذه التي قالها إلى اللص لأنها تفسد رأيهم. والعجيب أن السبتيين لا يقفون عند حد في آراء الضلال، لأننا نراهم يحامون عن الأشرار وهلاكهم. وفي "الكتاب يتكلم" صفحة 595 يقولون (يفنى الأشرار كالدخان ويصيرون رماداً.... أن هلاك الأشرار لرحمة من الله لهم إذ لا يشأ أن يبقيهم في عصيانهم وبؤسهم وتعاستهم. نعم إنها لرحمة من الله أن يفنيهم فلا يبقى لهم أصلاً ولا فرعاً ويكونوا كأنهم لم يكونوا وتصبح الأرض مسكناً سعيداً للمفديين يملئونها تمجيداً لاسم الرب الفادي). وفي صفحة 592 يقول (يصعب جداً حفظ الأشرار في العذاب إلى الأبد بدون تعيين محل يكونون فيه).
وهذه الآراء الفاسدة يبطلها كلام الله الحق القائل في (رؤ 20: 10) "وإبليس الذي كان يضلهم طرح في بحيرة النار والكبريت حيث الوحش والنبي الكذاب وسيعذبون نهاراً وليلاً إلى أبد الآبدين". وهلاك إبليس هذا يشمل الجيش البشر الذي تجند معه لمحاربة الرب (رؤ 20: 9).
ويظهر فساد قولهم بأنه (يصعب تعيين محل لحفظ الأشرار). على أن الكتاب يعيّن لهم المحل كما في (رؤ 21: 8) إذ يقول "أما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة والسحرة وعبدة الأوثان وجميع الكذبة فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت الذي هو الموت الثاني".
ثم إن "الكتاب يتكلم" لم يكتفِ بالمحاماة عن الأشرار ولكنه يحامي عن الملائكة الساقطين. ففي صفحة 46 يقول (أن الله الذي هو محبة والذي يُسَرّ بالرحمة والذي لا يتغير، قد عامل الإنسان بعد أن أخطأ بالصفح والغفران ومنحه وقتاً ليرجع إليه. أفليس من المعقول أنه سلك المسلك نفسه أيضاً مع الملائكة الذين أخطأوا؟ أما أولئك الذين تمردوا أو ثاروا على الله وعلى النظام السماوي فقد طردوا من السماء). فأقوال الكاتب هذه تتفق مع أقوال مسز هويت بهذا الصدد. ولكن كلمة الله تبين لنا أنه صفح للإنسان ودبر خلاصه بالفداء بخلاف الملائكة لأن الوحي في (عب 2: 16) يقول "لأنه حقاً ليس يمسك الملائكة بل يمسك نسل إبرهيم".