تشير عبارة "لم يَكُنْ هو النُّور" الى نور يوحنا المعمدان الصادر من نور المسيح الذي له النور في ذاته ويهبه لغيره: " يُنيرُ كُلَّ إِنْسان آتِياً إِلى العالَم " (يوحنا 1: 9)، حيث صرّح يسوع بقوله "أَنا نُورُ العالَم مَن يَتبَعْني لا يَمْشِ في الظَّلام بل يكونُ له نورُ الحَياة" (يوحنا 8: 12)، وفي موضع آخر يقول "جِئتُ أَنا إِلى العالَمِ نوراً فكُلُّ مَن آمَنَ بي لا يَبْقَى في الظَّلام." (يوحنا 12: 46). المسيح هو النورُ الأزليّ، النورُ الذي لا زمنَ له، والذي ظهرَ في الزمنِ، ظهرَ في جسدِه وخَفِيَ في طبيعتِه، النورُ الذي أحاطَ بالرعاةِ، وقادَ المَجُوسَ في الطريق. وحيث ان يسوع هو النور، الذي لا يعرف الظلمة، وحياة لا تعرف الموت، ومحبة موجَّهة إلى كلّ شخص على وجه الأرض دون تمييز.
يسوع يدعونا للسير في النور والسير في النور يعني مشاركة بعضنا مع بعضا كما يقول يوحنا الرسول " وأمَّا إِذا سِرْنا في النُّور كما أَنَّه هو في النُّور فلَنا مُشارَكةٌ بعضُنا مع بَعض "(1 يوحنا 1: 7)، فلا مشاركة لله بدون مشاركة لإخوتنا.