ظهرت حكمة سليمان في كثير من المواقف. تذكر التوراة المقدسة لنا منها قصة تقول إن امرأتين أتتا إلى الملك سليمان ووقفتا بين يديه. قالت إحداهما: «ٱسْتَمِعْ يَا سَيِّدِي. إِنِّي أَنَا وَهٰذِهِ ٱلْمَرْأَةُ سَاكِنَتَانِ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ، وَقَدْ وَلَدْتُ مَعَهَا فِي ٱلْبَيْتِ. وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ بَعْدَ وِلاَدَتِي وَلَدَتْ هٰذِهِ ٱلْمَرْأَةُ أَيْضاً، وَكُنَّا مَعاً وَلَمْ يَكُنْ مَعَنَا غَرِيبٌ فِي ٱلْبَيْتِ. فَمَاتَ ٱبْنُ هٰذِهِ فِي ٱللَّيْلِ لأَنَّهَا ٱضْطَجَعَتْ عَلَيْهِ. فَقَامَتْ فِي وَسَطِ ٱللَّيْلِ وَأَخَذَتِ ٱبْنِي مِنْ جَانِبِي وَأَمَتُكَ نَائِمَةٌ، وَأَضْجَعَتْهُ فِي حِضْنِهَا، وَأَضْجَعَتِ ٱبْنَهَا ٱلْمَيِّتَ فِي حِضْنِي. فَلَمَّا قُمْتُ صَبَاحاً لأُرَضِّعَ ٱبْنِي إِذَا هُوَ مَيِّتٌ. وَلَمَّا تَأَمَّلْتُ فِيهِ فِي ٱلصَّبَاحِ إِذَا هُوَ لَيْسَ ٱبْنِيَ ٱلَّذِي وَلَدْتُهُ». وجعلت كلٌّ من السيدتين تتهم الأخرى أن ابن زميلتها هو الميت وأن ابن المتكلمة هو الحي. وهنا قال الملك سليمان: «اِيتُونِي بِسَيْفٍ». فَأَتُوا بِسَيْفٍ فَقَالَ ٱلْمَلِكُ: «ٱشْطُرُوا ٱلْوَلَدَ ٱلْحَيَّ ٱثْنَيْنِ، وَأَعْطُوا نِصْفاً لِلْوَاحِدَةِ وَنِصْفاً لِلأُخْرَى». فقالت الأم الحقيقية: «ٱسْتَمِعْ يَا سَيِّدِي. أَعْطُوهَا ٱلْوَلَدَ ٱلْحَيَّ وَلاَ تُمِيتُوهُ». أما المرأة التي كانت تدّعي أمومة الولد فقالت: «اُشْطُرُوهُ» (١ملوك ٣: ١٧-٢٦). عندئذ أصدر الملك سليمان أمره أن يُعطى الولد الحيّ لأمه الحقيقية التي أشفقت عليه.