رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فلَم يَستَطيعوا الوُصولَ بِه إِليه لِكَثرَةِ الزِّحام. فَنَبشوا عنِ السَّقفِ فَوقَ المَكانِ الَّذي هو فيه، ونَقَبوه. ثُمَّ دَلَّوا الفِراشَ الَّذي كانَ عليه المُقعَد " نَقَبوه" في الأصل اليوناني ἐξορύξαντες (معناها ثقب) فتشير إلى إزالة جزء من الطَّين والقَشِّ لفَتْح ثُغْرة في السَّقف. فقد كانت جدران البيوت في كَفرْناحوم أيام المسيح تُبنى بالحجارة، ولها سقوفٌ مُسطَّحة من الطَّين والقّشِّ، وفي السَّقف فتحةٌ مغطَّاة وتُفتح وقت الحاجة لكي يدخل النُّور وأشعة الشمس إلى البيت. وكان ضيف الشَّرف يجلس هناك. وكان هناك درجٌ خارجي يؤدي إلى السَّطح. وهكذا استطاع هؤلاء الرِّجَال بعزمهم وتصميمهم أن يحملوا المُقعَد على الدَّرج الخَارجي إلى السَّطح ويحفروا فتحة، ثم يدلوا منها صاحبهم المُقعَد إلى أمام يسوع (لوقا 5: 18). وكان هذا العمل دليلًا حِسّيًّا على إيمانهم وشِدَّة رغبتهم في شفاء مريضهم المُقَعد بالرُّغم من الموانع الكثيرة. وأمَّا لوقا الإنجيلي فيتحدث عن قرميد في السَّطح، ودلَّوْهُ بِسَريرِه مِن بَينِ القِرْميد κεράμων " (لوقا 5: 19)، لأنه يتخيل هذا البيت على نمط البيوت اليونانيَّة. ويدل هذا المشهد أيْضًا على أنَّ النَّاس يُحاولون الاقتراب من يسوع بجميع الوسائل المُتاحة، لذلك يتجاوب يسوع معهم في الحال. ويُعلق القديس أوغسطينوس " إذا أردْتَ أن تصلَ إلى الطَّبيبِ لتشرحَ له ما هو خافٍ، انقُبِ السَّقفَ وضَعِ المُقْعَد أمامَ الرَّبّ، (أي انقُبْ سقفَ نفسِك وادخُلْ) لأنَّ الطَّبيبَ مختفٍ في داخلِكَ"(العظة 46، 13). هل فينا الرَّغبة والأيمان مثل هؤلاء الرِّجَال في طلب من يسوع الشِّفاء الجسدي والرُّوحي لنا ولأصْحابنا؟ |
|