منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 31 - 10 - 2020, 06:19 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

انا اخدتك بالروح مش بالجسد



انا اخدتك بالروح مش بالجسد



تقول احدي الراهبات:
ذات يوم بعد ان انتهينا من صلوات التسبحة في تمام الساعة الخامسة صباحاً دخلت قلايتي وكنت متعودة أصلي المزامير قبل نزولي للشغل، ولكني وجدت رأسي ثقيلة جداً ومحتاجة أنام.. فلكي لا أُضيع الوقت ولا أستغرق في نوم عميق، جلست علي السرير وسندت رأسي قليلاً، فغفوت وحلمت الآتي:
رأيت تماف أمامي تبتسم لي في حنية ومدت يدها بدون كلام وامسكت يدي، ووجدت نفسي اخرج معها من بلكونة القلاية رغم انها كانت مغلقة الشيش والزجاج!! وطارت بي الي فوق بدون اي كلام ودخلنا منطقة السحاب، وبعد مسافة خرجنا من هذا السحاب فرأيت مكاناً جميلاً سأحاول ان اصفه علي قدر استطاعتي:
رأيت مساحات خضراء واسعة تفصل بينها طرقات غير منتظمة وغير واسعة وعبارة عن رمال نظيفة جداً لونها ذهبي.. في وسط الخضرة علي مسافات توجد مباني بدون سقف وكل مبني له فتحة تشبه الباب ويفتح علي الخضرة، ويوجد ناس من مختلف الاعمار يمشون في هذه المساحات الخضراء وأناس آخرون بداخل المباني.

وكلما كانت تقترب بي من مجموعة، كنت اري وجوههم تشع بالفرح والتسبيح والسلام العجيب.. كنت اشعر ان هذا الفرح والسلام يدخلان الي اعماق قلبي ويملآني فرحاً، فكانت تماف تنظر لي وتبتسم عندما تجدني فرحانة، ثم تنتقل بي الي مجموعة اخري فأمتلئ فرحاً اكثر الي ان وصلت لدرجة شعرت فيها ان قلبي لن يحتمل فرحاً اكثر من هذا..
كانت تشعر بي بدون كلام ثم نظرت اليّ وعادت بي من نفس الطريق وعندما اقتربنا من البلكونة، سمعت صوت اختي الراهبة التي كنت اعمل معها وهي تطرق باب القلاية وتنادي عليّ وتقول:
"ايه اللي حصل ياأختي؟! دا انتي دايماً اللي بتخبطي عليّ كل يوم.. انتي مش بتردي عليّ ليه؟!.." وعندما دخلنا القلاية سمعت الصوت يتكرر بوضوح أكثر وفتحت عينيّ ووجدت نفسي جالسة علي السرير كما انا، ولكن قلبي بيطفر من كثرة الفرح فمكثت قليلاً أتأمل فيما حدث معي، ثم خرجت من القلاية لأغسل وجهي وانزل الي عملي كالمعتاد.. فرأتني احدي الراهبات وقالت لي: "غريبة يعني شكلك فرحان ومصحصح، ليه مش بتردي علي أمنا اللي خبطت عليكي؟.."
فأخبرتها بأني كنت في حلم جميل.. فقالت لي: "خير.." فرويته لها.. فقالت لي: "لما تروحي مصر، احكي لتماف واسأليها عن تفسيره.." ثم نزلت شغلي وانا في كامل الفرح والنشاط. وفي نفس اليوم حضرت الينا من مصر راهباتان وعلمنا ان تماف ارسلتهما لأنزل انا مع راهبة ثانية الي الدير لحضور القداس والتناول وانهما ستقومان بعملنا الي حين رجوعنا.
عندما وصلت الي الدير الغالي في مصر القديمة، جلست مع تماف جلسة فردية {ارشاد روحي} فذكرت لها اموراً كثيرة ولم اذكر هذا الحلم.. وعندما انتهيت من الكلام، قالت لي تماف: "مفيش حاجة حصلت معاكي عايزة تحكيهالي؟"
فقلت: "لو قدسك شاعرة ان فيه حاجة انا ناسياها، فكريني.." فنظرت لي نفس النظرة بالابتسامة والحنية التي جاءت اليّ بها واخذتني في الحلم.. وهنا تذكرت فاخبرتها بأني حلمت حلماً مفرحاً جداً..

وقبل ان اقول اي كلمة قالت لي: "ده مش حلم يافلانة، انا فعلاً اخذتك معايا افرجك علي اماكن حلوة في السما.."
فقلت لها: "أنا!.. أنا ياتماف ليه؟!!."
قالت: "كان نفسي افرحك.. فاستأذنت من رب المجد اني اخدك معي هذه الرحلة.. فسمح بذلك..."
فطبعاً كان فوق طاقتي ان احتمل ان يكون ذلك حقيقة وليس حلماً، فانهرت في البكاء، ليس بسبب الحزن، لكن لشعوري بحنان ربنا العجيب الذي يعطينا اكثر مما نستحق، وبأمومة امنا الغالية العجيبة..

فتحت باب قلايتها وخرجت مسرعة الي قلايتي وهي قريبة من قلاية تماف لاني لم اود ان يراني احد وانا في هذه الحالة من الذهول الشديد لعدم استحقاقي.
سمعت احدي الراهبات بكائي، فطرقت باب قلايتي واصرت ان تعرف السبب ولم استطع مقاومة إلحاحها، فحكيت لها ماحدث.. ومن شدة ذهولها خرجت من عندي وروت لبقية الراهبات.. أما أنا، فقد جلست في قلايتي ولم اخرج منها لمدة يومين إلا للضرورة حتي لايراني احد ويسألني عن شئ.
في اليوم الثالث ارسلت لي تماف، فذهبت اليها وكان من الواضح اني بكيت كثيراً فقالت لي: "لسه بتبكي، ليه؟.."
قلت: "ياتماف انا مش قادرة احتمل اللي حصل.. دا كتير عليّ ومش فاهمة.."
فقالت لي: "مش فاهمة ايه؟.."
فسألتها: "ازاي خرجت من القلاية والبلكونة مقفولة؟!.." فقالت لي: "انا اخدتك بالروح مش بالجسد.."
فقلت لها: "يعني لو كان باب القلاية غير مغلق من الداخل واختي دخلت تشوفني ليه مش بأرد عليها، كانت ح تلاقيني ميتة؟!!.."
قالت لي: "لأ كانت ح تلاقيكي كأنك نايمة نوم عميق لاني اخذتك بالروح.."
وبالرغم من ان هذا الموضوع قد مر عليه اكثر من عشرين عاماً إلا انني لا استطيع استيعابه الي الآن ولكني كلما اتذكره، يملأ الفرح قلبي زمناً طويلاً.. فأشكر ربنا لان "شماله تحت رأسي، ويمينه تعانقني."
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
العمر ليس بالجسد بل بالروح
ولد مرة بالجسد يريد أن يولد، دائماً بالروح
بدأوا بالروح وكملوا بالجسد
بدأوا بالروح وكملوا بالجسد
الإيمان بالجسد والأعمال بالروح


الساعة الآن 07:24 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024