منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 13 - 11 - 2022, 02:49 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,330

مزمور 55 - صرخة من أجل الضيق




صرخة من أجل الضيق

أصغِ يَا اللهُ إلى صَلاَتِي،
وَلاَ تَتَغَاضَ عَنْ تَضَرُّعِي [ع1].

سِرّ سلام المؤمن وسط ضيقته أن يرى الله قد أمال أذنه ليسمع تنهدات قلبه الخفيّة في وسط الضيق، فهذا فيه كل العزاء لنفسه والشبع لقلبه. يقول المرتل: "أنا دعوتك، لأنك تستجيب لي يا الله، أمل أذنك إليَّ، اسمع كلامي" (مز 17: 6). "فلتأتِ قدامك صلاتي، أمل أذنك إلى صراخي" (مز 88: 2). ويقول دانيال النبي: "أمل أذنك يا إلهي واسمع، افتح عينيك واُنظر خربنا والمدينة التي دُعي اسمك عليها، لأنه لا لأجل برّنا نطرح تضرعاتنا أمام وجهك، بل لأجل مراحمك العظيمة" (دا 9: 18).
يقف رجال الله على أبواب مراحم الله يقرعون باستمرار، إذ يدركون أنه لا نجاح لهم، ولا خلاص، ما لم يمل الله أذنه إليهم ويسمع صرخاتهم. حقًا إن الله قريب جدًا من أولاده، لكنه يطلب سؤالهم منه، واتكالهم عليه، وليس على آخر غيره.
في وقت الضيق، خاصة إذا اشتد حتى بدا غير محتملٍ يبدو الله وكأنه قد انسحب أو تغاضى عن صلاة المؤمن، لذا يصرخ المرتل: "لا تتغاضَ عن تضرعي".
* أنت يا الله يا من صفاتك الغيرة والرحمة والشفقة،
لا تمد عليّ سلطان (جبروت) يمينك.
سوف يغرقني قلبي القاسي في لجة الهاوية تعيسًا.
أصغِ يا رب، يا إلهي، وانظر (مز 55: 1)،
فإنك قدوس (مز 55: 1),
اُنظر، فإن أعدائي قد قاموا عليّ، قائلين:
إن الله قد تخلى عنه (مز 71: 11)،
فطارِدوه، واقبضوا عليه، لأن لا منقذ له.
وأنت يا الله... فإلى متى؟ (مز 6: 3)
عُد ونج نفسي - وأنقذني من أجل رحمتك.
ارحم ابنك الذي أعطيته ميلادًا.
القديس أغسطينوس

اسْتَمِعْ لِي، وَاسْتَجِبْ لِي.
أَتَحَيَّرُ فِي كُرْبَتِي، وَأضْطَرِبُ [ع2].

يعترف المرتل أنه في حالة اضطراب شديد وقلق. يرى البعض أن الكلمة المترجمة هنا "أتحير" تُستخدم عن الحيوانات حينما تجول هنا وهناك في حالة هياج، خاصة الجِمال، إذ تفقد اتزانها، ولا تعرف كيف تتصرف. وكما جاء في هوشع: "لم يزل يهوذا شاردًا عن الله، وعنالقدوس الأمين" (هو 11: 12). لقد شعر المرتل أنه أشبه بجملٍ في حالة هياج بلا وعي، عاجز عن تدبير أمره، ومحتاج إلى تدخل صاحبه فورًا!
يرى القديس أثناسيوس الرسولي أنها صرخة السيد المسيح المتألم، فقد جاء إلى الصليب لكي يخلص البشرية.
ونحن أيضًا إذ نحسب آلامنا شركة مع المسيح في صلبه، نصرخ إلى الله، فنجد أذنيه تسمعان صلواتنا الخفية. في وقت الضيق ننعم بما هو أعظم من الخلاص من الضيق، ألا وهو إنصات الله إلى صلاتنا، واستماعه إلينا، وتطلعه نحونا، وكأنه لا يوجد في العالم غيرنا. إنه كالخزّاف الذي يتطلع دومًا إلى الإناء الذي في الفرن، يعرف متى يُخرجه إناءً للكرامة!
مِنْ صَوْتِ العَدُوِّ،
مِنْ قِبَلِ ظُلْمِ الشِرِّيرِ.
لأَنَّهُمْ يُحِيلُونَ عَلَيَّ إِثْمًا،
وَبِغَضَبٍ يَضْطَهِدُونَنِي [ع3].

ماذا يقصد بصوت العدو وظلم الشرير، سوى الاتهامات الباطلة المرعبة التي يوجِّهونها ضده. كأنهم يصرخون ضده قائلين: لا يستحق هذا البائس المُلك، ليعصه الجميع، وليطردوه من كرسي المملكة!
لا يقف الأمر عند الاتهامات بالفم، وإنما دخلت في دور العمل، بالضغط بكل الوسائل لممارسة الظلم على المرتل، خاصة العصيان العملي. هذا ما فعله أخيتوفل صديق داود الذي انضم إلى أبشالوم ليطرح داود عن العرش. وقد برَّر هذه الخيانة باتهام داود أنه فاعل شر.
يَمْخَضُ قَلْبِي فِي دَاخِلِي،
وَأَهْوَالُ الْمَوْتِ سَقَطَتْ عَلَيَّ [ع4].

شعر داود كأن قلبه صار يدور حول نفسه في مرارة، لا يعرف ما هو سبب خيانة أخيتوفل له. صار يتلوَّى كالمرأة وهي تعاني من المخاض. لكن المرأة وهي تتمخض تئن من شدة الألم، وإن كانت تترجى مولودًا جديدًا. أما قلب داود فيتمخض، وهو يترقب الموت، خاصة وأن الأحداث قد تمت بطريقة مفاجئة لم يكن يتوقعها.
كان داود في هروبه يتوقع حلول مذبحة له ولمن التف حوله.
خَوْفٌ وَرَعْدَةٌ أَتَيَا عَلَيَّ،
وَغَشِيَنِي رُعْبٌ [ع5].

إنه وصف لما حلّ بالسيد المسيح بعد أن سلَّم نفسه بين أيديهم بإرادته، ودخل في محاكمات ظالمة واتهامات باطلة. ما هو صوت العدو المُقلق إلاَّ كلمات قيافا: "قد جدّف، ما حاجتنا بعد إلى شهود؟!" ومن هو الخاطي الذي أحزنه إلاَّ يهوذا الإسخريوطي الذي سلَّمه؟!
مسيحنا رأس الكنيسة القدوس صار في ضيقة، وسلَّم نفسه للموت ظلمًا، لذا لاق بالجسد أن يشاركه آلامه.
يقول القديس أغسطينوس أن داود هنا يرمز للسيد المسيح، الرأس والجسد معًا، إذ يصير الاثنان جسدًا واحدًا. بهذا نحن نعيش في العالم، نشاركه آلامه. أما لماذا يسمح الله بوجود الأشرار؟ فكما يقول القديس أغسطينوسإنه ليس بدون جدوى، إنما يحوّل الله أعمالهم لخيرنا. إنه يتركهم لعلهم يرجعون إليه بالتوبة، أو لكي ينتفع الأبرار بتصرفاتهم، التي بها يُكللون. لهذا يليق بنا ألاّ نبغض الأشرار.
ليتنا نشتهي خلاص الأشرار، لا الانتقام منهم،

وكما يقول القديس أغسطينوس: [عندما تشعر أنك تكرهعدوًا، فأنت تكره أخًا لك دون أن تعلم.]
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مزمور 83 | صرخة لله
مزمور 71 | صرخة قلب
مزمور 61 - صرخة استغاثة وشكر لله
مزمور 60 - صرخة للخلاص من العدو
مزمور 44 - صرخة من أجل الخلاص


الساعة الآن 06:51 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024