رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نوح وميثاق الله معه* *وأخيرا أختم بذلك العهد و الميثاق الذى أقامه الله معى ومع نسلى إلى الأبد عندما قال: "وضعت قوسى فى السحاب،فتكون علامة ميثاق بينى وبين الأرض" * كان هذا القوس "مبشر الله فى الجو" وفى الواقع أنها إن تحدثت عن شىء فإنما تتحدث أولاً قبل شىء عن وجود الله ولطفه وحنانه ورحمته.. *خرجت من الفلك، وتأملت هنا وهناك، فإذا به أرى من المناظر ما يملأنى رعباً وخوفاً وهلعاً، لقد أبصرت الدنيا حولى خراباً، أبصرت الله وقد قضى على كل حى أين الرجال الذين رأيتهم مراراً؟ *أين المدن المرتفعة أين الجمال والحياة البشرية العامرة الزاخرة؟ لقد انقضت هذه كلها، وأضحت أثراً بعد عين، وانتابنى ، الإحساس الغامر الرهيب بالخوف والقلق والاضطراب... *ألا يمكن أن يتكرر الطوفان مرة أخرى؟وألا يمكن أن تحدث هذه المأساة بين بنيى وأحفادى فى المستقبل القريب أو البعيد؟ *وصليت وتضرعت إلى الله، ألا يحدث مثل هذا الطوفان مرة أخرى؟ وأجابنى الله على هذه الصلاة "بأن رفعت عينيى إلى فوق، وأرانى قوس قزح الجميلة المنظر، وكأنما يقول لى لا تفزع يا نوح أو تخف، فأنا لست الإله المنتقم القاسى الرهيب الذى تظنه، بل أنا الآب المحب العطوف الجواد.... *تأمل قوس قزح هذا وهل تجده يشابه قوس الحرب والقتال؟ *كلا فإنك لن تجد فى هذا القوس سهماً، بل ستجد القوس نفسه وقد تجرد من الوتر، وانحنى إلى أسفل ليمس الأرض مساً رقيقاً خفيفاً.... *وهكذا كان عهد الله وميثاقه معى عهد الصداقة والمودة والرفق والجود والمحبة التي لا يمكن أن تقهرها خطية أو إثم.. *على أن قوس قزح تحدث مع ذلك عن كمال الله وقداسته، إذ أن هذه القوس مكونة من سبعة ألوان والسبعة تكون مجتمعة معاً، فاللون الأبيض الذة يرمز إلى القداسة والكمال، أو فى لغة أخرى أن كل صفات الله تعبر مجتمعة معاً عن قداسته ونقاوته الكلية وأنه مع محبته للخاطيء، ورحمته له، لا يمكن أن يشق الطريق إليه إلا بطلب القداسة والسعي ورائها: "القداسة التى بدونها لن يرى أحد الرب" عب 12: 14. *وآخر الكل أن هذه القوس تحدث عن جمال الله وحلاوة الشركة معه؟ وهل رأيت مثل قوس القزح فى الجمال. *حقا يا أولادى لقد أدركت أن الميثاق مع الله يأسر القلب، ويملك اللب، ويخلب المشاعر، ويرفع النفس إلى لذة لا توصف؟ *وعلمت أن الحياة مع الله لها متعة دونها كل متع الحياة ومسراتها وملاهيها ومباهجها... *لقد تبينت أن الوجود كله يرقص ويغنى أمام عينى "لقد بدا جلال الله البارع أمامى فى كل شىء، فى الشمس، فى القمر، فى النجوم، فى الحياة، فى الطبيعة بأسرها .... * لقد خلق ابن الله العالم لهذه الغاية: أن يظهر من ورائه بصورة ما عظمته ومجده، فعندما نبتهج بالزهر المونق والنسيم الرقيق يمكننا أن نكتشف إحسان المسيح.. * وعندما أتأمل الورود العطرة وزنابق الحقل البيضاء أتبين محبته ونقاوته، وهكذا الأشجار وأغانى العصافير ليست إلا إعلاناً عن فرحة وجوده، والأنهار وتموجات المجارى ليست إلا مظهراً لوقع أقدام نعمته وجماله.... و*حين ألحظ لمعان الشمس والشفق الذهبى أو قوس قزح الجميلة يمكننى أن أرى جلاله وطيبته، ولهذا دعى المسيح شمس البر، وكوكب الصبح، ونرجس شارون، وسوسنة الأودية... |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
موسى دخل مع الله في ميثاق |
مزمور 36 - ميثاق الله |
الصلاة بمثابه ميثاق مع الله |
ميثاق الله |
هذا ميثاق الله ووعده |