رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل أثر مصير ابني هارون على علاقة هارون بالله قد يتساءل المرء عما إذا كان المصير القاسي لابني هارون، ناداب وأبيهو، اللذين استهلكتهما العلاقة الإلهية في تقديم القربان بالنار قد أثّر على هارون مع غير المرسلين من الله تعالى. ولكي نبحث عن إجابة في الكتاب المقدس، علينا أن نكتشف الشبكة المعقدة من العواطف والقوانين والأوامر الإلهية التي ربطت هارون بدوره كرئيس للكهنة. يسرد سفر اللاويين هذه القصة المأساوية، ليس كقصة بسيطة عن القصاص الإلهي، بل كلحظة فارقة اختبرت إخلاص هارون وطاعته لله. عندما ضُرب أبناؤه، لا يمكن للمرء إلا أن يتخيل الحزن الشديد الذي لا بد أنه قد أدمى قلب هارون. ومع ذلك، سيكون من الخطأ أن ننظر إلى دينونة الله على أنها اعتداء مباشر على إيمان هارون أو على أنها مؤشر على انشقاق بين رئيس الكهنة وإلهه. يأتي موسى بتوجيه إلهي إلى هارون في سفر اللاويين ١٠: ٦، يحذره هو وابنيه الباقيين من التعبير العلني عن الحداد على نداب وأبيهو، لئلا يموتوا فيشتعل غضب الرب على الجماعة كلها. قد يبدو هذا قاسياً، بل وصادماً. ولكنه يشير إلى المسؤوليات الجسيمة والقواعد الصارمة الملازمة لمهمة هارون الإلهية. تطلبت رسامة هارون تسامي الحزن الشخصي، مما يؤكد طبيعة منصبه المقدس. نجد هارون، في طاعته الهادئة، لا يحتج ولا يتهاون في واجباته، مظهراً تمسكاً حازماً بوصايا الله. نعم، لم تستنفد النار المحرقة عزيمة هارون أو عزمه العلاقة مع الله. وبدلاً من ذلك، قام بتنقيحها وتقويتها. هناك حادثة مؤثرة تلي موت ناداب وأبيهو. يسأل هارون موسى عن شذوذ إجرائي في ذبيحة الخطية، كما هو منصوص عليه في سفر اللاويين ١٠: ١٦-٢٠. يمكن أن يُنظر إلى هذا التبادل على أنه صراع هارون مع الطبيعة الحقيقية للكهنوت، وقداسة التفويضات الإلهية، ومعايير القداسة، والولاء غير المنقسم المتوقع من أولئك الذين يخدمون الله. بينما كان يتصارع مع الضياع والارتباك، لم يتزعزع إيمان هارون. بل على العكس، تُظهر أسئلته لقاءً ديناميكيًا مع السلطة الإلهية، وتكشف عن علاقة مع الله لم تنقطع، بل توطدت من خلال المشقة والطاعة. الملخص: كان مصير ابني هارون، ناداب وأبيهو، اختبارًا لأمانة هارون وطاعته لله. أُمر هارون بألا يحزن علانيةً على ابنيه، مسلطًا الضوء على المسؤوليات الجسيمة لمنصبه كرئيس للكهنة. لم تنكسر عزيمة هارون بموت ابنيه. بل على العكس، فقد امتثل للأوامر الإلهية، مظهراً تمسكاً لا يتزعزع بالله. من خلال تفاعله مع موسى بعد وفاة ابنيه، أظهر هارون تفاعلًا مع متطلبات منصبه وولاءً عميقًا تجاه الله، وليس علاقة متصدعة. |
|