|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المسيح والكنيسة واحد في مطلع " الدستور العقائدي في الكنيسة " يقول آباء المجمع الفاتيكاني الثاني : " المسيح نور الشعوب:لذلك يرغب المجمع المقدّس الملتئم في الروح القدس رغبة ملّحة في أن يستنير جميع الناس بنور المسيح المتألّق على وجه الكنيسة باعتلان الإنجيل للخليقة كلّها" فالإيمان بالكنيسة مرتبط ارتباطاً عضوياً وثيقاً بالإيمان بالمسيح. ونور الكنيسة هو نور المسيح، كالقمر بنوره الذي يعكس نور الشمس على حد تعبير الآباء القديسين. والروح عينه الذي حقّق تجسّد الكلمة هو عينه الذي مَهَرَ الكنيسة بالقداسة، والكنيسة كما يقول الآباء هي المكان " الذي يزهر فيه الروح " ( هيبوليتوس، التقليد الرسولي 35 ). وهذا هو العهد الجديد، عهد النعمة، وهو عهد شعب الله المختار، المولود لا من لحم ولا من دم ولا من مشيئة بشر وإنَّما من الروح القدس. والمؤمنون الذين وُلدوا للحياة الجديدة بالماء والروح يحيون أيضاً بنعمة الروح التي ينعمون بها في رحاب الكنيسة المقدَّسة جسد المسيح السرّي الذي هم أعضاء له يستمدّون منه الحياة الإلهية كما تستمد الأغصان نسغها من جزع الكرمة. فكل شيءٍ قد أُعطي بالمسيح، وهو بالروح القدس يشفي الجنس البشري، " أنظر المعجزات " ويجدّده ( مغفرة الخطايا والبركة ). ومجيئه وبقاؤه على الأرض ما كان إلاّ ليؤسس الكنيسة سرّ استمراريته بين الناس ليبلغ بهم إلى القيامة والمجد المُعدّ لكل الذين يؤمنون به ويعتمدون بمعموديته. وهذه الكنيسة ليست حجارة أو رموز وشعائر ولا هي منظمة بشرية أو مؤسسة كسائر المؤسسات. وإنّما هي عنصر حياة، أشبه بالكرمة، وينبوع الماء الحي، والخبز الذي يشبع. وركيزتها هي وجوده السري فيها، هذا الوجود الذي ينفحها بالحياة مجدداً أعضاءها ومنمياً إياهم بالنعمة في شتى مراحل حياتهم البشرية على الأرض. إنّ المسيح يحقّق تواجده المستمر هذا بالروح القدس عينه الذي أقامه من بين الأموات وهو مصدر كل معرفة وحياة. فحيث يكون الروح القدس يكون الحق والنعمة والحياة وفي هذا يكون الخلاص للناس وروح الحياة قد أعطاه للعالم من خلال الرسل القديسين إذ أنزله عليهم يوم العنصرة مؤسساً بذلك الكنيسة المقدّسة كما وعد جاعلاً منها سراً، " علامة وفعل "، أعني سرَّ عمله الخلاصي الدائم والمستمر حتى استكمال الملكوت. وإنَّ " الكنيسة " تعني في تعابيرنا المسيحية، المجموعة " المصليّة " الليتورجية، ( 1 كو 11 : 18 / 14 : 19، 28 ) أي " جماعة المؤمنين " محلية كانت أم جامعة. وهذه المعاني الثلاث تصلح، إذ إنَّ " الكنيسة " هي الشعب الذي يجمعه الله في العالم أو في مكان معين محدود، وهي تتحقّق كمجموعة مصلية ليتورجية وخصوصاً " افخارستية "، وتَحيا هذه الجماعة بكلمة المسيح وجسده كما أنَّها في الوقت عينه تنمو لتصير بدورها جسد المسيح. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المسيح والكنيسة |
المغيبون استهدفوا المسجد والكنيسة |
المسيح والكهنوت والكنيسة |
يوم واحد بين وفاة 'طنطاوي' و'البابا كيرلس'.. سنوات في خدمة 'الأزهر والكنيسة' |
المسيح والكنيسة = والرجل وزوجته |