رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"أبر أنت يا رب من أن أخاصمك. لكن أكلمك من جهة أحكامك. لماذا تُنجح طريق الأشرار؟ اطمأن كل الغادرين غدرًا. غرستهم فأصلوا، نموا وأثمروا ثمرًا" [1-2]. مقابل هؤلاء المرائين الذين ينطقون بغير ما يبطنون يقدم النبي نفسه كإنسانٍ ينطق بما يبطن، ويحمل في مظهره ما في أعماقه، وأن الله نفسه الفاحص الكلي والقلوب يشهد بذلك، إذ يقول: "وأنت يا رب عرفتني رأيتني واختبرت قلبي من جهتك" [3]. إذ عاش إرميا مع الله بروح الإخلاص بعيدًا عن الرياء استحق أن يكون موضوع معرفة الله ورؤيته. بمعنى آخر يتمتع إرميا بأن يعرفه الله معرفة المحبوب لديه والصديق الملاصق له، وأن ينعم بنظرات حبه واهبة السلام. إن كان الله قد عرَّف إرميا ما يحمله الناس من خداع وما يقدمونه من أفعالٍ شريرة ضده (إر 11: 18)، ففي المقابل يعرف الله أعماق إرميا ويراها ويختبرها بنفسه. ترجع هذه المعرفة إلى ما قبل خلقته، إذ جاءته كلمة الرب: "قبلما صورتك في البطن عرفتك" (إر 1: 5). |
|