رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الإخوان من التنظيم السرى إلى سلطة الحكم.. الجماعة واصلت وجودها بشكل شبه علنى.. كيف استخدمت البرلمان وكيف ستواجه القصر الجمهورى؟ محمد مرسى أكرم القصاص نقلاً عن اليومى أكثر من ثمانية عقود قطعتها جماعة الإخوان المسلمين منذ فكر من أسسها الشيخ حسن البنا، وبدأها كجماعة دعوية، لكنها سرعان ما اندمجت فى الشؤون العامة، وظلت رقما مهما وصعبا فى أى معادلة سياسية، فهل كان المرشد والمؤسس الأول يتوقع للجماعة أن تستمر كل هذه العقود وتصل إلى سدة الحكم والسلطة فى مصر بلد المنشأ؟. لقد مرت الجماعة خلال سنواتها المتعددة بمراحل ومحن ومصادمات، لقد ظلت الجماعة دعوية حتى بدأت التقارب مع العمل السياسى، وقتها بدأت المصادمات، اختلفت الجماعة واتفقت مع التيارات السياسية القائمة ومع القصر ومع الاحتلال، ووصلت المصادمات ذروتها عندما أعلن رئيس الوزراء محمود فهمى النقراشى حل جماعة الإخوان المسلمين ومصادرة أموالها وتم اغتيال النقراشى، واغتيال المرشد العام حسن البنا. وفى مرحلة ثورة يوليو بدأت الثورة وعلاقتها مع الضباط ألأحرار جيدة، لكن سرعان ما انتهى شهر العسل، وبدأ الصدام بمحاولة اغتيال جمال عبد الناصر واعتقالات واسعة فى جماعة الإخوان، حتى الستينيات، ليتجدد الصدام وينتهى باعتقالات وإعدامات لسيد قطب وعبدالقادر عودة، وسجن المرشد حسن الهضيبى، لكن بقيت جماعة الإخوان هى كبرى الحركات الإسلامية السياسية، والأم لتنظيمات كثيرة، ظل الإخوان فى السجون والخارج حتى تولى السادات وأخرجهم وتحالف معهم لفترة وسرعان ما انتهى الأمر إلى صدام، وخلال الثمانينيات والتسعينيات بقيت العلاقة بين الجماعة ونظام مبارك بين شد وجذب، لكن الإخوان ظلوا يترشحون ويدخلون مجلس الشعب منذ منتصف الثمانينيات، ولم يقاطعوا سوى مرة واحدة، وبدت المنافسة فى ظل نظام مبارك بين الحزب الوطنى الحاكم والجماعة، ومثل نواب الجماعة المعارضة الرئيسية بـ88 مقعدا، حتى جاءت انتخابات 2010 التى تم تزويرها وانتهت بثورة يناير، التى أتاحت الفرصة للإخوان فى إطلاق حزبهم «الحرية والعدالة»، مع الاحتفاظ بالجماعة، خاض الإخوان والسلفيون الانتخابات وحصلوا على الأغلبية البرلمانية وتداخلت علاقات الإخوان مع التيارات السياسية والثورية، بين شد وجذب. انتقل الإخوان من كونهم تنظيما سريا إلى أغلبية برلمانية، وأيضا وصلوا إلى أبواب القصر الجمهورى. وهى مرحلة جديدة تطرح تساؤلات عما إذا كان الإخوان سيتحولون إلى رجال السلطة والدولة، أم سيفضلون مصالح التنظيم المحلى والعالمى، كيف سيتصرفون مع مؤسسات الدولة ومع المعارضة ومع الإعلام والقضاء والتشريع والأمن، كيف سيواجهون أسئلة الاقتصاد والسياسة الخارجية والداخلية، وما هى التحولات التى ستلحق بالتنظيم ليصبح سياسيا أكثر منه مجرد تنظيم سرى أو شبه علنى.. هى تساؤلات يقف أمامها الإخوان وهم وحدهم الذين يمكنهم الإجابة عنها. |
|