رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لَستُ بَعدَ اليَومِ في العَالَم وَأَمَّا هُم فلا يَزالونَ في العَالَم وأَنا ذاهِبٌ إِليكَ. يا أَبَتِ القُدُّوس اِحفَظْهم بِاسمِكَ الَّذي وَهَبتَه لي لِيَكونوا واحِدًا كما نَحنُ واحِد " لِيَكونوا واحِدًا كما نَحنُ واحِد" فتشير إلى طلب يسوع من الآب السَّماوي أن يكون تلاميذه دومًا واحدًا كما أنَّ الآب والابن والرُّوح القُدُس هم واحد، وهذه الوَحْدَة هي اقوى الرَّوابط والعَلاقات. فلا حماية التلاميذ من قبل الآب دون الوحدة فيما بينهم. ويُعلق القديس أوغسطينوس: " يسوع لا يقول: ليكونوا واحدًا معنا، أو لكي نكون نحن وإيّاهم كيانًا واحدًا كما نحن واحد، بل قال: "لِيَكونوا واحِدًا كما نَحنُ واحِد". ليكونوا واحدًا في طبيعتهم، كما نحن واحد في طبيعتنا". لا يطلب يسوع أن يصير تلاميذه واحدًا بل أن يكونوا واحدًا في المَحَبَّة والإرادة والغاية والفكر والاهتمامات والتَّسليم لله. فالوَحْدَة تنطلق من يسوع، ومثالها الوَحْدَة التي تجمع بين الآب والابن. وهو يطلب أن قوِّة الوَحْدَة التي بينه وبين الآب تعمل في التَّلاميذ وتوحِّدهم. ويكون اتحادهم انعكاس للوَحْدَة الكائنة بين الآب والابن. ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم: "يربط السَّيد المسيح بين القداسة والوَحْدَة الحقيقيَّة، حيث توجد القداسة هناك الحبُّ الفائق الذي يوّحد، وحيث الخطيئة هناك الحسد والخصام والبغض والانقسام". وهنا يربط المسيح بين القداسة والوَحْدَة. حيثما توجد القداسة يوجد الوَحْدَة مع الله ومع الإخوة. |
|