|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اسْتُرْ وَجْهَكَ عَنْ خَطَايَايَ، وَامْحُ كُلَّ آثَامِي [9]. "اصرف وجهك" لا عني، وإنما "عن خطاياي". ففي موضع آخر يُصلي: "لا تصرف وجهك عني" (مز 37: 9). من لا يريد أن يصرف وجه الله عنه، إنما يوّد أن يصرفه عن خطاياه. أما هو نفسه فلا يصرف وجهه عن خطاياه، قائلًا: "لأني أنا عارف بإثمي". * بحق وحسنًا تسأل الله أن ينصرف عن خطيتك، إن كنت أنت نفسك لم تصرف وجهك عنها. أما إذ وضعت خطيتك وراء ظهرك، فإن الله يثبت وجهه عليها. حوّل خطيتك لتكون أمام وجهك، إن أردت أن يصرف إلهك وجهه عنها، عندئذ في أمان تسأل وهو يسمع لك. القديس أغسطينوس * يطلب النبي محو كل الآثام، لأنه لو بقيت خطية واحدة، فإنها تحرمنا من الدخول إلى ملكوت الله، كما إذا وُجد دنس يسير في اللباس يمنعنا من الدخول إلى المقدس. يصدق هذا القول مع الرسول بولس: "لا تضلوا؛ لا زناة ولا عبدة أوثان ولا فاسقون ولا مأبونون ولا مضاجعو ذكور ولا سارقون ولا طماعون ولا سكيرون ولا شتامون ولا خاطفون يرثون ملكوت الله" (1 كو 6: 9-10). الأب أنثيموس الأورشليمي * يلزمهم أن يحترزوا وأن لا يتوقفوا عن تذكر خطاياهم، وأن يكون ذلك دأبهم في الحياة، حتى ينسي الديان العادل آثامهم. لذلك يقول داود ملتمسًا: "أستر وجهك عن خطاياي، وامح كل آثامي" (مز 51: 9). وقبل ذلك بآيات قليلة يقول: "خطيَّتي أمامي دائمًا" (مز 51: 3). وكأنه يقول: "أتوسل أن لا تنظر إلي آثامي، لأنها أمام نظري دائمًا. لذلك يقول الرب بلسان النبي: "أنا، أنا هو الماحي ذنوبك لأجل نفسي، وخطاياكِ لا أذكرها" (إش 43: 25). الأب غريغوريوس (الكبير) |
|