جواب الرب على طلب اللص التائب، فقد قال: «اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك»، والرب أجابه: «اليوم تكون معي في الفردوس».
وكأنه يقول له: لا داعي لانتظار مجد الملكوت، لأنك اليوم تذوق لذَّات السماء، فسآخذك معي إلى الفردوس لتتمتع بالشركة معي، قبل ظهور مجد الملكوت بوقتٍ طويل. يا لها من نعمة غنية ليس لها نظير! فلا نسمع كلمة تقريع، ولا نلاحظ أية إشارة عن الماضي، ولا أي تلميح حتى عن شر التجديف الذي اقترفه حديثًا.
كلا، لا شيء من ذلك في معاملات الله مع النفس التائبة، فاللص قد اعترف من أعماق قلبه الكسير «أما نحن فبعدلٍ، لأننا ننال استحقاق ما فعلنا»، وكان في ذلك الكفاية «القلب المنكسر والمُنسحق يا الله لا تحتقره» ( مز 51: 17 )،
وليس أنه لا يحتقره فقط، بل ويسكب عليه تعزيات نعمته الغنية ومحبته الغافرة.