رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فَقُلْتَ: كَيْفَ يَعْلَمُ اللهُ؟ هَلْ مِنْ وَرَاءِ الضَّبَابِ يَقْضِي؟ [13] يعلق البابا غريغوريوس (الكبير) على هذه العبارة موضحًا الحقائق التالية: أ. حقًا الله كائن في السماوات، وكأنه محتجب عن البشرية من وراء الضباب الذي لا يعطي للعيون البشرية أن تعاينه. ب. هو بكامله حاضر شخصيًا مع كل أحدٍ، وبكامله حاضر مع الجماعة. فحضوره بالكامل مع الأشخاص لا ينفي حضوره بالكامل مع الجميع. ج. سماوات الله في الأعالي، ومع هذا فبعنايته الإلهية مهتم بكل إنسانٍ على الأرض. د. يبدو الله كمن يفارق الذين يخطئون، ليس لأنه غير حاضر في موضعٍ ما، إذ ليس من موضعٍ ليس فيه الله، لكنه يفارق الأشرار المصرِّين على شرورهم، بمعنى تفارقهم نعمته، فلا يجدون عونًا إلهيًا يسندهم، لأنه لا يعمل بدون رضانا. فهو غائب من جهة تقديم العون للرافضين عمله فيهم، لكنه حاضر بالنسبة لهم بإدانتهم، خاصة في يوم الرب العظيم. ه. الله حاضر بكامله في العلويات، وبكامله على الأرض في السفليات. حضوره على الأرض لا يعني مفارقته للعلويات. و. الله مخفي بالنسبة للبشر حيث لا يستطيعون رؤيته بالأعين الجسمية، لكنه منظور خلال أعماله الإلهية الفائقة. لا يُدرك بالبصر العادي، لكنه يُلمس خلال أعماله وأحكامه. ز. الله الذي لا يُدرك بالحواس الجسمانية يتنازل لكي يدركه البشر بإشراقاته في أذهاننا، لكن مع كل ما نتمتع به نُحسب كمن هم عاجزون عن إدراكه كما هو. |
|