رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إكرام مريم العذراء ووضع الصور والأيقونات عاش العالم العبراني في جو يعبق بالوثنية وتعدّد الآلهة. فكان لمدينة صورالهها، وكذلك لصيدون. وكان لقبائل عمون الاله "ملكوم" الذي بنى له سليمانمعبداً. ولقبائل موآب كموش. كان للكنعانيين إجمالاً إيل وبعل، وللأراميينهدد. وكانت القبيلة تتحالف مع القبيلة الأخرى فتتبنّى آلهتها وتتعبّد لها. وتُحالف المدينةُ المدينة والمملكةُ المملكة. وهكذا كثرت الأصنام فيالعالم القديم، وامتلأت المدن من المعابد. فالصنم يمثّل الهاً نقدّم لهذبائح لئلا يغضب علينا ويضربنا. نقدّم له ذبائح فنتّقي شره. والصنم يمثّلالملك صاحب هذه العبادة. فالبلاد التي تخضع لملك تخضع للإله الذي يتعبد لههذا الملك. هذا ما فعل أحاز، ملك يهوذا. رأى مذبح ملك أشور في دمشق، فبعثإلى أوريا الكاهن رسمة المذبح وتصميمه (2 مل 16: 10 ). في هذا الاطار، سمع الشعب من فم موسى المتكلّم باسم الرب وصيتين. الأولى: لا يكن لك آلهة أخرى تجاهي. أي لا تعبد آلهة أخرى معي. فأنا وحدي الربالهك. ومن تعبَّد لغير الاله الواحد استحق القتل. والثانية: لا تصنع لكتمثالاً ولا صورة. فقد اعتاد الأقدمون أن يصوّروا الهتهم مستعينين بما فيالسماء وعلى الأرض. الاله القمر والشمس والكواكب. النار والنهر والبحروالجبل. جبل حرمون هو جبل مقدّس ويحرّم الصعود إليه. ونهر النيل هو اللهيعطي الخصب لأرض مصر. هذا عدا عن صور الحيوانات من ثور وحمار ونسر وكلبوحيّة. كل هذا يُمنع منعاً باتاً. خُلق الانسانُ وحده على صورة الله. ومع ذلك لم يعرف العبرانيون اين دفنموسى، ولا أين مات إيليا. لا عبادة للبشر إطلاقاً. والملك نفسه الذي يُعبد في بعض البلدان، هو في أرض اسرائيل وكيل الله وخادمه والمتعبّد له. وبالأحرى لا يصور المؤمن الله بصورة حيوان. مثلاً، صوّر العبرانيون الثورليدلّوا على قدرة الله. ولكن هذا العمل جرَّ عليهم غضب الله وعقابه. قالهوشع (8: 5): يا أهل السامرة، عجلكم سمج وقبيح، أبعدوه عنكم، اضطرم غضبيعليكم، فماذا تنتظرون لتعودوا إلى النقاوة؟ وقال أيضاً عن أهل السامرة: يتشبّثون بخطاياهم ويصنعون لهم تمثالاً من فضة. صانعٌ ماهر صنعه، ومع هذايقولون: تعالوا نقدّم له الذبائح. ويأتون يقبّلون العجول. فالعبادة يعبّرعنها بالسجود وأيضاً بالقبلة على التمثال أو الصورة. ما من أحد رأى الله على الأرض، ولا يستطيع أحد أن يراه. لهذا، لا يحقّللعبراني أن يعمل له صورة ولا تمثالاً. حين ظهر الرب لموسى في العليقة،خاف وستر وجهه لئلا يرى "وجه الله". وظهر الرب لمنوح، والد شمشون،ولزوجته. قالا سوف نموت لأنّا عاينّا الله. وظهر الرب لأشعيا وهو فيالهيكل فقال: ويل لي قد هلكت. رأت عيناي الملك رب الأكوان. لا يحقّ لأحد أن يرى وجه الله. ومع ذلك يتمنّى كل مؤمن أن يعيش من حضوره. متى آتي وأحضر أمام الله. حضور خفيّ ولكنه فاعل وخاصة بواسطة روحه. يهتفصاحب المزامير: أنا معك كل حين. أمسكت بيدك اليمنى ووجّهتني حسب قصدك. ثمّتأخذني إلى مجدك. من لي في السماء إلاّك؟ وعلى الأرض لا أبغي أحداً سواك. هتف الانسان: ليتك تشق السماء وتنزل. فشق الله السماء. انفتحت السماء،ونزل الله، وحلَّ في أحشاء مريم البتول. أعلن يوحنا: الله لم يره أحد قط. ولكن الابن الوحيد الذي في حضن الآب هو أخبر عنه. وأخبر عنه لا بالرؤيةوالكلمات، لا في البروق والرعود والنار. أخبر عنه حين اتّخذ جسداً وسكنبيننا. وحين صار الكلمة بشراً رأينا مجده، رأينا مجد الله يحلّ في أرضالبشر. حينئذ رأيناه بعيوننا، سمعناه بآذاننا، لمسته أيدينا. أجل صار الله منظوراً في يسوع المسيح. فلماذا لا نصوّره، لماذا لا نرسمملامحه في صورة أو تمثال. ذاك كان الصراع المرير في تاريخ الكنيسة مع بدعةتحطيم الأيقونات خلال القرن الثامن والتاسع. قام أباطرة بيزنطية بحملةقاسية ضد استعمال الصور المقدسة واكرامها. وامتد الصراع طويلاً بينالمدافعين عن الايقونات والرافضين لها متذرّعين بما قاله العهد القديم. ولكن الوضع تغيّر في العهد الجديد، بعد أن رأينا يسوع بعيوننا. وتبدّلونحن العالمون أن المؤمن لا يعبد القديسين ولا صورهم، بل يعبد الله الذيكرّمهم وعظّمهم. قالت مريم العذراء في نشيد التعظيم: إن القدير صنع بيعظائم. لهذا تطوّبني جميع الأجيال، تقول لي: هنيئاً لك بالاله المخلّصالذي حملته في أحشائك. وأعلن مجمع نيقية الثاني (13 ف 1، 787): إن تمثّل الصليب والصور المقدسةأكانت مرسومة أم منحوتة، ومصنوعة من أية مادة كانت، نستطيع أن نضعها علىإناء أو ثياب أو حائط أو بيت أو على طريق. نعني بهذه الصور، صور يسوعالمسيح وأمه والملائكة القديسين وكل الأشخاص القديسين. وحين ننظر إلى هذهالصور نتذكّر ذلك الذي تمثّله الصورة. فنسعى إلى الاقتداء به، وتحرّكنانحوه عاطفةُ احترام واكرام، لا عبادة بالمعنى الحصري. فهذه العبادة لاتليق إلاّ بالله وحده. وقد نعبّر عن اكرامنا لهذه الصور بالبخور والأنوار،كما نفعل للصليب والأناجيل المقدسة والأواني المقدسة (كالكأس والصينية)وتلك هي عادة الأقدمين. فالإكرام الذي نقدّمه إلى صورة يعود إلى صاحبالصورة. وكل من يكرّم صورة يكرّم الشخص الذي تمثّله هذه الصورة. هذا هو كلام الكنيسة في مجمع نيقية الثاني. لا نخاف بأن نحافظ على اكرامناللصور ولكن نتحاشى كل ما يُشتمّ منه عبادة أوثان أو ممارسات سحرية. ولاننسى أن الله وحده يُعبَد. وأنه الأوّل في كنائسنا. فلا نكرمه بعد أن نكونقد زرنا كل الصور في الكنيسة. الله هو الأوّل، والقديسون أناس خدموهبمحبة. ونحن نتعلّم منهم كيف نخدم الله ونكرمه ونحبّه بكل قلبنا، بكلنفسنا، بكل حياتنا. أن الله عندما أوصى بعدم عمل صور وتماثيل لم يحظر استعمالأدوات للعبادة ولكنه منعاً قاطع عبادة الأوثان وتأليه المادة . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مريم العذراء والصور والأيقونات |
إكرام مريم العذراء في السلام لكِ يا مريم ابنة الملك داود |
الصور والأيقونات |
أنواع الصور والأيقونات |
الصور والأيقونات |