رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يقيم لنفسه فخاخًا لأَجْلِ ذَلِكَ حَوَالَيْكَ فِخَاخٌ، وَيُرِيعُكَ رُعْبٌ بَغْتَةً [10]. هذا اتهام جديد، وهو أنه كان يليق بأيوب ألا يشكو مما حلّ به، كأنه ثمرة ظلم الله له، لأن كل النكبات التي حلت به هي من الشباك التي نصبها أيوب لنفسه بظلمه للغير وتجاهله المساكين والأرامل والأيتام. كل متاعبه هي ثمرة أفعاله التي افترض أليفاز أنه قد مارسها. يرى البابا غريغوريوس (الكبير) أن هذا الاتهام يوجهه الهراطقة ضد الكنيسة عبر كل العصور. إنهم يدَّعون أنهم يعرفون الحق، وينعمون به، ويسخرون بالمؤمنين الحقيقيين الذين يمارسون التوبة اليومية، بأنهم يرعبون أنفسهم، ويضعون لأنفسهم الفخاخ المُهلكة. *"لذلك الفخاخ حولك، الخوف المفاجئ يبغتك" [10]... عندما يتطلع الهراطقة إلى الشعب المؤمن كمن ينحدرون بخطايا عدم الإيمان، يتهمونهم بأن الفخاخ حولهم. البابا غريغوريوس (الكبير) أَوْ ظُلْمَةٌ فَلاَ تَرَى، وَفَيْضُ الْمِيَاهِ يُغَطِّيكَ [11]. ينسب أليفاز العمى لأيوب، فإنه كان قبل حلول التجارب في ظلمة، إذ وضع الشباك حوله لنفسه بشره، وها هو يسقط فيها، ولا يقدر على الخلاص منها. إن التجارب تتدفق عليه كشلالات تغمره وليس من منقذٍ له منها. * "وأنتم تفكرون أنكم لم تروا ظلامًا، وأنكم لم تنحدروا بقوة المياه المندفعة" [11]... يدعو أليفاز التجارب والأحزان مياهًا مندفعة، حيث تندفع كمجموعة واحدة وراء الأخرى كما بمياه ترتفع بأمواج تلوها أمواج. البابا غريغوريوس (الكبير) |
|