رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
+ يوئيل +الإصلاح الجذري بالروح القدس إذ يرق الله لشعبه ويغير على ميراثه لا يبخل عليهم بشيء، وإنما يهبهم نفسه. إنه يعطيهم روحه القدوس فيهم بكونه سرّ تغييرهم الداخلي الجذري، إذ يقول: "ويكون (أي في آخر الأزمنة) أنيّ أسكب روحي على كل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم ويحلم شيوخكم أحلامًا، ويرى شبابكم رؤى، وعلى العبيد أيضًا وعلى الإماء اسكب روحي في تلك الأيام" [29]. إنه العطية العظمى التي قدمها الله للبشرية بعد أن هيأ لها بتقديم ذبيحة الفداء على الصليب. هذه العطية التي تمتعت بها الكنيسة في يوم الخمسين كما أعلن الرسول بطرس (أع 2: 14-21)، والتي قُدمت لكل بشر يتقدم إلى الله، هو عطية الله للبنين والبنات، أي بلا تمييز في الجنس من جانب. ومن جانب آخر انها تُعطي حتى لقليلي الخبرة، فهو الهبة المجانية من قبل الله لكل من يقبل! وهو عطية الله للشيوخ الذين ترهلت حياتهم وأحسوا بالضياع، فيحول شيخوختهم الروحية إلى شباب متجدد في الرب مملوء رجاءً وفرحًا. هو عطية الله للعبيد والإماء، تُعطي للذين يدركون أنهم عبيد فيحررهم واهبًا إياهم روح البنوة. إنه عطية الله لبنى البشر... أي لجميع من يقبل! أما عن عمل الروح القدس فينا فيكفي أن نذكر كلمات القديس باسيليوس الكبير: [بالروح القدس استعادة سكنانا في الفردوس. صعودنا إلى ملكوت السموات. عودتنا إلى البنوة الإلهية. دالتنا لتسمية الله "أبانا". اشتراكنا في نعمة المسيح. تسميتنا أبناء النور. وبكلمة واحدة نوالنا ملء البركة في هذا الدهر وفي الدهر الآتي[33]]. يعلق القديس امبروسيوس على العبارة "أسكب روحي"، قائلاً: [انه لم يقل "أسكب الروح" بل "روحي Of My Spirit" إذ لا نستطيع أن نتقبل كمال الروح القدس بل نتقبل قدرما يقسم سيدنا من عنده حسب إرادته (في 2: 6)[34]]، ولكن هذا لا يعني عدم سكنى الروح فينا، ولا أن ننال جزءًا منه إذ يحذرنا القديس اكليمندس الاسكندرى[35] من تجزئة الروح، إنما هو سرّ سكنى الروح القدس عاملاً فينا حسبما يريد الله لبنياننا، بطريقة إلهية فائقة. تصاحب هذه العطية: "عجائب في السماء والأرض دمًا ونارًا وأعمدة دخان، تتحول الشمس إلى ظلمة والقمر إلى دم قبل أن يجىء يوم الرب العظيم" [30]... وكأن غاية هذه العطية العظمى هو الانطلاق بالكنيسة إلى يوم الرب العظيم لترى السماء والأرض تزولان، نور العالم ينطفيء ليبقى ما هو إلهي! بهذا يلتهب قلبها نحو الاتحاد بالله وحده الأبدي! أخيرًا يختم نبوته عن الروح القدس بإعلان قبوله جميع القادمين إليه من كل الأمم، إذ يقول: "ويكون أن كل من يدعو باسم الرب ينجو" [32]. يفتح الله ذراعيه لكل من يدعوه سواء كان يهوديًا أو أمميًا، وكما يقول الرسول بولس: "لأن الكتاب يقول كل من يؤمن به لا يخزى، لأنه لا فرق بين اليهودى واليوناني، لأن ربًا واحدًا للجميع غنيًا لجميع الذين يدعون به، لأن كل من يدعو باسم الرب يخلص" (رو 10: 11-13). وكما يقول بطرس: "لأن الموعد هو لكم ولأولادكم ولكل الذين على بعد كل من يدعوه الرب إلهنا" (أع 2: 39). يقول القديس أغسطينوس: [كان اسم صانع السماء والأرض يُدعى قبلاً بين الإسرائليين وحدهم، أما بقية الأمم فكانوا يدعون الأوثان الخرس الصم التي لا تسمع، أو يدعون الشياطين التي تسمع |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الكنسية الغربية | الإصلاح الجذري في الكنيسة |
حزقيال النبي | وسائل الإصلاح الجذري |
يسوع في سفر يوئيل هو الذي يعمد بالروح القدس والنار |
الإصلاح الجذرى |
الصلاة لطلب الروح القدس والمعمودية بالروح القدس |