وقف بولس ذات مساء على مرتفع في ترواس يتأمل الجبال الأوروبية عبر البحر.
ولما أرخى الليل سدوله أدرك معنى اندفاعاته الملّحة نحو الاتجاه إلى الغرب: كان المعنى "أوروبا" - ففيها سيزرع صارية الصليب المقدس إذ قد ظهر له في حلم رجل مكدوني يقول له: "اعبر وأعنا". ولفوره تفهّم أن الله يناديه لهذا العمل الجديد. وفي الصباح أقلعوا إلى ساموثراكي ومنها إلى نيابوليس ثم فيلبي. وهكذا وصل الإنجيل إلى القارة الأوربية من الشرق. وجدير بنا أن نعرف أن بولس لم يتبع مخططًا وضعه هو لنفسه بل كان يسير خطوة بخطوة تحت إرشاد الروح القدس.