|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دروس من الميلاد السبت 04 يناير 2014 بقلم المتنيح قداسة:البابا شنودة الثالث بمناسبة العيد أحب أن أضع أمامكم حقيقة وهي: أن الله يريد لاولاده أن يفرحوا وأن تكون لهم أعياد. هذه الحقيقة يجدر بنا أن نتخذها مجالا للتأمل لأن التأمل فيها يفرح النفس. عندما سلم الله الشريعة لموسي النبي لم تكن شريعته مجرد وصايا, أوامر ونواه ...وإنما وضع ضمن الشريعة أياما للفرح أياما, للأعياد أراد فيها أن يفرح الناس ويعيدوا وتكون عطلة مقدسة للرب ومواسم للبهجة. فالله لم يقصد أن تكون كل وصاياه فروضا علي الناس وإنما وصاياه هي لسعادتهم ونقاوتهم ومعها وصايا أيضا لفرحهم وبهجتهم.. نقرأ عن هذه المواسم المفرحة في سفر اللاويين في الإصحاح الثالث والعشرين: حيث يقول وكلم الرب موسي قائلا.. هذه مواسم الرب المحافل المقدسة التي تنادون بها في أوقاتهالا23:1-4 فالأعياد في الكتاب المقدس هي مواسم للرب.. ليست للهو ولا للعبث ولكنها للرب إنها أيام فرح للناس ولكنه فرح في الرب4:4 وأول عيد منحة الرب للناس هو اليوم السابع ويقول فيه ستة أيام يعمل عمل وأما اليوم السابع ففيه سبت عطلة محفل مقدس عملا مالا تعملوا ...أنه سبت للربلا23:3أنه يوم راحة, ولكنها أيضا يوم مقدس يوم للرب مخصص للرب وليس للعالم لاتعمل فيه سوي عمل للرب. يوم العطلة هو في الإنجليزية Holyday أي يوم مقدس قلبه الغربيون إليweekEnd أي أنه مجرد نهاية للأسبوع وقد فصلوا عنه قداسته ولكنه في اليونانية لايزال محتفظا بروحانيته إذ يسمونهكيرياكيأي الخاص بالرب أي يوم الرب.وهذا تعبير جميل لأنه لماذا نسلب الرب يومه في كل أسبوع من أسابيع حياتنا... ويتابع الرب في سفر اللاويين ذكر الأعياد المقدسة. تلك التي كانت رموزا لأعياد العهد الجديد أو كما قال الرسول كانتظل الأمور العتيدةكو2:16-17فالسبت كان رمزا للأحد والفصح كان رمزا لذبيحة المسيح وعيد الخمسين كان رمزا أيضا لعيد البندكستي الذي هو يوم العنصرة وما أسهل التأمل في باقي الأعياد الأخري ومعانيها الروحية مما لا مجال له الآن.. وكانت للأعياد قديما طقوسها الدينية التي تمارس بها. علي اعتبار إنها أيام للرب أمر الرب بها ووضح طريقة ممارستها وكل تلك الطقوس كانت لها معانيها الروحية ومقاصدها. ولذلك نحن لانكتفي بتقديس يوم العيد بالصلوات التي تقام في الكنيسة إنما يجب أن نحرص علي أن تكون ليوم العيد قدسيته الكاملة.. وأهم شيء في يوم العيد أن نتذكر الدروس والمعاني الروحية التي يوحي بها الينا لكيما نكتسبها ونمارسها في حياتنا العملية. فما هي الدروس التي يقدمها لنا عيد الميلاد؟ إنها دروس كثيرة جدا بلا شك من الصعب علينا أن نحصيها في مقال ولكننا سنحاول هنا أن نركز علي بعض من دروس الميلاد نوجه إليها الأنظار لكي نعرفها وندرب أنفسنا عليها عمليا حتي تصبح جزءا من حياتنا العملية وبهذا تظهر فاعلية عيد الميلاد في حياتنا.. واعلموا أن احتفالنا بعيد الميلاد ليس معناه الاحتفال بنهاية الصوم أو بمجرد تبادل التهاني والزيارات والمجاملات. إنما العيد الحقيقي هو فرحنا بالرب وببداية قصة الخلاص وأيضا فرحنا باكتساب الفضائل التي يوحي بها هذا العيد.. وإن لم نفعل هذا يكون فرحنا بالعيد مجرد فرح اجتماعي أو فرح جسداني 0الدرس الأول الذي يقدمه عيد الميلاد هو الاتضاع. بعد أن تلقت السيدة العذراء بشارة الملاك لها قالت في تسبحتها أن الربنظر إلي اتضاع أمتهلو1:48لم تنظر إلي نفسها كأم وإنما كعبدة بينما قالت لها اليصابات من أين لي هذا أن تأتي أم ربي إليلو1:43 بل فلنتأمل بالأكثر في اتضاع السيد المسيح الذي أخلي ذاته وأخذ شكل العبد صائرا شبه الناس.. ووجد في الهيئة كإنسانفي2:8,7حقا أن قصة ميلاد المسيح هي أروع درس في الإتضاع وأن صورناها بغير هذا الاتضاع تفقد عمق جمالها. فلنفكر إذن ونبحث عن كل ما هو ضد الاتضاع في حياتنا لكي نتجنبه.. 0الدرس الثاني لعيد الميلاد وهو نابع أيضا من الاتضاع هو عدم الاهتمام بالمظاهر. واضح أن السيد المسيح في يوم ميلاده لم يهتم مطلقا بالمظاهر وإلا فبماذا نفسر إرادته في أن يولد بمدينة صغيرة هي بيت لحم وفي مكان حقير هو مذود بقر!!لو2:7وأيضا ميلاده في هدوء بدون احتفالات! كان في امكان المسيح أن يأتي إلي العالم في موكب علي مركبات الكاروبيم وحوله السارافيم وطغمات الملائكة ولكنه جاء إلي عالمنا بعيدا عن كل مظاهر العظمة في يوم قارس البرد جدا وفي موضع لايسعد أحد بأن يولد فيه فماذا نتعلمه من كل هذا؟ نتعلم- أن قيمة الشخص لا في مظاهره- بل في حقيقته. فالعظمة الحقيقية ليست في أبهة المسكن :أين نسكن؟أو كيف نسكن.. وليست في الغني ولا في الاحتفالات ولا في الأبهة ولا في الزينة ولا في الإعلان عن الذات إنما العظمة الحقيقية هي في نوعية وقدسية هذه الذات وكيف تكون صورة لله وقد كان الابن الوحيد هوصورة الله غير المنظوركو1:15وهو بهاء مجده ورسم جوهرهعب1:3ولم ينقص قدره في شيء أنه ولد في مذود بقر.. لذلك تدربوا يا إخوتي علي البعد عن المظاهر.. ابحثوا عن المظاهر التي تقعون فيها تجنبوها وابتعدوا عن الاهتمام بالمجد الباطل ومحبة مديح الناس وكل الفضائل التي تمارسونها اهتموا بعمقها الروحي لا بمظاهرها. 0الدرس الثالث لعيد الميلاد هو البساطة: إننا نلاحظ في مناسبة الميلاد أن بعض الناس قد اختارهم الرب وأعلن لهم مشيئته بينما هناك اخرون علي الرغم من وجاهتهم وعلو مراكزهم لم يقع اختيار الرب عليهم إذ لم تكن لهم بساطة القلب التي تتلقي الخبر في إيمان فتصدقه وتفرح به. أعلن الرب بشارة الميلاد للرعاة وأعلنها للمجوس وكلهم سمعوا وفرحوا والمجوس علي الرغم من علمهم إلا أنهم ببساطة قلب ذهبوا إلي حيث ولد الصبي وسجدوا له وقدموا هداياهم ذات الرموز ولم يقولوا في قلوبهم هل هذا المولود في مذود هو الملك؟مت2:11 حدث هذا بينما لم تعلن البشارة لكثيرين آخرين كانت لهم مراكزهم الكبري في المجتمع اليهودي بل أن رؤساء الكهنة وكتبة الشعب لما سمعوا بأمر المجوس,اضطربوا هم والملك هيرودس وجميع أورشليم معهمت2:1-3ولم يذهب أحد منهم إلي حيث كان الصبي. إذن هناك قلوب بسيطة مستعدة لقبول الرسالة.. لذلك يعلن الرب لها.. وهناك قلوب أخري غير مستعدة وغير مستحقة لعدم بساطتها وعدم نقاوتها وهذه حتي إن وصلتها الرسالة تقاومها ولا تستجيب.. حقا أن أسرار الله إنما تعلن لقلوب معينة تفرح بها مثل قلوب الرعاة والمجوس. إن أردت يا أخي أن تكون مستحقا لأن يعلن لك الرب أسراره فليكن لك القلب البسيط الذي لايعقده الشك ولا يسيطر عليه العقل أكثر من الإيمان إن المجوس مع كونهم حكماء كانوا أيضا بسطاء لما أرشدهم النجم صدقوا وكذلك صدقوا هيرودس في زعمه أنه سوف يذهب إلي الطفل ويسجد له غير أنهم لما أعلن لهم الرب في حلم ألا يسلكوا حسب مشورة هيرودس صدقوا الرب أيضا ولم يعودوا إلي هيرودسمت1 ليتنا نسعي لكي تكون لنا بساطة الإيمان لأن العالم المعاصر-بمدنيته وعلومه وشكوكه- قد أفغقد الكثيرين بساطتهم وأصبح من الصعب علي الناس أن يؤمنوا دون أن يروايو29,20 إن بساطة القلب بساطة الإيمان كنز من الخسارة أن يضيع. وكثيرون لم تحدث لهم معجزات مثلما حدث لغيرهم لأنه لم تكن في قلوبهم البساطة التي تصدق حدوث المعجزة والبساطة ليست ضد الحكمة فقد دعانا الله أن نكون حكماء.. وبسطاء في نفس الوقت(مت10:16). 0درس رابع من دروس الميلاد,هو أن كل شئ يقع في ملء الزمان لقد وعد الله بالخلاص منذ آدم وحواء(تك3:15) ولكن السيد المسيح لم يولد لأجل خلاصنا إلا في ملء الزمان(غل4:4-5). فليس لنا أن نستعجل الأوقات أو أن نحددها,إذ قال الربليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات التي جعلها الآب في سلطانه وحده(أع1:7).أنما علينا أن ننتظر الرب,وننتظره في ثقة,حسب قول المزمورتقو ليتشدد قلبك,وانتظر الرب(مز27:14). لاتجعل حمي السرعة تسيطر علي حياتك.لأن ذلك يوقعك في القلق,وربما تجعلك تلجأ إلي طرق بشرية غير روحية.كما أن شيطان السرعة يفقدك فضيلة الصبر وربما فضيلة الإيمان معها,بأن يوقعك في الشك. ليت الله يمنحنا صبرا,وسعة صدر تقبل الصبر.لكن لا نكون قلقين من جهة أمورنا,ولكن لا نشك في مواعيد الرب,مهما بدا لنا أن الوقت قد تأخر! إن الخير الذي يريده الرب لنا,سيأتي في الوقت المناسب,حسب حكمة الله في اختيار الأوقات... لاتقل متي يحدث هذا أو متي...وأنما انتظر الرب...تقو وليتشدد قلبك وانتظر الرب...وكن واثقا أن كل شئ سيتم في حينه الحسن,في ملء الزمان,في الموعد الذي يحدده الرب...فإن تدربنا علي هذه الفضيلة,لابد أن الطمأنينة ستدخل إلي قلوبنا... هنا دروس أخري كثيرة ننالها من عيد الميلاد... وقد كتبنا لكم كتابين في هذا الموضوع,همامن وحي الميلادوتأملات في الميلاد. أنما المهم ليس فقط أن تعرفوا هذه الدروس,وأنما أن تدربوا أنفسكم علي جعلها جزءا من حياتكم...بهذا تكون للعيد فاعلية فيكم...فهذه هي رسالة العيد... ادخلوا إذن في روح المناسبة...اكتشفوا روحياتها,وطبقوها في حياتكم... وقولوا لأنفسكم في كل عيد:ما هو الدرس الذي يريد الله أن يعطينا إياه في هذه المناسبة المقدسة؟...ماهي رسالة الله إلينا؟ ولا تجعلوا يوم العيد يمر عليكم مرورا عابرا بدون أن يكون له تأثير روحي في حياتكم... اشعروا أن العيد قد أحدث في حياتكم تغييرا إلي الأفضل,وكانت فيه دفعة قوية قربتكم إلي الله... وليكن فرحكم فيه فرحا روحيا...فالعيد قد أرسله اللهلتكون لكم حياة,ويكون لكم أفضل(يو10:10)... وكل عيد وجميعكم بخير |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
قصة الميلاد بقلم قداسة البابا شنودة الثالث |
كان لابد أن يقوم المسيح(2) |
تحذير من خطية |
هل هناك قاعدة معينة لمدة صوم الميلاد؟ |
كلمة البابا دروس من الميلاد |