رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الشير على السوشيال ميديا فيه سم قاتل سيطر هوس الشير على السوشيال ميديا على عقول الكثيرين، فقد أصبح هناك تنافس من أجل حيازة أكبر عدد من اللايكات أو التعليقات دون مراعاة التوابع التى قد تقع على الشخص نفسه، وفى الفترة الأخيرة وجدنا العديد من النماذج سواء من الطلبة بالمدارس أو الجامعات أو حتى العاملين بالوظائف المختلفة يقعون فى هذا الفخ، ولا يفيقون إلا بعد حدوث عواقب وخيمة. وهناك الكثير من الأمثلة حدثت فى الفترة الأخيرة تؤكد فرضية أن الشير العشوائى وهوس نشر الصور الشخصية بدون تقدير البعد الزمانى والمكانى قد يكون فيه سم قاتل، وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن وزارة التعليم أعلنت عن تمكنها من ضبط 3 حالات "شير" لأسئلة اللغة العربية من قبل طلاب يؤدون امتحان الدور الثانى للثانوية العامة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضدهم. واقعة "تشيير" الطلاب لأسئلة الامتحان ليست فريدة من نوعها فقد أصبح هذا سلوك الكثيرين خلال السنوات الأخيرة، واللافت للنظر أن نشر الأسئلة لا يكون من أجل الغش فقط، إنما فى المساعدة على نشره لأقصى نطاق ممكن، وهذا أمر غير مفهوم ولا معنى له سوى رغبة الطالب نفسه فى مخألفة القواعد والتباهى بفعلته بين أصدقائه على مواقع التواصل الاجتماعى، وكأنه أسدى لهم خدمة ثمينة. وليس الطلاب فقط من جذبهم هوس الشير والتفاعل على السوشيال ميديا للوقوع فى الخطأ، بل إن بعض أصحاب الوظائف الهامة والحساسة خالفوا مواثيق أعمالهم وسقطوا فى فخ الشير ونشر صور لهم فى مواقف لا يجب تداولها فى العموم، وعلى سبيل المثال فى 13 أغسطس الماضى، عاقبت وزارة الصحة 6 مسعفين إلتقطوا صورا "سيلفى" فى موقع حادث قطار الإسكندرية الذى أودى بحياة 41 شخصا. وقررت هيئة الإسعاف فى حينها نقل الموظفين الستة إلى منطقة سيوة فى غرب مصر، وأكد مسئولى الهيئة فى تصريحاتهم أن سلوكهم كان غير ملائمًا، وذلك فى ردها على موجة الغضب التى انتابت البعض جراء تصرفهم واهتمامهم بالتقاط الصور لنشرها على حساباتهم الشخصية، وذلك رغم اعتذار المسعفين وتبريرهم تصرفهم بأنهم كانوا فى وقت الراحة. واقعة أخرى أقدم، لكنها أثارت جدلاً واسعًا، وتتمثل فى إلتقاط طبيب لصورة سيلفى له مع زملائه أثناء إجراء عملية ولادة قيصرية لسيدة بمستشفى الجلاء بالقاهرة، وذلك فى انتهاك صريح لحقوق المريضة ومخالفة للقواعد الطبية داخل عرفة العمليات المعروفة أنها لها قدسية خاصة. وتمت إحالة واقعة الطبيب آنذاك للنيابة الإدارية، خصوصا أن أعضاء الفريق الطبى نشروا الصور عبر حساباتهم الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى، ورغم اعتذارهم فيما بعد وتأكيدهم على أنها كانت صور احتفالية بعدما استغرقت العملية 8 ساعات إلا أن هذا لا يمنع أن التهافت على تسجيل اللحظات وإن كانت شديدة الخصوصية ولا يصح تدأولها. أصبح للأسف شىء معتاد على مواقع التواصل الاجتماعى بين الكثيرين. وبعيدًا عن مخالفة مواثيق العمل فإن هناك وقائع أخرى يكون عدم الإدراك للعواقب والرغبة فى السخرية بأى وسيلة السبب الرئيسى فى حدوثها، وفى هذا الإطار مثلا يمكن التدليل بواقعة التحقيق مع شابين مصريين فى 8 يناير 2016 بدولة الإمارات أثر إلتقاطهما صورة سليفى أثناء احتراق أحد الفنادق فى ليلة رأس السنة وتم تدأول الصورة بشكل كبير على السوشيال ميديا. وحينها قررت النيابة العامة فى دبى بعد انتهاء التحقيقات مع الشابين والإطلاع على محتوى الصورة، الإفراج عنهما وحفظ القضية لانتفاء القصد الجنائى، خصوصا أن فعلهما كان نوعا من السخرية، ولم يكن هناك أى سوء نية، إلا أن الدرس المستفاد من هذا الواقعة هو عدم نشر أى شىء على السوشيال ميديا بدون التفكير مليًا فى توابعه، خصوصا أن أمرا قد تراه بسيطا من الممكن أن يؤدى إلى عواقب وخيمة |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
خادم السوشيال ميديا |
«السوشيال ميديا» عدو الخير |
اصبحنا ملك السوشيال ميديا |
البابا يحذير من السوشيال ميديا |
وجود السوشيال ميديا بين يد الأطفال «سم قاتل» |