منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 29 - 11 - 2022, 05:59 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,145

مزمور 61 - نذر تكريس حياته


نذر تكريس حياته


إذ غشي قلب المرتل وهو في أقاصي الأرض ولم يجد من يعينه، تجلى له المخلص صخر الدهور والملجأ الذي فيه يدخل ويتمنع.
بدخوله البرج ليس فقط يجد الحماية من سهام الشرير القاتلة وتجاربه المُرَّة، وإنما يختبر عذوبة الشركة مع المسيح، فيشتهي أن يقضي كل حياته في شركة معه. هذا هو النذر الحقيقي، وتكريس القلب لله!
لأَسْكُنَنَّ فِي مَسْكَنِكَ إِلَى الدُّهُور.
أَحْتَمِي بِسِتْرِ جَنَاحَيْكَ. سِلاَهْ [4].
يرى البعض أن طلبة المرتل داود أن يسكن في مسكن الرب إلى الأبد، لا تعني أن يقيم جسديًا في بيت الرب، لأنه لم يكن بعد قد بُني الهيكل، فقد عبرَّ عن هذه الشهوة التي في قلبه في مزامير كثيرة سجلها قبل بناء الهيكل (مز 15: 1؛ 19: 4؛ 27: 5-6). إنما لأنه يرى سواء في خيمة الاجتماع أو في بناء بيت للرب (الأمر الذي حققه ابنه سليمان) صورة حيَّة للسماء وللعبادة السماوية. فكان قلب المرتل يشتهي الحياة السماوية.
طلبته أن يحتمي تحت ظل جناحي الله، تشير إلى ظهور الله على غطاء تابوت العهد، أي على كرسي الرحمة، المظلل بأجنحة الكاروبين في قدس الأقداس، الذي لم يكن يقدر أن يدخله إنسان غير رئيس الكهنة، حتى وإن كان الملك نفسه!
لقد حسب المرتل سعادته العظمى تتحقق بأن ينطرح أمام المذبح عن أن يجلس على عرش الملك[5].
وجد المرتل سعادته حين كان يقف أمام تابوت العهد، ويشعر بالحضرة الإلهية، وأنه يختبئ تحت ظل جناحي الله، فكم تكون سعادتنا حين نلتقي مع الله نفسه وجهًا لوجه، ونحيا معه في سماواته إلى الأبد.
ما يتمتع به المؤمن خلال خلاصه من التجربة هو الدخول في أعماق جديدة في علاقته مع الله. عندئذٍ يتوق أن يعبر سريعًا من العالم، ليس بسبب مرارة التجارب والضيقات، وإنما شوقًا إلى السكنى الأبدية مع الله.
* يقول النبي: "مسكن الله" عن مدينة أورشليم، بظهوره فيها ووجود هيكله. وأيضًا عن أورشليم السماوية حيث مسكن الذين أرضوا الرب. أما جناح الله فهو عنايته وحراسته.
الأب أنثيموس الأورشليمي


* نحن نعيش هنا أيامًا قليلة ونَعْبُر. فإننا رُحَّل هنا، لكننا سنكون سكان السماء.
إنكم نزلاء في هذا الموضع، حيث تسمعون صوت الرب إلهكم: "ارحلوا". أما في البيت الأبدي في السماوات فلا يأمركم أحد أن ترحلوا...
يوجد حَرٌ في العالم، لكن يوجد ظل عظيم تحت جناحي الله.
القديس أغسطينوس


لأَنَّكَ أَنْتَ يَا اللهُ اسْتَمَعْتَ نُذُورِي.
أَعْطَيْتَ مِيرَاثَ خَائِفِي اسْمِكَ [5].
بحسب الترجوم Targum، التفسير اليهودي القديم للكتاب المقدس، الملك الذي يسمع له الله نذوره، هو "الملك المسيا King Messiah". يقول عنه الرسول بولس: "الذي في أيام جسده، إذ قدَّم بصراخٍ شديدٍ ودموعٍ، طلبات وتضرعات للقادر أن يخلِّصه من الموت، وسُمع له من أجل تقواه" (عب 5: 7).
ما هي النذور التي قدمها كلمة الله، إلا أن يقدس ذاته أو يكرس حياته لأجل خلاص العالم ومجد المؤمنين به، إذ يقول في صلاته الوداعية: "لأجلهم أُقَدِّس أنا ذاتي، ليكونوا هم أيضًا مُقدَّسين في الحق" (يو 17: 19).
ونحن كأعضاء في جسده نحمل شركة سماته، ونقدم نذرًا أن نعيش بروحه القدوس مقدسين، نعمل لأجل تقديس كل إنسان، ونمو ملكوت الله في كل قلبٍ، مستعذبين كل ألم كشركة مع المسيح المصلوب.
لقد سمع الآب لصلاة الابن الوداعية؛ هذه الاستجابة هي رصيدنا السماوي، حيث تطمئن نفوسنا أن ما نطلبه باسم المسيح المخلص لحساب ملكوته يحقق لنا الآب. ونحسب هذه الاستجابة ميراثًا خاصًا بنا إن كنا بالحقيقة خائفي الرب ومتقيه.
* الذين يبلغون قمة الكمال لهم ميناؤهم، ليس في الحياة، ولا في القيامة، ولا في أي أمر نعجب به، وإنما في ذاك المُشتهى وحده، الذي من أجله يحسبون الكارثة بهجة، والتعب راحة عذبة، السكنى في الصحراء أفضل من حياة المدن، وأكثر غنى من الثروة... هذه هي المكافأة التي ينتظرها الذين يمارسون الفضيلة. إنها ميراث لمن يخدمون الله، كما يعلن النبي (إش 65: 9) .
ثيؤدورت أسقف قورش


ما هو الميراث الذي يتمتع به المؤمن كملك، إلا أن يتمتع بحقوقه كابن لله، نال التبني في مياه المعمودية، ويفرح أيضًا أن يتمتع البشر بهذه النبوة، ويصير لهم حق الميراث الأبدي في الأمجاد السماوية.
* لنستمر إذن في مخافة اسم الله، فإن الآب السماوي لا يخدعنا. الأبناء يتعبون لكي ينالوا الميراث من والديهم، هؤلاء الذين يخلفونهم بعد مماتهم. فهل نحن نتعب لنقبل الميراث من ذاك الآب، الذي لا نخلفه بعد موته، بل نحن معه في ذات الميراث، إذ نحيا إلى الأبد؟
القديس أغسطينوس


* إن الميراث الذي أُعطي لبني إسرائيل هو أرض الموعد التي تفيض لبنًا وعسلًا. وهي أرض فلسطين التي فقدوها. دُعيت ميراثًا لأنها أُعطيت لآبائهم من الله بالموعد. وأما الميراث الحقيقي الثابت امتلاكه الذي أعطاه الله للمؤمنين فهو ملكوته السماوي الموعود به لهم، كقول ربنا له المجد: رثوا المُلك المُعد لكم والحياة الأبدية.


الأب أنثيموس الأورشليمي



رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تكريس الإنسان حياته لمحبة خيرات العالم تُفسِد أعماقه
مزمور 119 | لخص المرتل كل خبرة حياته
هكذا عاش أيوب كل حياته يطلب التوبة، فتصير حياته مطوبة
مزمور 22 - كنيسة مقدسة، تعلن صلاح المسيح في حياته
مزمور 18 - جعل الظلمة حجابه، تحوط مظلته


الساعة الآن 02:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024