رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات وقراءات فى شخصية القديس يوحنا المعمدان مقدمة الحقيقة فى الأعداد السابقة فى هذا الأصحاح السيد المسيح بيقيم أبن أرملة نايين من الموت وبيذاع صيته فى كل اليهودية والكورة المحيطة . وكما قلت من قبل موقف يوحنا المعمدان بيحير كثيرين , وإذا كان يوحنا المعمدان عرف المسيح ومن هو فى بطن أمه وأليصابات قالت للعذراء لما زارتها "حين صار صوت سلامك فى أذنى أرتكض الجنين بإبتهاج فى بطنى " ويوحنا نفسه شهد وقال هوذا حمل الله الذى يرفع خطايا العالم وقال أنا رأيت وشهدت أن الروح بيقول لى اللى ترى الروح نازل عليه مثل حمامة هو هذا الذى سيعمد بالروح القدس وبعدين يوحنا هنا بيبعت ويسأل المسيح . 2-لوقا 7: 18- 35 18* 18فَأَخْبَرَ يُوحَنَّا تَلاَمِيذُهُ بِهَذَا كُلِّهِ.وكما قلت وصلت أخبار معجزة أقامة أبن أرملة نايين اللى عملها السيد المسيح بعد ما عملت صدى فى كل منطقة اليهودية وفى كل منطقة فلسطين ليوحنا فى السجن بواسطة تلاميذ يوحنا فراح باعت أتنين من تلاميذه , وللناس اللى بتخدم , أن أرملة نايين ومعجزة إقامة أبنها تمثل نقطة مهمة جدا فى الخدمة لأن أرملة نايين دى تمثل الكنيسة , الكنيسة المفجوعة بأولادها , فإذا كانت الكنيسة والواحد بينظر كده بإحباط ويشوف اللى أصاب الكنيسة هو نفس اللى أصاب أرملة نايين والكنيسة ماشية تودع أولادها لمصيرهم المحتوم لكن مش بتودعهم للقبر لأ دى بتودعهم لأقصى من كده فهى بتودعهم لجهنم , أولادها اللى بينكروا وأولادها اللى بيتخلوا وأولادها اللى بيضيعوا تحت تأثير الشهوة أو الجنس أو المخدر وعمالين يضيعوا يوم ورا التانى والكنيسة واقفة تتفرج ومش قادرة تعمل حاجة غير أنها تبكى ! أو غير أنها تعيط عليهم , نعم أولادها اللى بيخرجوا لحياة مافيهاش مسيح , لحياة بلا رجاء , لكن السيد المسيح قادر أنه يتدخل فى حياة الكنيسة علشان يوقف هذا المشهد الحزين , الناس اللى عمالة تخرج من الكنيسة وتضيع , والمسيح قادر أنه يلمس روح الضياع اللى موجودة جوة الكنيسة وأولادها عمالة تتسلم منها برة الكنيسة وهى مش قادرة تعمل حاجة , نعم روح الضياع واليأس ,فقط المسيح يقدر يوقفه ويوقف مسيرة الموت ويؤمر بكلمة واحدة فينهض شباب الكنيسة من نطقه نهضة فيها حياة ويحررهم من سلطان الإنكار ومن سلطان المغريات ومن سلطان المخدر ومن سلطان الحنس ومن سلطان المادة اللى عمال يطغى يطغى يطغى يطغى وعمال يسلت من الكنيسة أولادها , وعلشان كده ياريت حتى لو فى صلاة صغيرة نقف نقول لربنا ألا يتحنن قلبك يارب وتفتقد الكنيسة وهى عمالة تبكى كل يوم على القتلى بتوعها أو موتاها والشباب اللى عمال يضيع والناس اللى مش بتروح القبر لأ دى بتروح حيث حياة بلا مسيح حيث حياة بلا رجاء وعلشان كده ياريت نطلب من ربنا أن ربنا يتحنن على الكنيسة وعلى الخدمة ويوقف نزيف الموت اللى عمال يسرى فى الكنيسة , وناس كثيرة عمالة تتساقط وتضيع وأحنا مش عارفين نعمل لهم حاجة غير أن أحنا نقول يا خسارة , لكن المسيح وحده يستطيع أنه يعمل شىء فى الحياة سواء لينا أو للآخرين , سواء إذا كان هذا الموت له سلطان علينا أحنا بسبب خضوعنا للخطية أو ليه سلطان على الناس اللى حوالينا وهو(الموت) عمال يهددهم ويستنزف كل قوة فيهم , ونقول لربنا مش تتحنن علينا يارب بقى زى ما تحننت على أرملة نايين , وتخللى سريان هذا الموت يفر من قدامك والحياة تعود للكنيسة وتعود لأولادها ,كما أن أرملة نايين ليها أبن وحيد مالهاش غيره وأنت يارب رجعت ليها معنى الحياة مرة تانية بتحنن آخر من تحننات المسيح على أولاده أللى بيقدمها لينا فأرجوك يارب أرجع الحياة للكنيسة وأولادها لكى نستطيع أن نقترب من هذا التحنن ونغرف لنفسينا منه . 19*حتى 21* 19فَدَعَا يُوحَنَّا اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ وَأَرْسَلَ إِلَى يَسُوعَ قَائِلاً: «أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟» 20فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهِ الرَّجُلاَنِ قَالاَ: «يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ قَدْ أَرْسَلَنَا إِلَيْكَ قَائِلاً: أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟» 21وَفِي تِلْكَ السَّاعَةِ شَفَى كَثِيرِينَ مِنْ أَمْرَاضٍ وَأَدْوَاءٍ وَأَرْوَاحٍ شِرِّيرَةٍ، وَوَهَبَ الْبَصَرَ لِعُمْيَانٍ كَثِيرِينَ. يوحنا بيبعت أثنين من تلاميذه وبيسأل المسيح أذا كنت هو الآتى أو المسيا المنتظر أم ننتظر آخر , وياترى هو ماكانش عارف أو هو شك وبعدين المسيح بيقول آية فى آخر البراجراف طوبى لمن لا يعثر فيا وكلمة يعثر يعنى يشك , فهل ياترى يوحنا شك فى المسيح فعلا أو أن يوحنا ماكانش عارف المسيح أو أيه الوضع بالضبط ؟ طيب تعالوا نتخيل الموقف بالضبط الى حصل فى هذه الأثناء , وكما نعرف يوحنا كان فى هذا الوقت فى السجن لما هيرودس ألقى القبض عليه ورماه فى السجن فى قلعة ماجيروس فى الأردن وكانت قلعة شديدة جدا وكانت الظروف فى ذلك الوقت سيئة جدا وكان فى سجن تحت الأرض رغم أن هيرودس كان بيحب يوحنا وبيسمع كلام يوحنا وبيعمل كثير من الكلام اللى بيقوله يوحنا لكن بسبب موضوع هيروديا وهى أمرأة أخو هيرودس اللى كان عايز يتزوجها وأخيه لسه عايش وكان يوحنا بإستمرار يقول له لا يحل لك أن تأخذ إمرأة أخيك وفى الآخر أخذه ووضعه فى السجن وحبسه علشان يكتم هذا الصوت اللى بيقول له لا يحل لك , ويبدو أن فترة سجن يوحنا طالت , فيوحنا سمع عن أخبار المسيح وأنه بيقيم الموتى لأن خبر معجزة إقامة أبن أرملة نايين كان وصل ليوحنا وهو فى السجن , فبعث أثنين من تلاميذه يسألوا المسيح أأنت هو الآتى أم ننتظر آخر , وكما قلنا أنه عرف المسيح كذا مرة أولا من هو جنين فى بطن أمه عرف المسيح , وثانيا وهو بيعمد المسيح شاف الروح نازل عليه وهو يوحنا أعلن وقال أنا رأيت وشهدت , يعنى أكد الشهادة بتاعته , لكن جاء فى هذا الموقف وبعث الأثنين يسألوه هذا السؤال , وأيه اللى حصل بالضبط ليوحنا , هذا هو السر اللى أحنا عايزين نتكلم عنه شوية , فهناك رأيان فى هذه المسألة , الرأى الأول بيقول أن يوحنا لما أرسل أثنين من تلاميذه علشان يسألوا المسيح , كان هدفه أنه يحول أنظار تلاميذه من عليه ناحية المسيح , وكأنه بيقول لهم روحوا أنتم وأختبروا وجربوا وفعلا لما راحوا وسألوا المسيح , قال لهم شوفوا أذا كنتم عايزين تعرفوا أنا هو المسيح أو لأ , العمى بيبصروا والعرج بيمشوا والبرص بيطهروا والموتى بيقوموا , وأنا مش حأقول لكم أنا المسيح أو لأ لكن شوفوا النبوة بتشهد ليا , فكأن يوحنا أحب أن تلاميذه يختبروا بنفسيهم ويشوفوا بنفسيهم عمل المسيح , الرأى الثانى لكن فى موقف آخر أو فى رأى آخر لا ننسى الظروف اللى مر بيها يوحنا أولا مرمى فى السجن ,ثانيا كان ليه نظرة معينة ناحية المسيح , و هو يوحنا جاء كمهيىء أو معد الطريق أمام المسيح , وبعدين المسيح تركه ولم يعبره ولم يفعل له أى شىء , ولم يهز أساسات السجن أو قام بفتح أبواب السجن وأخرج يوحنا اللى كان واخد على حياة البرية أو على حياة الصحراء يلتحف بالسماء والأرض كلها كانت ليه وهو اللى حبسوه فى سجن صغير جدا وضيق , مثل العصفور اللى واخد على الإنطلاق وبعدين فجأة يضعوه داخل قفص , وبعدين يوحنا منتظر أن المسيح يعمل له حاجة والإنتظار طال والمسيح لم يتدخل بأى شىء لكى ما يفك قيود يوحنا أو أسر يوحنا , فقد يكون بعث يقول له أنا مستنيك وأنت لسه ماعملتش حاجة من أجلى , وأنت بتعمل معجزات وأخبار معجزاتك عمالة توصل لى وعمالة تنتشر وأنا المفروض اللى بأهيىء الطريق وبأعد الطريق قدامك طيب سايبنى كده ليه ؟ وكأنه أراد أن يحفز المسيح أنه يصنع حاجة علشان يخلص يوحنا وسأله أنت هو الآتى أم ننتظر آخر فبيفكره وبيقول له أنت ناسينى ليه , ولا ننسى أن يوحنا كان عنده صورة معينة عن المسيا الآتى , ولما كان بيتكلم عن المسيح الذى سيأتى بعده فهو صور المسيح بشخصية قوية جدا وقال الذى رفشه فى يده حايجمع التبن ويحرقه بالنار وأما القمح فيجمعه إلى مخازنه , يعنى حاييجى ينصف المظلوم و حايمجد الإنسان اللى عايش فى حياة القداسة , وأما الخاطى والظالم فسينتقم منهم ! , فيوحنا كان متخيل أن المسيح حاييجى فى صورة جبار منتقم يرفع الظلم وينصف الإنسان المظلوم , وبعدين فجأة وجد صورة المسيح مختلفة فلا هو بيميت الخطاة ولا بيموت الظالمين ولا بينصر الإنسان المظلوم ولا بيعمل حاجة , لكن بالعكس شاف المسيح أو الصورة اللى وصلت له عن المسيح هى أنه مسيح يحب العشارين والخطاة , يعنى الصورة اللى كان راسمها فى ذهنه جعلته يقول مش هو ده المسيح اللى أنا بأتكلم عنه , يوحنا كان منتظر المسيح القوى اللى حاييجى بالعنف وحتى لو أتفرجنا على الأفلام اللى بتصور يوحنا المعمدان نجدها بتصور يوحنا المعمدان كشخصية عنيفة وهو فعلا كان عنيف وشفنا كان بيكلم اليهود وبيقول ليهم يا أولا د الأفاعى , من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتى ؟ يعنى فى غضب قادم وفى دينونة آتية وفى عقاب آت , وفى موقف صارم تجاه الخطاة قادم , كل هذا كان فى ذهن يوحنا عن المسيا الآتى فى غضبه وفى أنتقامه وفى نصرته للحق وفى شخصيته القوية العنيفة , هو ده اللى كان فى ذهن يوحنا المعمدان لكن يوحنا وجد أن الأخبار اللى بتيجى عن المسيح هى المسيح الرقيق المتحنن الغفور اللى بيغفر الخطايا اللى بيطبطب على الخطايا اللى بيقعد يأكل مع العشارين والخطاة , وهذا جعل الصورة التى كانت فى ذهنه عن المسيا أختلفت وعلشان كده قد يكون أرسل للمسيح يقول له مش أنت برده اللى أنا شهدت له , طيب ليه ماجيتش بنفس الصورة اللى أنا كنت متخيلها ومتوقعها (أنت هو الآتى أم ننتظر آخر ؟ ) , وطبعا فى ناس تقول لأ مش ممكن يكون يوحنا شك لأن يوحنا المسيح بعد كده شهد ليه وقال أن هو أعظم مواليد النساء , ولكن لا نعرف اللى حصل بالضبط سواء أذا كان هو عايز يبعث التلاميذ بتوعه علشان يتأكدوا بنفسيهم ويتبعوا المسيح زى ما هو متأكد أو بسبب الظروف اللى مر بيها ونفسيته تعبت وأبتدأ يشك أو أنه وجد أن المسيح مش زى ما هو كان منتظر أو متوقع , يعنى قد يكون أى حاجة من الحاجات دى ,انا شخصيا بأميل للرأى الأخير لأن تلاميذ يوحنا ذهبا ليخبرا يوحنا ولم يتبعوا المسيح , وفى أعمال الرسل 19: 1- 7 1 فَحَدَثَ فِيمَا كَانَ أَبُلُّوسُ فِي كُورِنْثُوسَ أَنَّ بُولُسَ بَعْدَ مَا اجْتَازَ فِي النَّوَاحِي الْعَالِيَةِ جَاءَ إِلَى أَفَسُسَ. فَإِذْ وَجَدَ تَلاَمِيذَ2 قَالَ لَهُمْ: «هَلْ قَبِلْتُمُ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمَّا آمَنْتُمْ؟» قَالُوا لَهُ: «وَلاَ سَمِعْنَا أَنَّهُ يُوجَدُ الرُّوحُ الْقُدُسُ».3فَقَالَ لَهُمْ: «فَبِمَاذَا اعْتَمَدْتُمْ؟» فَقَالُوا: «بِمَعْمُودِيَّةِ يُوحَنَّا».4فَقَالَ بُولُسُ: «إِنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ قَائِلاً لِلشَّعْبِ أَنْ يُؤْمِنُوا بِالَّذِي يَأْتِي بَعْدَهُ أَيْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ». 5فَلَمَّا سَمِعُوا اعْتَمَدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ.6وَلَمَّا وَضَعَ بُولُسُ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْهِمْ فَطَفِقُوا يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ وَيَتَنَبَّأُونَ.7وَكَانَ جَمِيعُ الرِّجَالِ نَحْوَ اثْنَيْ عَشَرَ.هذا بيؤكد على عدم إتباع التلاميذ (تلاميذ يوحنا) السيد المسيح . 22* 22فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «اذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بِمَا رَأَيْتُمَا وَسَمِعْتُمَا: إِنَّ الْعُمْيَ يُبْصِرُونَ، وَالْعُرْجَ يَمْشُونَ، وَالْبُرْصَ يُطَهَّرُونَ، وَالصُّمَّ يَسْمَعُونَ، وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ، وَالْمَسَاكِينَ يُبَشَّرُونَ. المسيح قال لتلاميذ يوحنا أن العمى يبصرون والعرج يمشون والبرص يطهرون والصم يسمعون والموتى يقومون والمساكين يبشرون , ومرض البرص كان مرض يصعب شفائه أو ينعدم شفائه على الإطلاق فكان علامة على مجىء المسيا أنه سيعطى شفاء لهذا المرض الغير قابل للشفاء , وكلمة الموتى يقومون لأنه لسة أبن أرملة نايين قام من الموت بواسطة السيد المسيح , وكلمة المساكين يبشرون لأنه كان لسة متكلم عن طوبى للمساكين لأن لهم ملكوت السموات فى الأصحاح السادس من هذا الإنجيل 23* 23وَطُوبَى لِمَنْ لاَ يَعْثُرُ فِيَّ».لكن الموقف الجميل اللى بيعلنه السيد المسيح هو طوبى لمن لا يعثر فيا , يعنى ياسعادة الإنسان اللى لا يشك فيا سواء بيقولها ليوحنا كرسالة باعتها ليه أو بيقولها للتلميذين أنكم ما تشكوش لأن أنتم شايفين الحقيقة قدامكم العمى يبصرون والعرج يمشون والبرص يطهرون والموتى يقومون والحقيقة دى كانت نبوءة قالها أشعياء فى أشعياء 35: 5- 6 5حِينَئِذٍ تَتَفَتَّحُ عُيُونُ الْعُمْيِ وَآذَانُ الصُّمِّ تَتَفَتَّحُ. 6حِينَئِذٍ يَقْفِزُ الأَعْرَجُ كَالإِيَّلِ وَيَتَرَنَّمُ لِسَانُ الأَخْرَسِ لأَنَّهُ قَدِ انْفَجَرَتْ فِي الْبَرِّيَّةِ مِيَاهٌ وَأَنْهَارٌ فِي الْقَفْرِ.أشعياء بيتكلم عن زمن مجىء المسيا أو زمن ملكوت المسيا عيون العمى تنفتح والأعرج أرجله تستقيم والأخرس لسانه يتكلم , فكأن السيد المسيح لفت نظر تلاميذ يوحنا وقال لهم أذا كنتم عايزين تعرفوا أنا هو الآتى أم تنتظروا آخر أذهبوا وأخبروا يوحنا وقولوا ليه أن هذا ما يحدث , وكان فى هذا الوقت معجزات كثيرة المسيح عملها , أخرج أرواح شريرة ووهب بصر لعميان كثيرين , الحقيقة هو فات على يوحنا حاجة مهمة جدا وهى إذا كان دور يوحنا أو إرسالية يوحنا هدفها هو الإعداد لمجىء المسيح أو الإعلان عن طريق المسيح , طيب ماذا كان طريق المسيح؟ طبعا هو الصليب , وإذا كان يوحنا حايعد الطريق يبقى لازم يوحنا يمشى فى نفس طريق الصليب , فإذا كان المسيح طريقه هو الموت فكان لازم يوحنا كمان يمشى فى طريق الموت , يعنى كان لازم يموت , يعنى الطريق اللى هو بيعده للمسيح كان ينبغى أن يسلك فيه ويسبق المسيح أيضا فى الموت ولذلك نجد الأناجيل الأخرى بتتكلم عن بقية القصة وتقول على أن أبنة هيروديا لما رقصت فى عيد ميلاد هيرودس وطلبت رأس يوحنا المعمدان وأنتهت حياة يوحنا المعمدان بضربة سيف كما سنتابع لاحقا , لكن الواحد فينا لو نظر شوية ويتسائل طيب يوحنا ده يارب أنت شهدت له أنه أعظم مواليد النساء ومفيش حد مثله فى البر ومفيش حد مثله فى القداسة ومفيش حد مثله فى الخدمة طيب هى دى يارب تكون نهايته ؟ الحقيقة بإستمرار الإنسان يقول ممكن أتألم شوية وأستحمل شوية لكن تبقى النهاية سعيدة ولازم النهاية تمجدنى ولازم النهاية تتغير , فقد أجد طريق صعب وأمشى فيه وأتحمل آلام فيه لكن لازم النهاية تبقى لائقة ومشرفة حتى أنك يارب ترد لى كرامتى , لكن اللى حصل أن يوحنا بالرغم من حياته كلها اللى ربنا شهد ببره لكن نهايته كانت نهاية خاطفة وعلى مر تاريخ الزمن ننظر نجد أن ربنا فى أوقات كثيرة بييجى مع شخصيات معينة وكأن ربنا بيظهر أنه بيسقى هذه الشخصية بالرغم من سلوكها وقداستها وأمانتها كأس الخيبة حتى الثمالة أو كأس الألم حتى النهاية , طيب كيف يارب ترضى أن الظلم هو اللى ينتصر وأن شهوة واحد ملك تضيع أعظم واحد أنت شهدت له أن هو أعظم نساء الأرض لأ يا رب كان لازم تتدخل وتعمل حاجة؟ وده دايما هو رأى البشر اللى تمللى يقولوا كده أن كان ربنا لازم ينهى القصة عكس كده أو لازم يظهر كالأفلام العربى زى ما بيقولوا أن النهاية تبقى سعيدة ! , ربنا فى أوقات كثيرة جدا قد تبدوا النهاية قدام الناس أنها مش سعيدة , يعنى مثلا ربنا ينقل الإنسان اللى أحبه فجأة ويدخله فى تجربة والإنسان ده يتحطم زى ما يوحنا دخل فى هذه التجربة المرة أو يقعده أو يشعر أن هو صار بلا قيمة , وربنا عملها قبل كده مع إيليا لما قال له ربنا روح أمسح إليشع نبى بدلا منك لأنك ما عدتش تنفع , مش هو ده إيليا يا رب اللى عمل المعجزات العظيمة واللى أنزل مطر واللى رفع المطر واللى أنزل نار من السماء , دلوقتى بتقول ليه مابقيتش تنفع وأركن على جنب , الحقيقة قد يظهر أن ربنا فى وقت من الأوقات بيركن خدامه بعد ما كانوا ملىء السمع والبصر لكن بيتحولوا إلى حاجات مالهاش قيمة أو مالهاش دو أو مالهاش عمل نتيجة عجز أو نتيجة تعب أو نتيجة تجربة , يعنى يطرحهم كآلات مكسورة مالهاش نفع ولا فائدة وقد يبدو أن فى بعض الأحيان أن ناس كثيرة أنتهت بالرغم من أنها كانت عايشة مع ربنا لكن أنتهت نهايات مؤلمة أو فى نظر العالم أنها أنتهت نهايات تافهة أو نهايات مجنونة , فيوحنا هذا اللى عاش حياة لم يعشها أحد مثله كان فى نظر الناس مجنون كما سنرى لاحقا أن يوحنا ولا بيأكل ولا بيشرب قالوا عليه به شيطان , يعنى هذه الحياة العظيمة فى الآخر تفهوها وحقروها , يوحنا اللى كان عايش لربنا منذ صغره قالوا عليه فى الآخر أن بيه شيطان وأن حياته هذه ولا حاجة و فى الآخر حياته أنتهت والظلم قدر ينتصر عليه! , لكن هذا هو ما كان واضحا قدام الناس أو هذا اللى موجود فى نظر الناس لكن فى نظر الله هذا شىء تانى خالص , ففى نظر العالم أن يوحنا عاش وجاهد وتعب لكن نهايته كانت نهاية خايبانه وما عملش حاجة أو فى نظر المجتمع لم يتمجد , لكن فى نظر الله الوضع كان مختلف تماما , فقد ظهر يوحنا فى نهاية أيامه وكأنه مهمل من الله وأيضا مهمل من أبن الله , و كأن ربنا سايبه للظلم وللمذلة وللضيق وللسجن وحتى أبن الله شخص المسيح اللى كان يوحنا متوقع أنه سيدافع عنه وسيتدخل بأى طريقة من الطرق علشان يخلصه ويخرجه من سجنه ويرد ليه كرامته وينصره على هذا الملك الطاغية وده لم يحدث , يعنى لا الله أنصفه ولا المسيح على الأرض تدخل وعمل له معجزة , يعنى اللى أقام الميت ماكانش قادر أن هو يهز السجن زى ما هز السجن لبولس وفتح الأبواب وقدر يخرجه من السجن ؟ طبعا أكيد المسيح كان ممكن يعمل معاه معجزة ويخرجه ويصنع له أى طريقة للخلاص , فيوحنا بيقول بقى أنا شهدت لك وقلت هوذا أنت حمل الله الذى يرفع خطايا العالم وقلت ينبغى أن أنت تزيد وأنا أنقص ولا تظهر أى بادرة أنك تعمل أى عمل من أجل خلاصى من السجن حتى أنك تتكلم وتقول أن يوحنا هذا مظلوم ولازم يخرج من السجن وحتى دى ماعملهاش المسيح , وكأن المسيح كان صامتا تجاه يوحنا وعلشان كده كان عنده حق أن يوحنا أنه يبعث ويقول له أنت هو الآتى أم ننتظر آخر وأنت سايبنى كده ليه , فإذا كنت أنت اللى حاتيجى وترفع الظلم وتنصر المظلوم طيب وانت ما بتعمليش حاجة ليه , فيوحنا لم يجد أحد ينصفه ولم يجد أحد يظهر برائته , لم يجد أحد يتدخل لا من السماء فوق ولا من المسيح اللى كان على الأرض فى ذلك الوقت , وساعات الناس تنظر لربنا وتقول لأ يا رب أنت فى الموقف ده قاسى , أنت سايبه ليه ؟ فى واقع الأمر ربنا ماكانش سايبه , فكما بترك ربنا ناس كثيرة لتجربة ولمرض ولألم ولضيق ولعجز , والناس برده حا تقول دى الناس دى خدمتك والناس دى تعبت علشانك والناس دى جاهدت علشانك أنت سايبها ليه , يعنى ساعات بننظر لربنا أن هو ظلم الناس دى أو لم ينصف الناس دى , وكأنه بيقول له هل ماكانيتش حياته حياة طاهرة وخدمته خدمة أمينة وشهادته شهادة صادقة وهى تكفى أنك تتدخل من أجله وتعمل أى حاجة علشان تنصفه وتظهر برائته وتعطيه خلاص , الحقيقة الكلمة الوحيدة اللى المسيح قالها ليوحنا فى ضيقته وفى محنته هى طوبى لمن لا يعثر فيا , يعنى أنا تارك كل الحاجات دى مش لأنى تاركك ومهملك ومش عايز أتدخل لإنقاذك لكن لهدف معين وهو أنت جئت لتعد الطريق قدامى والطريق بتاعى هو طريق الموت فإذا كنت عايز تكمل المهمة بتاعتك اللى أنت جئت علشانها لازم أنت كمان تمشى فى طريق الموت ولازم تمشى فى طريق الصليب , لأن طريق الصليب هذا هو طريق الظلم كما أن المسيح أتظلم فى صلبه كذلك يوحنا مات بالظلم وربنا لم يتدخل فى أنه يرفع هذا الظلم لا عن يوحنا المعمدان ولا عن السيد المسيح , ونتذكر لما جم يمسكوا المسيح بالسيف ساعة القبض على المسيح قال لهم ماتعرفوش أن أبى يقدر يبعث لى 12 فرقة من الملائكة لكن هذا لكى يتم المكتوب , فإذا كان هدف الله أنه يترك يوحنا أنه يشرب كأس الخيبة زى ما بيقولوا أو كأس الإحساس بالظلم حتى النهاية لأنه كان لازم يبقى يوحنا معد الطريق قدام المسيح اللى حاتحصل فيه نفس الحكاية , لكن الحاجة الجميلة اللى عملها يوحنا وهو قد يكون شك وقد يكون لم يشك , والسؤال كيف يشك ؟ حأقول لك أن الكتاب المقدس لم يغفل ضعفات حتى أعظم القديسين , موسى أعظم الأنبياء الكتاب المقدس ذكر ضعفاته فكنيستنا الأرثوذوكسية لا تؤله أو تظهر صورة القديسين بأنهم هم الذين لا يخطئوا أو الذين لا يضعفوا أو الذين لا يشكوا , لكن عظمة يوحنا المعمدان أنه لما شك أو قد يكون شك فاللى عمله أنه أرسل له يعنى راح له , وهذه أعظم حاجة نتعلمها من هذه القصة أن عندما يحدث فى حياتى شك تجاه الله أوعى تهرب من ربنا لكن أذهب إليه وقول له اللى جواك , وهى دى عظمة يوحنا المعمدان أنه لما الأمور أتلخبطت معاه لم يبعد عن المسيح بل على العكس لجأ للمسيح , علشان كده لما الأمور تتلخبط معايا و قد تأتى لى أفكار شك فى أى شىء فأوعى تبعد عن المسيح لكن أذهب للمسيح بأفكار شكك وبتعبك وبضعفك وبلخبطتك وأترك المسيح هو يصلح الأمور ويرتبها مرة تانية ,ولذلك كانت الكلمة الوحيدة اللى بعثها المسيح ليوحنا هى طوبى لمن لا يعثر فيا. 24* 24فَلَمَّا مَضَى رَسُولاَ يُوحَنَّا،ابْتَدَأَ يَقُولُ لِلْجُمُوعِ عَنْ يُوحَنَّا: «مَاذَا خَرَجْتُمْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ لِتَنْظُرُوا؟ أَقَصَبَةً تُحَرِّكُهَا الرِّيحُ؟ بعد ما التلميذان ما مشوا أبتدأ المسيح يقدم شهادة حق وأعظم شهادة عن يوحنا المعمدان وهنا ربنا بيظهر حنية بالغة جدا تجاه يوحنا , فأبتدأ يتكلم عن يوحنا ويقول ليهم لو خرجتم للبرية لأن يوحنا كانت حياته كلها فى البرية فياترى حاتشوفوا أيه ؟ قصبة تحركها الريح زى عامود الغاب اللى الريح تيجى من الناحية دى فتأخذه فى سكتها أو تيجى من الناحية التانية فتأخذه فى سكتها , ومعنى اللى المسيح عايز يقوله أن يوحنا هذا ثابت فى مبدأه ومش ماشى مع الموجه أو حسب الموجه , وأعظم مواليد النساء اللى المسيح شهد له اللى ثابت فى رأيه واللى عارف سكته واللى عارف طريقه لأن أحنا ياما كلمة بتودينا وكلمة بتجيبنا , بيهرجوا هرجنا معاهم , بيصلوا صلينا معاهم يعنى قصبة تحركها الريح حسب جو موج الناس اللى حوالينا , لكن الله بيتكلم عن العظمة فى أن الإنسان يكون ثابت فى شخصيته وفى مبادئه وفى طبيعته وفى طرقه . 25*25بَلْ مَاذَا خَرَجْتُمْ لِتَنْظُرُوا؟ أَإِنْسَاناً لاَبِساً ثِيَاباً نَاعِمَةً؟ هُوَذَا الَّذِينَ فِي اللِّبَاسِ الْفَاخِرِ وَالتَّنَعُّمِ هُمْ فِي قُصُورِ الْمُلُوكِ.العالم بيقول أن العظمة هى فى الأنسان اللى بيلبس الهدوم الشيك الجزمة اللى بالشىء الفلانى والقميص اللى ماعرفش بكام والبدلة اللى ماعرفش مصنوعة فين وهو ده الإنسان العظيم فى نظر العالم , المسيح قال لهم لأ مش دى العظمة لأن اللى بيلبسوا الثياب الناعمة والفاخرة هؤلاء موجودين فى القصور, لكن ولا واحد منهم يستحق العظمة , طيب ده يوحنا ماكانش بيلبس حاجة , مجرد منطقة من وبر الأبل على حقويه لكن كان فى نظر الله هو أعظم إنسان , الناس بتبحث عن العظمة فيما تمتلك أو فى المظهر بتاعها اللى بيبدو لكن الله بينظر للعظمة فى اللى موجود فى القلب والثبات اللى موجود فى الطريق. 26*26بَلْ مَاذَا خَرَجْتُمْ لِتَنْظُرُوا؟ أَنَبِيّاً؟ نَعَمْ، أَقُولُ لَكُمْ: وَأَفْضَلَ مِنْ نَبِيٍّ!هذا لأن المسيح أعتبر يوحنا اللى هو آخر أنبياء العهد القديم أعظم من كل أنبياء العهد القديم . 27* 27هَذَا هُوَ الَّذِي كُتِبَ عَنْهُ: هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ! وهو اللى مكتوب عنه نبوة فى سفر ملاخى آخر أسفار العهد القديم وهى آخر آية فى سفر ملاخى 4: 5- 6 5«هَئَنَذَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ إِيلِيَّا النَّبِيَّ قَبْلَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ وَالْمَخُوفِ 6فَيَرُدُّ قَلْبَ الآبَاءِ عَلَى الأَبْنَاءِ وَقَلْبَ الأَبْنَاءِ عَلَى آبَائِهِمْ. لِئَلاَّ آتِيَ وَأَضْرِبَ الأَرْضَ بِلَعْنٍ».وهذا الطريق هو اللى فات على يوحنا إذا كان طريق المسيح أو المسيا هو طريق الموت والصليب فينبغى أن يوحنا يجوز فى نفس الطريق . 28*28لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ لَيْسَ نَبِيٌّ أَعْظَمَ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ، وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ اللهِ أَعْظَمُ مِنْهُ».ياه أعظم واحد أتولد من النساء هو يوحنا المعمدان , يعنى حتى المسيح بيشهد أن يوحنا أعظم منه , هو مش المسيح قال أعظم مواليد النساء , طيب يبقى أعظم من المسيح ؟ لأ لأن المسيح مولود من عذراء وليس من أمرأة أومن مواليد النساء , فيوحنا من مواليد النساء وجاء بالتناسل الطبيعى البشرى , لكن المسيح جاء من عذراء , وراح المسيح موضحها بعد كده بقوله لكن الأصغر فى ملكوت الله أعظم منه , والمعروف أن السيد المسيح كان أصغر من يوحنا بستة شهور فيقصد بالأصغر أعظم منه هو نفسه , وبعض الآباء بيقولوا ليس فقط يقصد بيه المسيح نفسه لكن ده أى واحد فينا أصغر فى ملكوت السموات يعتبر أعظم من يوحنا طيب ليه؟ لأن يوحنا بالرغم من عظمته وجهاده لكن لم يتحد بالمسيح لأنه كان آخر الناس بتوع العهد القديم , لكن أى واحد فينا مهما أن كان صغير قد أخذ هذا الإمتياز بأنه يتحد بشخص المسيح , حتى لما مات يوحنا نزل إلى الجحيم , وعلشان كده فى عهد الملكوت فى العهد الجديد أصغر واحد عنده كرامة أو عنده إمتياز أعظم من يوحنا , المسيح قال على يوحنا أنه أعظم مواليد النساء لكن فى ملكوت الله أصغر واحد فينا مش مولود من النساء لكن مولود من الله شخصيا ففى يوحنا 1: 12- 13 12 وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. 13 اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ، بَلْ مِنَ اللَّهِ. ففى زمن الملكوت الإنسان اللى أتحد بالمسيح واللى أتولد من الله بالماء والروح يعتبر أعظم لأنه نال مجد أو نال عطية أكثر من اللى نالها يوحنا المعمدان . 29*29وَجَمِيعُ الشَّعْبِ إِذْ سَمِعُوا وَالْعَشَّارُونَ بَرَّرُوا اللهَ مُعْتَمِدِينَ بِمَعْمُودِيَّةِ يُوحَنَّا. اللى سمعوا مناداة يوحنا تابوا وأعترفوا لكن مناداة يوحنا أو كرازة يوحنا لم تكن كافية أنها تدخلهم الملكوت , فكرازة يوحنا بالرغم من أن يوحنا أعظم مواليد النساء لكن ما كانيتش تقدر تدخل الناس الملكوت , لكن كرازة الصليب أو كرازة العهد الجديد وكرازة الأصغر فى ملكوت السموات هى الكفيلة بأنها تدخل الناس الملكوت , فالتوبة لوحديها من غير عمل الصليب ماكانيتش تقدر تدخل الناس الملكوت علشان كده كرازة يوحنا كانت مجرد إعداد , لكن كرازة المسيح هى الأعظم وهى اللى تقدر تدخل الإنسان الملكوت , فبيقول لما العشارين والخطاة سمعوا برروا الله ,والتعبير ده تعبير حلو قوى قوى قوى , طيب يعنى أيه برروا الله وكيف أن الإنسان يبرر ربنا ؟ الحقيقة أحنا بنقولها كل يوم فى الصلاة فى مزمور الخمسون فى الأجبية أو 51 فى الكتاب المقدس آية 4 4إِلَيْكَ وَحْدَكَ أَخْطَأْتُ وَالشَّرَّ قُدَّامَ عَيْنَيْكَ صَنَعْتُ لِكَيْ تَتَبَرَّرَ فِي أَقْوَالِكَ وَتَزْكُوَ فِي قَضَائِكَ.أنا بأبرر الله فى اللحظة اللى أنا بأعترف بيها بخطأى , فمعنى أن أنا بأعترف أن أنا غلطان وأن أنا خاطى أنى بأقول لربنا أنا وحش لكن أنت يارب بار وأنت يارب صالح وأنت يا رب كل اللى بتقوله أمانة وأنا خاطى وبأعترف بخطيتى , فتوبة الإنسان تبرر الله وأن اللى بيقوله الله صدق وأن اللى بيحكم بيه الله عدل , فهنا توبة الناس العشارين والخطاة بررت ربنا أو أظهرت بر ربنا لما الإنسان يعترف أنه خاطى وأنه محتاج إلى بر الله . 30* 30وَأَمَّا الْفَرِّيسِيُّونَ وَالنَّامُوسِيُّونَ فَرَفَضُوا مَشُورَةَ اللهِ مِنْ جِهَةِ أَنْفُسِهِمْ، غَيْرَ مُعْتَمِدِينَ مِنْهُ.يعنى الفريسيين والناموسيين قالوا أحنا أبرار ومش محتاجين أن أحنا نتوب ونتعمد ونتبرر وعلشان كده ما أعترفوش بخطيتهم قدام ربنا ولم يعلنوا أحتياجهم امام بر الله ورفضوا مشورة الله , فلما ربنا بيقول للإنسان أنت خاطى ومحتاج برى نجد الإنسان بيقول له لأ أنا كويس ومش محتاج إلى برك , وهذا بالضبط اللى عمله الفريسيين والناموسيين , ونلاحظ أن السيد المسيح بيتكلم عن الفترة التى ظهر فيها يوحنا وخدمته ومعموديته عند نهر الأردن وهو بيعمد الكل ,وكلنا نعلم فى الإصحاح الثالث من إنجيل معلمنا لوقا قد خرج إليه كل اليهودية لتعتمد منه حتى المسيح أعتمد منه لكن الناموسيين والفريسيين قالوا لأ أحنا مش محتاجين لبر الله لأننا أبرار !. 31*35*31ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ: «فَبِمَنْ أُشَبِّهُ أُنَاسَ هَذَا الْجِيلِ ؟ وَمَاذَا يُشْبِهُونَ؟ 32يُشْبِهُونَ أَوْلاَداً جَالِسِينَ فِي السُّوقِ يُنَادُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَيَقُولُونَ: زَمَّرْنَا لَكُمْ فَلَمْ تَرْقُصُوا. نُحْنَا لَكُمْ فَلَمْ تَبْكُوا. 33لأَنَّهُ جَاءَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ لاَ يَأْكُلُ خُبْزاً وَلاَ يَشْرَبُ خَمْراً، فَتَقُولُونَ: بِهِ شَيْطَانٌ. 34جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ، فَتَقُولُونَ: هُوَذَا إِنْسَانٌ أَكُولٌ وَشِرِّيبُ خَمْرٍ، مُحِبٌّ لِلْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ. 35وَالْحِكْمَةُ تَبَرَّرَتْ مِنْ جَمِيعِ بَنِيهَا». المسيح عايز يقول لهم أنتم بالضبط عبارة عن أولاد بيلعبوا فى السوق وهم جالسين بيتفرجوا , ففى ناس دورها فى الحياة أنه ما تعملش حاجة غير أنها تتفرج , يعنى ييجى الكنيسة يتفرج , يعنى أيه؟ يعنى يتفرج على الخادم الفلانى أو على أبونا فلان وعلى الناس وينقض ده وينقض ده , فهى كده الناس شغلتها تتفرج شوية على يوحنا وشوية تتفرج على المسيح , لكن ما بيستجيبوش لا لفعل يوحنا ولا لفعل المسيح , وكلنا عارفين أن لكل فعل رد فعل , فكانوا يلعبوا الأولاد لعبة شوية يزمروا وشوية الأولاد التانيين يكون رد فعلهم انهم يرقصوا , وشوية ينوحوا ويردوا عليهم بأن هم يبكوا أو يلطموا , يعنى السيد المسيح عايز يقول لهم أن أنتم لا أستجبتم لنسك يوحنا المعمدان و لا أنتم أستجبتم للطف المسيح لأن يوحنا كان ناسك متقشف والمسيح كان رقيق حلو المعشر وفرح فى مجلسه وإذا كان قال على يوحنا أنه لا يأكل خبز ولا يشرب خمرا , طيب يشرب خمر دى وفاهمينها طيب هل فعلا يوحنا ماكانش بيأكل عيش ! ده يعنى بيقولوا أن أقل حاجة علشان الإنسان يعيش أنه يأكل لقمة العيش لأنهم بيسموا الخبز لقمة العيش , لكن يوحنا طبعا كان بيأكل خبز , طيب ما المقصود بكلمة خبز اللى قالها السيد المسيح , الحقيقة كلمة خبز هنا باللغة الأصلية بتاعتها تعنى لحم ! وكلنا نعرف بيت لحم معناها بيت الخبز , وكان حقيقى يوحنا ماكانش بيأكل لحمة ,مش ما كانش بيأكل عيش , فكلمة خبز هنا تعنى لحم , وكلمة لحم هذه تعنى الخبز وعلشان كده هى أترجمت ترجمة حرفية , فهو كان لا يأكل لحم ولا يشرب خمر لكن كان بيأكل عيش , أذا كلمة بيت لحم هى هى نفس ترجمة بيت الخبز ويوحنا لا يأكل اللحم ولا يشرب الخمر كنوع من النسك والتقشف , والسيد المسيح كان بيأكل ويشرب عادى , فكأن السيد المسيح بيندب حظ هذا الجيل اللى جالس ينتقد ويتفرج لكن مفيش رد فعل لأى حاجة بتحصل قدامه , يعنى الوعظة النهاردة كويسة والصلاة النهاردة طولت وماعرفش فلان بيتكلم مع مين أو فلانة بتكلم مين يعنى مجرد ناس قاعدة فى السوق تتفرج على بعضيها لكن ما بتأخذش خطوة , فلا نسك يوحنا جذبها ولا رقة ووداعة المسيح , والمسيح اللى جاى يعيش كأنسان عادى على مستوى الأكل والشرب قدر أن هو يكسبها كأن هذا الجيل متفرج فى سيرك على اللى بيحصل حواليه , جاء يوحنا ناسكا قالوا عليه أو بيه شيطان , وجاء المسيح على مستوى الإنسان العادى اللى بيأكل وبيشرب قالوا عليه أكول وشريب خمر , يعنى لا إستجابوا للتوبيخ والتوبة اللى كان بيظهرهم يوحنا المعمدان والعنف اللى كان بيظهره فى كلامه ولا قبلوا دعوة الفرح ورقة الخلاص اللى المسيح كان بيقدمها للعشارين والخطاة , يعنى لا العنف نفع ولا اللين نفع , يعنى لا قبلوا يوحنا ولا قبلوا المسيح , فإذا كان يوحنا بيمثل التوبة والندم , والمسيح بيمثل الخلاص والفرح فهم لاقبلوا دى ولا قبلوا دى , ونأخذ بالنا هنا من الترتيب العجيب الحلو أنهم لو كانوا قبلوا الأولانية كانوا قبلوا التانية , يعنى لو قبلوا التوبة والندم كان أكيد أتمتعوا بالخلاص وبالفرح بتاع المسيح , لكن رفضوا الأول وعلشان كده رفضوا التانى , يعنى اللى مش حايتوب ويندم على الخطية مش ممكن أن هو يفرح , فكان موقف المسيح منهم أن الحكمة تبررت من جميع بنيها , يعنى مفيش أنسان عنده الحكمة اللى يقدر يأخذ رد الفعل المناسب لأى عمل , ما هو فى ناس بتيجى لربنا لما تأخذ على دماغها وتتعنف , وفى ناس تيجى لربنا لما ربنا يلمسها بالرقة وبالمحبة وبالفرح , يعنى المهم أنها تيجى سواء تيجى بالندم أو تيجى بالعنف أو تيجى بالرقة , المهم أنها تيجى , لكن المشكلة فى اللى لا بييجى بكده ولا بكده , يعنى لا الشدة نافعة معاه لما ربنا يبعث له ضيقة وألم ومرض تجيبه , ولا الرقة والحب والعطية والسلام تجيبه , طيب ليه؟ لأنه واخد موقف المتفرج فى الحياة , فبيتفرج على الأمور الروحية من غير ما يكون ليه تفاعل فيها , دى رسالة لينا كلنا هل نحن واخدين موقف المتفرج فى الحياة أو لينا حياة توبة لكى نتمتع بالخلاص والفرح اللى قدمهم لينا المسيح ؟ سؤال أنت وحدك تستطيع الإجابة عليه . يتبقى لنا نهاية يوحنا المعمدان أو قطع رأس يوحنا المعمدان وسؤال رؤساء الكهنة والكتبة والشيوخ عن سلطان يسوع. والى اللقاء مع الجزء الخامس عشر تكملة التأملات فى شخصية يوحنا المعمدان. راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا الملك والقوة و المجد إلى الأبد آمين. |
20 - 12 - 2012, 11:41 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: تأملات وقراءات فى شخصية القديس يوحنا المعمدان
ميرسى كتير يا مارى للمشاركه الرائعه ربنا يفرح قلبك |
||||
20 - 12 - 2012, 03:38 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تأملات وقراءات فى شخصية القديس يوحنا المعمدان
شكرا على المرور |
||||
|