|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
. يقول: "إنها نجست الأرض، وزنت مع الحجر ومع الشجر" [9]. حين ُخلق الإنسان على صورة الله ومثاله رأى الله كل الخليقة فإذا الكل "حسن جدًا" (تك 1: 31). الإنسان كملك مُقام على الخليقة الأرضية كما في القصر الملكي صاحب سلطان، نقي وطاهر في عيني الله. أما وقد فسد قلبه فتحطمت طبيعته كلها، تنجست حتى الأرض التي خُلقت لأجله. من أجل الإنسان وُجدت الحجارة أيضًا وكل الأشجار... أما وقد أقام من الحجارة تماثيل يتعبد لها، ومن الأشجار هياكل لمذابح الوثن حُسب بهذا كمن يزني مع الحجارة والأشجار، ففسدت بسببه. الله لم يخلق الطبيعة لكي نتحد بها ونتعبد لها، وإنما لكي نستخدمها فتشترك معنا في التسبيح لله! أتحب الطبيعة الجامدة؟ استخدمها ولا تجعلها تستخدمك. استعبدها ولا تُستعبد لها. إن استخدمتها تبارك الرب معك، وإن استخدمتك تفسد أنت وهي معًا، وتصير نجسة معك في عيني الله! د. واضح أن سفر إرميا كله هو دعوة للتوبة والرجوع إلى الله، فنراه هنا يكرر هذه الكلمة "ارجعي" [7]. وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم أن الله لا يحزن على خطايانا قدر ما يحزن على عدم رغبتنا في الرجوع عنها بالالتجاء إليه. إنه أب ينتظر أولاده، وعريس سماوي يطلب عروسه. [الشرور التي ارتكبناها لا تغيظ الله قدر عدم رغبتنا في التغيير؛ لأن من يخطئ يكون قد سقط في ضعف بشري، أما من يستمر في نفس الخطية فإنه يبطل إنسانيته ليصير شيطانًا. أنظر كيف يلوم الله على فم نبيه العمل الثاني أكثر من الأول]. [ليته لا ييأسأي إنسان يحيا في الشر! ليته لا يغفوأي إنسان يحيا في الفضيلة! ليته لا يثق الأخير في ذاته، فغالبًا ما يسبقه الزناة. ولا ييأس الأول، فإنه يستطيع أن يسبق الأخير... إن رجعنا إلى محبة الله الغيورة لا نعود نذكر الأمور السالفة. الله ليس كالإنسان، فإنه عندما نتوب لا يلومنا على الماضي، ولا يقول: لماذا كنتم غائبين كل هذا الزمان الطويل؟ ليتنا نقترب إليه كما يليق. لنلتصق به في غيرة. لنسمر قلوبنا بخوفه! ] [لقد جاء كطبيب وليس كديان ]. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
آرميا النبي | امتلأت الأرض بالفاسقين |
آرميا النبي | فأطردكم من هذه الأرض |
آرميا النبي | من أجل أن الأرض قد تشققت |
آرميا النبي | حتى متى تنوح الأرض |
آرميا النبي | إنها صورة مؤلمة لهجومٍ عنيفٍ يثيره العدو |