القديس ثيؤفان الحبيس
لابد أنْ نكون عديمي الرحمة مع النفس، غير مبالين بالحسيات ولا بآراء الآخرين، ونعتبر أنفسنا غرباء مسافرون على الأرض، ولابد أنْ نقول لأنفسنا "أنا أقوم وأذهب" (كما قال الابن الضال)، فالحركة الأولى القيام هي حركة الخاطئ تجاه نفسه، أمَّا الثانية فهي حركته تجاه الله، لكن عندما يترك الإنسان الخطية ويصل إلى حدود النور ويستعد للصعود يأتي الشيطان ويهمس "فقط يوم واحد أيضًا ثم.." مقترحًا تأجيل الجهاد الروحي، وإذ تكون النفس قد تعبت فعلًا من الجهاد السابق تطلب راحة، فهي لا تقاوم الصلاح لكنها تطلب فقط جهادًا أقل إرهاقًا، وإذا تم هذا التنازل من قِبَل الإنسان يفقد كل شيء وتعود العادات والسلوكيات القديمة لكن بصورة أقوى فالطريقة الوحيدة للخلاص هي أنْ تسير للأمام بلا رجوع.
بعد أنْ نبدأ الحياة المسيحية لابد أنْ نكرسها لله، فالمسيحي يجب أنْ يفعل الصلاح ليس فقط من أجل الصلاح نفسه، وليس فقط لأنَّ كرامة الإنسان الأخلاقية تتطلب ذلك، بل لأنَّه ذبيحة مرضية لله، وقد أُعطيت للإنسان حرية أخلاقية كىّ يستطيع أنْ يُقدم هذه العطية لله كأعظم ذبيحة.