كان لعازر فقيرا، وجائعا ومريضا ومحروما. كان فقيرا بل فقيرًا جدًا، إنه بحاجة إلى الغير ولا يستطيع أن يستغَنِيٌّ عن الغير ولا عن فتات الخبز التي كانوا في بيت الغَنِيٌّ يمسحون بها أصابعهم ثم يرمونها أرضا.
بالإضافة إلى فقره كان يعاني من ضعفٍ جسديٍ الذي هو أقسى بكثير من الفقر، فكان جسمه مغطَّى بالقروح، ويتعذَّب من مرضٍ خطيرٍ بلا علاج؛ وبجانب هذا الضعف أيضًا، كان ملقى عند باب الغَنِيٌّ ومحرومًا تمامًا من الذين يعولونه، مع صعوبة إيجاد أي مؤونة لسّد حاجته، وهو ينظر إلى الأطعمة الفاخرة ويتمنى لو يُعطى نصيبا من الفتات المتساقط على الموائد. مع انه يحق له أن يتمتع بخيرات الدنيا التي هي في حوزة الغَنِيٌّ، الأمر الذي ضاعف من مرارة فقره وضعفه. فعدم وجود من يعوله يجعل ألمه أشدَّ، خاصة عدم اكتراث الغَنِيٌّ به بالرغم من ترفه. ومع كل ذلك لم يذكر لوقا الإنجيلي أنّ لعازر الفقير كان يتذمّر أو يشكو أو ما شابه.