فلنفرح اذاً مبتهجين مع مريم لأجل سمو العرش وعلو المرتبة التي رفعها الله إليها في السماء ولنسر فرحين مع ذواتنا، لأن أمنا هذه اذ تركتنا على الأرض بأرتقائها الى الملكوت منفصلةً عنا بالجسد، فلم تتركنا من حبها ولم تنفضل عنا بأنعطافاتها نحونا. بل بالأحرى لكونها الآن في السموات أكثر قرباً الى الله، وأشد أتحاداً به تعالى، فتعلم بأفضل نوعٍ حال شقائنا، ومن هناك تتشفق علينا أوفر أشفاقاً، وتقدر بأسهل طريقة أن تسعفنا وتعيننا.