منتدى الفرح المسيحى  


merry christmas

ربنا باعتلك رسالة ليك أنت

الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2026

يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه



العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06 - 01 - 2014, 03:52 PM   رقم المشاركة : ( 81 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,397,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

الأمانة في المحبة
تقول: أريد أن أصل إلى المحبة الكاملة، فأحب الله من كل قلبي ومن كل فكري (تث6: 5) وأحب الناس كلهم حتى أعدائي. وأحب الخير. فهل من الممكن أن أصل إلى ذه الفضيلة التي تبدو صعبة؟ أقول لك: ابدأ بالقليل، تصل إلى الكثير...
إن كنت أمينًا في حفظ فضيلة (مخافة الله)، حينئذ يقيمك الله على فضيلة المحبة.

كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
وذلك لأن " بدء الحكمةمخافة الرب" (أم9: 10). فإن كنت أمينًا في مخافة الله، وبذلك تحفظ وصاياه، يقيمك الله بعدئذ على " المحبة التي تطرح الخوف خارج" (1يو4: 18). لأن الأمانة في درجة توصل إلى درجة أخري أعلى منها..
تقول: وكيف أحفظ الوصايا، وأنا أحب العالم؟! وهناك وصايا، قلبي يحب ما هو ضدها!! أقول لك: ابدأ بالتغصب نفسك على عمل الخير.
وإن كنت أمينًا في التغصب، ستصل حتمًا إلى محبة الخير.
لأن المحبة، محبة الله ومحبة الخير، قد لا تكون نقطة البدء، وإنما نتيجة لعمل روحي طويل. فأغصب نفسك على عمل الخير. وإذ تمارسه، ستجد فيه لذة، وحينئذ تحبه وتعمله حبًا بدون تغصب. وهكذا يكون الله قد أقامك على الكثير.
كذلك إن كنت أمينًا في محبة أخيك الذي تراه، ستصل إلى محبة الله الذي لا تراه (1يو4: 20).
ابدأ إذن بهذا القليل وهو محبة الناس، تصل إلى الكثير الذي هو محبة الله. ولكن لعلك تقول: كيف أصل إلى محبة الناس، وفيهم أعداء ومقاومون؟! كيف يمكنني أن أصل إلى محبة الأعداء؟ أنك تصل بنفس القاعدة: وهي كن أمينًا في القليل.
كن أمينًا في محبة أقربائك، تصل إلى محبة معارفك.
لأن القلب الذي تعوده على المحبة، سيأتي وقت تنزع منه الكراهية تمامًا. فتصبح العداوة من جانب واحد فقط. هي في أعدائك وحدهم، وليست فيك...
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 01 - 2014, 03:58 PM   رقم المشاركة : ( 82 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,397,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

الأمانة في فضائل الجسد للسمو بالروح
الذي هو أمين للفضيلة التي تمارس بالجسد، يرتقي إلى فضيلة الروح.
فالأمين في صوم الجسد عن الطعام، يقيمه الله على صوم الروح عن الخطيئة.

كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
فيصوم لسانه عن الكلام الباطل، ويصوم ذهنه عن الفكر الشرير، ويصوم قلبه عن الشهوات الخاطئة. أما الذي لا يكون أمينًا في صوم الجسد عن الأكل وهذا شيء قليل لا يحتاج إلى مجهود كيف إذن يمكنه أن يصل إلى صوم الروح؟! كذلك قال أحد الآباء:
بسكون الجسد نقتنى سكون النفس.
سكون النفس شيء كبير لا نصل إليه إلا إذا كنا أمناء في سكون الجسد. أي عدم انشغاله بالجولان من موضع إلى موضع، مع ضبط الحواس من الطياشة فيما لا يفيدها سمعًا ونظرًا ولمسًا وشمًا...
كذلك بخشوع الجسد نقتني خشوع الروح.
وبالأمانة في أتضاع الجسد نقتني أتضاع النفس.
لاشك أن الذي يكون خاشعًا بجسده أثناء الصلاة، واقفًا باحترام، رافعًا نظره إلى فوق، حافظًا لحواسه وحركاته، يركع وقت الركوع، ويسجد وقت السجود. إن فعل هذا بكل أمانة، ينعم الله عليه السجود الروح والحق. والذي يقول كلمة أجيوس (قدوس) وهو ينحني بكل إيمان، لاشك أن هذا الانحناء يولد الخشوع في قلبه..
وبهذا نستفيد من خلع الحذاء حينما ندخل إلى الهيكل ونسجد أمامه.
إنها أعمال جسدية، ولكنها إذا عملت بأمانة وإيمان، تنقل خشوع الجسد إلى الروح، فتخشع هي أيضًا. وذلك لارتباط الجسد والروح معًا.
وهكذا إذا كنا أمناء في هيكلنا الجسدي، يتحول إلى هيكل لله.
وإذا كنا أمناء في هذا الجسد المادئ، يقيمنا الله على الجسد النوارنى الروحاني في يوم القيامة (1كو15: 44).
وإن كنا أمناء في الأمور المادية عمومًا، يقيمنا الله على الأمور الروحية...
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 01 - 2014, 03:59 PM   رقم المشاركة : ( 83 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,397,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

الأمانة في الصلاة
كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
لعل إنسانًا يقول لأي أحد أن " يصلي كل حين ولا يمل" (لو18: 1) وكيف يمكن تنفيذ الوصية القائلة " صلوا بلا انقطاع" (1تس5: 17)؟! أليس هذا كثيرًا علينا جدًا؟! نعم إنه كثير، إن اعتبرته نقطة البدء. لكن ابدأ بالقليل يقيمك الله على الكثير.
كن أمينًا في تعود الصلاة، يقيمك الله على طول الصلاة.
إن كنت أمينًا في صلاة "أبانا الذي"، وقلتها في عمق، وأنت تعني كل عبارة فيها، لاشك أنها ستفتح لك أبوابًا من التأملات، وتقودك إلى صلوات أخري كثيرة...
وإن كنت أمينًا في الصلوات المحفوظة، يقيمك الله على صلاة القلب.
وتبقي أمامنا مشكلة الوقت، يثيرها البعض. نقول فيها: إن كان الإنسان أمينًا على الصلاة في الوقت المتاح له، سيتيح له الله أوقاتًا أخري كثيرة يصلي فيها. إنما المشكلة هي أنه أمامنا وقت طويل يمكننا الصلاة فيه، ولكننا نضيعه عبثًا، ولا نكون أمناء من حيث رغبتنا في الصلاة...
يثير البعض سؤالًا آخر عن درجات الصلاة، وحالات الدهش والثيئوريا، والصلاة بدموع، وكيفية الوصول إلى كل هذا؟ نجيب بنفس المبدأ: الأمين في القليل يقيمه الله على الكثير.
كن أمينًا من جهة الصلاة بفهم وحرارة، يقيمك الله على الصلاة بدموع...
كن أمينًا في المداومة على الصلاة، وبحب لله، يقيمك الله على باقي الدرجات. تأتى وحدها، دون أن تشتهيها كدرجة... لأن موضوع الدرجات، قد تدخل فيه الذات... الحياة الروحية هي سلم روحاني، لا تستطيع أن تصل إلى أعلى درجات، إلا إذا اجتزت كل درجة سابقة بسلام.
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 01 - 2014, 04:00 PM   رقم المشاركة : ( 84 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,397,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

أمثلة على الأمانة
كن أمينًا على الذي في يدك، يقيمك الله على الذي في يده هو.
كن أمينًا في استخدام إمكانياتك الحاضرة، يقيمك الله على الإمكانيات التي ليست لك. إن أتقنت المشي مع المشاة دون أن تتعب، يقيمك الله على مباراة الخيل (أر12: 5).
إن كنت أمينًا في محاربة الخطايا الظاهرة، يقيمك وينصرك على الخطايا الخفية والشهوات.

كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
إن كنت أمينًا لله في فترة الطفولة والفتوة، يجعلك الله أمينًا في محاربات الشباب.
إن كنت أمينًا في قبول ليئة، يقيمك الله على الزواج براحيل (تك29: 27) وإن كنت أمينًا في غربة برية سيناء، يقيمك الله على أرض الموعد في كنعان.
إن كنت أمينًا في هذا العمر القصير المحدود، يقيمك على الأبدية غير المحدودة.
المهم أن تكون أمينًا في كل ما تمتد إليه يدك مهما كان صغيرًا وقليلًا. لذلك كن أمينًا في الوزنة الواحدة التي معك، يقيمك على الخمس وزنات. وكن أمينًا في الأمور التي تري يقيمك على التي ما لم تره عين ولم تسمع به أذن ولم يخطر على بال إنسان (1كو2: 9).
كن أمينًا على ثمار الروح، يقيمك على مواهب الروح.
لا تسرع في طلب المواهب (1كو12)، دون أن تقتني الثمار أولًا (غل5: 22، 23) فثمار الروح في معالم الطريق الروحي، لابد أن تسبق المواهب. لو كان أبونا آدم أمينًا في القليل (مجرد أنه لا يأكل من إحدى الأشجار)، ما كان قد حدث له كل ما حدث. ولأمكنه لو نجح في الاختبار، أن يأكل من شجرة الحياة.
كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
من قوانين الرهبنة، أن الذي يكون أمينًا في فترة المجمع وفي اقتناء فضائلها، يمكنه أن يدخل في حياة الوحدة إن أراد.
قال أحد الرهبان للأب الروحي في الدير " اسمح لي أن أسكن في الوحدة، لأني لا أطيق مضايقات الأخوة ". فأجابه الأب المختبر:
إن كنت لا تحتمل مضايقات الأخوة في المجمع، فكيف تحتمل حروب الشياطين في الوحدة؟!
اللص اليمين كان أمينًا خلال ساعات خمس قضاها على الصليب، فأقامه الله على الدخول معه إلى الفردوس.
كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
أحد الآباء طلب من إبنة أن ينظف الحقل من الشوك. فلما ذهب ووجد الحقل مملوءًا شوكًا، يئس ونام دون أن يفعل شيئًا. فلما علم أبوه بما حدث، قال له " يا ابني. نظف كل يوم على قدر مفرشك فقط. وسيأتيك الوقت الذي يصبح فيه كل الحقل نظيفا من الشوك.
كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
القديس الأنبا إبرام أسقف الفيوم كان أمينًا في فضيلة الرحمة، يعطي كل من يسأله، ولا يستبقى شيئًا من ماله له، بل الكل للمحتاجين. فلما رآه الله أمينًا هكذا، ائتمنه، ولا يستبقي على عمل الرحمة أكبر وأعظم، إذ منحه شفاء المرضى.. وهكذا كان الأنبا إبرام في أمينًا في القليل.
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 01 - 2014, 04:02 PM   رقم المشاركة : ( 85 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,397,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

أهمية الجدية
الشيطان يحارب الجدية بأسباب كثيرة...
الجدية هي من أهم معالم الطريق الروحي.. وبدونها لا يمكن للإنسان أن يصل إلى هدفه. ولو أننا سألنا:
كيف وصل القديسون إلى تلك القامات العالية في حياة الروح؟

لكانت الإجابة: ذلك لأنهم سلكوا في الطريق الروحي بجدية كاملة.
كان لهم خط واضح رسموه لحياتهم وساروا فيه بلقب ثابت لا يتزعزع. ولم ينحرفوا عنه يمنه ولا يسره. وكانت لهم مبادئ ثابتة لا يحيدون عنها. ولم يسمحوا مطلقًا للظروف أن تعوقهم.

كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
وهكذا وصل القديسون بسرعة. القديس الأنبا ميصائيل السائح: سلك في الرهبنة بجدية من أول يوم. وأمكن أن يصير من السواح وهو في حوالي السابعة عشرة من عمره. وكان أبوه الروحي الأنبا اسحق يلاحظ الصرامة الشديدة التي يعامل بها نفسه. والقديسان مكسيموس ودوماديوس وصلا إلى درجة عالية في الروحانية، بينما كانت لحية أحدهما لم تنبت بعد. ولكن صلاتهما كانت كشعاع من نور واصل إلى السماء، ذلك لأنهما سلكا في الطريق الروحي بجدية.
والقديس تادرس تلميذ الأنبا باخوميوس وكذلك القديس يؤانس القصير، صار كل منهما مرشدًا روحيًا لجيله في الرهبنة، وهو بعد شاب صغير.
بل ما الذي تقول " إن أردت أن تكون كاملًا، اذهب بع كل مالك، أعطه للفقراء وتعال اتبعني " وسمع هذه الآية معه كل الشعب في الكنيسة... ولكنه كان الوحيد الذي قام في جدية كاملة ونفذها عمليًا.
كذلك سمع عبارة لو كانت راهبًا لدخلت إلى الجبل في البرية، لأن هذا المكان لا يصلح لسكني الرهبان فقال هذا صوت الله إلى وقام في جدية ودخل إلى أعماق الرهبنة. وهكذا أسس حياة الرهبنة بجدية.
من منا له مثل هذه الجدية في تنفيذ الوصية، بدقة وسرعة؟

هذه بعض أمثلة في حياة الرهبان. أما في مجال الخدمة، فيمكن أن نذكر كمثال: القديس يوحنا المعمدان، الذي كانت كل مدة خدمته حوالي السنة وفي هذه السنة كرز بالتوبة وأعد للرب شعبًا مستعدًا. وكان جادًا في خدمته حتى قال عنه الرب لم يقم من بين المولودين من النساء من هو أعظم من يوحنا المعمدان" (متى11: 11).
كذلك نذكر الجدية التي سلك بها القديس بولس الرسول في خدمته، حتى أنه تعب أكثر من جميع الرسل الذين كانوا قبله (1كو15: 10).
إن الجدية في الحياة دليل على الرجولة وقوة الشخصية.
الإنسان الجاد في روحيا ته، هو إنسان يحترم نفسه، ويحترم مبادئه، ويحترم الكلمة التي تخرج من فمه، ويحترم الطريق الروحي الذي يسلكه... لذلك يتميز بالثبات وعدم الزعزعة هو كسفينة ضخمة تشق طريقها في بحر الحياة بقوة متجهة نحو غايتها، وليس كقارب تعصف به الأمواج في أي اتجاه.
عجيب أن كثيرين يسلكون في أعمالهم المادية والعالمية بجدية، وأما في روحياتهم فلا جدية على الإطلاق...
هم جادون في أعمالهم من أجل المكسب أو الترقية، أو من أجل ثباتهم في عملهم، أو خوف الجزاء أو العقوبة أما في رو حياتهم فلا حافز داخلي يدفعهم إلى الجدية، ربما لأن مخافة الله ليست في قلوبهم، أو لأن الأبدية ليست أمام أعينهم.. لذلك لا يلتزمون بخط روحي واضح يسيرون فيه.
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 01 - 2014, 04:04 PM   رقم المشاركة : ( 86 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,397,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

صفات الإنسان الجاد
الإنسان غير الجاد في روحياته، يتأرجح بين الصعود والهبوط. ومسيرته غير ثابتة: يسقط ويقوم... وفي حين يكون حارًا في الروح.. وفي أحيان أخري يكون فاترًا، أو بعيدًا بالكلية عن الحياة الروحية. أحيانًا يصلي، وأحيانًا ينسي صلواته... قد يقرأ الكتاب أولًا يقرأ... إن وجد وقتًا، يجلس مع الله، وإن لم يجد، فإنه لا يهتم كثيرًا ويقابل الأمر بلا مبالاة.
حياته وعبادته تتصف بالتراخي... بينما يقول الكتاب: "ملعون من يعمل عمل الرب برخاوة" (أر48: 10). الجدية في الحياة الروحية لا تقبل الإهمال والتراخي والتردد، والرجوع أحيانًا إلى الوراء. ولا تقبل التأرجح بين الفرقتين: محبة العالم ومحبة الله.
الإنسان الجاد لا يتساهل في حقوق الله مطلقًا.
إنه يأخذ حق الله من نفسه أولًا قبل أن يأخذه من الآخرين... هو يسلك في وصية الله بكل حزم وبكل دقة وبكل عمق.. وطاعته لله تكون بغير مناقشة وبغير مساومة.
أبونا إبراهيم يسلك في الطاعة بكل جدية، حينما أخذ أبنه الوحيد لكي يقدمه محرقة حسب أمر الرب.
إنه لم يجادل الله ولم يعترض على أمره، إنما أطاع دون أن يتغير قلبه من جهة الرب.. هذه هي الجدية في الطاعة.
وبالمثل كان يوسف الصديق جادًا في طاعته للوصية وفي حفظه لعفته، ولو أدي به الأمر إلى السجن.

كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
وكان دانيال جادًا في عبادته للرب، ولو ألقوه في جب الأسود.
الإنسان الجاد له قلب قوى، لا يضعف أمام الظروف الخارجية.
يوحنا المعمدان كان جادًا في حفظ وصية الرب.. حينما قال لهيرودس الملك "لا يحل لك أن تكون لك إمرأة أخيك" (مر6: 18).. ولقد فعل يوحنا هذا، ولم يبال أن يلقي في السجن أو تقطع رأسه...
أين هذا من الذين يضغطون على الكنيسة في أن يتزوجوا خلال الصوم، دون أن يأخذوا وصية الله بجدية.
الإنسان الجاد لا يعذر نفسه، ولا يقدم تبريرات لخطيئته.
الرجل هو رجل، مهما كانت الظروف الخارجية، يوسف العفيف كانت تضغط عليه الظروف.. لكنه لم يخضع لها ولم يتساهل مع الخطية بحجة أنه عبد، وتحت سلطان غيره، وبإمكان سيدته أن تؤذيه. ودانيال لم يسمح لنفسه أن يأكل من أطياب الملك مع أنه كان أسير حرب وخاضعًا لنظام، لقد كان جادًا في المبادئ التي يؤمن بها مهما كانت الظروف المحيطة.
الإنسان الروحي يكون جادًا أيضًا في توبته.
فإن ترك الخطية، يتركها بجدية ولا يعود إليها مرة أخري. يكون جادًا في مقاومة الخطية. ولا يكون كالعبرانيين الذين وبخهم الرسول قائلًا "لم تقاوموا بعد حتى الدم، مجاهدين ضد الخطية" (عب12: 4) ما أعمق جدية هذه العبارة... حتى الدم..
والجاد في التوبة، لا يؤجلها مثلما فعل فليكس الوالي (أع24: 25) وأغريباس الملك (أع26: 28) بل يكون كالابن الضال الذي قام لوقته وذهب إلى أبيه، وقدم توبة في انسحاق قلب..
وجدية التوبة تظهر في قول ذلك الأب الروحي: "لا أتذكر أن الشياطين قد اطعنوني مرتين في خطية واحدة.."
لأنه مادام قد عرفها، فلا يمكن أن يعود إليها مرة أخري.
أما الذي يعترف ويتناول، ويكرر نفس الخطايا، ويكرر نفس الاعتراف فلا شك أنه غير جاد في توبته... في قصص التوبة المشهورة في سير القديسين، مثل توبة مريم القبطية وبيلاجية πελαγία وأغسطينوس وموسى الأسود نلاحظ ملاحظة هامة. إن التوبة كانت نقطة تحول في الحياة بلا عودة إلى الخطية. كانت توبة جادة، انتقلت من الخطية إلى النقاوة، وارتقت منها إلى القداسة ثم سمت إلى الكمال... وتحول. أولئك الخطاة إلى قديسين. وصاروا أمثلة في حياة البر، وبركة لغيرهم، وصاروا أيضًا مرشدين روحيين.
كانوا جادين في جحد الشيطان.. وكل أعماله الرديئة.. وكانوا جادين في علاقة الصلح مع الله، وفي شهوتهم للحياة الفاضلة.
أما الذين يخطئون كل يوم، ويعتمدون على قول المزمور " لم يصنع معنا حسب خطايانا، ولم يجازنا بحسب آثامنا" (مز103: 10) فهؤلاء ليسوا تائبين بالحقيقة... ورحمة الله إنما تكون للجادين في توبتهم.
الإنسان الجاد في طريقه الروحي، من صفاته أنه ينمو باستمرار. الجدية تمنحه حرارة روحية. والحرارة تدفعه كل حين إلى قدام.
إنه يجاهد من أجل النقاوة والكمال إلى أبعد الحدود.. بكل مثابرة واجتهاد يعطي الله كل قوته وكل إمكانياته... وكل أرادته وكل قلبه.. ويعمل بكل النعمة المعطاة له. ولا يقصر في شيء إنما يبذل كل طاقاته. وفي كل يوم إلتصاقًا بالله وقربًا منه. ويزداد عمقًا في المحبة الإلهية، ويزداد فهمًا للفضيلة... وممارسة لها.
إنه لا يدلل نفسه ولا يحابيها، ولا يعذرها في أي تقصير. وإن توانت يغصبها على عمل الله.. حتى تتعوده وتؤديه في حب.
والجاد لا يهتم بهواه الخاص، بل يضحي بأية متعه من أجل الرب.
وهكذا الذين تدربوا على الجدية، كانوا يتعبون باستمرار لأجل الرب.
يضحون دائمًا براحتهم من أجل روحياتهم مثل القديس بولا الطموهى الذي كان يجاهد بتعب شديد في نسكياته، وفي اخضاع جسده لروحه، حتى قال له الرب " كفاك تعبًا يا حبيبي بولا".. ومثل داود النبي الذي قال " لا أدخل إلى مسكن بيتي، ولا أصعد على سرير فراشي، ولا أعطي نومًا، ولا لأجفاني نعاسًا... إلى أن أجد موضعًا للرب ومسكنًا لإله يعقوب" (مز131).. هذه هي الجدية في الحياة الروحية.
والإنسان الجاد، إذا وجد صعابًا لا يعتذر بها، بل ينتصر عليها.
إنه لا يستسلم لعقبة، بل يكافح ويصلي، ساعيًا إلى المثاليات واضعًا أمامه قول الرسول " اركضوا لكي تنالوا" (1كو9: 24). " وبهذا يكون باستمرار حارًا في الروح" (رو12: 11)...
ومادامت المثاليات أمامه، لا يرضى بأنصاف الحلول ولا باجتياز مرحلة من الطريق، بل يكمل بكل نشاط، متجهًا نحو الكمال. لذلك فهو في صعود مستمر نحو الله. وطبيعة أن الذي يتقدم باستمرار، فهذا لا خوف عليه من النكسات والرجوع إلى الوراء.
إنه يأخذ كل شيء بجدية. إنه جاد في حياة التوبة وعدم التساهل مع الأفكار وهو جاد في خط سيره الروحي وفي كل ممارسات الفضيلة. وهو جاد في تداريبه الروحية، لا يكسرها مهما كانت الأسباب، وهو جاد في كل كلمة تخرج من فمه. وهو جاد أيضًا في كل نذوره وتعهداته أمام الله.
لا ينذر نذرًا ثم يعاود التفكير فيه. أو المساومة. ولا يؤجل الوفاء بنذره ولا يحاول استبداله بغيره، ولا يماطل ولا يرجع في كلمته. إنما بكل جدية وبكل سرعة ودقة ينفذ. جاعلًا أمامه قول الكتاب " خير لك أن لا تنذر، من أن تنذر ولا تفي" (جا5: 5) ومثال يفتاح الجلعادي واضح في جدية النذر (قض11: 30 25).
والجاد جاد أيضًا في عبادته. لا يكتفي فيها بالشكليات.
إنما هو يهتم بجوهر الروحيات وعمقها لذلك فهو عميق في عبادته، بكل إيمان، وكل تواضع وخشوع قلب، يصلي بفهم وحرارة وتركيز، بمحبة قلبية لله، لا يسمح لفكره أن يسرح هنا أو هناك، ولا يسمح لحواسه بالتجول، إنما يسكب نفسه سكيبًا في صلواته وتأملاته وميطانياته وصومه. ولا يكون جسده داخل الكنيسة وعقله خارجها وكل ما يرشده الرب إليه، يسعى جاهدًا لتنفيذه... ويكون جادًا أيضًا في خدمته.
والجدية تقود دائمًا إلى النجاح وإلى الإتقان.
كل مسئولية تعهد إليه يؤديها بنجاح وعلى أكمل صورة، سواء في حياته الكنسية، أو في وظيفة العلمانية أو أي مشروع يقوم به.
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 01 - 2014, 06:24 PM   رقم المشاركة : ( 87 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,397,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

محاربات الشيطان

كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
ولكن الشيطان يحارب الجدية بكل وسيلة، وربما باقناعات كتابية.
قد يسميها أحيانًا حرفية، أو خضوعًا للناموس بدلًا من النعمة. ولكننا نقول إن النعمة لا تشجع على الكسل أو التراخي أو التسيب. أو قد يقول الشيطان إن الجدية ضد المرونة. فنقول: إن المرونة ليست مجالًا للتراخي أو للتحلل من الدقة، والالتزام. أو قد يقول الشيطان إن هذه ضد حرية مجد أولاد الله" رو8: 21) فنقول إنه لا توجد حرية تتعارض مع الوصية. والحرية الحقيقية هي التحرر من الخطية.
أخيرًا نقول: إن الجدية ترتبط أيضًا بالأمانة والدقة والالتزام. وهذا ما أود أن أحدثكم عنه إن شاء الله.
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 01 - 2014, 06:24 PM   رقم المشاركة : ( 88 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,397,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

حياة التدقيق

كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
لكي نفهم التدقيق في عمقه، نفترض الآتي:
تصور أن ملاكًا أعلن لإنسان أن حياته على الأرض ستنتهي بعد أسبوع، فلا شك إن هذا الإنسان سيسلك في خلال هذا الأسبوع بكل تدقيق ممكن استعدادًا لأبديته.. وعلى هذا المقياس نود أن نحكم على حياة التدقيق.
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 01 - 2014, 06:25 PM   رقم المشاركة : ( 89 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,397,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

أهمية التدقيق
إن التدقيق هو من أهم معالم الطريق الروحي. والإنسان الروحاني يدقق في كل شيء. يدقق في كل علاقاته مع الله ومع الناس، ومع نفسه. يكون مدققًا في كل تصرف، وفي كل كلمة وكل فكر. ويكون مدققًا من جهة حواسه ومشاعره واتجاهاته. ومن جهة مواعيده ووقته والنظام الذي يسير عليه
والإنسان المدقق، لا يكون مدققًا فقط وهو مع الناس. وإنما حتى حينما يكون وحده في حجرته الخاصة.
إن التدقيق في التصرف قد يكون سهلًا نوعًا في حضرة الناس. لأننا بطبيعتنا لا نحب أن ينتقدنا الناس، أو نخشى أن نكتشف أمام الناس، وتظهر أمامهم عيوبنا وأخطاؤنا. ولذلك فإن المقياس الحقيقي لتدقيقنا، يظهر حينما نكون وجدنا لا يبصرنا أحد. فإن كنا مدققين فيما بينا وبين أنفسنا، يكون هذا تدقيقًا حقيقيًا وليس ريائيًا.

كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
الإنسان الروحي يصبح التدقيق جزاءًا تلقائيًا من طبعه وليس مجرد محاولة أو تدريب.
إنه إنسان تعود أن يكون مدققًا في كل شئ بدوافع داخلية فيه تمثل بعضًا من مبادئه وقيمه...
وحتى إن كان الناس لا يرونه، فإنه يحب أن يكون بلا لوم أمام الله الذي يراه، وأمام الملائكة الذين يرونه، وكذلك من أرواح القديسين...
فهل أنت في داخلك نفسك تكون مدققًا بغض النظر عن أحكام الناس؟
هنا ونسأل، ما هو التدقيق؟

التدقيق هو حرص من أقل خطأ هو تصرف سليم متزن في احتراس، وفي سعي نحو أكمل وضع ممكن، بغير تسيب ولا تراخ ولا إهمال، وفي بعد عن الضمير الواسع الذي يبرر كثيرًا من الأخطاء.
والتدقيق خطوة نحو الكمال فالذي يدقق محترسًا من الوقوع في الصغائر من الصعب أن يقع في الكبائر. الذي يحترس بكل قوته لكي لا يقع في الخطية بالفكر، ليس من السهل أن يقع في الخطية بالعمل.
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 01 - 2014, 06:26 PM   رقم المشاركة : ( 90 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,397,477

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

التدقيق والوسوسة
ولكن فليحرص كل إنسان أن يفرق بين التدقيق والوسوسة. الوسوسة هي الضمير الذي يظن الخطأ حيث لا يوجد خطأ، أو الذي يكبر من قمة الأخطاء فوق حقيقتها، أو الذي تحاربه عقدة الإثم بدون سبب معقول أو الذي يخرجه حب التدقيق إلى التطرف البعيد عن الحق، فيؤثم تصرفات سليمة...

كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
والوسوسة لون من الحرفية والفريسة وهي سطحية بلا فهم. ومثالها ما كان يراه الكتبة والفريسيون دقة في تقديس يوم السبت وهي لم تكن دقة، وإنما حرفية بلا روح، وبلا عمق، وبلا فهم سليم للوصية.
ونحن نرفض أن نسمي هذا الوضع تدقيقًا. إنما التدقيق هو التصرف الروحي السليم، الذي هو في وضع وسط بين التسيب والوسوسة.
إنه يذكرنا بميزان الصيدلي كل مادة في تركيب الدواء، يكون وزنها دقيقًا جدًا. إن زاد قد يضر، وإن نقص قد يضر.
وهكذا تكون حياة التدقيق روحيًا.. الإنسان المدقق يراقب نفسه ويحاسبها، ولا يتساهل معها في شيء. له مبادئ وقيم يدقق في حفظها ولا يسمح لنفسه أن يهبط مطلقًا عن مستوي هذه القيم والمبادئ التي تمثل علامات واضحة في طريقة الروحي.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب معالم الطريق الروحى لقداسه البابا شنوده الثالث مسموع
كتاب معالم الطريق الروحىً لقداسه البابا شنوده
معالم الطريق الروحي للبابا شنودة الثالث
كتاب السهر الروحي - البابا شنوده الثالث
كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي -3 لقداسة البابا شنودة الثالث


الساعة الآن 06:52 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025