منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06 - 01 - 2014, 03:18 PM   رقم المشاركة : ( 71 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,314

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

العمل الداخلي في الصلاة والصوم
الصلاة: هل هي مجرد كلام مع الله؟ أم لها عمل داخلي؟ ما هو؟
الكلام مع الله هو العمل الخارجي الظاهر في الصلاة. ولكن لا شك هناك عمل داخلي أهم. وهو الشعور بالصلة مع الله والتلامس معه أثناء الصلاة، وما يصحب ذلك من مشاعر الحب والخشوع والإيمان والحرارة الروحية، والمتعة بالوجود في حضرة الله.

كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
بل أحيانًا تخرج الصلاة عن حدود الكلام مع الله، كما قال الشيخ الروحاني.
سكت لسانك لكي يتكلم قلبك. وسكت قلبك لكي يتكلم الله...
هذا هو العمل الداخلي في الصلاة، وهو أولًا التقاء الإنسان مع الله...
وثانيًا: الاستماع إلى صوت الله داخل النفس، أو على الأقل الإحساس الروحي العميق بالحضرة الإلهية. فهل وصلت إلى هذا، أم أنك تكتفي بالعمل الخارجي...
وهنا نري بعضًا من العمل الداخلي يكون منك، وبعضًا آخر يصلك عن طريق الهبة من الله نفسه.
العمل الداخلي في الصوم:
كثير من الناس يقتصرون في أصومهم على العمل الخارجي الذي هو الامتناع عن الأكل، والاقتصار بعد ذلك على أطعمة غير مشهية...
أما العمل الداخلي للصوم الذي يهمله هؤلاء فهو منع النفس عن كل شهوة خاطئة، كما منع الجسد من مشتهيات الطعام. وكذلك اتخاذ الصوم فترة ترتفع فيها الروح عن مستوي الجسد، وتأخذ غذاءها الروحي المركز الذي يستمر معها حتى بعد الصوم...
فهل أنت كذلك؟ أم تقتصر على العمل الخارجي الجسدي، وتظن أنك صائم؟
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 01 - 2014, 03:19 PM   رقم المشاركة : ( 72 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,314

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

العمل الداخلي في القراءة

كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
القراءة هي عمل خارجي. أما التأمل في ما تقرأه فهو عمل داخلي. ولذلك فالتأمل أهم من القراءة.
والفهم هو عمل داخلي، وكذلك التأثر والعمل بما تقرأ.
والمقصود بالعمل الداخلي في القراءة هو العمل الروحي، وليس مجرد المعرفة التي تضيف بها معلومات إلى ذهنك.
العمل الداخلي في القراءة هو تحويل المعلومات إلى حياة.
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 01 - 2014, 03:22 PM   رقم المشاركة : ( 73 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,314

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

العمل الداخلي للصمت
عدم الكلام هو المظهر الخارجي للصمت. ولكن الصمت لا يقتصر على هذا الجانب السلبي، إنما له إيجابيات.
فالعمل الداخلي للصمت هو أن يغوص الإنسان داخل نفسه، في استفادة روحية للتأمل والتفكير في الإلهيات، وللصلاة. وهكذا ينتفع روحيًا من صمته.
إنه لا يتكلم مع الناس، لأنه في نفس الوقت يتكلم مع الله... لذلك هو يجلس وحده، لكي يتمتع بالله.
وبهذا لا تكون الوحدة هي مجرد الإنسان وحده...

كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
لأنه أية فضيلة في أن يجلس الإنسان وحده؟! وربما يجلس وحده وتسرح الأفكار به هنا وهناك.
إن جلوس الإنسان هو مجرد عمل خارجي غايته الجلوس مع الله، أو الانفراد بالله والتمتع بعشرته الإلهية، في صلاة في تأمل، في تسبيح، في اعتراف، في حب... فهذا هو العمل الداخلي للوحدة.
لابد أن نهتم بالعمل الداخلي بكل قوتنا، لأن الكتاب يقول: ملكوت الله داخلكم (لو17: 21).
إن وصلنا بالعمل الداخلي إلى أن يكون ملكوت الله داخلنا، نكون بهذا قد وصلنا إلى عمق العمل الروحي حيث يملك الله على القلب... وعلى الفكر، وعلى كل ما فينا من مشاعر وأحاسيس...
وكل عبادة بنا إلى هذا الهدف، لابد أنها قد أخطأت الطريق.
والعمل الداخلي له اتجاهان: عمل مع الله، وعمل مع النفس...
أنت تعمل مع نفسك لكي تضبطها حسنًا، وتراقب كل أفكارها وحواسها ورغباتها، وتبكتها إن انحرفت، وتعيد مسارها إلى الوضع السليم، وتقنعها بطريق الرب وجماله، وتذكرها بالأبدية لكي تعد ذاتها لها بكل جدية وجهاد...
وعملك مع الله أن تصارع الله لكي يثبت ملكوته في قلبك. كذلك عملك مع الله هو المفاجأة والحب...
لاشك أن تكوين علاقة مع الله، وتعميقها يوم بعد يوم، هو عمل داخلي. وهذا العمل الداخلي لا تصلح له المظاهر الخارجية ولا الشكليات، ولا السلوك في الطريق الروحي كمجرد واجب...
والحياة الروحية ليست مجرد ممارسات خارجية وقوانين ونواميس، إنما هي محبة لله وللناس. والمحبة عمل داخلي، يحتاج إلى رعاية وحفظ وتنمية...
هذا من جهة الذين في العالم. أما الرهبان فعملهم الداخلي يأخذ معني أكثر عمقًا وسموًا... ولهذا نسأل:
ما معنى عبارة راهب عمال؟
الراهب العمال هو المنشغل باستمرار بالعمل الجواني، بحيث يكون عقله وفكره يشتغلان باستمرار مع الله.
وإن كان قد قيل عن الرهبنة إنها " الانحلال من الكل، للارتباط بالواحد"... يكون العمل الجواني للراهب إذن، هو كيف يربط عقله باستمرار بالله، وكيف يربط كل عواطفه بمحبة الله، ويطرد كل فكر غير ذلك.
لهذا عليه أن ينشغل بالصلاة والتأمل والتسبيح والترتيل والقراءة الروحية، حتى يكون عقله مع الله دائمًا. لأنه إن لم يفعل هكذا، سيشرد ذهنه بعيدًا، ويقع في طياشة الأفكار.
وعمله الجواني مع الله يدعوه بالضرورة إلى التزام الصمت...
وذلك كما كان يقول القديس ارسانيوس " لا استطيع أن أتكلم مع الله والناس في نفس الوقت"...
وكما قال أحد الآباء: الراهب الكثير الكلام، يدل على أنه فارغ من الداخل أي فارغ من العمل الجواني.
لهذا لجأ الأباء إلى الوحدة، وحصروا على الصمت وحفظ الحواس، لكي يستمروا في عملهم الداخلي مع الله، حتى وصلوا إلى الصلاة الدائمة وإلى صلب العقل فلا يطيش هنا وهناك.
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 01 - 2014, 03:23 PM   رقم المشاركة : ( 74 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,314

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

فوائد العمل الجوّاني


كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
لعل في مقدمتها الارتباط الدائم بالله... وأيضًا شعور الإنسان بضعفه إذ يشعر أنه عاجز عن تنفيذ تدريب الانحلال من الكل للارتباط بالواحد. وهكذا كلما يزداد إلتصاقًا بالله يزداد اتضاعًا.
والشيطان لا يترك هذا العمل الجواني بدون حروب ومعوقات.
فيحاول بقدر إمكانه أن يشتت الفكر، ويعوض عليه عشرات الموضوعات، ويشعره بأهميتها لينشغل بها... كما قد يرسل إليه من الزوار والأصدقاء من يشغله عن عمله الروحي، ويرسل إليه مشغوليات لا تحصي... بل قد تحاربه الرعاية أيضًا لتأخذ وقته واهتماماته بدلًا من الانفراد بالله...!
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 01 - 2014, 03:28 PM   رقم المشاركة : ( 75 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,314

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

أمانتك تجاه الله
إذا كان الله أمينًا في علاقته بنا، للدرجة التي وصلت إلى التجسد والفداء، وإلى هذا الحد وصلت محبته ووصل بذله، فكم بالأولي يجب علينا نحن أن نكون أمناء؟!
وأمانتك تجاه الله، تعني أنك لا تخونه أبدًا.
خذ مثالًا لذلك: إنسان متزوج، إن كانت زوجته أمينة له، فمهما أعطاها من حرية دون رقابه، تكون أمينة له، لا نخونه، ولا تكون لها علاقة مع غيره...
كذلك نفسك، إنها عروس للمسيح، لا تخونه مع العالم، ولا تخونه مع الشيطان، ولا مع أي فكر شرير.
قلبك الذي هو ملك له، لا تفتحه لأعدائه.
والإنسان الأمين، لا يتساهل مع أية خطية، لأنها عداوة لله. لا يتراخي مع أي فكر خاطئ، بل بكل أمانة يطرده بسرعة. لا تقبل على الإطلاق أي أمر يفصله عن الالتصاق بالله، معتبرًا أن كل خطية هي خطية موجهة أساسًا إلى الله، لأنها ضد أي أمر يفصله عن الالتصاق بالله، معتبرًا أن كل خطية موجهة أساسًا إلى الله، لأنها ضد محبته وضد مشيئته وضد وصاياه، وضد الثبات فيه، كما تسامي يوسف الصديق عن الخطية وهو يقول:


كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
كيف أصنع هذا الشر العظيم، وأخطئ إلى الله" (تك39: 9).
معتبرًا أن تلك الخطية ليست موجهة أصلًا إلى فوطيفار أو إمراته، إنما هو فيها " يخطئ إلى الله"... وبنفس المعني قال داود النبي للرب في المزمور الخمسين " لك وحدك أخطأت والشر قدامك صنعت)...
والخطية هي انفصال عن الله، بل هي تمرد عليه.
والإنسان الأمين في علاقته مع الله، لا يقبل اطلاقًا ما يفصله عنه، كما قال القديس بولس الرسول " فإني متيقن أنه لا موت ولا حياة، ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات، ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة، ولا علو ولا عمق، ولا خليقة أخري، تقدر أن تفصلنا عن محبة الله، التي في يسوع المسيح ربنا" (رو8: 38).
الذين عرفوا الله بالحقيقة، لم يتركوه أبدًا.
وتقدم مثالًا لذلك، قديسي التوبة، الذين لما تابوا، وذاقوا محبة الله، لم يرجعوا مرة أخري إلى الخطية، التي تفصلهم عن محبة الله. بل استمر نموهم في المحبة حتى وصلوا إلى درجات من الكمال. ونذكر من بين هؤلاء: القديس أوغسطينوس والقديس موسى الأسود، والقديسة مريم القبطية والقديسة بيلاجية πελαγία.
وعن الحياة الخاطئة السابقة، قال القديس أوغسطينوس للرب:
لقد تأخرت كثيرًا في حبك، أيها الجمال الفائق الوصف.
معتبرًا ومعترفًا أنه كان في حالة الخطية بعيدًا عن محبة الله. هذا من الناحية السلبية. أما من الناحية الإيجابية فتقتضي الأمانة لله أن يكون الإنسان أمينًا في كل أعماله الروحية: في صلواته لأنها حديث مع الله، وفي قراءته للكتاب، لأنه في ذلك يستمتع إلى الله. كما يكون أمينًا في تأملاته وفي تسابيحه وفي اعترافه وفي تناوله وفي صومه...
كما يكون أيضًا أمينًا في خدمته وروحانيتها.
أمينًا في التعليم، كما قال الرسول " تكلم بما يليق بالتعليم الصحيح" (تى2: 1). فلا يقدم أفكاره الخاصة كعقيدة. ولا يقدم تعليمًا للناس إلا ما قد تسلمه من الكنيسة عن طريق قديسيها. كما قال القديس بولس لتلميذه تيموثاوس " وما سمعته مني بشهود كثيرين، أودعه أناسًا أمناء، يكونون أكفاء أن يعملوا آخرين أيضًا (2تي2: 2).
وكما يكون أمينًا في التعليم، يكون أمينًا في الافتقاد، وفي السعي لرد الضال.
وقد أعطانا السيد المسيح مثلًا لذلك في السعي وراء الخروف الواحد الضال (لو15)، وفي عمله من أجل زكا والمرأة الخاطئة.. وفي أنه جاء " ليخدم ويبذل نفسه فدية عن كثيرين" (مر10: 45).
ولنذكر من جهة الأمانه قول الكتاب:
"ملعون من يعمل الرب برخاوة" (أر48: 10).
فالأمين في عمل الرب، يعمله بكل حرارة، وبكل اجتهاد واخلاص، وبكل غيره مقدسة، وبكل عاطفة وحب. ويتعب من أجل الرب، ولا يعطي لعينيه نومًا، ولا لأجفانه نعاسًا، إلى أن يجد موضعًا للرب في كل قلب. كما قيل في الدسقولية عن الأسقف إنه " يهتم بكل أحد ليخلصه". وينطبق هذا القول على كل معاونيه...
وبهذه الأمانة في الخدمة عاش الأباء الرسل.
شهدوا للرب بكل أمان. كانوا أمناء، وأوصلوا الرسالة إلى كل أقطار المسكونة، كما قيل عنهم في المزمور " الذين ليس لهم صوت، بلغت أصواتهم إلى أقطار المسكونة" (مز19). فعلوا ذلك بكل مجاهرة وبكل قوة، واحتملوا السجن والجلد والطرد والعذاب، وهم يقولون عبارتهم المشهورة " ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس" (أع5: 29 9. وكمثال لهذه الأمانة قال القديس بولس الرسول:
" جاهدت الجهاد الحسن، أكملت السعي، حفظت الإيمان" (2تي4: 7).
وقال " وأنا أشكر المسيح يسوع ربنا قواني، إنه حسبني أمينًا إذ جعلني للخدمة" (1تي 1: 12). وهكذا كان القديس بولس يمتدح في مساعديه أمانتهم في الخدم. فيقول " تيخكس الأخ الحبيب والخادم الأمين في الرب" (أف6: 21) و" أبفراس العبد الحبيب معنا الذي هو خادم أمين للمسيح" (كو1: 7)، " وأنسميس الأخ الأمين الحبيب" (كو4: 6)، "تيموثاوس الذي هو ابني الحبيب والأمين في الرب" (1كو4: 17).
لهذا نسمي المسئول عن الخدمة: أمين الخدمة.
سواء الأمين العام، أو أمين الفرع، أو أمين أسرة... كل منهم قد وضعت الخدمة أمانة في يده، لكي يقوم بعمله فيها بكل أمانة. لذلك يقال عن الخادم إنه أؤتمن على خدمة. أو استأمنه الله عليها، وفي ذلك يقول القديس بولس الرسول " الكرازة التي أؤتمنت أنا عليها" (تى1: 3)، " أؤتمنت على إنجيل الغرلة، كما بطرس على إنجيل الختان" (غل2: 7). ويقول أيضًا " قد استومنت على وكالة... فويل لي إن كنت لا أبشر" (1كو9: 17، 16). والخدمة إن أمانة أمام الله، ينبغي أن يكون فيها الخادم أمينًا، وليس هو مجرد لقب...
والأمين في علاقته مع الله، يكون أيضًا أمينًا في عهوده وفي نذوره...
من أول عهد نطقته أمه في جحد الشيطان، نيابة عنه في يوم معموديته، إلى سائر المناسبات، وتعهداته في سائر لمناسبات وبخاصة في أوقات الضيقات...
ويدخل في هذا النطاق نذوره التي يقول عنها الكتاب:
" أن لا ينذر، خير من أن تنذر ولا تفي" (جا5: 5).
لذلك عليك أن تجلس إلى نفسك، وتتذكر كل عهودك ونذورك، لكي تفي بها ولو متأخرًا، فهذا خير من أن تهملها تمامًا. ولا تحاول بعد أن تنذر، أن تعود فتناقش الأمر من جديد، وتساوم، وتحاول أن تغير وتبدل، أو تتخلص من نذرك وعهودك. وقبل النذر والتعهد ينصحك الكتاب قائلًا "لا تستعجل فمك. ولا يسرع قلبك إلى نطق كلام قدام الله" (جا5: 2).
أمانتك للرب تشمل أيضًا أمانتك في الشعور والبكور.
لأنها ليست لك. إنها نصيب الرب. تدفعه لمستحقيه. للكنيسة والفقراء... وإلا كانت هذه الأموال هي " مال ظلم " عندك. قد ظلمت فيه من يستحقونه، واستبقيته عندك. وعن هذا المال وأمثاله يقول الكتاب " اصنعوا لكم أصدقاء من مال الظلم" (لو16: 9). وهكذا يقول الرب في سفر ملاخي النبى " أيسلب الإنسان الله؟! فإنكم سلبتموني! فقلتم بما سلبناك؟ في الشعور والتقدمة" (ملا3: 8).
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 01 - 2014, 03:29 PM   رقم المشاركة : ( 76 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,314

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

أمانتك نحو نفسك
وتشمل أمورًا عديدة منها: أمانتك لأبديتك، والاهتمام بروحك، وبنموك الروحي، وأمانتك في مقاومة الخطية، وأمانتك من جهة وقتك، ومن جهة عقلك...
الأمين لأبديته يبذل كل جهده لكي يؤهل لها.
هذا ينظر إلى نفسه كغريب على الأرض، لا يشتهي شيئًا مما فيها، وكل رغباته مركزة في الحياة الأبدية، كما قال الكتاب "غير ناظرين إلى الأشياء التي تري بل إلى التي لا تري. لأن التي تري وقتيه. أما التي لا تري فأبدية" (2كو4: 18).
وهو في ذلك يهتم بروحه بكل الاهتمام أكثر مما يهتم بجسده.
وهذا عكس ما نراه في دنيانا. لأن كثيرين يهتمون بأجسادهم في أكلها وفي لبسها وفي صحتها وفي علاجها وتقويتها وأيضًا في رياضتها... بينما أرواحهم لا يهتمون بها على الإطلاق، كما لو كانت أبديتهم لا تشغل بالهم أبدًا...
الأمناء لأبديتهم يهتمون بغذاء أرواحهم.

كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
يقدمون للروح كل ما تحتاجه من كلمة الله، ومن الصلوات والتراتيل والتأملات، ومن الاجتماعات الروحية والصدقات الروحية. وما يغذيها من سر الأفخارستيا، بكل استعدادته، وما يغذيها أيضًا من محبة الله ومن ثمار الروح، ومن التداريب الروحية النافعة.. فهل أنت كذلك.
والأمناء لأبديتهم يهتمون بعلاج أرواحهم.
إن وجدوا أي مرض روحي يزحف إليهم، يلجأ ون إلى طبيب أرواحنا وأجسادنا، إلهنا الذي قوة بروحه القدوس. كما يلجأ ون إلى الآباء والمرشدين الروحيين يطلبون علاجًا لأنفسهم علاجًا من كل شهوة خاطئة ومن كل فكر شرير...
والأمناء لأرواحهم دائمًا بنموهم الروحي.
فهم لا يكتفون أبدًا بأي مستوي يصلون إليه، ذلك لأن الله يطلب منهم القداسة والكمال. فيقول " كونوا كاملين كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل" (متى5: 48) ويقول الكتاب أيضًا " نظير القدوس الذي دعاكم، كونوا أنتم أيضًا قديسين في كل سيرة" (1بط 1: 15).
لذلك فالأمناء لأرواحهم يعيشون جياعًا وعطاشًا إلى البر.
وذلك لينالوا الطوبي التي وعد بها الرب (متى5: 6). عطشهم إلى الرب لا ينتهي، مهما ارتووا منه يطلبون المزيد، قائلين مع داود رجل المزامير والصلوات " عطشت نفسي إليك " " كما يشتاق الأيل إلى جداول المياه، كذلك اشتاقت نفسي إليك يا الله" (مز63). ومهما ارتفعوا في الفضيلة، يشعرون أنهم في حاجة إلى مزيد، كما حدث للقديس بولس الذي صعد إلى السماء الثالثة (2كو12: 2، 4). وع ذلك كان يقول "لست أحسب نفسي" لست أحسبت نفسي أني قد أدركت... ولكني أسعي لعلي أدرك... أنسي ما هو وراء وامتد إلى ما هو قدام. اسعي نحو الغرض..." (في 3: 12 14).
وهكذا فالأمين لروحياته يعيش في نمو دائم.
كالشجرة التي هي كل يوم في نمو، سواء شعرت أنت بذلك أم لم تشعر... وقد قال المزمور في ذلك " الصديق كالنخلة يزهو، كالأرز في لبنان ينمو" (مز92: 12). إنه ينمو في صلواته طولًا وعمقًا، وينمو في إيمانه وفي اتضاعه وفي محبته، كما ينمو قي بذله وعطائه، ولا يقف عند حد. ويوبخ ذاته كلما توقف نموه.
وفي نموه لا يبحث عن أبديته فقط، أنما أيضًا عن مركزه فيها.
ومادام كل إنسان سيأخذ أجرته بحسب تعبه (1كو3: 8)، فهو يتعب بكل جهده، لينال أجره أكثر. ومادام " نجم يفوق نجمًا في المجد" (1كو15: 41). فهو أيضًا يعمل لكي يستحق تلك الأمجاد الأبدية ويتفانى في محبة الله، وينمو فيها باستمرار، حتى يمكنه أن يتمتع بذلك في الأبدية، شاعرًا أن نموه في محبة الله، ليس يساعده فقط على أبدية أسعد، إنما أيضًا يحرسه هنا من السقوط. والأمانة تدعوه أن ينمو...
فهل أنت ذلك، وهل في كل يوم تنمو؟..
أم تراك مازلت حيث أنت وقد توقف نموك. أم أنت ترجع إلى خلف، وقد بردت محبتك الأولي. أم أنت لا تزال محتاجًا إلى توبة لكي تقوم..؟ اسأل نفسك. فإن كنت كذلك فإن الأمانة تقتضي منك الجهاد بكل قوتك في مقاومة الخطية.
احترس من أن تخجل أحد أبواب نفسك مفتوحًا للخطية.
بكل أمانة سد جميع الأبواب التي يدخل منها الشيطان إلى نفسك. كن أمينًا في ضبط فكرك وفي ضبط حواسك. لأن الحواس أبواب للفكر. كما أن الفكر باب تدخل منه الشهوة إلى القلب. أما أنت فرتل مع داود النبي قائلًا " سبحي الرب يا أورشليم. سبحي إلهك يا صهيون. لأن الرب قوي مغاليق أبوابك، وبارك بنيك فيك" (مز147). حقًا كما قيل في النشيد:
" أختي العروس جنة مغلقة.. ينبوع مختوم" (نش4: 11).
إنها جنة حافلة بثمار الروح، ولكنها مغلقة أمام عدو الخير وكل أفكاره وكل حيلة، لا يستطيع أن يدخل إليها، لأن الرب في داخلها. إنها هيكل لروحه القدوس (1كو3: 16). لذلك هي محصنة تمامًا ضد هجمات العدو.
هذه النفس الأمينة تشبه سفينة بلا ثقوب.
لا يوجد فيها ثقب واحد يدخل منه الماء. الماء يحيط بها من كل جانب، ولكنه في الخارج، لا يجد منفذًا أمامه ينفذ منه إلى داخلها. هكذا الإنسان الأمين. وإن رأي الشيطان يحاول أن يثقب ثقبًا في نفسه، يسارع بعلاجه بلا إبطاء. وتبقي نفسه سليمة، يحاربها الشيطان من الخارج، دون أن يدخلها
والإنسان الأمين لروحياته لا يبرر نفسه إن سقطت.
ولا يتعذر بضعفه، ولا بشدة الحروب التي تصادفه، بل هو يقاوم حتى الموت. إن يوسف الصديق رفض الخطية، ولم يعتذر بالظروف الضاغطة عليه. ودانيال النبي والثلاثة فتية تمسكوا بالرب ولم يعتذروا بأنهم أسري في السبي، وبأن التهديدات شديدة ومرعبة: جب الأسود وأتون النار... بل صمدوا. وكذلك كان الشهداء أمام كل ألوان التعذيب والتخويف...
فالإنسان الأمين إنسان صامد، يحارب حروب الرب ببسالة.
لا يقول " حدث هذا الأمر غضبًا عني، أو فوق إرادتي". كلا بل إنه يقف أصعب الحروب الروحية، كما وقف داود الصبي أمام جليات الجبار، بكل إيمان وبدون خوف، واثقًا أن الله سينصره. والإنسان الأمين في حروبه يذكر ما يقال عن ضابط الجيش الباسل:
إنه يقاوم إلى آخر طلقة وأخر رجل.
أي بكل ما عنده من جهد، وبكل ما أوتي من نعمة ومن معونة، ولا يستسلم مطلقًا للعدو، ولا يخون الرب، ولا يعتمد على أعذار يقدمها.
وقصص الكتاب وقصص التاريخ حافلة بأمثلة الأقوياء الأمناء الذين ثبتوا في محبة الرب مهما كانت الظروف المحيطة بهم.
إذا وجدت أمانة القلب، توجد أمانة الإرادة.
فالذي يريد، يستطيع. وإن أعوزته القوة، يطلبها من فوق فتأتيه. ولذلك مع حديث القديس بطرس الرسول عن قوة الشيطان، وكيف أنه مثل أسد يزأر ويجول ملتمسًا من يبتلعه هو، نراه يقول بعد ذلك:
" فقاوموه راسخين في الإيمان" (1بط1: 8، 9).
نعم، إن المقاومة هي دليل الأمانة، على أن تكون مقاومة جادة، من عمق القلب، وبكل الإرادة. وماذا تكون نتيجة المقاومة؟ يقول القديس يعقوب الرسول:
" قاوموا أبليس فيهرب منكم" (يع4: 7).
المهم إذن في القلب النقي الأمين الذي يريد أن يقاوم، ويدفع الإرادة لكي تقاوم. ولهذا كان الرب يسأل عن حالة القلب أولًا، وقبل أن يشفي مريض بيت حسدا، يسأله أولًا " أتريد أن تبرأ" (يو5: 6).
إن الشيطان من عادته أن يجس نبضك أولًا.
يختبرك هي تتساهل معه ولو في أمر بسيط جدًا. فإن فعلت، يتجرأ إلى ما هو أكثر. إن فتحت أمامه ولو فتحته كثقب إبرة، يهجم عليك بقوة أكثر، لأنه يدرك بذلك أن أمانتك ليست كاملة أمام الله، وأ تساهلك في القليل يشجعه على أن يجد فيك موضعًا، أو نقطة ضعف يستغلها!
إن تساهلت في الحواس، يحاربك بالأفكار.
وإن تساهلت مع الفكر، يحاربك بالشهوة.
وإن تساهلت مع الشهوة، يحاربك بإتمام الفعل.
لذلك لا تتساهل مطلقًا في أي شيء. وإن سقطت في خطوة، أسرع وقم ولا تتطور إلى غيرها. فالأمانة تقتضي منك أن تلاحظ نفسك، ولا تهمل في نقاوتها ولا في أمر خلاصها. وإن وجدت الشيطان قد ألقى في فكرك أي أمر رديء، تذكر بسرعة قول الكتاب:
" مستأسرين كل فكر إلى طاعة المسيح" (2كو10: 5).
الإنسان الأمين لأبديته وروحيا ته يراقب نفسه. لا ينتظر حتى تسقط سقطه مميتة، إنما إن وجدت شيئًا من الفتور قد زحف إليها، يسرع إلى معالجته لئلا يتطور الأمر معه. إن يقاوم الخطأ من بادئ الأمر، ولا تمهل حتى يصل إلى خطورة تتعبه. ذلك لأنه إن تراخي، لن يتراخى الشيطان معه.
إن الإنسان الأمين لا يعتذر بقله إمكانياته.
إنما هو يحاول إمكانياته باستمرار. وهو لا يعتذر بعدم قدرته، لأن الله قادر أن يمنحه القوة. والله أمين لا يسمح أن يجرب أحد بما هو فوق قدرته. وفي ذلك قال الرسول " ولكن الله أمين، الذي لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون. بل سيجعل مع التجربة المنفذ لتستطيعوا أن تحتملوا" (1كو10: 13).
الإنسان الروحي أمين من جهة وقته.
يستغله فيما يفيده من كل ناحية، يفيده روحيًا، ويفيده عقليًا، ويفيده من جهة خدمة الآخرين. وهو يرى أن هذا الوقت جزء من حياته لا يجوز أن يبدده بلا فائدة. والوقت أيضًا أمانة قد أؤتمن عليها ينبغي أن ينفقه في الخير فانظر كم من وقتك يضيع عبثًا. واسأل نفسك: هل أنا أمين من جهة وقتي...
خذ مثلًا لذلك أمانتك من جهة يوم الرب.
إنه للرب، ملك له. إن كنت غير أمين في قضاء هذا اليوم بطريقة روحية كيوم الرب، يقال عن مواسم الرب وأعياده. إنها له، أيام مقدسة. يقول الرب في سفر اللاويين "موسم الرب التي تنادون فيها محافل مقدسة. هذه هي مواسمي" (لا23: 2). ويذكر الرب تقديسها كالسبوت تمامًا (لا23: 8: 25، 32، 39).
فهل أنت أمين لأيام ومواسمه وأعياده؟ وهل تقدسها؟
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 01 - 2014, 03:30 PM   رقم المشاركة : ( 77 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,314

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

أمانتك نحو الآخرين
الإنسان الأمين، كما هو أمين لملكوت الله داخله، هو أيضًا أمين لملكوت الله في الآخرين، يحبهم كنفسه، ويحرص عليهم كحرصه على نفسه، ويهتم بخلاصهم ونموهم وسعادتهم كاهتمامه بنفسه. فهكذا الوصية (متى22: 39).
إن الله حينما خلق الشجر، لم يخلقه الشجر،، إنما وضع فيه خاصية هامة وهي أنه جعله:

كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
شجرًا ذا ثمر، يعمل ثمرًا كجنسه (تك1: 11).
والبقل أيضًا خلقه " يبذر بذرًا كجنسه" (تك1: 12). فهل أنت كهذا الشجر تعمل ثمرًا كجنسك، وتبذر ينبت هو أيضًا؟ هل أنت تنشر ملكوت الله حيثما تحل؟ ما مدي أمانتك لملكوت الله؟ سؤال أقدمه لك ن تجيب عنه فيما بينك وبين نفسك، وأيضًا تجيب عليه أمام أب اعترافك...
هل إن دخلت بيتًا، تدخله كلمة الله معك.
هل إن هشت وسط الناس، أصدقاء أو معارف أو زملاء، يكون لك فيهم ثمر روحي، سواء بالكلام أو بالقدرة أو بكليهما؟ هل إن زرت أناسًا يقولون في قلوبهم " اليوم زارنا المسيح "؟ هل بركة الرب تحل بسببك؟
هل في أمانتك تصير للأرض ونورًا للعالم؟

أليس هكذا أوصانا الرب في عظته على الجبل (متى5: 13، 14). فهل نحن أمناء في تنفيذ هذه الوصية؟ إن القديس بطرس الرسول يقول " نائلين غاية إيمانكم خلاص النفوس" (1بط1: 9) والقديس بطرس الرسول يقول"... لكي أخلص على كل حال قومًا" (1كو9: 22). بل يقول " استعبدت نفسي للجميع، لأربح الأكثر ين" (1كو9: 19).
القديس أغناطيوس الأنطاكي كانوا يلقبونه "ثيئوفورس" أي حامل الله.
فهل أنت أيضًا " ثيئوفورس" (حامل الله)؟

تحمله للكل، ويراه الكل في حياتك، وتبني ملكوته في كل علاقاتك...
ألا تري معي أن موضوع الأمانة يصلح ككتاب، ويعز علينا أن نختصره في مقال...! إذن ننتقل إلى نقطة هامة منه وهي:
الأمانة في القليل.
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 01 - 2014, 03:31 PM   رقم المشاركة : ( 78 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,314

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

الأمانة في القليل

كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
لعل إنسانًا يقول: الطريق الروحي طريق طويل. كيف أصل إلى نهايته؟!
كيف يمكنني أن أصل إلى القداسة التي بدونها لا يعاين أحد الرب؟
وكيف أصل إلى الكمال المطلوب منى؟ والجواب على ذلك سهل وممكن وهو:
كن أمينًا في القليل، يقيمك الرب على الكثير.
فهذه هي طريقة الله، وهذا وعده. وهكذا سيقول للناس في يوم الدينونة (متى25: 21، 23). إذن هذا كل ما عليك. وليس عليك أن تفكر في نهاية المطاف مرة واحدة. بل أعرف تمامًا أن أطول مشوار أوله خطوة.
كن أمينًا في الخطوة الأولي، يقيمك الله على باقي الخطوات.
كن أمينًا في هدفك الروحي، يدبر لك الله الوسيلة.
كن أمينًا من جهة النية، يقيمك الله على العمل.
إن الشيطان قد يصعب لك الطريق ويعقده، ويضع أمامك مخاوف تصور لك الكثير المطلوب منك والذي لا تستطيعه، لكي يوقعك في اليأس. أما الرب فإنه يطلب منك مجرد الأمانة في القليل. أما الكثير فإن الرب هو الذي سوف يقيمك عليه. ولذلك جميل أن المزمور الكبير يبدأ بعبارة:
طوباهم الذين بلا عيب في الطريق (مز119: 10).
يكفي أن تكون سائرًا في طريق الرب بلا عيب. هذا هو ما يريده منك. أما الوصول إلى نهاية الطريق، فاتركه هو يدبره. يبدو هو: متى؟ وكيف؟
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 01 - 2014, 03:37 PM   رقم المشاركة : ( 79 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,314

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

الخدمة والتكريس
إنسان يقول: كيف تكون حياتي كلها للرب؟ هل من المعقول أن يهبني الله تكريس الحياة له؟ هل يمكن أن تكون كل الحياة في خدمته؟ وكيف؟ نقول لك:
ابدأ بالقليل الذي تستطيعه، بإعطاء وقت الفراغ للرب.
ابدأ بتقديس يوم الرب للرب، فإن كنت أمينًا في هذا يمكن أن يقيمك على الأكثر. كن أمينًا في خدمة مدارس الأحد وفصول التربية الكنسية، حينئذ إن سر الرب بأمانتك، يقيمك على خدمة أكبر.
كن أمينًا في كل خدمة تعهد إليك، يقيمك الله على التكريس.
كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
هناك قوم يظنون أنهم لا يستطيعون أن يخدموا الكنيسة إلا إذا تولوا قيادتهم العليا. يقول الواحد منهم: لو كنت مطرانًا أو اسقفًا، لفعلت وفعلت. لو كنت كاهنًا، لأصلحت هذا الحي كله، أو هذه المدينة أو القرية كلها. بينما قد يكون بعيدًا عن الخدمة، أو خدمته ليست ناجحة. أما أنت فلا تقل هكذا، إنما:
كن أمينًا على بيتك، يقيمك الروح على بيت الله.
افعل القليل الذي تستطيعه، وكن أمينًا في تربية أولادك، حينئذ يقدم لك الله أولاده لتربيهم. ولعله من أجل هذا، ذكر الكتاب في شروط الكاهن أنه " له أولاد مؤمنون ليسوا في شكاية الخلاعة ولا متمردين" (تى1: 6). وأيضًا " يدبر بيته حسنًا. له أولاد في الخضوع بكل وقار. وإنما إن كان أحد لا يعرف أن يدبر بيته فكيف يعتني بكنيسة الله؟!" (1تي3: 4، 5).
فالذي لا يمكنه القليل، كيف يمكنه الكثير؟

الذي لم يستطيع أن يدبر بيتًا واحدًا، كيف يمكن أن يؤتمن على تدبير جميع المؤمنين؟ إن الأمانة تختبر أولًا في القليل. ليس فقط من جهة بيت أو فصل في التربية الكنسية، إنما هناك ما هو قبل هذا أيضًا. هناك الأمانة من جهة جياة الخادم الخاصة وحدها، وكيف يدبرها. لذلك نقول:
لذلك نقول كن أمينًا من جهة نفسك، يقيمك الله على نفوس الآخرين.
أختبر أمانتك أولًا في تدبير نفسك، هذه التي هي معك كل حين، وتعرف كل أسرارها، وتعرف نقط ضعفها، ويمكنك أن توبخها، ويمكنها أن تعطيك.. فإن كنت غير أمين في تدبير نفسك، كيف تؤمن إذن على تدبير غيرك؟! إن لم تقدر على قيادة نفس واحدة هي داخلك، فكيف تقدر نفوس كثيرة؟!
قال أحد القديسين: الذي لا يكون أمينًا على درهم، كاذب هو إن ظن أنه يكون أمينًا على ألف دينار.
المهم هو الأمانة، وليست الدرجة التي تتولاها.
القديس اسطفانوس لم يكن واحدًا من الأثني عشر رسولًا، ولا كان أسقفًا في الكنيسة، إنما كان مجرد شماس. ولكنه كان أمينًا لهذه الدرجة، حتى آمن الكثيرون على يديه، وافحم مجامع الفلاسفة. وصار في قمة قادة الكنيسة وهو شماس. وبالمثل كان الشماس أثناسيوس القديس، وكان أيضًا الأغنسطس مارافرام السرياني، والقديس سمعان الخراز.
والقديس الأنبا رويس، كان أمينًا بلا رتبة.
لم يكن شماسًا ولا أغنسطسًا ولا راهبًا، ولا من الاكليروس جملة، ولا من خدام الكنيسة. ولكنه كان أمينًا في حياته الروحية وفي علاقته مع الله، فصار من قديسى جيله، وموضع محبة وتقدير الباباالبطريرك في جيله. المسألة إذن هي الأمانة في الحياة وليست الدرجة.
ما هي إذن أمانتك في مسئوليتك، مهما كانت قليلة؟

إن بطل أية رواية لا يشترط أن يكون ملكًا أو رئيسًا أو قائدًا.. بل قد يكون الخادم هو البطل في الرواية. والناس يقدرونه ويعجبون به من أجل أمانته في إتقان دوره، بغض النظر عن ما هو هذا الدور...
إذن كن أمينًا في القليل الذي في يدك. واعرف إن صاحب الوزنتين نال نفس الطوبي التي نالها صاحب الخمس الوزنات، لأنه كان أمينًا مثله. وكان تطويب الرب مركزًا على الأمانة، وليس على الوزنتين أو الخمس (متى25: 21، 23).
داود كان أمينًا في رعي الغنم، فأقامه الله على رعاية شعبه.
كان داود أمينًا على القليل، وهو الغنيمات القليلات في البرية (1صم17: 28) ولما هجم أسد ودب على شاة من القطيع، تصدي لهما داود أنقذ الشاة منهما. وإذ رأى الرب أمانته هذه أقامه على إنقاذ الجيش كله من جليات الجبار. وإذ كان أمينًا في التصدي لجليات، أقامه الله على المملكة كلها...
وهكذا أنت، ادخل في مثل هذه السلسة من الأمانة.
كن أمينًا في بيت فوطيفار، يقيمك الله على قصر فرعون وأرض مصر...
كن أمينًا في الإمكانيات القليلة التي معك، يقيمك الله على إمكانيات أكثر وأكثر. كن أمينًا في تقديم حفنة الدقيق التي معك وقليل الزيت الذي في الكوز، كما فعلت أرملة صرفة صيدا، يقيمك الله على كوار الدقيق الذي لا يفرغ وعلى الزيت الذي لا ينقص، طول فترة المجاعة (1مل17: 12، 16).
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 01 - 2014, 03:43 PM   رقم المشاركة : ( 80 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,314

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث

الإرادة والفكر
لعلك تقف يائسًا أمام أخطاء مسيطرة عليك،، كأنها عادة متمكنة، أو طبع ثابت، وأنت تصرخ مع الرسول"... أما أن أفعل الحسنى، فلست أجد. لأني لست أفعل الصالح الذي أريده، بل الشر الذي أريده، إياه أفعل" (رو7: 18، 19).

كتاب معالم الطريق الروحي - البابا شنودة الثالث
فماذا أقول لك؟
كن أمينًا فيما هو في مقدور إرادتك، يقيمك الله على ما هو فوق إرادتك.
كن أمينًا في مقاومة الخطايا الإرادية، يقيمك الله على مقاومة الخطايا غير الإرادية... تقول وماذا أفعل من جهة الأحلام الخاطئة التي تأتيني وأنا نائم، لا أملك ردها عنى، وهي أشياء مترسبة وراسخة في عقلي الباطن؟ أقول لك:
كن أمينًا في ضبط عقلك الواعي، يقيمك الله على ضبط العقل الباطن.
كن أمينًا في مقاومة أخطاء الصحو، يقيمك الله على مقاومة أخطاء النوم. كن أمينًا في حراسة فكرك أثناء النهار، يقيمك الله على نقاوة الفكر في الليل. فإن حرصت على نقاوة فكرك وأنت نائم لتكن لك أفكارًا مقدسة بالنهار، حينئذ تصحبك قدسيتها بالليل...
وإن كنت أمينًا في محاربات الحواس، ينصرك الله في حروب الفكر.
ذلك لأن الحواس هي أبواب الفكر ومسبباته. فإن كنت أمينًا في الابتعاد عن مسببات الفكر الخاطئ، سيحرسك الله من الأفكار الخاطئة.
وإن كنت أمينًا في محاربة الأفكار، يقيمك الله على نقاوة القلب، وهي أفضل وإن كنت أمينًا في محاربة الأفكار، يقيمك الله على نقاوة القلب، وهي أفضل. وإن كنت أمينًا في الحفاظ على هذه النقاوة، يقيمك في اليوم الأخير على إكليل البر (2تى4: 8)، في العالم الآخر، حيث لا تعرف خطية...
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب معالم الطريق الروحى لقداسه البابا شنوده الثالث مسموع
كتاب معالم الطريق الروحىً لقداسه البابا شنوده
معالم الطريق الروحي للبابا شنودة الثالث
كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي -3 لقداسة البابا شنودة الثالث
كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث


الساعة الآن 01:41 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025