منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28 - 06 - 2014, 01:27 PM   رقم المشاركة : ( 61 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم

ما قولكم في المتناقضات والأخطاء الموجودة في الكتاب المقدس؟

كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
المجتمع: ما قولكم في المتناقضات والأخطاء الموجودة في الكتاب المقدس؟
المسيحي:
الرد الأول:
أحيانًا تتعرض كتب الدين للنقد من الخارجين عنه، وقد يحاول البعض إخراج أخطاء دينية وتاريخية وعلمية وأحيانًا لغوية فيها. ومن الحكمة أن لا يتبادل أصحاب الديانات التجريح كلٌ منهم في الآخر.
كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
الرد الثاني: كل دين له قواعده ومفاتيح في تفسير نصوصه تتعلق بالظروف التاريخية والجغرافية والعوائد والاصطلاحات اللغوية السائدة في البيئة التي نشأ فيها الدين. فلا يصح أن تؤخذ العبارات على علاتها ولا يصح أن يعتمد الإنسان على ثقافته أو علمه الشخصي في فهم نصوص الدين.
لذلك كثير مما يذكر أنه أخطاء هو سوء فهم ومن ثم سوء تفسير من الخارجين عن هذا الدين أو ذاك. لأنه لا يستوعب أعماق الدين وأسراره وطريقة فهمه سوى أصحاب ذلك الدين والعارفين به. والمفروض أن لا يُعتد بآراء غير العارفين.
كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
الرد الثالث: لا يخفى ما هو موجود في كل دين من مشاكل ومعضلات كأمر طبيعي يتفق مع طبيعة كتب الدين التي تتكلم عن الأمور الأخروية؛ الله، السماء، الخلود. كما تتكلم عن أعمال الله وتدابيره مع خلائقه. وذلك كله بلغة البشر التي تعجز عن أن تقدم التعبير الواضح عن جوهر ومواصفات تلك الأمور أو تقدم التفسير الحقيقي لفكر الله في تدابيره. لأنه كما يقول الكتاب "كما علت السموات عن الأرض. هكذا علت طرقي عن طرقكم وأفكاري عن أفكاركم" (إش55: 9). لذلك نجد المسيحية تصرح بأن هناك "أشياء عسرة الفهم" (2بط3: 16).
كما يقول الإسلام بالاجتهاد في التفسير، وفيما لا يرد فيه نص صريح. كما يستخدم كثيرًا اصطلاح: "والله أعلم". فإن كانت هذه رؤية الدين نفسه (أيُّ دين) وأربابه. فكم بالحري يجب أن يلزم الغرباء عن أي دين حدودهم في التقول على هذا الدين أو ذاك.
أما قولنا الأخير بالنسبة لنا فنحن نؤمن أن كتابنا المقدس لم يُوحِ به ملاك ولا رئيس ملائكة بل كتبه الأنبياء والرسل بإلهام الروح القدس الذي عصمهم من الخطأ في كتابته، لذلك لا يطوله الخطأ ولا التناقض. وما يبدو من تناقض في آياته فهو حكم سطحي يصدر من غير الدارسين للكتاب المقدس، أو الذين لا يعرفون قواعد التفسير، أو من الذين لا يربطون بين الآية وسياق الحديث الذي وردت فيه، أو من الذين ينفردون بفهمهم دون الرجوع إلى مصادر التعليم الكنسي وتفاسير الآباء الأوائل.
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 06 - 2014, 01:28 PM   رقم المشاركة : ( 62 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم

لا نرى فيكم علامات التدين لأننا لا نعرف لكم صلواتٍ ولا أصوامًا ولا سجداتٍ؟

المجتمع: لا نرى فيكم علامات التدين لأننا لا نعرف لكم صلواتٍ ولا أصوامًا ولا سجداتٍ؟
المسيحي: إن الذي ينظم علاقتنا بالله هو نظام صلواتنا وأصوامنا وسجودنا. والذي يوطد إيماننا به هو المثابرة على عبادته بالنظام القائم في كنيستنا من عصر الرسل القديسين. ونتناول أولًا التشريع لعباداتنا:
أ- الصلاة: لقد أوصانا الإنجيل بالصلاة في قوله "صلوا كل حين ولا تملوا" (لو18: 1). أي صلوا الصلوات في أوقاتها الموضوعة لها بدون ملل. وفي قوله أيضًا "صلوا بلا انقطاع" (1تس5: 17). أي لا تنقطعوا عن أداء صلواتكم. وفي قوله كذلك "متى صليت فادخل إلى مخدعك وأغلق بابك وصلِّ لأبيك الذي في الخفاء" (مت6: 6). أي الصلاة تكون لله في الخفاء وليس أمام الناس للافتخار. وفي قوله "حينما تصلون لا تكرروا الكلام باطلًا كالأمم" (مت6: 7). أي لا نكرر الكلام بدون وعى ظانين أن استجابة الله هي في التكرار نفسه، وهذا يختلف عن اللجاجة في الصلاة وهى مطلوبة لاستجابة الله لنا، وهى التي عناها في صلاتنا بلا ملل، أي بمثابرة دون انقطاع الرجاء في استجابة الله في الوقت المناسب، مع ترك المشيئة له في الاستجابة من عدمها. ونصلى بروحنا وذهننا كما قال معلمنا بولس " أصلى بالروح وأصلى بالذهن أيضًا" (1كو14: 15). أي لا نصلى بدون وعى ولكن بتركيز الروح والذهن. هذا من جهة أوامر الشريعة بالصلاة.
ب- الصوم: أما من جهة الصوم فقد أوصى السيد المسيح بأن المؤمنين به سيمارسونه بعد صعوده إلى السماء بقوله "ستأتي أيام حين يُرفع العريس عنهم فحينئذ يصومون" (مت9: 15). وقال معلمنا بولس "لا يسلب أحدكم الآخر لكي تتفرغوا للصوم" (1كو7: 5). وأوصى السيد المسيح "متى صمت فلا تظهر للناس صائمًا بل لأبيك الذي في الخفاء" (مت6: 18) أي لا تتظاهر بالصوم لتنال مدحًا من الناس. وقد صام المسيح له المجد أربعين نهارًا وأربعين ليلة (مت4: 2). كما صام معلمنا بولس (2كو11: 27) وصام الرسل القديسون (أع13: 2).
كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
ج- السجود: ومن جهة السجود قال السيد المسيح "تأتى ساعة وهى الآن حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق. لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له. الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا" (يو4: 23، 24). أي ليس السجود مجرد حركة جسدية بل يجب أن نسجد بأرواحنا أمام الله مع سجود أجسادنا. ونسجد بالحق أي بإيمان حقيقي بالله وباستقامة قلب. وقال المسيح له المجد "للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد" (لو4: 8). أي أن السجود والعبادة لا يليقان إلا بالله وحده. والسجود هو عمل الملائكة وجند السماء (عب1: 6). ونحن عندما نسجد نشاركهم في عبادة الله وتمجيده.
د- الترنيم والتسبيح: كذلك أوصانا الإنجيل بالترنيم والترتيل والتسبيح كنوع من الصلاة العذبة الممتعة والمشبعة للنفس والروح. فقال معلمنا بولس "مترنمين ومرتلين في قلوبكم للرب" (أف5: 19). وقال أيضًا "فلنقدم به (أي بالمسيح) في كل حين لله ذبيحة التسبيح أي ثمر شفاه معترفة بِاسمه" (عب13: 15)،وقال معلمنا يعقوب "أمسرور أحد فليرتل" (يع5: 13). وقال معلمنا بولس "أرتل بالروح وأرتل بالذهن أيضًا" (1كو14: 15). والرسل القديسون بعد صعود السيد المسيح إلى السماء "كانوا كل حين في الهيكل يسبحون ويباركون الله" (لو24: 53). بل إن "جميع الذين آمنوا... كانوا كل يوم يواظبون في الهيكل بنفس واحدة مسبحين الله" (أع2: 44 47).
هذه الوصايا هي التشريع لعباداتنا من صلاة وصوم وسجود وتسبيح وترتيل وننتقل بعدها إلى تقنينها.
كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
ثانيًا: التقنين لعباداتنا:
قد اشتملت عباداتنا على كل هذه الأركان حسب ما شرَّعها الإنجيل ونظمتها الكنيسة وقننتها لحياة المؤمنين منذ العصر الرسولي في القرن الأول الميلادي. والعبادة القانونية عندنا هي:
من جهة الصلاة:
أ- سبع صلوات يومية، ست منها أثناء النهار. الأولى صلاة باكر في الفجر، والثالثة 9 صباحًا في الضحى، والسادسة 12 ظهرًا، والتاسعة 3 عصرًا، والحادية عشر 5 في الغروب، والثانية عشر 6 مساء في العِشاء، والصلاة السابعة هي صلاة نصف الليل وهى ثلاث خدمات؛ الأولى 9 مساءً، والثانية 12 ليلًا، والثالثة 3 صباحًا. وكل صلاة تحتوى على 12 مزمورًا وفصلًا من الإنجيل وطلبات للصلاة وتحليلًا ختاميًا في آخر كل صلاة. ويضم هذه الصلوات كتيب صغير يسمى (الأجبية) أي السواعي.
وتعود مواقيت الصلاة هذه إلى ما قبل المسيحية. فالأمم كما يذكر الإنجيل عن كرنيليوس "قائد مئة... يصلى في كل حين فرأى في رؤيا نحو الساعة التاسعة من النهار ملاكًا وقال له قد قُبِلَتْ صلواتك وصدقاتك. أرسل إلى يافا واستدعِ سمعان بطرس يقول لك ماذا ينبغي أن تفعل" (أع 10: 1-8).
وعند اليهود يؤكد عددها واستخدامها في العهد القديم قول داود النبي "سبع مرات في النهار سبحتك على أحكام عدلك" (مز119: 64). وقوله "أنا أستيقظ سحرًا أحمدك بين الشعوب يا رب وأرنم لك بين الأمم" (مز108: 2، 3). وقوله "يا الله إلهى أنت إليك أبكر" (مز63: 1). وقوله "ذكرت في الليل اسمك يا رب" (مز119: 55). وقوله "في منتصف الليل أقوم لأحمدك على أحكام برك" (مز119: 62).
وقد صلى بها الرسل القديسون كما ذكر الإنجيل "ولما حضر يوم الخمسين كان الجميع معًا بنفس واحدة (وكانت) الساعة الثالثة من النهار" (أع2: 1، 15). وكما ذكر أيضًا "وصعد بطرس ويوحنا معًا إلى الهيكل في ساعة الصلاة التاسعة" (أع3: 1). وكما ذكر كذلك "صعد بطرس على السطح ليصلى نحو الساعة السادسة" (أع1: 9). وذكر أيضًا "ونحو نصف الليل كان بولس وسيلا يصليان ويسبحان" (أع16: 25).
ويبدو أن تلك الساعات كانت مواقيت فاصلة نهارية وليلية بين بعضها حسب حركة الفلك. ويجب أن تقدم الخليقة التسبيح والعبادة فيها لخالقها لكي لا ينقطع تسبيحه ليلًا ونهارًا. ولكنها في المسيحية ارتبطت بالمواعيد الفاصلة في الأحداث الخلاصية التي تممها المسيح لنا. مثل صلاة باكر لقيامة المسيح، والثالثة لحلول الروح القدس ولمحاكمة المسيح ولصعود المسيح إلى السماء، والسادسة لصلب المسيح، والتاسعة لموت المسيح، والغروب لنزول جسد المسيح من على الصليب، والنوم لدفن المسيح في القبر، ونصف الليل للاستعداد لمجيء المسيح الثاني للدينونة.
وكأن استخدام هذه المواقيت قبل المسيحية كان رمزًا نبويًا عن تسبيح الخليقة الأبدي لله مخلصها وفاديها. كل هذا هو ما يخص صلوات المزامير، وبالإضافة إليها هناك صلوات أخرى نمارسها كمسيحيين، منها:
ب- الصلاة العامة التي يجتمع فيها المؤمنون بالكنيسة كل يوم أحد وهى صلاة القداس الإلهي ويجمعها كتاب يسمى "الخولاجي". وأصبح يوم الأحد هو اليوم المقدس للعبادة طول العام، وواجب مقدس على المسيحيين أن يتوجهوا فيه إلى الكنيسة.
ج- التسبحة اليومية التي تشمل تسبحة باكر وتسبحة عشية وتسبحة نصف الليل. ويسبح بها المؤمنون يوميًا على مدار السنة.
د- الصلوات التأملية لآبائنا القديسين ويضمها كتاب "أمام عرش النعمة"، وكتاب "روح التضرعات".
هـ- الصلاة العائلية التي تجمع كل أفراد الأسرة معًا يوميًا وخصوصًا قبل الأكل وبعده.
و- اجتماعات الصلاة الارتجالية العامة لطلب مراحم الله وحفظ وحدانية الروح، خصوصًا في أوقات الضيق.
ز- الصلوات الانفرادية التي ينفرد فيها الإنسان بنفسه في ظروفه المختلفة بطلباته الخاصة أمام الله.
ح- الصلاة القصيرة الدائمة لاسم الرب يسوع التي يرددها القلب قبل الفم لطلب الرحمة والمعونة والخلاص والتي تجعل الإنسان في وجود دائم في حضرة الله.
من جهة السجود: فصلواتنا تبدأ بالسجود إلى الأرض وتنتهي بالسجود ويتخللها السجود في كل كلمة تقديس لله، وفي كل كلمة سجود تَرِدُ في الصلاة، وفي كل طلبة للرحمة (يا رب ارحم)، وفي آخر كل مزمور. هذا بخلاف سجود المطانيات الخاصة حسب القانون الروحي لكل فرد وحسب طاقته.
من جهة الصوم: هناك أولًا الأصوام العامة وتنقسم إلى:
أ- أصوام الدرجة الأولى: وهى الصوم الكبير ومدته 55 يومًا. وصوم يوميّ الأربعاء والجمعة من كل أسبوع طيلة العام ماعدا أيام الخمسين وعددهم 47 يومًا، وصوم يونان ومدته ثلاثة أيام. وصوم برامون يوميّ الميلاد والغطاس. وقانون هذه الأصوام انقطاع إلى الغروب بدءًا من الساعة 12 منتصف الليل السابق أي حوالي 18 ساعة في اليوم. أما الأطعمة فكلها نباتية وممنوع فيها أكل جميع اللحوم ومنتجاتها.
ب- أصوام الدرجة الثانية: وهى صوم الميلاد ومدته 43 يومًا. وصوم الرسل ومتوسط مدته 33 يومًا. وقانونهما انقطاع إلى الساعة 3 عصرًا بدءًا من الساعة 12 منتصف الليل السابق أي 15 ساعة في اليوم. والأطعمة كلها نباتية ويصرح فيها فقط بأكل السمك.
ج- أصوام الدرجة الثالثة: وهى صوم السيدة العذراء وقانونه يقترب من قانون أصوام الدرجة الثانية ومدته 15 يومًا.
ومجموع أيام هذه الصيامات يبلغ 198 يومًا أي أكثر من نصف العام. وهى:
1- وسيلة لضبط شهوة البطن وشهوة الجسد.
2- غايةٌ للانطلاق الروحي للتمتع بمستوى الحياة الملائكية وتحقيق لوصية "اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد" (غل5: 16). وجنى ثمار الروح "محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف" (غل5: 22). أما التأديب المقنن في الكنيسة على من يكسر هذه الصيامات فهو الحرمان من سر الشركة.
ثانيًا: الصوم الخاص: وهو ما يلجأ إليه الإنسان في ظروف خاصة يطلب من الله فيها حل مشاكله، أو رفع الضيق عنه، أو الوقوف بجانبه، أو إنجاح عمل له، أو توجيهه وإرشاده في أمر مُعيَّن.
والعبادات جميعها من أصوام وصلوات وغيرها هي قانون موضوع للحياة الروحية في المسيحية وواجبة على كل إنسان مسيحي، ومع ذلك ليست هناك قوة جبرية على أحد حسب قول الكتاب "اعبدوا الرب بفرح" (مز100: 2). ولكنها كنز لبركات روحية فائقة لمن يمارسها. وهى وإن بدت صعبة في مواصفاتها كمًّا وكيفًا إلا أننا لا نتعجب أن نرى بعض آباء البرية يعتبرونها حدًا أدنى لجهادهم الروحي وخصوصًا النساك والزهاد منهم.
ونحن لا نقف لنصلى أمام الله إلا إذا صفت قلوبنا وخلت من كل بغضة نحو أي إنسان. ذلك لأننا نؤمن أن العبادة المقبولة لدى الله هي التي تصدر من قلب إنسان مستقيم لا يحمل حقدًا، ولا يستخدم صلاته من أجل إغاظة آخرين أو تكديرهم. أو بتوجيه الدعوات لإنزال الله المصائب بهم. لأن الكتاب يعلمنا "إن راعيتُ إثمًا في قلبي لا يستمع لي الرب" (مز66: 18).
أما من جهة إجابتنا على سؤال الباحثة الفاضلة الوارد في مقدمة الكتاب وهو "لماذا تصلون وأنتم تسيرون في الطريق؟ " فنجيب عليه بكلمتين: الأولى: قول الإسلام: "ألا بذكر الله تطمئن القلوب".
الثانية: قولنا في المسيحية: "كل نَفَسٍ أتنفسه أبارك اسمك القدوس". ومَن يتمعن في الكلمتين لا يحتاج إلى شرح.
والآن بعد أن اتضح كم وكيف أركان عبادتنا هل يقتنع العقل أننا من أكثر الديانات اهتمامًا وانشغالًا بعبادة الله؛ صلاةً وصومًا وسجودًا وتسبيحًا وترتيلًا وتأملًا في كلمة الله؟
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 06 - 2014, 01:36 PM   رقم المشاركة : ( 63 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم

أنتم لا تسجدون في الكنيسة وتدخلونها بأحذيتكم؟

المجتمع: أنتم لا تسجدون في الكنيسة وتدخلونها بأحذيتكم؟

كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
المسيحي: إن عادة خلع الأحذية كانت موجودة عند المصريين وبعض الشعوب القديمة حيث كانوا يخلعون أحذيتهم عند دخولهم الهياكل أو قصور الملوك. ثم صارت عادة مقدسة عند اليهود استجابة لنداء الله لموسى النبي من وسط العليقة قائلًا "لا تقترب إلى ههنا. اخلع حذاءك من رجليك لأن الموضع الذي أنت واقف عليه أرض مقدسة" (خر3: 5). وهكذا نحن أيضًا نخلع أحذيتنا عند اقترابنا إلى الهيكل لدخولنا إليه باعتباره المكان الذي نحظى منه بأعظم عطايا خلاصنا لحياتنا الأبدية وموضع حلول مجد الله وعمل روحه القدوس في تقديس الأسرار. ولشعورنا بعدم استحقاقنا للوقوف أمامه في هيكله المقدس الذي يُحسب وقوفنا فيه كأننا واقفون في السماء. وليذكرنا بضرورة أن نخلع عنا أمور العالم الزمنية لكي نتمتع بالعطايا الروحية السماوية التي يقدمها لنا بيت الله.
ومن جهة سجودنا في صلاتنا بالكنيسة فعبادتنا تتضمن نداءات متكررة من الشماس للشعب في لحظات خاصة أثناء القداس الإلهي للسجود أمام الله ويصرخ قائلًا "اسجدوا لله بخوف ورعدة" ويسجد الشعب كله أمام الله مرددين "أمامك يا رب خاضعين وساجدين" بل إنه عند دخولنا إلى الكنيسة لا ينتظم العابد في مكانه للصلاة إلا بعد أن يكون قد تقدم نحو الهيكل وسجد إلى الأرض أمام الله مرددًا "وأنا بكثرة رحمتك أدخل بيتك وأسجد قدام هيكل قدسك بمخافتك" (مز5: 7). ولربما وجود المقاعد في صحن الكنيسة يعيق البعض عن السجود ولكن الجميع يسجدون كاملًا بقلوبهم وأرواحهم وجزئيًا بأجسادهم. والبعض ينعطف نحو الطرقات ليسجد سجودًا كاملًا. وإن كان السجود عادة قديمة جدًا في العبادة لدى الوثنيين. فكم بالحري يكون واجبًا عند من يعبدون الله الروح إله السماء!
بعد هذا التوضيح لأركان العبادة في المسيحية من صلاة وصوم وسجود وتقديس لبيت الله يتأكد لهؤلاء الذين يشوهون صورة المسيحية ويوحون للناس أن المسيحيين كفرة لا يعرفون الله ولا يصلون ولا يصومون ولا يسجدون يتأكد لهم أن المسيحية ديانة عابدة بكل معاني الكلمة.
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 06 - 2014, 01:37 PM   رقم المشاركة : ( 64 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم

الباب الخامس: قضايا الدين العامة

يضم هذا الباب فصلين. الأول يخص نظرة المسيحية إلى الدين ورسالته نحو الفرد والمجتمع، وواجب رجال الدين على مختلف عقائدهم للتعاون لتحقيق رسالة الدين لاستتباب السلام وانتشار المحبة ولماذا يتمسك المسيحيون بالمسيحية. والفصل الثاني يتناول بعض البراهين والأدلة على صدق الإيمان المسيحي.
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 06 - 2014, 01:37 PM   رقم المشاركة : ( 65 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم

الفصل الأول: قضايا عامة
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 06 - 2014, 01:38 PM   رقم المشاركة : ( 66 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم

هل تؤمنون بديانات أو أنبياء بعد المسيح؟

كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
المجتمع: هل تؤمنون بديانات أو أنبياء بعد المسيح؟
المسيحي: إن إيماننا هو أن الله أرسل أنبياء العهد القديم ليعدوا العالم ويهيئوه لاستقبال المسيح لعمل الخلاص. ومجيء المسيح كان ختمًا على جميع أقوال الأنبياء حسب ما تنبأ به دانيال النبي عن زمن مجيء المسيح "سبعون أسبوعًا قضيت على شعبك وعلى مدينتك المقدسة لتكميل المعصية ولتتميم الخطايا ولكفارة الإثم، وليؤتى بالبر الأبدي ولختم الرؤيا والنبوة، ولمسح قدوس القدوسين" (دا9: 24). وواضح من النبوة أن المسيح سيأتي لختم رؤى الأنبياء ونبواتهم. وقد أوضح المسيح له المجد هذا عندما قرأ في مجمع اليهود ما تنبأ به عنه إشعياء النبي ثم قال لهم "إنه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم" (لو4: 21). ولما جاء يهوذا ومعه جمع لكي يقبضوا عليه، قال لهم "كل يوم كنت معكم في الهيكل أعلِّم ولم تمسكوني. ولكن لكي تكمل الكتب" (مر14: 49). وقبل أن يُسلِّم الروح وهو على الصليب "قال قد أُكمِل ونكس رأسه وأسلم الروح" (يو19: 30). وعندما ظهر لتلاميذه بعد قيامته "قال لهم هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وأنا بعد معكم. أنه لابد أن يتم جميع ما هو مكتوب عنى في ناموس موسى والأنبياء والمزامير" (يو24: 44). ونحن من وقت صعود المسيح إلى الآن لا ننتظر أحدًا غيره حتى يأتي في مجيئه الثاني للدينونة.
ولكن هذا لا يمنع أن نقر بالواقع أنه توجد ديانات في العالم، وينطوي تحت لوائها ملايين من البشر، وهذه كلها بسماح من الله.
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 06 - 2014, 01:40 PM   رقم المشاركة : ( 67 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم

كيف يمكن النظر للديانات في عمومها؟
كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم

المجتمع: كيف يمكن النظر للديانات في عمومها؟
المسيحي:
إن علماءنا يعرفون جيدًا أن هناك بعض المسلَّمات الخاصة بالأديان تعتبر أرضية مشتركة لها جميعًا، ومن هذه المسلَّمات:
1- تختلف الديانات فيما بينها في تصورها للألوهية ولمصير الإنسان بعد الموت، ولنوع الثواب والعقاب ولكيفية محاسبة الله للبشر، وللصورة التي سيقوم بها البشر في يوم الدينونة. كما تختلف فيما بينها في وسائل نشر عقائدها ومبادئها التي تنظم حياة المؤمنين فيها، وفي المستوى الروحي لوصاياها وتعاليمها، وطبيعة الرابطة بين الله والإنسان، وفيما تحويه من أسرار سماوية وحقائق أخروية.
2- إن كل دين يتميز بمعتقدات خاصة به وبالشخصية صاحبة الرسالة لهذا الدين، والتي تمثل بالنسبة لمعتنقيه صوت الله الذي يعلن مضمون الرسالة، ويعتبر الوسيط بين الله وبينهم. وكل دين قد يعترف ببعض حقائق الدين السابق عليه وقد ينكر أو يرفض البعض الآخر. كما ينادي بشيء جديد يَعْتبرُ كلَّ من لا يعتنقه غير مؤمن. وإلا لما قام كدين جديد له خصوصيته.
3- كل دين يكنز في دعوته امتيازات يعتبرها عظيمة ولا مثيل لها لمعتنقيه من خلال وعود بمكافآت وخيرات لهم تنتظرهم، ووضعهم في درجةٍ خاصة أعلى من كل شعوب الأرض، وهذه تعتبر عامل جذب وتشجيع على اعتناق هذا الدين أو ذاك.
4- كل دين يتضمن قواعد للسلوك ولمعاملات الناس مع بعضهم البعض. ويتضمن نظامًا للعبادات وتقديم الواجبات والفرائض لله. لكي يعيش بها معتنقوه ويدعمون بها علاقتهم بالله، وتتأصل فيهم جذور دينهم من خلال الممارسة والمعايشة.
5- يوجد في كل دين ما يكفى ليبرر صحته ويدعم قواعد أركانه والتي اقتنع بها معتنقوه، وإلا لما آمنوا به وبنوا حياتهم عليه. فكل دين هو صحيح عند أصحابه. وتجدهم مقتنعين به وراضين عنه وفرحين به بل ويفتخرون به. وعبثًا للبشر أن يزيلوا دينًا تأصل في نفوس أصحابه خصوصًا لأجيال وقرون طويلة. والله وحده هو القادر على ذلك.
6- لا يوجد دينٌ أصحابه كلهم أخيار أو أصحابه كلهم أشرار. وهذا هو الواقع الذي يلاحظه أصحاب كل دين في أصحاب الديانات الأخرى. واختلاف أصحاب الأديان فيما بينهم إنما هو في العقائد والحقائق الإيمانية فقط وليس في الأخلاق والفضائل بصفة عامة والتي تحض عليها جميع الأديان سواسية. والتي قد تنبع أيضًا من الضمير الفطري للإنسان بعيدًا عن أي دين أو عقيدة. والتعامل بين الناس ينبني على الأخلاق وليس على المعتقدات.
7- يوجد في العالم عديد من الملل والمذاهب والديانات، وهذا واقع حقيقي حادث أمام عيوننا، وحيث أنه لا واقع حادث دون سماح من الله، فلابد أن سماحه هذا لحكمة فائقة قد لا نستطيع إدراكها. وإن كان ظاهرها لا يروق لأصحاب كل دين على حدة إلا أنها لابد أن تؤول في النهاية إلى خير العالم. كما يقول الدكتور محمود صقر أستاذ الدراسات القديمة بقسم الآثار بآداب طنطا: "الله خلق البشر متعددي الألسنة والعقائد والأعراق، لحكمة يعلمها. وهذا نوع من الثراء للإنسانية" (وطني 15/12/2002).
كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم


هذه المسلَّمات السبعة إن أخذنا بصحتها وجب أن نأخذ بالاعتبارات التالية:
أ- التوجُّه بالاهتمام كلٌّ بدينه فقط:

إن كانت وظيفة الدين هي البلوغ إلى الله فمن ثم عوضًا عن أن ينصبَّ اهتمام كل شعب على نقد الآخرين ولهدم دينهم فالأفضل له أن يلتفت لإصلاح عيوبه وبناء نفسه، وينصرف إلى الاجتهاد بأن يعيش خاضعًا لله بما أتاه في دينه ابتغاء رضائه تعالى أولًا وبلوغا لما وعد به من مكافأة لكل من يؤمن ويعمل ويعبد بما تضمنه دينه ثانيًا. وحينئذٍ تصير وجهة كل شعب إلى الله وحده، ويبطل تطاحن الناس بعضهم مع بعض بسبب اختلاف دياناتهم أو مذاهبهم. ويعيش الجميع متحابين متعاونين ويساعدون بعضهم البعض على الانصراف إلى عمل البر وإرضاء الله حسب ما أُمِرَ به كلٌ في دينه. وفي هذا السياق نذكر ما قاله الكاتب الصحفي سامي خشبة: "لا تشغلنا الاختلافات بين الديانات السماوية فيما يتعلق بجوهر أو أساس الإيمان الديني أي التصور الخاص لدى كل منها عن الخالق عز وجل. وإنما يشغلنا الاتفاق الكامل تقريبًا فيما بينها في الموقف عن الكيان الثقافي / الحياتي القائم. ودعوتها إلى المساواة الكاملة بين جميع البشر وإلى العدالة والتراحم... الخ"(1).
ب- ترك الدينونة لله:

بما أن الدين أمر يخص الله وحده بكل ما يتضمنه من عقائد وعبادات وأحكام معاملات بين الناس، فالله وحده هو الذي له حق إدانة البشر الذين آمنوا منهم والذين لم يؤمنوا،الأمر الذي نبَّه الله إليه أصحاب كل دين حتى لا يسلبوه هذا الحق كإله.
فإنجيلنا يُعلِّمنا "اسلكوا بحكمة من جهة الذين هم من خارج" (كو4: 5). ويعلمنا أيضًا "ماذا لي أن أدين الذين من خارج. ألستم أنتم تدينون الذين من داخل. أما الذين من خارج فالله يدينهم" (1 كو 5: 12، 13).
أما مجتمعنا فنذكر له بعض الأقوال المشابهة مع الاعتذار إذا ورد فيها نقص أو خطأ. فيقول "تلك أمة قد خَلَتْ. لها ما كسبت ولكم ما كسبتم. ولا تُسْأَلون عما كانوا يعملون" (سورة البقرة 134) ويقول أيضًا "وما أنت عليهم بوكيل" (سورة الأنام) ويقول كذلك "لا إكراه في الدين" (سورة البقرة 256) ويقول أيضًا "لكم دينكم ولى دين" ويقول كذلك "لو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة".
ألا تكفى كل هذه الأقوال لأن يكفَّ كل واحد عن إدانة الآخر ومحاربته في دينه وعقائده. ويقول كل واحد لأخيه "ما بالى أنا بدينك. وما بالك أنت بديني"؟
ج- التنبه لعدم الانحراف برسالة الدين:

أما إذا استغل بعض الناس الدين من أجل أطماع أرضية ومكاسب سياسية أو اقتصادية، فإنهم يكونون قد تحولوا برسالة الدين عن هدفها الأصلي وانحدروا بها من غاياتها الروحية السامية إلى مهاوي المادية الترابية بحيث يحاربون ويقتتلون بِاسم الدين من أجل حطام الدنيا الزائل، ونسوا ما يعلمهم به الدين أن الدنيا ستفنى بكل ما فيها. وأن مصير البشرية جميعها إلى عالم آخر، لابد أن يستعدوا له ويتطلعوا إلى بلوغه. وعليهم أن يتنبهوا إلى أن التكالب على الامتلاك والتسيد والتسلط إنما هو إلى سراب. وما هي فقط إلا نزوات يستغلها إبليس في إغراء الناس لكي يلهيهم بها عن التوجه لآخرتهم وأبديتهم. ويا ليت أمثال هؤلاء يصغون لصوت الكاتب والأديب أحمد رجب في حديث إذاعي له في برنامج حصاد السنين يوجههم إلى القول الكريم "إنما الحياة الدنيا متاع غرور".
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 06 - 2014, 01:42 PM   رقم المشاركة : ( 68 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم

ما قولكم في صراع الحضارات؟
المجتمع: ما قولكم في صراع الحضارات؟
المسيحي: إن عنوان "صراع الحضارات" تعبير راقٍ ومتحضر لأنه بديل عن عنوان صراع الأديان. كما أنه تعبير حكيم لأنه ينأى عن استخدام كلمة الأديان لحساسيتها وصوَّب هدفه نحو السلوكيات التي اختارها أصحاب هذا الدين أو ذاك يترجمون فيها عمليًا عن مبادئ دينهم وتعاليمه. والحقيقة أن السلوك هو الذي ينعت بصفة الحضارية وليس الدين.
أما الصراع فهو سمة من سمات الوجود، وله أنواع وصور كثيرة بين الشعوب. فإما للاقتتال وإفناء الواحد للآخر من أجل الانفراد بالبقاء. وأصحاب هذا النوع من الصراع ذوو سلوك بربري وحشي بدائي فطرى غير متحضر. وإما صراع للتنافس من أجل التطور والنمو والتقدم. ويبدو فيه التعاون وتبادل الخبرات والإسهام في توفير الاحتياجات والمساندة. وتغلب عليه النزعة الإنسانية البحتة بعيدًا عن أي اعتبارات عرقية أو دينية أو تتعلق باللون أو اللغة أو الجنس. وهذا هو الصراع القائم على السلوك الحضاري الذي انتهجته كل الدول المتحضرة في العالم وهو سر تقدمها ورخائها.
وإن كان الدين عندما يتتلمذ عليه الإنسان يكون عاملًا قويا في تشكيل سلوكياته فتصبح سلوكيات الشعوب المتدينة صورة ونموذجًا لما تدعو إليه تعاليم دينها. لذلك لا يكفى لتقديم صورة طيبة عن دين بعينه مجرد الدعوة والفكر أو الدعاية النظرية، وإنما السلوك العملي وواقع التعامل. على رأى قول الكتاب "يقول قائل أنت لك إيمان وأنا لي أعمال. أرني إيمانك بدون أعمالك وأنا أريك بأعمالي إيماني" (يع2: 18). أي أنه لا يمكن البرهنة على الإيمان الحق إلا بالأعمال الصالحة.

كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
وإن كان سلوك بعض الشعوب تعوزه الروح الحضارية فإن تقارب الشعوب لبعضها البعض في العصر الحاضر وتشابك مصالحها وانفتاحها بعضها على بعض بالإعلام ووسائل الاتصال والتبادل التجاري والثقافي والحضاري، والسعي نحو جعل العالم أسرة واحدة، سينحو بهذه الشعوب لتعديل مسار سلوكياتها وتنقية عقائدها مما تحتويه من اتجاهات وأنماط للحياة والمعاملات لا تتفق وحقوق الإنسان،والتوجه إلى المساواة بين البشر والتخلي عن العنف والاضطهاد. لأن تيار التغيير يسير بقوة. لأن الله ناظر من السماء ومتطلع إلى الأقليات المضطهدة والعرقيات المقهورة والأجناس المنبوذة. ولربما قيض الله لها هذه الظروف لكي يرفع عن كاهلها جزءًا من آلام الحياة.
إلا أن تغيير النزعات العدوانية في سلوكيات بعض الشعوب ليس هو الملاذ الأخير لحصول الفرد على حريته وسلامه الحقيقي. بل ينبغي على الفرد الذي ينشد الأمان أن يجاهد مستعينا بمؤازرة الله له للتحرر من سلطان الخطايا والشهوات والأطماع والأحقاد وبلوغ نقاوة القلب لأن هذا هو سبيل الحرية الحقيقية والأمان والسلام القلبي في داخل الإنسان ومن هنا تكمل سعادته.
وعلى المجتمع مع المسئولين فيه عن الدين أن يهيئ لكل أفراده المناخ الصالح لتحقيق حريته الحقيقية هذه. وخصوصًا أن التيارات العالمية الزاحفة مع ما تحمله من قيم حضارية إلا أنها تحمل سمومًا من التحلل والتحرر الزائد والانحراف. ومن هنا وجب أن يتكاتف ولاة الدين في كل مجتمع لحماية النشء من هذه الاتجاهات المسمومة والانحرافات الأخلاقية، وينبذوا التربية السلبية القائمة على الأنانية والعدوان وعدم قبول الآخر عالمين أن الفضيلة لا تتجزأ. فإن نزعات الشر متى فُتِحَتْ أمامها ثغرة للانطلاق فإنها ستندفع بكل قوة لتنتهي إلى تحطيم الفرد والمجتمع أيضًا. وهذا ما يُلاحَظ كظاهرة اجتماعية في الدول التي تشجع على اضطهاد الأقليات. فإنه عندما توجد عناصر في المجتمع تنزع إلى الاعتداء على فئة معينة من فئاته فإن توجهها بعد ذلك يكون لمحاربة المجتمع كله. وذلك من خلال مقاومة السلطة الحاكمة وتدمير المنشآت الحيوية التي تخدم مصالح المجتمع.
لذلك يجب أن نستيقظ في وقت مبكر. لأن خطر التيارات العالمية قادم لا محالة، وتناحر الأديان وأتباعها في داخل المجتمع الواحد سيضيع عليهم جميعًا الفرصة في احتواء الشرور والمفاسد الناجمة عن تلك التيارات. وحينئذٍ سيفلت الزمام من تحت يد رجال الدين هؤلاء أو أولئك. وسيصبح الدين سلعة بالية وسيواجه رجال الدين بصفة عامة مصاعب جمة في التأثير على العقول والقلوب. وسيصابون بالإحباط والاكتئاب لانحسار رسالتهم وقصور وسائلها لتحقيق غاياتها. بعد أن يكون قد استفحل الأمر وخرج عن حدود إمكانيات السيطرة عليه.
كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
وإذا أريد التنافس بين أصحاب الديانات المختلفة. فليتنافسوا:
أولًا: في السعي لعمل الخير والنمو في الفضيلة.
وثانيًا: في الإخلاص لوطنهم بالأمانة والاجتهاد في عملهم. وثالثًا: في الاقتراب أكثر إلى الله بتقديم عبادة مقبولة من قلب طاهر وفكر نقى وضمير صافٍ. ورابعًا: في اجتهاد الدعاة في تثبيت حقائق الإيمان في نفوس الناس بتوجههم إلى الله وحده. وخامسًا: في محاولتهم توظيف الدين لتحقيق رسالته السامية في إشاعة الحب والسلام والتعاون بين أفراد المجتمع الواحد لبلوغ الرفاهية والسعادة الحقيقية. وقيامهم بالتوعية بأن المحبة هي من الله والعداوة هي من إبليس. فكل من يحمل في قلبه الكراهية والحقد والعداوة وينزع إلى قتل الآخر فهو لا يعرف الله ويقول للشيطان أنت أبى. لأنه إذا كان الله هو إله المحبة والسلام والشيطان هو مصدر العداوة والقتل. فكل من يعمل على قتل الآخر لا يمكن أن يكون الله إلهه. وإن لم يكن الله إلهه فيكون الشيطان هو إلهه.
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 06 - 2014, 01:44 PM   رقم المشاركة : ( 69 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم

لماذا تتمسكون بالمسيحية ولا تدينون بالإسلام الذي أتى بعدكم في حين أنكم تتوقعون من اليهود أن يؤمنوا بالمسيحية لأنها أتت بعد اليهودية

كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
لماذا التمسك بالمسيحية
المجتمع: لماذا تتمسكون بالمسيحية ولا تدينون بالإسلام الذي أتى بعدكم في حين أنكم تتوقعون من اليهود أن يؤمنوا بالمسيحية لأنها أتت بعد اليهودية.
المسيحي: نحن نتوقع من اليهود أن يؤمنوا بالمسيحية لأن المسيح الذي كانوا ينتظرونه قد جاء فعلًا إلى العالم وإلا لما قامت المسيحية وانتشرت. ثم إن المسيحية كانت تحقيقًا لكل ما تنبأت به اليهودية عنها ورمزت إليه فيها..

الإجابة:
نحن نتوقع من اليهود أن يؤمنوا بالمسيحية لأن المسيح Christ الذي كانوا ينتظرونه قد جاء فعلًا إلى العالم وإلا لما قامت المسيحية وانتشرت. ثم إن المسيحية كانت تحقيقًا لما تنبأت به اليهودية ورمزت إليه فيها.
فحياة المسيح كلها من ميلاده ونشأته في الناصرة وخدمته وتعليمه ومعجزاته وآلامه وصلبه وقيامته وصعوده إلى السماء وحلول الروح القدس، كلها قائمة في توراة موسى والأنبياء والمزامير، وكامِنة في تراجِم شخصيات العهد القديم وأحداثه ورموزه وأقوال أنبيائه، ولكنها تحققت بحذافيرها بكل دقة كما سجلتها رواية العهد الجديد.

كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
كذلك عقائد المسيحية الأساسية التي تقوم في ألوهية السيد المسيح، وعمل الفداء والخلاص بالصليب، وفي الله الواحد الثالوث كانت كامنة أيضًا ومستترة في الديانة اليهودية، وقد أعلنتها المسيحية وأظهرتها وأكدتها.
كما أن طقوس وعبادات وذبائح العهد القديم كلها تمت رموزها في ذبيحة الصليب وفي عبادة وطقوس العهد الجديد.
وكذلك تعاليم ووصايا وأحكام وفرائض العهد القديم أمَّن عليها السيد المسيح وارتقى بها إلى مستوى أسمى وأكثر روحانية. لذلك من المفروض أن يتقبل اليهود الإيمان المسيحي بكل رضى واقتناع. هذا من جهة توقع إيمان اليهود بالمسيحية.أما من جهة إيماننا نحن بالإسلام و القرآن فإننا نُصادق عليه فيما اتفق عليه معنا في عقائدنا حيث يبدو فيها أشد تقارُبًا إلينا.
أما تمسُّكنا بإيماننا المسيحي فينبع من أننا في المسيحية تلامَسنا مع الله وانكشف لنا كثير من أسرار السماء وأسرار الأبدية، واختبرنا أسمى المبادئ الروحية وتذوّقنا حلاوة التجرُّد من العالم والجسد بالالتصاق بالله والانطلاق بالروح نحو عير المحدود، مما يؤجِّج فينا مشاعر الحب نحوه بفاعلية روحه القدوس في نفوسنا وقلوبنا.. وترافقنا آياته ومعجزاته مما يقوي إحساسنا بوجوده الدائم معنا. وإذ نشبع ونرتوي من إيماننا فلا نحِس باحتياج لإيمان آخر.
كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم
الدعوة للانتماء إلى دين بعينه:

أما بالنسبة لتوجيه الدعوة للانتماء لدين عن دين آخر، فإن كل أصحاب دين يعتبرون دينهم أرقى ديانات العالم وأكثر ديانات العالم مناسبة للإنسان وللأجيال، وأتى بأسمى المبادئ وأعظم الحكم وأغزر المعلومات وأقوى المعارف. وبطبيعة الحال كلٌّ له الحق في الاعتزاز بدينه والافتخار بإيمانه والتمسك به. لذلك فعبارة الدين الأفضل لا تخص دينًا معينًا. لأن أصحاب كل دين دينهم عندهم هو الأفضل. وإلا لِمَا تمسكوا به ودافعوا عنه ورفضوا ما عداه من عقائد أخرى.
وجيدٌ أن يختلج في نفس كل مؤمن رغبة عارمة لأن يغير جميع الناس إلى معتقداته. ولكن لا يغير النفوس ولا يحول الفكر سوى الله وحده. وبقدر بسيط من التأمل في الشيوعية التي رسخت سبعين عامًا على حياة شعوب الاتحاد السوفيتي ومحت الدين من قاموس حياتهم وانتشرت كالإخطبوط في كثير من دول العالم كيف سقطت في يوم وليلة. إنها معجزة بكل المقاييس. لأنه من كان يستطيع أن يفعل هذا في ثاني أكبر قوة ضاربة في العالم. لكن الله عندما يريد يفعل إلا أنه يقول "لكل شيء زمان ولكل أمر تحت السموات وقت" (جا 3: 1). وهو ينهي كل شيء بحكمته.

  رد مع اقتباس
قديم 28 - 06 - 2014, 01:44 PM   رقم المشاركة : ( 70 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم

الفصل الثاني: أدلة على صحة الإيمان المسيحي
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
حرب الأفكار (القمص صليب حكيم)
سؤال وجواب مهم
خطاب سؤال وجواب
كتاب معجزات مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة لأبونا القمص صليب متى ساويرس
سؤال وجواب عن الاجبية


الساعة الآن 11:52 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024