17 - 01 - 2014, 12:58 PM | رقم المشاركة : ( 61 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 61 (60 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير نجد هنا مثل كثير من مزامير داود، نجده يبدأ بقلب حزين يشتكي باكيًا أعدائه المتربصين به، ولكنه ينتهي بأغاني التسبيح، لأن الله رفع نفسه وأعطاه الثقة في حمايته بالرغم من قوة الأعداء حوله، وحين شعر باستجابة الله له فرح وشكر إذ رأى نصرته قادمة. ربما كان داود حين رنم هذا المزمور هاربًا من شاول أو إبشالوم والأغلب إبشالوم فهو يسمى نفسه ملكًا. ولكن هذا المزمور بشكل نبوي يحدثنا عن المسيح. يرى القديس أثناسيوس الرسولي أن في هذا المزمور شكر لله على عودة المسبيين. نصلى هذا المزمور في الساعة السادسة فنذكر صراخ المسيح وهو على الصليب وأن الآب استجاب له وأقامه= تزيد الملك أيامًا. والله استجاب له بأن أعطى ميراثًا لخائفي اسمه= كل من آمن بالمسيح صار له نصيبًا في ميراثه. الآيات (1، 2): "اسمع يا الله صراخي وأصغ إلى صلاتي. من أقصى الأرض أدعوك إذا غشى عليَّ قلبي. إلى صخرة أرفع مني تهديني." مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ أَدْعُوكَ = قد تشير هذه للمسبيين في بابل (قالها بروح النبوة) وقد تشير أنه الآن بعيداً عن المقادس، ولكنه حتى لو ابتعد إلى أقصى الأرض فسيظل يصرخ إلى الله، ولن تكون المسافات عائقاً، فهم طردوه وحرموه من المقادس لكنهم لن يستطيعوا أن يحرموه من الملجأ الوحيد الذي له وهو الله. وقد تعني أقصى الأرض، أنه في أهوال شديدة وشاعراً بالوحدة والعزلة، ولا يجد سوى الله بجانبه وكل من هو شاعر بأنه عبد لخطية ما، أبعدته عن الله يصرخ هكذا وهو بعيداً غُشِيَ عَلَى قَلْبِي = المعنى الحرفي "طفح من الهم" أو هو يتلوى من الألم. إِلَى صَخْرَةٍ أَرْفَعَ مِنِّي تَهْدِينِي = الصخرة هو ربنا يسوع المسيح (1كو4:10). وقوله أرفع منى يعني أنه يتوق إلى حماية أكبر من طاقاته هو، هو شاعر أنه أضعف من الأعداء المحيطين به عاجز أن ينقذ نفسه، ويطلب أن يتحقق له الأمان والحماية، وهو غير القادر أن يتوصل إليهما. أما السبعينية فترجمتها "على الصخرة رفعتني أرشدتني" بصيغة الماضي وصيغة الماضي تفيد الثقة في الأمر كأنه قد تحقق وهذه الثقة نتيجة خبراته السابقة فى حماية الله له. آية (3): "لأنك كنت ملجأ لي برج قوة من وجه العدو." هنا نسمع عن الخبرات السابقة وأن اللهمَلْجَأًوبُرْجَ حصينلمن يلجأ له بل برج قوة . آية (4): "لأسْكُنَنَّ في مسكنك إلى الدهور. أحتمي بستر جناحيك. سلاه." اشتياقه للعودة إلى أورشليم وإلى الأقداس. الجناحين هما عنايته وحمايته. آية (5): "لأنك أنت يا الله استمعت نذوري. أعطيت ميراث خائفي أسمك." اسْتَمَعْتَ نُذُورِي = "إستمعت صلواتي" (سبعينية). فهو كان يصلى وينذر نذورا لو تحققت صلواته .أَعْطَيْتَ مِيرَاثَ خَائِفِي اسْمِكَ= الله أعطى اليهود ميراث، هو أرض كنعان. وأعطى للمؤمنين بالمسيح ميراثاً سماوياً. بالنسبة لداود، تفهم هذه الآية أنه نذر أن يكون كله لله إذا أعاده الله لميراثه (أورشليم) . وبالنسبة للمسيح فلقد قدس نفسه (خصص نفسه لعمل الفداء) (يو19:17). ليعطي لمن يؤمن به ميراث الحياة الأبدية. آية (6): "إلى أيام الملك تضيف أيامًا. سنينه كدور فدور." بالنسبة إلى داود تفهم هذه الآية أن إبشالوم ورجاله لن ينالوا منه ويقتلوه بل سيحيا. هذه تمت حرفيًا مع حزقيا الملك من نسل داود إذ أطال الله عمره 15 سنة. وكان هذا يرمز لقيامة المسيح وأن الموت لن يسود عليه. سنينه كدور فدور= أي يزيد الله سنيه من جيل إلى جيل (سبعينية) ولأجيال عديدة (إنجليزية). آية (7): "يجلس قدام الله إلى الدهر. أجعل رحمة وحقًا يحفظانه." يجلس قدام الله إلى الدهر = عن داود تفهم هذه أن يعود إلى كرسيه كملك. ولكن كيف نفسر أن داود سيجلس إلى الأبد على كرسيه؟ قال البعض دوام مزاميره كصلوات للكنيسة حتى نهاية الأيام. ولكن هذه تفهم أيضًا عن جلوس المسيح بعد قيامته عن يمين الآب وللأبد ، ويكون رجوع داود حيًا لعرشه وزيادة عمر حزقيا هما رمز لقيامة المسيح. اجْعَلْ رَحْمَةً وَحَقًّا يَحْفَظَانِهِ= داود يصلى ليحفظه الله برحمته له وبعدله إذ أنه لم يخطئفى حق من يريدون موته.وكنبوة عن المسيح فإنيحفظانه تعنىأن الله حفظه حتى يتمرسالته وتعاليمه ، فلقد حاول اليهود قتل المسيح مرات عديدة والله لم يسمح وحفظهحتى يتم عمله، ثم سمح بصلبه (ليستوفي رحمة وحق الله). ولكنه لم يرى فساداً فهو قد قام. ومن أجل طاعة المسيح حتى الموت رفعه الله وجعل له إسماً فوق كل إسم (في8:2-11). آية (8): "هكذا أرنم لاسمك إلى الأبد لوفاء نذوري يومًا فيومًا." إذ رأي المرتل خلاص الله سبح ورتل. ونفهم أن التسبيح القلبي هو من ثمار عمل الروح القدس في النفس. والروح القدس حل على الكنيسة بعد صعود المسيح، فصارت الكنيسة كنيسة مسبحة إلى دهر الدهور. ونذر الكنيسة هي أن تعبد الله دائمًا. |
||||
17 - 01 - 2014, 01:00 PM | رقم المشاركة : ( 62 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 62 - تفسير سفر المزامير لا يتضح من عنوان المزمور ولا من كلماته، في أي مناسبة قد كتبه داود، إنما هو للتعبير عن الثقة في الله، فالمرنم يقول أنه يثق فيه وينتظره. ويدعو كل من يسمعه أن يفعل مثله. الآيات (1، 2): "إنما للّه انتظرت نفسي. من قبله خلاصي. إنما هو صخرتي وخلاصي ملجأي. لا أتزعزع كثيرًا." خلاصي.. صخرتي = هي أسماء للمسيح المخلص (لو30:2 + 1كو4:10). لا أتزعزع كثيرًا = من غير الممكن أن لا يتزعزع الإنسان. لكن كلما اقترب الإنسان من الله وقلت خطاياه، قلَّ تزعزعه. وحتى القديس إن تزعزع فهو سريعًا ما يعود لسلامه وثقته في الله. آية (3): "إلى متى تهجمون على الإنسان. تهدمونه كلكم كحائط منقض كجدار واقع." هنا يشبه الإنسان بحائط منقض والأعداء مجتمعين عليه ليسقطوه. وهذا هو حال الطبيعة البشرية الساقطة، هي مثال حائط هزته صدمة الخطية فمال إلى السقوط، ولا يمكن إعادة بنائه وقيامه إلا بالهدم ثم إعادة البناء (هذا يتم بالمعمودية الآن فنحن نموت وندفن مع المسيح لنقوم ثانية معه في جدة الحياة (رو6) وفيما بعد الموت نقوم بجسد نوراني. آية (4): "إنما يتآمرون ليدفعوه عن شرفه. يرضون بالكذب. بأفواههم يباركون وبقلوبهم يلعنون. سلاه." نرى هنا صورة لمحاولات الأعداء ضد هذا الجدار ليوقعوه. فهم يتآمرون ليدفعوه عن شرفه= أي يدفعوه ليسقط في الخطية. يرضون بالكذب= هم يغشون ويكذبون كما خدعت الحية حواء بخلطها الكذب بالحقيقة. بأفواههم يباركون= يظهرون للإنسان أنهم أصدقاء محبين ويدعونه للخطية كأنها للترفيه عنه. وبقلوبهم يلعنون= قلوبهم مملوءة كراهية له. الآيات (5-10): "إنما للّه انتظري يا نفسي لأن من قبله رجائي. إنما هو صخرتي وخلاصي ملجأي فلا أتزعزع. على الله خلاصي ومجدي صخرة قوتي محتماي في الله. توكلوا عليه في كل حين يا قوم اسكبوا قدامه قلوبكم. الله ملجأ لنا. سلاه. إنما باطل بنو آدم. كذب بنو البشر. في الموازين هم إلى فوق. هم من باطل أجمعون. لا تتكلوا على الظلم ولا تصيروا باطلا في الخطف. أن زاد الغنى فلا تضعوا عليه قلبًا." أولاد الله لا يضعوا ثقتهم ورجائهم سوى في الله وحده. أما الإنسان في نظرهم فهو باطل= باطل بنو آدم= وباطل هنا كما في سفر الجامعة أنه شيء مثل السراب لا يمكن أن تثق فيه، فهو اليوم موجود، وغدًا لا تجده، ووعود الإنسان باطلة فكيف نثق في إنسان مهما زاد غناه ومركزه= إن زاد الغنى فلا تضعوا عليه قلبًا. فكل ما يفتخر به الإنسان من غنى وكرامة ومجد وقوة.. كله فانٍ زائل. ثم يوجه المرنم نصيحة لمن يسمع أن لا يظن أن في الغنى قوة فيسعى للمال بطريق الظلم= لا تصيروا باطلًا في الخطف. الآيات (11، 12): "مرة واحدة تكلم الرب وهاتين الاثنتين سمعت أن العزّة للّه. ولك يا رب الرحمة لأنك أنت تجازي الإنسان كعمله." مرة واحدة تكلم= أي أن الله كلامه كلام واحد، لا يزيد عليه ولا ينقص منه. وهذين الاثنتين سمعت= سبق وقال أن الله قد تكلم وقضاءه واحد، والمرنم سمع ما قضى به الله وهو أمرين [1] أن العزة لله= هو وحده له القوة وهو وحده يؤدب الخاطئ [2] ولك يا رب الرحمة وقوته تتكامل مع رحمته، وعدله ومحبته ظهرا معًا على الصليب. |
||||
17 - 01 - 2014, 01:01 PM | رقم المشاركة : ( 63 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 63 (62 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير رتل داود هذا المزمور وهو هارب من شاول الملك في برية يهوذا بجانب نهر الأردن. ويعبر فيه عن اشتياقه لله الذي هو الآن محروم من هيكله وعبادته أثناء هروبه. آية (1): "يا الله إلهي أنت إليك أبكر عطشت إليك نفسي يشتاق إليك جسدي في أرض ناشفة ويابسة بلا ماء." يا الله إلهي= التكرار يعبر عن الاشتياق وقوله إلهي تعبر عن العلاقة الشخصية بين الله وبينه فى حب (نش3:6)..الله =هو إله الكون كله ..الهي= هذه عن العلاقة الخاصة بين داود والله. إليك أبكر= اشتياقه لله يجعله يبكر ليصلي. عطشت إليك نفسي. يشتاق إليك جسدي داود هنا أمامه برية قاحلة لا ماء فيها، فتأمل في هذا المنظر ورآها برية بدون ثمار ولا حياة. فقال وأنا هكذا بدونك يا رب بلا حياة وبلا ثمار. وهكذا كل إنسان بدون الروح القدس الماء المحيي يكون بلا ثمار (يو14:4 + غل22:5 + يو37:7-39) وهنا داود يشعر بهذا العطش فيصلي ليرويه الله. هو شعر أنه بدون الله مثل هذه البرية. وراجع (لو24:11-26). فالروح النجس يسكن في أماكن ليس فيها ماء. وهذا ما حدث مع شاول الملك فحينما فارقه روح الرب دخل فيه روح رديء (1صم14:16). ونصلي هذا المزمور في باكر، لأننا في باكر نبكر للصلاة طالبين الله مشتاقين وعطشانين. آية (2): "لكي أبصر قوتك ومجدك كما قد رأيتك في قدسك." هو اشتياق داود أن يعاين مجد الله في البرية كما عاينه سابقًا في الهيكل. أو هو اشتياقه أن يعود لهيكل الله (الخيمة). لقد كان اشتياق داود دائمًا أن يسكن في هيكل الله ويتفرس في هيكله المقدس (مز4:27). لكي أبصر قوتك= المسيح هو قوة الله (1كو24:1) فتكون هذه نبوة واشتياق لأن يرى المسيح. وكان المسيح في ضعفه أثناء أحداث الصلب كبرية قاحلة ولكن ظهرت فيه قوة الله (أش1:53-3). بهذا نفهم من الآيات (1، 2) أن المرنم يشتاق لعمل المسيح الفدائي الذي به يتحول جسدنا المائت والذي هو كأرض ناشفة بلا ماء إلى هيكل للروح القدس له ثماره. آية (3): "لأن رحمتك أفضل من الحيوة. شفتاي تسبحانك." رحمة الله أفضل من الحياة بكل ملذاتها وغناها ، فمع الملذات هنا ك ألام وبدون الله لا يمكن إحتمال ألام الحياة بالرغم من الملذات التى فيها. آية (4): "هكذا أباركك في حياتي. باسمك أرفع يدي." حينما تأمل في مراحم الله سبح الله وباركه ورفع يديه (كما رفع موسى يديه فغلبوا). آية (5): "كما من شحم ودسم تشبع نفسي وبشفتي الابتهاج يسبحك فمي." الشحم والدسم يشبعان الجسد والتسبيح يشبع النفس ويلذذها (أش6:25).والشبع معناه ع انعدام الاحتياج لغير الله. آية (6): "إذا ذكرتك على فراشي. في السهد ألهج بك." نجد داود يسبح الله . فِي السُّهْدِ = السهد هو الأرق . "الأسحار" (السبعينية) الأسحار هي أوقات ما قبل الفجر. والمعني انه لو شعر بأرق وإستيقظ قبل الفجر فهو يسبح ويردد إسم الله . إذاً هو لا يسبح الله باكرا فقط بل كل اليوم "صلوا بلا إنقطاع" (1تي17:5) . وهو لا يستطيع أن يضع رأسه على سريره إن لم يجد موضعاً للرب (مز 132 : 3 -5)، فهو في حالة إتصال وحديث مع الله باستمرار. آية (7): "لأنك كنت عونًا لي وبظل جناحيك أبتهج." لاحظ أنه يشكر الله على معونته، وبأنه يستظل بستر جناحي الرب أي رحمته وعنايته بينما هو هارب في البرية من وجه شاول (مت37:23). من الواضح أن الله لم يتركه بل أظهر له قوته وعزاه في ضيقته، كما ظهر مع الثلاث فتية في أتون النار وكما ظهرت الرؤيا ليوحنا وهو منفي في بطمس. آية (8): "التصقت نفسي بك. يمينك تعضدني." هو لا يصلي بلا انقطاع فقط بل يلتصق بالله، فهو لا يجد سلامًا إلا في ذلك. الآيات (9، 10): "أما الذين هم للتهلكة يطلبون نفسي فيدخلون في أسافل الأرض. يدفعون إلى يدي السيف. يكونون نصيبًا لبنات آوى." أما الذين هم للتهلكة= أعداء داود وأعداء الله والكنيسة وكل مقاوم لله عوضًا عن أن يتمتع بجناحي الله يحتمي تحتهما، يكون بيته خرابًا (مت38:23). ولاحظ أن هؤلاء الأعداء يريدون قتل داود = يطلبون نفسي. من المؤكد إن كان داود تحت ظل جناحي الله فلن تنجح مؤامراتهم، بل هم الذين سوف يهلكون = يدفعون إلى يدي السيف هنا على الأرض وسيهلكون في أبديتهم= يدخلون في أسافل الأرض (هامان ومردخاي). ويكونون نصيبًا لبنات آوى= هم تركوا أنفسهم للأسد الزائر يفترسهم (1بط8:5) والأسد بعد أن يصطاد فريسته ويأكل منها ما يريده يترك بقية الفريسة للثعالب تأكل الفضلات. لقد صاروا خرابًا تامًا. ومن يسقط في أيدي الشياطين يسهل إصطياده عن طريق الثعالب العديدة الخبيثة (شياطين / بشر أشرار). آية (11): "أما الملك فيفرح بالله. يفتخر كل من يحلف به. لأن أفواه المتكلمين بالكذب تسد." الملك هو داود. نصيبه الفرح بسبب اتكاله على الله. وسينصره الله فيفتخر به. |
||||
17 - 01 - 2014, 01:02 PM | رقم المشاركة : ( 64 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 64 - تفسير سفر المزامير هذا المزمور هو تعبير عن العداوة المستمرة بين نسل المرأة ونسل الحية. فهناك قتال ثائر دائمًا ضد القديسين من إبليس وجنوده. الآيات (1-6): "استمع يا الله صوتي في شكواي. من خوف العدو احفظ حياتي. استرني من مؤامرة الأشرار من جمهور فاعلي الإثم. الذين صقلوا ألسنتهم كالسيف. فوّقوا سهمهم كلاما مرّا. ليرموا الكامل في المختفى بغتة يرمونه ولا يخشون. يشددون أنفسهم لأمر رديء. يتحادثون بطمر فخاخ. قالوا من يراهم. يخترعون إثما تمموا اختراعا محكما. وداخل الإنسان وقلبه عميق." هي صرخة المرنم يشكو لله ليحفظ حياته بلا عثرة، فهو خائف من مؤامرات الأعداء الأشرار. الذين يشتكون عليه ظلماً = صَقَلُوا أَلْسِنَتَهُمْ كَالسَّيْفِ. ويرمون سهامهم على الإنسان الكامل وهو لا يراهم إذ هم فِي الْمُخْتَفَى = أي يكمنون للنفس البريئة "سراً" فى الإنجليزية. ولا يخشون إنتقام عدل الله منهم. وقَالُوا مَنْ يَرَاهُمْ = فهم لا يشعرون أن الله يرى كل شئ وسيعاقب. داخل الإنسان وَقَلْبُهُ عَمِيقٌ = شرورهم عميقة في قلوبهم وتدبيراتهم في الخفاء داخل قلوبهم. ونلاحظ أنه كلما إزدادت الخطية يزداد عمي الإنسان داخل قلبه فلا يعود يرى أن الله غاضب وأنه سينتقم من الشر والشرير. الآيات (7-10): "فيرميهم الله بسهم بغتة كانت ضربتهم. ويوقعون ألسنتهم على أنفسهم. ينغض الرأس كل من ينظر إليهم. ويخشى كل إنسان ويخبر بفعل الله وبعمله يفطنون. يفرح الصدّيق بالرب ويحتمي به ويبتهج كل المستقيمي القلوب." هنا نرى الله المنتقم العادل القدوس، الذي لا يقبل الشر ولا يسكت عليه والضربة تأتي فجأة عليهم بينما هم يشعرون أنهم في قوتهم قادرين على حماية أنفسهم (أع22:12، 23). ويوقعون ألسنتهم على أنفسهم= ترتد مؤامراتهم عليهم (هامان كمثل) وسيتعجب كل من يراهم كيف تحولت قوتهم وكبريائهم إلى لا شيء. |
||||
17 - 01 - 2014, 01:03 PM | رقم المشاركة : ( 65 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 65 - تفسير سفر المزامير هذا المزمور فيه يعطي المرنم مجدًا لله على أعماله ، وقوته ومحبته ويدعونا لنفعل نفس الشيء. الآيات (1، 2): "لك ينبغي التسبيح يا الله في صهيون ولك يوفى النذر. يا سامع الصلاة إليك يأتي كل بشر." في المزمور السابق رأينا الله ينتقم من الأعداء (الشياطين). وهنا النفس التي فرحت بهذا الخلاص تسبح مسيحها على عمله. وتسبحه في الكنيسة = صهيون التي فداها واشتراها بدمه. ومازال يستجيب لصلواتها= يا سامع الصلوة. بل هو يفرح بصوتها (نش14:2). فالمسيح يفرح بصوت كنيسته. وهي تسبحه على استجابته لصلواتها. الآيات (3، 4): "آثام قد قويت عليّ. معاصينا أنت تكفّر عنها. طوبى للذي تختاره وتقربه ليسكن في ديارك. لنشبعنّ من خير بيتك قدس هيكلك." يتذكر النبي الأثام التي سقط فيها فيصرخ = آثامٌ قَدْ قَوِيَتْ عَلَيَّ ولكنه بروح النبوة رأي عمل المسيح الكفاري=أَنْتَ تُكَفِّرُ أيتغطيها بدمك. وبعمل المسيح إختار المؤمنين ليسكنوا في كنيسته، وطوبى لمن إختاره الرب ويشبعه من خيراته في كنيسته. (موضوع الاختيار شرحه القديس بولس في رو28:8-30). وهؤلاء يسكنون في بيت الله الآن ثم في أورشليم السماوية للأبد. والموت كان عقوبة وإنفصال عن الله قبل المسيح. والآن نصلي بهذه الآية في الصلوات التي تتلوها الكنيسة عند انتقال أحد المؤمنين لأننا نعتبر أن الله إختاره ليبدأ الحياة في راحة مع القديسين . لَنَشْبَعَنَّ مِنْ خَيْرِ بَيْتِكَ، قُدْسِ هَيْكَلِكَالشبع يكون هنا على الأرض وهناك فى السماء هو بشخص المسيح . آية (5): "بمخاوف في العدل تستجيبنا يا إله خلاصنا يا متكل جميع أقاصي الأرض والبحر البعيدة." بِمَخَاوِفَ فِي الْعَدْلِ تَسْتَجِيبُنَا = الله في عدله يضرب أعداء كنيسته ضربات مخيفة. وهو أيضاً في قداسته وعدله لا يقبل أن شعبه يخطئ لذلك يضرب شعبه ويؤدبهم بضربات مخيفة لتأديبهم حتى لا يهلكوا أبدياً، لذلك يكمل بقوله يَا إِلهَ خَلاَصِنَا = فكل تأديباته هي للخلاص ، فالله يستجيب لشعبه بأن يخلصهم من أعدائهم وأيضا يستجيب لهم بأن يسمح ببعض الألام لهم لتخلصهم. والله يستجيب لشعبه في كل مكان وهو مُتَّكَلَ جَمِيعِ أَقَاصِي الأَرْضِ وَالْبَحْرِ الْبَعِيدَةِ = تفهم أيضاً أن الله يهتم بمن هم مازالوا بعيداً عنه، فالبحر بملوحته يشير للعالم المضطرب. وجاءت عبارة بِمَخَاوِفَ فِي الْعَدْلِ تَسْتَجِيبُنَا في الإنجليزية "بأعمال مخيفةتستجيبنا لخلاصنا"، ونفهم منها أن الله في بعض الأحيان يسمح بأحداث مخيفة في حياتنا لنعرف يده كما سمح لشعبه عند خروجهم من مصر بتجارب رأوا فيها أعمال عنايته ، ولكن لأعدائهم كانت يده ثقيلة على المصريين لينقذ أولاده. وهذه طرق الله لكي يجعل إيماننا يزداد، فبدون إيمان لا يمكن إرضاءه (عب6:11). ولكن حتى يزداد إيماننا وينمو علينا إذا واجهنا هذه المخاوف أن لا نتذمر بل نشكر الله، فالشكر يجعل الإيمان يزداد (كو7:2). الآيات (6، 7): "المثبت الجبال بقوته المتنطق بالقدرة. المهدئ عجيج البحار عجيج أمواجها وضجيج الأمم." هو يسبح الله المتنطق قدرة أي القدير. وبقدرته يثبت الجبال ويهدئ البحار والمسيح أسكت أمواج البحر. وتفهم أن الأمم الذين يشبهون البحر في هيجانهم ومتكبرون مثل الجبال في عزتها، هؤلاء بإيمانهم ثبتهم الله في كنيسته وأعطاهم سلامًا. آية (8): "وتخاف سكان الأقاصي من آياتك. تجعل مطالع الصباح والمساء تبتهج." توالي الليل والنهار، إشراق الشمس بنورها صباحًا، وقدوم الليل بهدوئه هي أسباب نسبح الله عليها ونفرح بها كعلامات عنايته بالبشر وعلامات لقوته ونلاحظ أن الله جعل الشمس والقمر لآيات وأوقات وأيام وسنين (تك14:1). وهذه في انتظام دوراتها تعطينا أن نرى يد الله ونسبحه. ولكن الله بقدرته يجعلها تخرج من القوانين العادية لها وهذا يجعل الإنسان في خوف (كما وقفت الشمس أيام يشوع ورجعت أيام حزقيا واختفت يوم صلب المسيح). ومعنى الآية أن الله جعل سكان أقاصي الأرض يخافون من آياتك (الآية هي عمل قوي يدل على قدرات الشخص). وهكذا خاف البابليون الذين يعبدون الشمس إذ رجعت إلى خلف أيام حزقيا فأتوا لحزقيا، وكانت فرصة لأن يشهد حزقيا لله، ولكنه فضل على ذلك أن يظهر قوته ليحميه البابليون يومًا ما. فحزن الله من تصرفه. وأيضًا تفهم الآية بأن سكان الأرض كلها يفرحون بأعمال الله التي تدل على قدراته والتي تظهر في شروق الشمس فيذهبون لأعمالهم وفي غروبها يذهبون ليستريحوا. الآيات (9-13): "تعهدت الأرض وجعلتها تفيض. تغنيها جدًا. سواقي الله ملآنة ماء. تهيئ طعامهم لأنك هكذا تعدّها. أرو أتلامها مهّد أخاديدها. بالغيوث تحللها. تبارك غلتها. كللت السنة بجودك وآثارك تقطر دسما. تقطر مراعي البرية وتتنطق الآكام بالبهجة. اكتست المروج غنما والأودية تتعطّف بُرًّا. تهتف وأيضًا تغني." نرى هنا إحسانات الله على الإنسان، إذ هو يعطي المطر ليروي الأرض فتفيض من خيراتها وذلك طوال السنة. وروحياً فالأنهار والسواقي تشير للروح القدس الذي يروي أجسادنا (وأجسادنا هى من تراب الأرض) فيكون لنا ثمار (غل22:5 ، 23) والله يشبعنا روحياً بكلامه المقدس، وبجسده ودمه في التناول. أَتْلاَمَهَا = الأرض المحروثة. الْغُيُوثِ= الندى. كَلَّلْتَ السَّنَةَ بِجُودِكَ = الآن سنة مقبولة (لو19:4 + إش2:61). هذه السنة التي باركها الرب هي مدة عمرنا، فلننتهز الفرصة ونقدم توبة فيبارك لنا الرب، كما بارك في كل من أطاع من قبل= آثارُكَ تَقْطُرُ دَسَمًا = كل القديسين السابقين هم ببركات حياتهم شهود على بركات الرب، هم أثار عمل نعمة الرب فيهم. وكل أثارهم فيها دسامة عمله. مَرَاعِي الْبَرِّيَّةِ = إشارة للأمم الذين كانوا قبلاً برية، وجعلها الله مراعي خضراء مملوءة بالمؤمنين = اكْتَسَتِ الْمُرُوجُ غَنَمًا. وهو في وسطها الراعي الصالح. والآكَامُ هي القديسين. في الآية (9) تُهَيِّئُ طَعَامَهُمْ = في أصلها العبري تعد لهم القمح. وفي الآية (13) الأَوْدِيَةُ تَتَعَطَّفُ بُرًّا = وهذه في أصلها أن الأودية قد تغطت بالقمح. بُر= قمح ولكن في آية (9)، آية (13) كلمتي القمح مختلفتان فبينما تعني في آية (9) القمح فعلاً تشير الكلمة في آية (13) إلى إبيضاض الحقول وأنها قد إبيضت من نضوج الثمر. (يو35:4). والترجمة العربية تشير لأن المسيح برر شعبه. لأن كلمة قمح المستخدمة في آية (13) لها معاني أخرى تشمل "الإختيار، يُلَّمِعْ الشئ، ينقيه، يطهره..". تَعَهَّدْتَ الأَرْضَ وَجَعَلْتَهَا تَفِيضُ = الله ملأ كنيسته وبررها ونقاها . |
||||
17 - 01 - 2014, 01:04 PM | رقم المشاركة : ( 66 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 66 - تفسير سفر المزامير مزمور شكر وتسبيح، وهكذا تعلمنا الكنيسة أن نشكر دائمًا وفي كل المناسبات. الآيات (1-7): "اهتفي لله يا كل الأرض. رنموا بمجد اسمه. اجعلوا تسبيحه ممجدًا. قولوا لله ما أهيب أعمالك. من عظم قوتك تتملق لك أعداؤك. كل الأرض تسجد لك وترنم لك. ترنم لاسمك. سلاه. هلم انظروا أعمال الله. فعله المرهب نحو بني آدم. حول البحر إلى يبس وفي النهر عبروا بالرجل. هناك فرحنا به. متسلط بقوته إلى الدهر. عيناه تراقبان الأمم. المتمردون لا يرفعنّ أنفسهم. سلاه." المرنم يسبح الله بسبب أعماله العجيبة وسلطانه على كل الطبيعة.اِهْتِفِي = هو صوت فرح الغلبة. رَنِّمُوا بِمَجْدِ اسْمِهِ =إشهدوا وسبحوا إسم الله الذى صنع عجائب بقدرته. مَا أَهْيَبَ أَعْمَالَكَ = أعمال الله في خلقته عجيبة، ولكن أعجب أعماله التي نمجده ونسبحه عليها، تجسده وفداؤه للبشر. تَتَمَلَّقُ لَكَ أَعْدَاؤُكَ = فالهراطقة مثل الأريوسيين وخلافهم أنكروا لاهوت المسيح ومثلهم الآن شهود يهوه وخلافهم لكنهم مازالوا يتملقون الله ويدعون اسمهم مسيحيين. بل الشياطين صرخوا أمامه "أنا أعرفك من أنت،قدوس الله" (لو34:4). وفي (6) يشير لشق البحر الأحمر أمام موسى ونهر الأردن أمام يشوع . حَوَّلَ الْبَحْرَ إِلَى يَبَسٍ = راجع تفسير (خر14) .عَيْنَاهُ تُرَاقِبَانِ الأُمَمَ = يشتهي خلاصهم ودخولهم إلى الايمان. ولو فهمنا قوله الأمم علي أنها اشارة لأعداء شعب الله ، فالله يراقبهم ويمنعهم من أن يلحقوا شرا بشعبه . ولو فعلوا فهو بسماح منه لتأديب شعبه . ثم يضرب هؤلاء الذين كانوا أداة تأديب لشعبه = فلاَ يَرْفَعُنَ أَنْفُسَهُمْ. كما حدث في سبي بابل وتأديب أشور لإسرائيل أولا ثم ليهوذا . ولما أتمت أشور تأديب شعب يهوذا ، ضرب الملاك منهم 185000 رجل في ليلة واحدة . وماعادت أشور ترفع نفسها علي الله (راجع أقوال ربشاقي ضد الله ) الآيات (8-12): "باركوا إلهنا يا أيها الشعوب وسمّعوا صوت تسبيحه. الجاعل أنفسنا في الحياة ولم يسلّم أرجلنا إلى الزلل. لأنك جربتنا يا الله. محصتنا كمحص الفضة. أدخلتنا إلى الشبكة. جعلت ضغطا على متوننا. ركبت أناسا على رؤوسنا. دخلنا في النار والماء ثم أخرجتنا إلى الخصب." نسبح الرب الجاعل أنفسنا في الحياة = فهو بموته أعطانا حياة. ومن يثبت فيه يسلم أرجله من الزلل. وفي (10) نجد الله يسمح بالتجارب لينقي أولاده. وهكذا كان الله مع شعبه إسرائيل، فلقد سمح بأن يذلهم بعض الأمم ليتركوا وثنيتهم = أدخلتنا إلى الشبكة = سمحت للعدو أن يسبينا. بل كانت يد العدو ثقيلة = جعلت ضغوطًا على متوننا. فالعدو وضع عليهم أثقال حين سخروهم، والضغوط تشير أيضًا لأحزانهم ركبت أناسًا على رؤوسنا = أي سلطتهم علينا. لقد كنا في أيديهم كمن دخل للنار وكاد يحترق، أو دخل للماء وكاد يغرق. ولكنك يا رب أدركتنا وخلصتنا = أخرجتنا إلى الخصب.وكان هذا لتأديبهم مثل دخول الذهب في النار لتنقيته من الشوائب. والماء يستخدم أيضًا في التطهير. وبعد تنقيتهم وتطهيرهم أصبحت لهم حياة وأثمروا = اخرجتنا إلى الخصب. الآيات (13-15): "ادخل إلى بيتك بمحرقات أوفيك نذوري. التي نطقت بها شفتاي وتكلم بها فمي في ضيقي. اصعد لك محرقات سمينة مع بخور كباش اقدم بقرا مع تيوس. سلاه." وهو في سبيه نذر أن يقدم نذورًا للرب، وها هو يوفي، ولكن بمفهوم العهد الجديد فالذبائح التي يطلبها الله هي الانسحاق والتسبيح والاهتمام بالفقراء وأن نقدم أجسادنا ذبيحة حيَّة بطاعة الوصية لا الشهوة (عب15:13، 16 + رو1:12 + مز17:51) محرقات سمينة= أي نقدم من أفخر ما عندنا. مع بخور كباش= هذه تعني أما:- [1] شحوم هذه الذبائح حين يحترق يكون كرائحة بخور ويتنسم الله رائحة الرضا (لا9:1، 13).. أو [2] البخور يشير لشفاعة المسيح الكفارية التي بدونها لا تقبل كل ذبائحنا وعطايانا. أقدم بقرًا مع تيوس = يقدم أغلى شيء. هو مستعد لأي تكلفة. وهذه الذبائح والتسابيح هي ما أشار إليه سابقا بقوله أخرجتنا إلى الخصب. هذه هي ثمار التطهير. الآيات (16-20): "هلم اسمعوا فأخبركم يا كل الخائفين الله بما صنع لنفسي. صرخت إليه بفمي وتبجيل على لساني. أن راعيت إثما في قلبي لا يستمع لي الرب. لكن قد سمع الله. أصغى إلى صوت صلاتي. مبارك الله الذي لم يبعد صلاتي ولا رحمته عني." المرنم يريد أن يشرح أعمال الله العجيبة لكل الناس ليسبحوا الله معه. لكنه لا يود أن يلقي درره أمام الخنازير، لذلك يوجه كلامه إلى كل الخائفين الله= وهؤلاء حين يسمعون بما عمل الله سيمجدونه، أما الهراطقة وغير الخائفين فسيهزأون بعمله ونرى هنا شرطًا لاستماع الرب لطلباتنا وهو أن لا نراعي إثمًا في قلوبنا= أي أن يسهر الإنسان ويخطط لإتمام شهوة ما. |
||||
17 - 01 - 2014, 01:05 PM | رقم المشاركة : ( 67 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 67 (66 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير قال بعض المفسرين أن هذا المزمور كانوا يستخدمونه في وقت الحصاد بسبب آية (6) "الأرض أعطت غلتها" وكأنهم يرتلون هذا المزمور ليسبحوا الله الذي أعطاهم هذا الحصاد. ولكننا نرى أن المزمور يستخدم كلمات البركة التي أمر الله هارون وبنيه أن يستخدموها في بركتهم للشعب (عد24:6، 25). ونجد الكاهن القبطي يستخدم نفس بداية المزمور في البركة الختامية لكل قداس وكل عشية. لذلك ننظر للمزمور نظرة عامة فالله هو سبب ومعطي كل بركة لكنيسته في العهد القديم والعهد الجديد (بركات مادية وبركات روحية) ولذلك تسبحه الكنيسة دائمًا على كل عطاياه. ونرى أن الأرض أعطت غلتها أنها نبوة عن دخول الأمم للإيمان (يو24:12+ يو35:4). وهذه الآية الأخيرة قالها السيد في أعقاب إيمان أهل السامرة. آية (1): "ليتحنن الله علينا وليباركنا لينر بوجهه علينا. سلاه." ليباركنا= تتكرر الكلمة ثلاث مرات في المزمور. وقد يشير هذا لبركة الإله المثلث الأقانيم لشعبه، كما يصرف الكاهن القبطي الشعب بكلمات بركة مأخوذة من (2كو14:13) محبة الله الآب. نعمة الابن الوحيد.. شركة وموهبة وعطية الروح.. تكون معكم. لينر بوجهه= وجه الله هو ابنه الوحيد فهو صورته ورسم جوهره (عب3:1). والسيد المسيح قال لفيلبس "مَنْ رآني فقد رأى الآب" (يو9:14، 10). وقد ظهر لنا الابن كنور للعالم. ونصلي هذا المزمور في باكر ليباركنا الله ويشرق بنوره علينا كل اليوم. ولقد نطق داود بهذه الكلمات بروح النبوة يشتهي ميعاد مجيء المسيح نور العالم ليؤمن العالم كله. إذًا الآية تعني اشتياق المرنم لتجسد المسيح الذي هو نور وجه الآب، ويشتهي أن سلام الله يملأه فينير وجهه أمام الناس. والبساطة تجعل الجسد كله نيرًا (مت22:6) والبساطة هي اتجاه القلب بالكامل إلى الله، بقلب غير منقسم بين الله والعالم. وتعني الآن اشتياقنا لمجيء المسيح الثاني " آمين تعال أيها الرب يسوع". آية (2): "لكي يعرف في الأرض طريقك وفي كل الأمم خلاصك." حين يظهر المسيح تؤمن به الأمم كلها، ويعرفوه هو الطريق ويعرفوا وصاياه. والمسيحيون الذين هم نور العالم حين يرى الناس النور في وجوههم يؤمنون بالمسيح. آية (3): "يحمدك الشعوب يا الله يحمدك الشعوب كلهم." يكرر المرتل كلمة يحمدك ليذكرنا بأن نشكر الله على إحساناته دائمًا (صلاة الشكر) وقوله الشعوب هو نبوة بإيمان كل الأمم وأيضًا اليهود. آية (4): "تفرح وتبتهج الأمم لأنك تدين الشعوب بالاستقامة وأمم الأرض تهديهم. سلاه." هنا نرى عدة صور للمسيح الآتي فهو سيأتي في المجيء الأول ليهدي الأمم فيفرحوا ويبتهجوا بخلاصه ويأتي في مجيئه الثاني ليدين غير المؤمنين الأشرار= الشعوب. وسر الابتهاج هو أن الكنيسة ستبدأ طريق الفرح الدائم والمجد الأبدي في أورشليم السماوية. وعدله في دينونة إبليس وتابعيه ، ورحمته مع كنيسته سيكونان أيضًا سبب فرح وابتهاج للمؤمنين. آية (5): "يحمدك الشعوب يا الله يحمدك الشعوب كلهم." هي تكرار لآية (3). وربما تكون آية (3) تشير لتهليل الأمم بعد المجيء الأول. وهذه الآية هي عن التسبيح الأبدي بعد المجيء الثاني في الأرض الجديدة والسماء الجديدة. آية (6): "الأرض أعطت غلتها. يباركنا الله إلهنا." الأرض أعطت غلتها= إيمان الشعوب. والأرض تشير للإنسان فهو مأخوذ من الأرض وحينما يحل الروح القدس عليه (ماء) يعطى ثمارًا نتيجة لإيمانه الحي العامل بالمحبة. وحين رأى المرتل إيمان الأمم، غار على شعب إسرائيل وطلب لهم الإيمان فقال يباركنا الله إلهنا وهذه نبوة عن إيمان إسرائيل في نهاية الأيام. آية (7): "يباركنا الله وتخشاه كل أقاصي الأرض." يباركنا الله = حين يبارك الرب شعب إسرائيل بسبب إيمانهم في نهاية الأيام. تخشاه كل أقاصي الأرض=حين يأتي للدينونة. |
||||
17 - 01 - 2014, 01:07 PM | رقم المشاركة : ( 68 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 68 - تفسير سفر المزامير غالبًا كتب داود هذا المزمور حين أعطاه الله راحة من كل أعدائه فأصعد تابوت العهد من بيت عوبيد أدوم إلى الخيمة. وكان التابوت رمزًا لحضور الله، وأيضًا فالتابوت رمز للكفارة التي قدمها المسيح. وما يؤكد أن داود كتب هذا المزمور بمناسبة نقل تابوت العهد أن الآية الأولى من المزمور، هي نفسها الصلاة التي كان يرددها موسى عند نقل التابوت (عد35:10) وما أن بدأ داود في تسبيحه هنا قاده الروح فقال أشياء مجيدة عن عمل المسيح خصوصًا صعوده إلى السموات وتأسيس كنيسته. الآيات (1-3): "يقوم الله. يتبدد أعداؤه ويهرب مبغضوه من أمام وجهه. كما يذرى الدخان تذريهم. كما يذوب الشمع قدام النار يبيد الأشرار قدام الله. والصديقون يفرحون يبتهجون أمام الله ويطفرون فرحا." هذه صلاة ضد الأعداء، وصلاة لأجل شعب الله الصديقين ليعطيهم الله فرحاً بخلاصه. يَقُومُ اللهُ = هذه نبوة عن قيامة المسيح بالجسد. فهذه لا تقال للاهوت أبداً ( فاللاهوت لا ينعس ولا ينام ولا يرقد ولا يجلس ثم يقوم ) وقيامة المسيح جعلت الأبالسة أمامه يبيدون. وكانت فرح وتسبيح الأبرار الصديقين. وحينما تقال فى العهد القديم فالمقصود منها أن الله يبدأ فى ضرب أعدائه وأعداء شعبه . آية (4): "غنوا للّه رنموا لاسمه. اعدّوا طريقا للراكب في القفار باسمه ياه واهتفوا أمامه." أَعِدُّوا طَرِيقًا لِلرَّاكِبِ فِي الْقِفَارِ = بالنسبة لتابوت العهد، فالتصوير هنا، أن الرب راكب تابوت العهد، والمرنم يطلب إعداد طريقاً له وسط الأمم حتى يأتي ويدخل أورشليم. ولكن تابوت العهد عموماً يرمز للمسيح الذي تجسد، واسْمِهِ يَاهْ = هي اختصار يهوه ومعناه "أنا هو" كما كان المسيح يقول أنا هو الطريق و.. وهو أتي بالجسد وعاش في قفار العالم وعاش وسط الشعوب الخاطئة وذلك ليأتي بها للآب. وهو للآن راكب على القفار. لقد رأي يوحنا المسيح راكباً على فرس أبيض (رؤ2:6). والفرس يشير لكل فرد من المؤمنين ترك قيادة حياته للمسيح الملك، يقوده في قفار وبرية هذا العالم. آية (5): "أبو اليتامى وقاضي الأرامل الله في مسكن قدسه." حقًا الله راكبًا القفار ولكنه في سمائه أيضًا مسكن قدسه، على عرشه (يو13:3) وهو حين رأي الإنسان كاليتيم بلا أب يخلصه وكأرملة لا زوج يعولها جاء هو ليخلص. آية (6): "الله مسكن المتوحدين في بيت مخرج الأسرى إلى فلاح. إنما المتمردون يسكنون الرمضاء." الْمُتَوَحِّدِينَ = الذين إعتزلوا خطايا العالم. وتشير لليهود الذين كانوا منعزلين عن العالم هؤلاء أسكنهم الله في بيته أي كنيسته. وحرر أسرى عبودية إبليس ومن يسكن الكنيسة الآن فله نصيب في أورشليم السماوية. ومن يتمرد على الله فنصيبه جهنم= يَسْكُنُونَ الرَّمْضَاءَ= الرمضاء هى شدة الحر أو هى الأرضُ أو الحجارة التي حَمِيَت من شدَّةِ وَقْع الشمس . الآيات (7-14): "اللهم عند خروجك أمام شعبك عند صعودك في القفر. سلاه. الأرض ارتعدت السموات أيضًا قطرت أمام وجه الله سينا نفسه من وجه الله إله إسرائيل. مطرا غزيرا نضحت يا الله. ميراثك وهو معي أنت أصلحته. قطيعك سكن فيه. هيّأت بجودك للمساكين يا الله. الرب يعطي كلمة. المبشرات بها جند كثير. ملوك جيوش يهربون يهربون. الملازمة البيت تقسم الغنائم. إذا اضطجعتم بين الحظائر فأجنحة حمامة مغشاة بفضة وريشها بصفرة الذهب. عندما شتت القدير ملوكا فيها أثلجت في صلمون." المرنم هنا يسبح الله على إحساناته لشعبه عند خروجهم من مصر ودخولهم كنعان وهو يذكر لله أنه هو الذي قاد شعبه لذلك لم يهلكوا في البرية الواسعة القفر، ولم يتمكن منهم فرعون وجيوشه، وهزم ملوك أمامهم سواء عماليق أو كل ملوك كنعان عند دخولهم بقيادة يشوع. وكانت غنائمهم كثيرة حتى أن السيدات في البيوت كان لهن نصيبهن. وكان أعظم ما ناله شعب إسرائيل في هذه المرحلة ظهور مجد الله لهم من على جبل سيناء، فلم يحدث هذا لأي شعب أن رأي مجد الله أو سمع صوته كما حدث لهم. (تث32:4، 33). وأعطاهم الله ناموسه. وتزلزلت الأرض وارتعبت الشعوب منهم. (قض4:5، 5) بل تزلزلت الأرض والجبل نفسه اهتز= سينا نفسه بسبب حضور الله. وربما هذه الزلازل والصواعق امتد تأثيرها للشعوب المجاورة فكانت سببًا أيضًا لرعبهم من شعب الله. السموات قطرت= ربما أمطار رعدية صاحبت هذه الظهورات وربما هي إشارة للوصايا الإلهية (تث2:32) أو يكون هذا إشارة للمن الذي كان ينزل من السماء يوميًا وهذا أيضًا معنى هيأت بجودك للمساكين يا الله. وإحسانات الله على شعبه المرهق=مُعيٍ من عبودية فرعون والهروب من وجهه ظهرت في أنه هيأ لهم إقامة هادئة وسط البرية= ميراثك وهو مُعيٍ أنت أصلحته. وأعطاهم أرضًا تفيض لبنًا وعسلًا. وحينما عطشوا أرسل لهم مطرًا غزيرًا. ولم يتركهم الله بل أرسل لهم أنبياء يحملون كلمته= الرب يعطي كلمة. المبشرات بها جند كثير. وربما يشير هذا لتسليم الناموس بيد ملائكة. فالوصايا والشريعة كانت بيد ملائكة (عب2:2 + أع53:7) والله جعل من شعبه شعبًا نقيًا مثل ثلوج جبال صلمون= أثلجت في صلمون بعد أن شتت القدير ملوك كنعان أمامهم. وبعد أن كان الشعب في عبودية في مصر غارقين في الطين، صاروا شعبًا له جمال ويعيشون في حرية. واتخذ المرنم صورة لحمامة تعيش في سوريا ترمز للجمال لون جناحيها كالذهب، والحمام يشير للطهارة وهو من الطيور الطاهرة، فالتصوير هنا يشير لأن الله طهر شعبه وقدسه بكلمته= أجنحة حمامة مغشاة بفضة. وجعله سماويًا= ريشها بصفرة الذهب. وكل ما سبق يشير لعمل المسيح الذي خرج بتجسده وصليبه أمام شعبه وجاء إلى قفر هذا العالم وفي صلبه ارتعدت الأرض وتزلزلت. وبعد صعوده أرسل الروح القدس= مطرًا غزيرًا ليصلح ميراثه المعيي= وميراثه هو كنيسته. الرب يعطي كلمة الإنجيل بواسطة رسله= المبشرات بها جند كثير. والشياطين انسحقوا= ملوك جيوش يهربون. ومن يحصل على الغنائم؟ الملازم للكنيسة= الملازمة البيت تقسم الغنائم وبنفس المعنى= إذا اضطجعتم بين الحظائر= إذا لم تفارقوا الكنيسة تمتلئون من الروح القدس فتصيرون كحمامة مغشاة بفضة (كلمة الله) تعيشون في السماويات= ريشها بصفرة الذهب. ( ودم المسيح يطهرنا من كل خطية=فالكنيسة اثلجت في صلمون= صارت في بياض الثلج (مز7:51 + أش18:1 + رؤ14:7). والحمام له اتجاه واحد أنه دائمًا يعود إلى بيته (فلك نوح+ الحمام الزاجل). والذهب يشير للسماويات والفضة تشير لكلمة الله (مزمور12) وتشير أيضًا للفداء (راجع تفسير نصف شاقل فضة في سفر الخروج). وبهذا فما يجعل شعب الله سماويًا هو الفداء+ دراسة كلمة الله+ الرجوع المستمر إلى الله= إذا إضطجعتم بين الحظائر (رجعتم دائمًا إلى حضن الكنيسة) فأجنحة حمامة (تطيرون دائمًا إلى المسيح) مغشاة بفضة (يغطيكم دم كفارة المسيح). وريشها بصفرة الذهب (أي تحيون حياة سماوية). الآيات (15-17): "جبل الله جبل باشان. جبل أسنمة جبل باشان. لماذا أيتها الجبال المسنمة ترصدن الجبل الذي اشتهاه الله لسكنه. بل الرب يسكن فيه إلى الأبد. مركبات الله ربوات ألوف مكررة. الرب فيها. سينا في القدس." داود كتب هذه الكلمات عن إسرائيل، وهو يسبح الله الذي إرتضى أن يسكن فيها. وحيثما يسكن الله يبارك المكان ويجعله سماوياً وثابتاً ولذلك شبه إسرائيل مكان سكن الرب (أو صهيون مكان الهيكل) بأنه جبل (عالي سماوي ثابت) وبالذات جَبَلُ بَاشَانَ (مراعي دسمة). مُسَنَّمَةُ = مجبنة، لوفرة اللبن والخيرات. ثم يتوجه بالسؤال للمتكبرين في هذا العالم (16) لِمَاذَا أَيَّتُهَا الْجِبَالُ الْمُسَنَّمَةُ = فهم لهم أموال وقوة وخيرات (لنلاحظ أن الله يفيض بخيراته على الأبرار والأشرار). والسؤال لهم لِمَاذَاتَرْصُدْنَ الْجَبَلَ الَّذِي اشْتَهَاهُ اللهُ لِسَكَنِهِ = وفي الإنجليزية لماذا تتقافذن، في كبرياء وتعالٍ على جبل الله؟ ربما أنتم أقوى وأغنى. ولكن ما يميز جبل صهيون أن الله يسكن فيه. ولكن داود بروح النبوة رأى أن الله يسكن في كنيسته فهذه الآيات لا تصلح أن تطبق تمامًا على شعب إسرائيل بسبب قوله يسكن فيه إلى الأبد= وبهذا فهي لا تنطبق سوى على الكنيسة. وهي الجبل المسنم فهي تسقي أولادها لبنًا (1كو3:3) وهي التي قال عنها النبي أن جبل بيت الرب يكون ثابتًا في رأس الجبال (أش2:2). مركبات الله ربوات ألوف مكررة قيل عن الشاروبيم أنهم مركبة الله، فالله جالس على الشاروبيم (حز1). والله ركب على شعبه في البرية أي استراح فيهم وقادهم وحارب بهم أعداء شعبه. والله جلس على رسله لينشر كرازته في العالم كله، وهذه الصورة مكررة، فكل من يقدم نفسه لله كمركبة يستخدمه الله كمركبة حربية يحارب بها الشياطين وينتصر. وكما حل الله قديمًا على جبل سيناء يحل الآن في كنيسته وفي كل نفس تقبله= سينا في القدس. آية (18): "صعدت إلى العلاء. سبيت سبيا. قبلت عطايا بين الناس وأيضا المتمردين للسكن أيها الرب الإله." هي نبوة عن الصعود ونرتلها في مزمور إنجيل قداس عيد الصعود. ولقد سبق المرتل وقال في بداية المزمور يقوم الله كنبوة عن قيامة الرب وها هو يتنبأ عن صعوده ولقد استخدم بولس الرسول الآية في (أف 4: 8) (راجع أف9:4-12). سبيت سبيًا= بعد أن كنا مسبيين في يد إبليس، أمسك بنا من يد العدو، وجعلنا مسبيين له بغلبته صرنا سبايا حبه. قبلت عطايا بين الناس= لقد حل الروح القدس يوم العماد على المسيح لحساب الكنيسة. وقيل أنه صار وارثًا لكل شيء وكان هذا لحساب الكنيسة ومن هي الكنيسة التي صارت وارثة أو بالأحرى ماذا كان حالها قبل خلاص المسيح، كانت شعبًا متمردًا= وأيضًا المتمردين للسكن. قبلت عطايا بين الناس= تعني أن ابن الله صار بشرًا بين الناس وقَبِلَ حلول الروح القدس عليه. آية (19): "مبارك الرب يومًا فيومًا. يحمّلنا إله خلاصنا. سلاه." لقد قيل من قبل أعطى للناس عطايا، وهنا يقول المرنم= يُحَمِلُنا إله خلاصنا بالمواهب والعطايا بوفرة. آية (20): "الله لنا إله خلاص وعند الرب السيد للموت مخارج." بركات القيامة والصعود نجدها هنا في حل مشكلة الموت التي يعاني منها البشر. آية (21): "ولكن الله يسحق رؤوس أعدائه الهامة الشعراء للسالك في ذنوبه." أما من يقاوم الله فمن المؤكد أنه سوف يُدَمَّرْ، وهؤلاء هم الشيطان وأتباعه. وهذه الآية فيها تحقيق لوعد الله في (تك15:3).الْهَامَةَ الشَّعْرَاءَ = ومعنى الكلمة الهامة= فروة أو جلدة الرأس الشعراء= كثيرة الشعر . وهذه لها عدة تفسيرات:- 1. قالوا هي إشارة للعادة القديمة أن يبقي الرأس مكشوفاً حتى يتم العمل المنوى القيام به. 2. أن الله سيحاسب هؤلاء الرافضون له على أدق شئ من ذنوبهم الذي يكون بمقدار شعرة الرأس. 3. إشارة لكل معجب بذاته كما كان إبشالوم معجب بشعره،4. وبسببه هلك. 4. كان النذير متى تتم أيام إنتذاره يحلق رأسه إشارة لكمال التطهير، فالشعر لأنه ناتج طبيعي للجسم، فهو معبر عن فساد الطبيعة البشرية. فمن يجده الله على فساده،ولم يتغير إلى صورة أولاد الله سيعاقب على كل خطية إرتكبها. وربما يكون هذا المعنى هو الأقرب . الآيات (22-31): "قال الرب من باشان ارجع. ارجع من أعماق البحر. لكي تصبغ رجلك بالدم. ألسن كلابك من الأعداء نصيبهم. رأوا طرقك يا الله طرق الهي ملكي في القدس. من قدام المغنون ومن وراء ضاربو الأوتار في الوسط فتيات ضاربات الدفوف. في الجماعات باركوا الله الرب أيها الخارجون من عين إسرائيل. هناك بنيامين الصغير متسلطهم رؤساء يهوذا جلّهم رؤساء زبولون رؤساء نفتالي. قد أمر إلهك بعزّك. أيّد يا الله هذا الذي فعلته لنا. من هيكلك فوق أورشليم لك تقدم ملوك هدايا. انتهر وحش القصب صوار الثيران مع عجول الشعوب المترامين بقطع فضة. شتت الشعوب الذين يسرّون بالقتال. يأتي شرفاء من مصر. كوش تسرع بيديها إلى الله." في (20) "قال الله لنا إله خلاص" وهنا نرى خلاص الله فهو ارجع شعبه من باشان = حيث كانوا تائهين يحاربهم عوج ملك باشان، وأتى بهم إلى كنعان. وكان سكان باشان أقوياء مختبرين القتال. وهذا إشارة لأن الله لم يتركنا تائهين في العالم تحت عبودية إبليس القوي، بل هزمه وأعطانا أن نعود لكنيسته. وهو أرجع شعبه من عمق البحر الأحمر= والبحر يشير للعالم بأمواجه وملوحته. والله أقامنا من موت العالم وأجلسنا في السماويات (أف6:2). وقد يشير البحر للجحيم الذي أخرج الله منه قديسيه. وفي (23) تصبغ رجلك بالدم= نرى صورة لانتصار المسيح على الشياطين مأخوذة من صورة معركة حربية سالت فيها دماء الأعداء وداسها الرب المنتصر بقدميه، وأعداؤه هم الشياطين (أش2:63، 3 + 6:34، 7 + رؤ20:14). وكما لعقت الكلاب دم آخاب وإيزابل هكذا تلعق دماء أعداء المسيح. هذا تعبيرًا عن انتصار المسيح على إبليس وعلى الخطية وعلى الموت. والقديس غريغوريوس الكبير فسر هذه الآية بأن الكلاب تشير للكارزين الذي يلعقون جراحات شعب الله كما فعلت الكلاب مع لعازر المسكين، وهم ككلاب صيد يرسلهم المسيح ليصطادوا له المؤمنين ويهاجمون الذئاب ويحرسون قطيعه. رأوا طرقك= هنا نرى أن الكارزين رأوا طرق الرب وأعماله وذهبوا يخبرون بها العالم. وإن كانت على الأعداء فهم رأوا في طرق الله قوة الله ضدهم ورأوا فيها حماية الله لشعبه. وفي (25، 26) كما سبح الشعب الله بعد خروجهم من البحر الأحمر، هكذا كل من حرره المسيح يسبح الله بفرح.. أيها الخارجون من عين إسرائيل= المولودين من الماء والروح. وفي (27) نرى كتاب الإنجيل فبولس من سبط بنيامين وباقي الرسل من زبولون ونفتالي التي هي في الجليل (أش1:9، 2 + مت15:4). وكل هؤلاء صاروا إخوة بالجسد للمسيح الذي أتى من سبط يهوذا. هؤلاء صاروا عظماء ومعلمي المسكونة وأساس الكنيسة. كانوا بسطاء وصيادين والمسيح جعلهم عظماء ومعلمي المسكونة ببشارة الإنجيل. ثم يطلب المرنم أن يؤيد الله كرازتهم= أيد يا الله هذا الذي فعلته لنا. من هيكلك.. لك تقدم ملوك هدايا= من كنيستك هيكلك يقدم المؤمنين الذين جعلتهم ملوكًا هدايا لك، إيمانهم العامل بمحبة وقد تفهم هكذا "من أجل تجسدك (هيكل جسدك) تقدم لك ملوك الأرض هدايا لكنيستك. وهذه تشير لدخول الأمم ومحبتهم للمسيح وكنيسته. وفي (30) نرى صورتان متناقضتان:- 1. الأولى: نرى فيها المسيح ينتهر الأمم الوثنية المتوحشة ويشبهها هنا بوَحْشَ الْقَصَبِ = أي السباع التي تسكن غابات القصب. وينتهر اليهود ورؤساؤهم ويشبههم بالثِّيرَانِ. وشعب اليهود ويشبههم بالعُجُولِ (مز12:22) . كل هؤلاءالمسيح إنتهر الروح النجس الذي فيهم الذي جعلهم كالوحوش وجمعهم كقطيعواحد فى كنيسته . صِوَارَ الثِّيرَانِ = الصوارهو قطيع من البقر والمعنى أن المسيحجمع قطعانه في حظائرها أى الكنيسة.المترامين= وهؤلاء حين عادواللمسيح بالإيمان قدموا لهفِضَّةٍفي خضوع وفي محبة خضعوا له بالكامل مقدمين عطاياهم بلهفة ومحبة كما يفهم من الترجمة العربية مترامين أى يرمون أنفسهم وما يملكون أمام المسيح كما فرشوا ثيابهم أمام المسيح فى دخوله إلى أورشليم . أما الترجمة الإنجليزية فتشير أن المسيح أخضعهم بإنتهاره فقدموا له الفضة . 2. شَتِّتِ الشُّعُوبَ الَّذِينَ يُسَرُّونَ بِالْقِتَالِ= أما المتمردين،الذين أحبوا حرب الكنيسةوحرب المسيح هؤلاءسيشَتِّتِهم. وعلامة دخول الأمم للإيمان، تدخل مِصْر للإيمان ويخرج منها قديسون عظماء، مصر تشير للكبرياء والله حطم كبرياء الوثنيين وبإيمانهم صاروا متواضعين وحول كُوشُ السوداء رمز الخطية إلى مؤمنين. فالإيمان بالمسيح يحطم الكبرياء والشر. الآيات (32-35): " يا ممالك الأرض غنوا لله رنموا للسيد. سلاه. للراكب على سماء السموات القديمة. هوذا يعطي صوته صوت قوة. أعطوا عزا للّه. على إسرائيل جلاله وقوّته في الغمام. مخوف أنت يا الله من مقادسك. إله إسرائيل هو المعطي قوة وشدة للشعب. مبارك الله." دعوة لكل الأمم ليؤمنوا ويسبحوا الله القدير الراكب على سماء السموات القديمة= إشارة لسلطان الله الذي منذ الأزل على السموات والأرض وممالكها والسموات بأفلاكها. هوذا يعطي صوته= صوت الله يشير للرعد الذي يلقي رعبًا في النفوس. وأيضًا لصوت الكرازة، ونلاحظ ارتعاب فيلكس الوالي من كلام بولس الرسول (أع25:24) على إسرائيل جلاله= جلال الله ظهر في حمايته لإسرائيل وعقوباته ضدها حين تخطئ فهو إله قدوس. وهكذا مع كنيسته. قوته في الغمام= الغمام يشير للقديسين (عب1:12) والله أعطى للتلاميذ قوات عجيبة وصلت لإقامة الأموات، كما تظهر قوة الله في إعطائه المطر للأرض وحرمانها منه إن أخطأ الشعب. وتظهر عظمة الله في أنه يعطي قوة وشدة لشعبه فيدوسوا الحيات والعقارب وينتصروا على الخطايا والموت والعالم. |
||||
17 - 01 - 2014, 01:30 PM | رقم المشاركة : ( 69 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 69 - تفسير سفر المزامير كتب داود هذا المزمور وهو في ضيقة عظيمة، فكان كمن يصرخ من الألم، بل كان يشعر أنه في طريقه للموت المؤكد، ويصرخ لله ليخلصه. وكان داود في هذا رمزًا للمسيح، وهناك آيات كثيرة من هذا المزمور طبقها العهد الجديد على المسيح.(الآية 4 وردت في يو 15: 25)( الآية 9 وردت في يو 2: 17 + رو 15: 3) (الآية 21 وردت في مت 27: 34 والآيات 22، 23 وردوا في رو 11: 9، 10) وهو رفيق للمزمور 22. وكلاهما يبدأ بآلام المسيح وينتهي بمجده. ويضاف لهذا النبوات الخاصة بخراب إسرائيل لصلبها المسيح. ونرى في هذا المزمور أيضًا صورة لآلام الكنيسة جسد المسيح، التي أوصلها مضطهدوها إلى حافة الموت لكن الله خلصها وأنقذها وخرب أعداؤها. والمجد الذي صار لها. وتستخدم الكنيسة في صلوات التجنيز للمنتقلين من أبنائها آيات كثيرة من هذا المزمور وكأنها ترى أنهم ماتوا مع المسيح ليكون لهم قيامة مع المسيح في مجده. الآيات (1-3): "خلصني يا الله لأن المياه قد دخلت إلى نفسي. غرقت في حمأة عميقة وليس مقر. دخلت إلى أعماق المياه والسيل غمرني. تعبت من صراخي. يبس حلقي. كلّت عيناي من انتظار الهي." الأحزان والبلايا يصورها داود بمياه أحاطت به وستغرقه (يون5:2) فيموت غرقت في حمأة عميقة = داود مهما زادت آلامه فلم يحدث له أن غرق فعلًا. ولكنه بروح النبوة يتكلم عن المسيح الذي مات فعلًا. وصراخ المسيح تكلم عنه الرسول في (عب7:5). أما بالنسبة لداود فنفهم أن الأحزان والحيرة أغرقته في همومه. ولنلاحظ أن الأحزان دخلت للعالم بالخطية. ليس.. مقر= كأنه في مياه عميقة لا يجد أرضًا يستقر عليها= أي هو بلا أي شيء يسنده ولقد قال المسيح في آلامه "الآن نفسي قد اضطربت". آية (4): "اكثر من شعر رأسي الذين يبغضونني بلا سبب. اعتزّ مستهلكيّ أعدائي ظلما. حينئذ رددت الذي لم اخطفه." طبقها المسيح على نفسه" (يو25:15). وأعداء المسيح كانوا من اليهود والرومان والشياطين. وهكذا أعداء الكنيسة جسد المسيح. والأعداء كثيرين = أكثر من شعر رأسي. وأقوياء = اعتز مستهلكيَّ = من يريدون تدميري هم أقوياء معتزون. وهم يظلمونه بلا سبب وظلمًا = وهذا ما فعله إبليس بآدم وحواء، ثم بداود وبالمسيح وبالتالي كنيسته. ومن قوة الأعداء يقول داود حينئذ رددت الذي لم أخطفه = فهو لم يخطف من أعدائه شيء، وهو لم يظلمهم، ولكنهم جعلوه يعاني كل هذه المعاناة بلا سبب جناه، وربما هو أعطاهم ما يهدئ من غيظهم ليهدأوا. وهكذا المسيح تحمل عقوبة كان يجب أن أتحملها أنا، هو دفع ديوننا، عانى بسبب تعدياتنا. وتعني أيضًا أن المسيح لم يخطف منا سلامنا وفرحنا ومجدنا فلقد ضاع من الإنسان سلامه ومجده وفرحه، ولم يكن المسيح هو الذي أخذهم، بل كان ذلك نتيجة الخطية. ولم يحجب الله نفسه عن آدم بعد أن اخطأ ، بل آدم هو الذي اختبأ من الله...والمسيح ردَّ لآدم ولنا أكثر مما فقدناه. آية (5): "يا الله أنت عرفت حماقتي وذنوبي عنك لم تخف." يا الله أنت عرفت حماقتي = أنت تعلم يا رب كل ذنوبي، وتعلم أن ما ظلموني به أنا برئ منه وبلسان المسيح، فالآب يعلم أنه بلا خطية لكنه صار خطية لأجلنا وحمل خطايانا. آية (6): "لا يخز بي منتظروك يا سيد رب الجنود. لا يخجل بي ملتمسوك يا إله إسرائيل." داود يطلب أن يخلصه الله حتى لا يرى أصدقاؤه من القديسين أن الله لم يتدخل لينقذه ويكون هذا سببًا في يأسهم وإحباطهم، ويكون هذا سببًا في أن أعداء القديسين يشمخون على الله وعليهم. وكل من كان ينتظر المسيح، لو لم يقم المسيح لكانوا في خزي وخجل. آية (7): "لأني من أجلك احتملت العار. غطّى الخجل وجهي." هذه بلسان المسيح ويوجه كلامه لآدم = لأني من أجلك احتملت العار (عار الصليب). وهذه الآية تفهم أيضًا أنها موجهة للآب ، فالمسيح الابن لمحبته للآب قبل كل هذه الآلام والاحتقار. آية (8): "صرت أجنبيًا عند اخوتي وغريبًا عند بني أمي." لأجل آدم طرد المسيح من أهل بيته وأخوته. وحتى الآن فالمسيح مرفوض من اليهود (يو 1: 11). الآيات (9-11): "لأن غيرة بيتك أكلتني وتعييرات معيّريك وقعت عليّ. وأبكيت بصوم نفسي فصار ذلك عارًا عليّ. جعلت لباسي مسحًا وصرت لهم مثلًا." غيرة بيتك أكلتني وتعييرات معيّريك وقعت عليّ = هنا نرى داود الذي يتقد قلبه بحب الله، يغير على بيت الله، وهؤلاء الأشرار الموجودين الآن في بيت الله بحكم مراكزهم وبخطاياهم صاروا سببًا في أن الآخرين من الأغراب يعيرون الله بسبب ما يحدث من شعبه وما يحدث داخل بيته ، من فساد سببه شعب الله. وهؤلاء سببوا لداود ألامًا شديدة وكأن كل تعييراتهم لله قد وقعت على داود. لقد كانت التعييرات ضد الله أشد قسوة على داود من الآلام الشخصية التي ألحقوها به. ولذلك أوصانا المسيح قائلًا "لكي يري الناس أعمالكم الحسنة فيمجدوا أباكم الذي في السموات". ولقد طبقت الآية على المسيح حين طرد الباعة من الهيكل (يو17:2) وطبقت عليه في (رو3:15) للتدليل على أن المسيح كان ينكر ذاته، إذ حسب أن أي تعيير للآب يقع عليه هو، فقام بطرد الباعة من الهيكل مما أهاج الجماهير ضده، واحتمل هذا لمحبته للآب. وارتد هذا عليه فقد أهانوه بسبب ذلك، فكانت شهادة المسيح عن الآب لا ترضى اليهود ويهينونه بسببها فغيرة المسيح على مجد الآب أكلت ما تبقي من حب هؤلاء اليهود له. وداود حين صام وصلى عيَّره هؤلاء الأشرار لثقته في الله وأنه مازال مؤمنًا به. وهو لبس المسوح ليريهم كيف أنه يلجأ لله فزادوا من سخريتهم. لقد أخلى داود ذاته بهذا ليصير رمزًا للمسيح الذي أخلى ذاته فعلًا وصار إنسانًا فسخر منه الجميع، وحين صام جربه إبليس (رو3:8). صرت لهم مثلًا = صار داود رمزًا للمسيح. وتفهم أنه صار لشعبه مثلًا في انسحاقه أمام الله وفي طهارته لكي يتمثلوا به فيرضي الله عنهم. آية (12): "يتكلم فيَّ الجالسون في الباب وأغاني شرّابي المسكر." الجالسون في الأبواب = القضاة والحكام ورؤساء الكهنة هؤلاء سخروا منه = يتكلم في بل حتى السكيرين وأسافِل الناس صرت سخرية لهم = وأغاني شرابي المسكر = فرحوا بآلامه وجعلوها أغنيتهم (مت40:27-43).هنا نفهم كيف صار داود مثلًا للمسيح = فاليهود كما سخروا من داود حينما لبس المسوح سخروا من المسيح ابن الله المتجسد آية (13): "أما أنا فلك صلاتي يا رب في وقت رضى يا الله بكثرة رحمتك استجب لي بحق خلاصك." فِي وَقْتِ رِضًى = هو وقت الصليب الذي قبل فيه الآب شفاعة المسيح الكفارية عنا. بحق خلاصك= لقد خلصتنى مرارا بالحقيقة فصرت متأكدا أنك ستخلص حينما أطلبك. الآيات (14-20): "نجني من الطين فلا اغرق نجني من مبغضيّ ومن أعماق المياه. لا يغمرني سيل المياه ولا يبتلعني العمق ولا تطبق الهاوية عليّ فاها. استجب لي يا رب لأن رحمتك صالحة. ككثرة مراحمك التفت إليّ. ولا تحجب وجهك عن عبدك. لأن لي ضيقا. استجب لي سريعا. اقترب إلى نفسي. فكها. بسبب أعدائي افدني. أنت عرفت عاري وخزيي وخجلي. قدامك جميع مضايقيّ. العار قد كسر قلبي فمرضت. انتظرت رقة فلم تكن ومعزّين فلم أجد." الآيات (14، 15) يصليها داود لينقذه الله من آلامه. وبلسان المسيح ليقيمه الله من الأموات، وبالتالي يخلصكنيسته.وبالنسبة لداود فقد كان عاره بسبب خطيته (زنا وقتل في بيته)، أما بالنسبة للمسيح فقبل العارعنا. آية (21): "ويجعلون في طعامي علقمًا وفي عطشي يسقونني خلًا." هي نبوة واضحة عن المسيح. وبالنسبة لداود فأعداؤه مرروا حياته. الآيات (22-25): "لتصر مائدتهم قدامهم فخا وللآمنين شركا. لتظلم عيونهم عن البصر وقلقل متونهم دائما. صبّ عليهم سخطك وليدركهم حمو غضبك. لتصر دارهم خرابا وفي خيامهم لا يكن ساكن نبوة بالنكبات التي وقعت على اليهود لصلبهم المسيح والآيات (22،23) طبقها الرسول على اليهود (رو9:11،10) ولذلك تفهم كل الآيات على اليهود من (22إلى 25) في (21) هم قدموا له علقم وخلًا.. عقابهم لتصر مائدتهم (خيراتهم) لهم فخًا (22) في (3) جعلوه يتعب وتكل عيناه.. عقابهم لتظلم عيونهم.. وقلقل متونهم (23) في (4) أبغضوه بلا سبب.. عقابهم صب عليهم سخطك (24) في (8) صار بسببهم مرفوضًا من أهله.. عقابهم لتصر دارهم خرابًا (25) لتصر مائدتهم قدامهم فخًا= تفهم بعدة تفسيرات: [1] الكتاب المقدس بعهده القديم الذي كان بين أيديهم مملوءاً نبوات عن المسيح، وهم لم يفهموها أو هم حرفوا معناها، فصارت شاهداً عليهم= فَخًّالهم. [2] هم قدموا المسيح كذبيحة وفرحوا بأن قدموه كما يقدمون ذبيحة على مائدتهم وابتهجوا بقوتهم وحكمة تدبيرهم وصار هذا لهم فخًا، فهم تصوَّروا في نشوة قوتهم أنهم قادرين أيضًا على الرومان فثاروا عليهم وكان هذا سببًا لأن يحطم الرومان أورشليم تمامًا. [3] بعد مجيء المسيح انعدمت قيمة محرقاتهم وذبائحهم فلقد جاء المسيح المرموز إليه بهذه الذبائح وكان استمرارهم في تقديمها فخًا لهم، فلمن يقدموها والله قد رفضها. لتظلم عيونهم = لم يعد بينهم من يفهم النبوات بسبب عنادهم، فهم لم يفهموا معنى ظلمة يوم الصليب. وقلقل الله متونهم = من ثقل الشدائد التي حملوها 2000 سنة. وصارت دارهم خرابًا وتشتتوا في كل العالم = في خيامهم لا يكن ساكن. آية (26): "لأن الذي ضربته أنت هم طردوه وبوجع الذين جرحتهم يتحدثون." كان المسيح هو الذي ضربه الآب، ولكنهم هم الذين طردوه. فالآب كان يريد هذا الفداء ليخلص شعبه، وهم لم يكن لهم أي سلطان علي المسيح إن لم يكن الله قد أعطاهم هذا السلطان (يو 19 : 11). وهم لاحقوا المؤمنين بالمسيح بالإضطهاد. وكانوا يَتَحَدَّثُونَ ويتآمرون علي المسيحيين لإلحاق الاذي بهم فيتوجعوا = بِوَجَعِهم. وهم جرحى إيمانهم بالمسيح. الَّذِينَ جَرَحْتَهُمْ = مرة ثانية نري أن الآب هو الذي سمح للمسيحيين أن يتألموا ويجرحوا لأجل المسيح فهذه الألام بعد إيمانهم تعمل علي تنقيتهم فيلمع إكليلهم. وشركاء صليب المسيح هم شركاء مجده. ولكن يجب أن نفهم حكمة الألم، فبه نكمل (عب 2 : 10) ولكن اليهود تكلموا عليهم بشر كراهيتهم لهم ليحزنوهم ويوجعونهم وظن اليهود أن هذا بسلطانهم ، ولم يفهموا أنهم أداة تطهير لشعب الله. الآيات (27، 28): "اجعل إثمًا على إثمهم ولا يدخلوا في برك. ليمحوا من سفر الأحياء ومع الصديقين لا يكتبوا." كانت خطاياهم كثيرة وزادت بل كملت بصلبهم للمسيح= اِجْعَلْ إِثْمًا عَلَى إِثْمِهِمْ وزادت بإضطهاد شعبه. وهذه أيضا ألام يضعونها علي جسد المسيح (كو 1 : 24). ومايضاعف خطيتهم إنكارهم حتى الآن للمسيح وإهانتهم له . ومن يرفض المسيح الإله يعدم الحياة التي هي هبة للمؤمنين. وقطعاً لن يتبرروا= لاَ يَدْخُلُوا بِرِّكَ . آية (29): "أما أنا فمسكين وكئيب. خلاصك يا الله فليرفعني." فيها مقابلة لطيفة بين ضعف الإنسان مع نعمة الله التي تخلص وترفع. الآيات (30، 31): "اسبح اسم الله بتسبيح وأعظمه بحمد. فيستطاب عند الرب أكثر من ثور بقر ذي قرون وأظلاف." الله يفرح بالتسبيح أكثر من الذبائح العظيمة ثَوْرِ بَقَرٍ ذِي قُرُونٍ وَأَظْلاَفٍ. أي عجول كاملة السن سمينة معلوفة ذات قيمة مادية كبيرة. وتسبيح المتألم هو أعظم من أي محرقات (هو 14 : 2) . وقطعا لن يستطيع المتألم أن يسبح إن لم يدرك محبة الله وحكمته في الألم الذي يسمح به ، وإن لم يفهم والفهم غير مهم الآن وإن كنا "سنفهم فيما بعد" ، فليسبح الله لأنه صانع خيرات "وأن كل الأشياء تعمل معا للخير لمن يحبون الله" (رو8 : 28 + يو13 : 7) . آية (32): "يرى ذلك الودعاء فيفرحون وتحيا قلوبكم يا طالبي الله." كل من صار وديعاً على صورة مسيحه يفرح بالخلاص أكثر من كل كنوز الدنيا. الألم يُكَمِّل المسيح (عب 2 : 10) وذلك ليشابهنا في كل شئ حتى فى الآلام، ونحن نكمل بالآلام لنشبه المسيح حينما نتنقى (غل4 : 19) . آية (33): "لأن الرب سامع للمساكين ولا يحتقر أسراه." لقد خلص الله كل الأسرى القديسين من الجحيم. آيات (34-36): "تسبحه السموات والأرض البحار وكل ما يدبّ فيها. لأن الله يخلص صهيون ويبني مدن يهوذا فيسكنون عناك ويرثونها. ونسل عبيده يملكونها ومحبو اسمه يسكنون فيها" صهيون هي جماعة المؤمنين. ويبني مدن يهوذا= كثرة الكنائس في أقطار الأرض كعربون لسكنى المؤمنين الدائم في أورشليم السماوية. |
||||
17 - 01 - 2014, 01:35 PM | رقم المشاركة : ( 70 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 70 (69 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير هذه الأعداد الخمسة في هذا المزمور هي الآيات الختامية لمزمور (13:40-17). وأخذت هنا لاستعمالها للتسبيح في خدمات الهيكل تذكارًا لخلاص الرب لداود. ونجد فيه إلحاح على دينونة أعداء الله. والالتجاء لله والاحتماء به في الضيقات. وربما قوله للتذكير في بداية المزمور أنه يذكر ما صلي به قبلًا. ونحن نصلي بهذا المزمور في صلاة باكر طالبين معونة الله ومساندته لنا في كل ضيقة تواجهنا. ويا حبذا لو نردده دائمًا فهناك أعداء غير منظورين بالإضافة إلى المنظورين منهم (ونفهم بقولنا الأعداء الشياطين والخطايا). آية (1): "اللهم إلى تنجيتي يا رب إلى معونتي أسرع." وهل لنا أن نلجأ لسواه في كل ضيقة فيعطينا عزاء وثبات على احتمالها عوضًا عن أن نرتعب. بل يتحول الاتكال على الله إلى رجاء يحيي النفس. الآيات (2، 3): "ليخز ويخجل طالبو نفسي. ليرتد إلى خلف ويخجل المشتهون لي شرًا. ليرجع من أجل خزيهم القائلون هه هه." الشياطين يثيروا ضدنا حروبًا كثيرة عندما نريد أن نسير في طريق الله. وهم يسخرون منا في ضيقتنا وعند سقوطنا قائلين هه هه = نعمًا نعمًا (سبعينية). هم يقفوا في سخرية منتظرين سقوطنا ليشمتوا فينا. وهناك كثيرين حينما تواجههم بعض الضيقات يخاصمون الله قائلين لماذا سمحت بهذا، وهنا يسخر الشياطين منهم. وداود هنا يصلي حتى لا يسقط هذه السقطة بل تكون مؤامرة أعدائه لخزيهم إذ ينصره عليهم الله المتكل عليه. آية (4): "وليبتهج ويفرح بك كل طالبيك وليقل دائمًا محبو خلاصك ليتعظم الرب." الذين يطلبون الله عوضًا عن مخاصمته لا يخزيهم بل يعطيهم رجاء ويعطيهم نصرة في الوقت الذي يحدده هو. وهؤلاء يعظمون الرب على خلاصه. وهكذا على كل منا حين يتأمل في الخلاص الذي صنعه المسيح بصليبه أن يعظمه ويسبحه. آية (5): "أما أنا فمسكين وفقير اللهم أسرع إلىّ. معيني ومنقذي أنت يا رب لا تبطؤ." من يقول هذا؟ داود النبى والملك العظيم!! ولكنه يتضع أمام الله. فماذا يجب أن نفعل نحن؟ |
||||
|