16 - 01 - 2014, 04:51 PM | رقم المشاركة : ( 51 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 51 - تفسير سفر المزامير هو أشهر مزامير التوبة. وهو ملازم في الكنيسة القبطية لصلاة الشكر فيعطي حياة روحية متوازنة. ففي صلاة الشكر نسبح ونشكر الله على عطاياه ثم نصلي هذا المزمور فنذكر كل خطايانا ونطلب الرحمة. وبذلك لا نندفع في اتجاه دون الآخر. وقد رتل داود هذا المزمور بعد إن اكتشف على يد ناثان النبي بشاعة خطيته مع بثشبع. وحقًا فالله رحيم لكنه يرحم من هو مستعد لقبول الرحمة بأعماله وتوبته مثلما فعل داود. إن داود حين اقتنع بأنه أخطأ لم يقدم تبريرات لما صدر منه ولكنه انسحق وتاب. ومن يندم على خطيته ندامة حقيقية لا يخجل من أن يعترف بها. وصلاة هذا المزمور تشبه صلاة العشار الخاطئ التي علمها لنا السيد المسيح "اللهم ارحمني أنا الخاطئ" (لو13:18). 1. هذا المزمور نصليه في بداية كل صلاة بالأجبية. 2. مع صلاة الشكر نصلي هذا المزمور دائماً فيعطي توازناً في المشاعر الروحية. ولا يمكن لمن يصلي أن يبدأ صلاته دون أن يشكر الله على عطاياه ويعترف بحاجته للمراحم الإلهية. 3. بهذا المزمور تقدم لنا الكنيسة منهجاً صادقاً للتوبة. 4. حينما نصلي به مراراً نتحذر لئلا نتهاون مع الخطية. فداود لم يسقط في خطيته وهو يحارب بل وهو متهاون،5. جالساً فوق سطح قصره متأملاً في العالم ناسياً مزاميره. بينما أنه حين كان هارباً من شاول،6. أو بينما كان يحارب مدافعاً ضد أعداء وطنه لم نسمع عن أي خطية في حياته. ونرى في هذا المزمور توبة وانسحاق ثم تسبيح وتمتع بأورشليم العليا حيث يَشتَّم الله حياتنا كرائحة بخور زكية وكمحرقات مبهجة تكون موضع سروره، هنا يشعر الخاطئ بأن الله قبل توبته فيتعزى. فالله لا يترك الخاطئ حتى ييأس، فاليأس يعني موت أكيد. الآيات (1، 2): "ارحمني يا الله حسب رحمتك. حسب كثرة رأفتك امح معاصيّ. أغسلني كثيرًا من إثمي ومن خطيتي طهرني. اِرْحَمْنِي = لا توجد كلمة نرددها بكثرة في صلواتنا في الكنيسة قدر هذه الكلمة. فطلب مراحم الله هو المدخل الوحيد الذي ندخل به في صلواتنا أمام الله. وتعني هذه الكلمة أنني خاطئ ومعترف بخطيتي وليس لي يا رب سوى باب واحد أدخل به إليك وهو مراحمك. وهو قبل أن يذكر خطاياه يطلب المراحم "كرحمتك يا رب وليس كخطايانا"ويُذَكِّر اللهبعظيم رحمته.والله لا يحتاج أن يذكره أحد إنما قولنا أذكر يا رب كذا وكذا ... أننانثق يا رب فى وعودك ومحبتك ورحمتك وأنكسترحم وتعمل معنا كما عملت من قبل .ورحمتك يا رب هى التي تقبلأن تغفر كل الخطايا لكل الناس في كل العصور. ويطلب أن يمحو الله إثمه مثل كثرة رأفته وتحننه وعطفه وطيبة قلبه. فإن لم يمح الرب إثم إنسان سيمحي اسمه من سفر الحياة. ولنلاحظ أن هناك عقوبتان فالله سامح داود على خطيته وبذلك لن تكون هناك عقوبة أبدية وهلاك. ولكن هناك عقوبة أرضية "لا يفارق السيفبيتك" وهذه كانت لتنقية قلب داود تماما فيعود قلبه نقيا كما كان . اغسلني= فالخطية قذارة تحتاج إلى غسيل (رؤ14:7) وتطهير. وحتى أبسط خطية نرتكبها باللسان تنجس الإنسان (مت11:15). ونلاحظ أن البار يشعر بثقل خطيته أما الشيطان فيقلل من قدر الخطية. وكانت هناك غسلات وتطهيرات في العهد القديم مبنية على دم الذبائح لكل خطية وكل نجاسة. أما في العهد الجديد فنحن نتطهر بدم المسيح عن طريق غسل المعمودية والتوبة والاعتراف ونلاحظ أنه حين طلب الرحمة لم يشر لأعماله العظمية لأجل الله سابقًا بل إلى رحمة الله العظيمة. إثمى = كلمة إثم تعنى أى خطأ يصنعه الإنسان تجاه الله أو البشر . خطيتى = كلمة خطية فى أصلها اللغوى تعنى عدم إصابة الهدف وبالتالى ضياع المكافأة "الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله" (رو3 : 23) . وهدف الإنسان يجب أن يكون إرضاء الله الديان العادل ، وحينئذٍ تكون المكافأة مجد وأفراح الأبدية . فمن يخطئ هو من يكون هدفه إرضاء شهوته غير عابئ بإرادة الله . آية (3): "لأني عارف بمعاصيّ وخطيتي أمامي دائما. " اعتراف بالخطية والضعف، والله يطلب هذا الاعتراف. خَطِيَّتِي أَمَامِي دَائِمًا= من يتذكر خطاياه دائماً يخجل وبخجله يندم وبندمه يحترس من السقوط ثانية وباحتراسه يأخذ مغفرة. يقول القديس الأنبا أنطونيوس"إن ذكرنا خطايانا ينساها لنا الله، وإن نسينا خطايانا يذكرها لنا الله" . وحينما نقول في القداس "ومن تذكار الشر الملبس الموت" أي لا نذكر شهوات الخطايا السابقة فنشتاق إليها ثانية كما اشتهى الشعب الكرات والبصل في سيناء بل نذكر أننا أحزننا قلب الله وننسحق ، وأيضا يكون تذكار الشر ملبس للموت لو دخلنا فى حالة يأس من رحمة الله الغافرة. لكن لنذكر خطايانا ونشكر الله ونسبحه على الدم الغافر . فهناك تذكار الشر بطريقتين يقودان للموت: 1) إثارة الشهوة مرة أخرى؛ 2) اليأس . وهناك فائدتين لتذكار الشر يقودان للحياة: 1) تسبيح الله على الفداء؛ 2) التواضع . آية (4): "إليك وحدك أخطأت والشر قدام عينيك صنعت لكي تتبرر في أقوالك وتزكو في قضائك." كل خطية هي موجهة ضد الله. فجسدنا هو ملك للرب وهكذا جسد من أخطأنا إليه. بل كل منا على صورة الله فكيف نهين صورة الله. والله وهبنا الكثير فنذكر هنا أننا أخطأنا ضد من أحبنا ووهبنا الكثير. لقد وهبنا الله كل وسائط النعمة التي بها نغلب ومع هذا سقطنا وخالفنا شريعة الله ، وأخطأنا إليه. ربما لم يعرف أحد خطيتنا ولكن الله رآها فهو فاحص القلوب والكلى. وحين رأي الله حزِن وهذا ما أحزن داود. وقوله "إذا حوكمت" (فى الترجمة السبعينية) أي متى ناقشتك من جهة أحكامك (إر1:12)، وكيف أتبرر وأنت فاحص القلوب ولقد ضبطتني ورأيت خطيتي. لكي تتبرر في أقوالك وتزكو في قضائك= كل أحكام الله هي بر، وقد نرفض تنفيذ وصاياه ولكن سيتبين لنا بعد ذلك أن كل أقوال الله صادقة وحق وهي لصالحنا، ومن ينفذها يستريح ويحيا في سلام هنا على الأرض وله راحة أيضًا ومجد في الأبدية، أما من يرفض في كبرياء سماع وصايا الله فلن يجد راحة على الأرض ولن يقدر على مواجهة الله في الدينونة. تزكو في قضائك جاءت في الإنجليزية blameless in thy judgment وفي ترجمة أخرى جاءت blameless when you judge. فلن يقدر أحد أن يوجه لوم إلى الله في أي حكم من أحكامه. فعقوباته على الأرض كانت للتنقية ولإعدادنا للسماء، وفي الدينونة سنجد أن الله قد عمل معنا كل شيء يقودنا للخلاص، ونحن الذين رفضنا مشيئاته وتذمرنا عليه، ولن يستطيع أحد أن يلومه على أحكامه سواء هنا على الأرض وما حدث لحياتنا على الأرض أو يلومه على دينونتنا وأننا لم نأخذ فرصتنا، فلسوف نكتشف أن الله قد عمل كل شيء ممكن لخلاصنا ونحن بحريتنا قد رفضنا. آية (5): "هأنذا بالإثم صوّرت وبالخطية حبلت بي أمي." الخطية لها جذورها في طبيعتي البشرية، فأنا ذو طبيعة فاسدة (الخطية الأصلية) هذا تقرير للحالة وليس تبرير للخطية. ولهذا نحتاج كلنا لغسل المعمودية. آية (6): "ها قد سررت بالحق في الباطن ففي السريرة تعرفني حكمة." ها قد سررت بالحق في الباطن = حيث أنك يا رب تحبأن تكون قلوبنا يملأها البحث عن الحق بأمانة. ففي السريرة تعرفني حكمة = علمني يا رب أسرار حكمتك. فأنا لم أخطئ عن جهل، لأنك كشفت لي كل شيء في شريعتك وفي الضمير الذي وهبتني إياه، لم يعد شيئًا مخفيًا أمامي عما تريده فماذا أقول الآن؟! وحينما تناسيت وصاياك وسقطت جاء ناثان وذكرني، فأنت لا تتركني أبدًا، فيا رب علمني وعرفني دائمًا حتى أرضيك. آية (7): "طهرني بالزوفا فأطهر. اغسلني فأبيض أكثر من الثلج." ولكن إن علمتني وعرفتني أسرار حكمتك ، فسأظل عاجزا عن تطهير نفسي فطهرني أنت يا رب . ولكن لا تطهير سوي بدمالمسيح . والزوفا نبات كانوا يغمسونه في دم الذبيحة ويرشون بها للتطهير "فبدون سفك دم لا تحدث مغفرة" (عب22:9). ولا غفران سوى بدم المسيح (1يو7:1) . وهذا الدم يبيض (رؤ14:7). أي يمحو الخطية تماماً. والزوفا نبات صغير وضعيف جداً فهو يشير للمسيح في اتضاعه. وكانوا فى تطهير البرص يذبحون عصفورا على ماء حى ويرشون بالزوفا على الأبرص من الدم والماء (لا14 : 6 ، 51 ، 52) . وكان الماء رمزا للمعمودية ، ونحن نغتسل بالمعمودية للخلاص. وقد خرج من جنب المسيح دم وماء بعد موته على الصليب . وحين صارت ثياب المسيح كالثلج في التجلي كان هذا إعلاناً عن الكنيسة المتطهرة بدمه (أف27:5). آية (8): "أسمعني سرورًا وفرحًا. فتبتهج عظام سحقتها." الخطية عقوبتها فيها بمعني أن أي خطية لها أثارها المدمرة للإنسان نفسا وجسدا وروحا . والله حين منعنا عن أي خطية فهو منعنا ليحمينا من هذه الأثار المدمرة . والله لايحمينا من أثار الخطية هذه ، حتي نشعر بها وننسحق فلا نعود للخطية ثانية. ويصاحب هذه الأثار عدم رضا الله ، وعدم الرضا هذا ينعكس علي الخاطئ فيفقد سلامه وفرحه. وداود خلال إنسحاقه وألامه إرتجفت عظامه، وفقد سروره وفرحه. وهو هنا يطلب من الله أن يغفر ويرضي عليه فيعود له السرور والبهجة، وبقدر الإنسحاق يكون السرور . فالله يسكن عند المتواضع القلب والمنسحق (إش 57 : 15) فالخطية تبلي العظام والتوبة تقيم الإنسان الجديد. فَتَبْتَهِجَ عِظَامٌ سَحَقْتَهَا = أما الترجمة "فتبتهج عظامي المتواضعة" فترجمة غير دقيقة. وفي العظام المنسحقة نرى توبة وحزن على الخطية وإنسحاق. وقد لا يعطي الله هذا الشعور بسرعة لأن ما نناله سريعاً نفقده سريعاً. وذلك لأننا لم نتعب فيه. ولذلك فقد يترك الله الخاطئ التائب في أحزانه فترة. وقوله عظامي المنسحقة، لا يقصد عظام الجسد بل إنسحاق النفس. وبقدر ما تكون التوبة صادقة ، فسريعا ما يعود السرور والفرح للإنسان . آية (9): "استر وجهك عن خطاياي وأمح كل آثامي." هنا يذكر الوسيلة التي تبتهج بها عظامه (وتستمر الوسيلة حتى الآية11) وحتى لا يصرف الله وجهه عن الإنسان فليصلي الإنسان أن يصرف الله وجهه عن خطاياه. كل خطاياه، فلو بقيت خطية لما صرت مقبولًا. والتوبة هي الطريق الوحيد الذي به ينسى الله خطايانا. آية (10): "قلبًا نقيًا اخلق فيَّ يا الله وروحًا مستقيمًا جدد في داخلي." قَلْبًا نَقِيًّا = هي طلبة لكي يطهره الله من كل فكر نجس. ونحن بدون معونة من الله لن نقدر أن نحيا في نقاوة. وبدون نقاوة ستظل خطايانا أمام الله. وقوله إخلق هذا يعني أنه يطلب قلب جديد وخليقة جديدة لا علاقة لهما بالماضي . ويطلب رُوحاً مُسْتَقِيماً = أي إصلاح كل الداخل وليس مجرد التصرفات الخارجية، إذاً هو يطلب عمل روح الله فيهالذى يجدد طبيعتنا. جَدِّدْ= اليهود كانوا يسمونالمياه إمّا 1 ) مياها حية= وهي المياه الجارية كالنهر ، وهذه تأخذ معها في جريانها أي قاذورات في مجري الماءفيتجدد الماء بإستمرار ويتنقى .
والمياه الحية التي نشرب منها ، كما فهمنا من حديث السيد المسيح مع السامرية (يو4) + (يو 7: 37-39) هي الروح القدس الذي أرسله السيد المسيح لنتوب وتتجدد طبيعتنا، ويثبتنا في المسيح فنصير خليقة جديدة فنحيا (2كو5:17). آية (11): "لا تطرحني من قدام وجهك وروحك القدوس لا تنزعه مني." هو يعترف أنه بخطيته قاوم روح الله الذي يدعو للتوبة ولكنه يصلي حتى لا ينزع الله الروح القدس منه، فالروح القدس هو الذي ينقي القلب . ونزع الروح معناه قطع الصلة مع الله (ربما يذكر داود هنا ما حدث لشاول الملك). آية (12): "رد لي بهجة خلاصك وبروح منتدبة أعضدني." الخطية أفقدت المرتل التمتع بوجه الله واهب البهجة بالخلاص. ويصلي ليعيدها الله له. وبروح منتدبة = أي أنك تعطيعطايكيا رب بالكرم وبسخاء ولا تعير، بل أنت تسر بأن تعطي من تلقاء ذاتك وحتى دون أن نسأل = وهذا معني كلمة منتدبة. وفي الترجمة السبعينية ترجمت "وبروح رئاسي أعضدني" أي فليسود روحك القدوس علي مشاعري وعلى النفس والجسد بكل طاقاتهما ويرأس ويقود فلا انحرف ثانية. بل يقود ويعين = اعضدني. آية (13): "فأُعلّم الأثمة طرقك والخطاة إليك يرجعون." هنا يربط المرتل بين عودته بالتوبة والشهادة للمخلص كما قال الرب لبطرس "ولكنى طلبت من أجلك لكى لا يفنى إيمانك. وأنت متى رجعت ثبت إخوتك" (لو32:22). والشهادة هنا هي رجوعه لله وإمتناعه عن الخطية وتسبيحه لله دائماً على قبوله ثانية، والسعى مع كل نفس خاطئة ليردها لطريق الحياة. آية (14): "نجني من الدماء يا الله إله خلاصي. فيسبح لساني برك." الدِّمَاءِ = تشير لكل نفس كنا سبباً في عثرتها وسقوطها. وربما بالنسبة لداود فهو يذكر خطيته تجاه أوريا. وداود يعد الله أنه حينما يخلص من هذه الخطية لن يكف عن تسبيحه. والله خلصنا وغفر خطايانا بعدله الذي ظهر في موت المسيح على الصليب. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). لذلك يقول فَيُسَبِّحَ لِسَانِي بِرَّكَ ="فيبتهج لساني بعدلك"(سبعينية).أي صليبك الذي نجاني منخطاياي. فعدل الله رحيم. ونلاحظ أن كلمة عدل وكلمة بر هما كلمة واحدة فى العبرية . فعدل الله ظهر على الصليب إذ قبل المسيح حكم الموت عنا وبدمه تبررنا ، وظهر على الصليب بر الله وتحققت وعوده فى خلاصنا . آية (15): "يا رب افتح شفتي فيخبر فمي بتسبيحك." حينما يفتح الله فمنا سيخرج منه كلام طيب، كلام تسبيح. أما لو كان المتكلم هو الذات سيخرج كلام كبرياء لا يخلو من معصية (أم19:10). ولنلاحظ أن الإنسان المستعبد لخطية لا يستطيع أن يسبح (مز 137 : 1-4). والشعب سبح تسبحة موسى بعد أن حرره موسى وخرجوا من عبودية فرعون. وهكذا نسبح في السماء (رؤ3:14). وكما غفرت خطايانا بالصليب، فنحن أيضا تحررنا من عبودية الشيطان، ومن تحرر يسبح. الآيات (17، 16): "لأنك لا تسر بذبيحة وإلا فكنت أقدمها. بمحرقة لا ترضى. ذبائح الله هي روح منكسرة. القلب المنكسر والمنسحق يا الله لا تحتقره." الله لا يسر بالمحرقات إن لم يشترك فيها القلب (إش11:1 ، 12)، والله لا يسر بمظاهر العبادة الخارجية والقلب مبتعد بعيداً، فالله يقول "يا إبنى إعطني قلبك" (أم23 : 26) وراجع أيضا (إش13:29). والله يطلب القلب المنسحق والمتواضع والتائب عن خطيته (إش15:57). الآيات (19، 18): "أحسن برضاك إلى صهيون. ابن أسوار أورشليم. حينئذ تسر بذبائح البر محرقة وتقدمة تامة. حينئذ يصعدون على مذبحك عجولًا." لقد بدأ داود مزموره بالاعتراف بخطاياه وينهيه بالتمتع بحياة شركة كنسية قوية فبنزع خطايانا نعود للشركة مع الكنيسة مقدمين ذبائح عجول شفاه أي تسابيح (هو2:14). وصهيون وأورشليم رمز للكنيسة أو النفس. وما هي أَسْوَارَ أُورُشَلِيمَ = هي العودة لحماية الله والدخول في حمايته فيكون سوراً لنا (زك5:2). قد تكون هذه الآيات الأخيرة قد وضعت بعد سبى بابل ، وقد أضافوها على أشهر مزامير التوبة ، كأنهم يدعون المسبيين فى بابل للتوبة ليعيدهم الله إلى أورشليم ويعيد لهم بناء الهيكل فيعودون لحياة العبادة والشركة مع الله . وقد يكون داود قد كتب هذه الأيات كتائب يطلب من الله أن يعيده لشركة العبادة ويحميه من السقوط ثانية ويحمى أورشليم التى كانت مهددة بسبب خطيته إذا كانت ثورة إبشالوم إبنه قد نجحت . وبالنسبة لنا فنحن نصليها ليحمى الله الكنيسة ، ويحمى ويحافظ على أولاده بداخلها ويفرحون بعبادتهم فى الكنيسة ، ويفرح الله بهم ويكون فى وسطهم ، وهم يقدمون أنفسهم ذبائح حية ، صالبين أجسادهم مع الأهواء والشهوات (غل5 : 24) = تُسَرُّ بِذَبَائِحِ الْبِرِّ، مُحْرَقَةٍ وَتَقْدِمَةٍ تَامَّةٍ وقارن مع (رو12 : 1). حِينَئِذٍ يُصْعِدُونَ عَلَى مَذْبَحِكَ عُجُولاً = هذه تعنى تقديم التسبحة والشكر لله فى كل حال وعلى كل حال حتى فى الضيقات ثقة منا أن الله صانع خيرات ، وهذه الثقة التى بها نسبح الله وسط الضيقة هى الإيمان الى به يرضى الله "بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه" (عب11 : 6) . وهذه الآيات مناسبة تماما لأشهر مزامير التوبة ، فالتائب الحقيقى لا يمكن له أن يحيا حياة مسيحية بعيدا عن شركة الكنيسة . |
||||
16 - 01 - 2014, 04:52 PM | رقم المشاركة : ( 52 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 52 - تفسير سفر المزامير قصة دواغ الأدوميوقتله لكهنة نوب موجودة في (1صم21، 22). وحينما سمع داود بشرور دواغ وقتله للكهنة عزّى نفسه في ضيقتها بترتيله بكلمات هذا المزمور. آية (1): "لماذا تفتخر بالشر أيها الجبار. رحمة الله هي كل يوم." كثيرون يفتخرون بالشر مثل دواغ وربشاقي ناظرين لقوتهم، أو قوة من يعتمدون عليهم كشاول الملك أو ملك أشور. ولكنهم ينسون رحمة الله التي تحيط شعبه. الآيات (2-4): "لسانك يخترع مفاسد كموسى مسنونة يعمل بالغش. أحببت الشر اكثر من الخير. الكذب أكثر من التكلم بالصدق. سلاه. أحببت كل كلام مهلك ولسان غش." راجع (يع3) لترى عمل اللسان. فدواغ أحب الشر، وأن ينم على داود وعلى الكهنة وهذا بدلًا من أن يلتمس لهم العذر. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وكان السبب في قتلهم، كان كموسى يحلق كل الشعر ويرميه. فتنته كانت هكذا سببًا في هلاك كل الكهنة. آية (5): "أيضًا يهدمك الله إلى الأبد. يخطفك ويقلعك من مسكنك ويستأصلك من أرض الأحياء. سلاه." هنا داود يتكلم بلسان النبوة عما سيحدث للأشرار (عو15). آية (6): "فيرى الصديقون ويخافون وعليه يضحكون." قد يحسد الصديقين الأشرار إذ يرون نجاحهم الوقتي. ولكنهم حين يرون نهايتهم المؤلمة يخافون. ويضحكون على يوم حسدوهم فيه، وعلى تفاهة هذا العالم. آية (8): "أما أنا فمثل زيتونة خضراء في بيت الله. توكلت على رحمة الله إلى الدهر والأبد." أولاد الله كزيتونة مملوءة بزيت النعمة الداخلي فهم مملوءون من الروح القدس. آية (9): "أحمدك إلى الدهر لأنك فعلت وانتظر اسمك فأنه صالح قدام أتقيائك." هنا المرنم يسبح الله ويحمده على هذه النعمة التي أعطاها له فالله صانع خيرات. |
||||
16 - 01 - 2014, 04:53 PM | رقم المشاركة : ( 53 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 53 - تفسير سفر المزامير راجع تفسير (مز14). هذا المزمور تقريبًا هو نفس المزمور (14) مع فارق طفيف في الكلمات. وحين يكرر الوحي نفس الكلمات مرتين فذلك حتى يكون هناك شاهدين علينا أن الله قد حذَّر وأنذر من عقوبات الخاطئ الجاهل، الذي يتمادى في خطاياه مبررًا ذلك بأن الله لا يرى ولن يعاقب. الله يكرر لعلنا نخجل، فالجاهل يقول لا إله ويخطئ، أما نحن فنؤمن بالله ومع هذا نخطئ. والفارق بين المزمورين نجده في (5:14، 6 مع 5:53). آية (5): "هناك خافوا خوفًا ولم يكن خوف لأن الله قد بدد عظام محاصرك. أخزيتهم لأن الله قد رفضهم." أعداء الله يلقي عليهم الله خوفًا ورعبًا في قلوبهم، ربما لا يكون ظاهرًا لهم سببًا لهذا الخوف = ولم يكن خوف. ولكن تجدهم في رعب كما حدث مع المصريين وهم يطاردون الشعب مع موسى. ودائمًا فهناك خوف في قلب الخاطئ، هناك خوف لكل من يقف ضد الله وشعبه، الخوف ناشئ عن ضمائرهم المذنبة. لأن الله قد بدد عظام محاصرك = الله سمح بضربة لجيش أشور الذي حاصر شعبه في أورشليم وأهلك 185,000 من هذا الجيش تبعثرت عظامهم حول المدينة. وبعد أن كان ربشاقي يسخر من الله ومن شعب الله صار سخرية لشعب الله = أخزيتهم لأن الله قد رفضهم = فهل نخاف ممن سيخزيه الله ومن ألقي الله رعبًا في قلبه. ونرى في هذه الآية سببًا لرعب الأعداء أن الله يعرض أمام قلوبهم صورة لضرباته المرعبة ضد شعبه فيرتعبون. |
||||
16 - 01 - 2014, 04:55 PM | رقم المشاركة : ( 54 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 54 (53 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير من عنوان المزمور نفهم أن داود كتبه عندما هرب من شاول، فتآمر عليه الزيفيون ووشوا به إلى شاول (1صم19:23). فكانوا مثالًا ليهوذا الخائن. بل كان الزيفيون من سبط يهوذا. نصلى هذا المزمور في الساعة السادسة لنذكر السيد المسيح محاطًا بأعدائه وهو على الصليب، وما لحقه من الخزي والعار، ولكن كان انتصاره محققًا "يرد الشرور على أعدائي". آية (1): "اللهم باسمك خلصني وبقوتك احكم لي." اسم الله = هو (تعبير عن قدرات الله وقوته وشخصيته). وبترديد إسمه يكون للمؤمنين نصرة وللمضادين إبادة. (أهمية صلاة يسوع، وتسبيح اسم يسوع دائمًا). وباسمه أقام بطرس المقعد. آية (2): "اسمع يا الله صلاتي أصغ إلى كلام فمي." نرى هنا الإلحاح واللجاجة في الصلاة، وهنا هو يلتجئ لله في ضيقته الشديدة. آية (3): "لأن غرباء قد قاموا عليّ وعتاة طلبوا نفسي. لم يجعلوا الله أمامهم. سلاه." الغرباء = هم الزيفيون. والأقوياء = عتاة= شاول وجنوده. والغرباء هم كل من كان على شاكلة الزيفيون في الخيانة والغش مهما كان اعتقادهم. الآيات (4، 5): "هوذا الله معين لي. الرب بين عاضدي نفسي. يرجع الشر على أعدائي. بحقك أفنهم." هنا يصل المرتل في صلاته لدرجة الثقة في معونة الله، وهذه ظاهرة في مزامير داود أنه يبدأ بالسؤال والشكوى وينتهي بالثقة والتسبيح والشكر لله. وهذا يرجع للخبرات السابقةفداود تقدم لقتال جلياط إذ سبق الله وأعطاه القوة على أسد ودب. الرب بين عاضدي نفسي= داود هنا لا يضع الله في نفس مستوى مؤيديه ولكنه يفتخر بأن الرب معه وإذا كان الرب في جانبه فهو لن يهتم بمن هم ضده مهما كانت قوتهم. وهؤلاء الذين هم بجانبي، هم لا شيء إذا لم يكن الله معهم، بل هو الذي جعلهم يعضدونني. ثم يتنبأ على أعدائه بأنهم سيتعرضون لعقوبة الله وسوف يرجع الشر عليهم. ولنلاحظ أنه في العهد القديم لم يكن هناك تمييز بين الخاطئ والخطية، فالله القدوس البار العادل لابد أن يجازي الخاطئ ليعلن قداسته وحقه = بحقك إفنهم= إظهر عدلك وأنك تحكم بالحق في فنائهم. آية (6): "أذبح لك منتدبًا. أحمد اسمك يا رب لأنه صالح." منتدبًا= طائعًا (سبعينية) أي بإرادتي ومن قلبي وبسرور وليس كفرض. آية (7): "لأنه من كل ضيق نجاني وبأعدائي رأت عيني." وبأعدائي رأت عيني= هو يقدم ذبائحه بسرور حين رأى عمل الله ضد أعدائه. ونحن حين نصلي هذا الكلام نضع في قلوبنا أن أعدائنا هم الشياطين والخطية والذات. |
||||
17 - 01 - 2014, 12:48 PM | رقم المشاركة : ( 55 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 55 - تفسير سفر المزامير يتفق معظم المفسرين أن داود كتب هذا المزمور أثناء ثورة إبشالوم. وهنا نراه في غاية الأسى من خيانة أخيتوفل. ونرى هنا داود رمزًا للمسيح المتألِّم من ثورة شعبه ضده، وخيانة أخيتوفل صورة لخيانة يهوذا وكلاهما مضى وخنق نفسه. والآية (21) من هذا المزمور ترتلها الكنيسة في مزمور يوم الخميس الكبير (خميس العهد) من أيام البصخة وكذلك يوم الثلاثاء وتذكر بها خيانة يهوذا وقبلته الغاشة لسيده. الآيات (1-8): "أصغ يا الله إلى صلاتي ولا تتغاض عن تضرعي. استمع لي واستجب لي. أتحير في كربتي واضطرب. من صوت العدو من قبل ظلم الشرير. لأنهم يحيلون عليّ إثمًا وبغضب يضطهدونني. يمخض قلبي في داخلي وأهوال الموت سقطت عليّ. خوف ورعدة أتيا عليّ وغشيني رعب. فقلت ليت لي جناحًا كالحمامة فأطير واستريح. هانذا كنت ابعد هاربًا وأبيت في البرية. سلاه. كنت أسرع في نجاتي من الريح العاصفة ومن النوء." هي صلاة داود في كربته التي حيرته، ولم يجد طريقًا للهرب بعد أن حاصره أعداؤه تمامًا، وقارب الموت فارتعب وتمنى لو أن له جناحين فيهرب بهما من هذا الحصار وهذه الضيقة. وفي قوله غشيني رعب = أي التف عليَّ من كل جانب. والحمامة تشير للروح القدس، والقديسون لهم جناحي هذه الحمامة، هو لم يقل جناحي نسر ولا صقر فهي طيور نجسة، ولكن جناحي الحمامة يشيران لطهارتها. ومن يقبل أن يحيا في طهارة يمتلئ من تعزيات الروح القدس ويحلق في السماويات بجناحيه. ليت لي جناحًا كالحمامة = الحمامة تطير راجعة إلى بيتها هي (فلك نوح/ الحمام الزاجل). والروح القدس (الذي أخذ شكل الحمامة يوجهنا دائمًا للمسيح الذي لو التجأنا إليه نستريح= فأطير وأستريح. إذًا هو يشير لاشتياقه لبيت الله، ليلتقي به سريعًا = اطير. ثم نجده يشتاق للخلوة مع الله بعيدا عن الناس= أبيت في البرية = هكذا اختلى الرهبان في بريتهم بعيدًا عن العالم، إذ شعروا بلذة عشرة الله وتعزياته وبعيدًا عن خيانة البشر وشرورهم. وهكذا كان المسيح ينفرد في الجبل ليصلي. إن أرواح القديسين تشتاق للهروب من هذا العالم الآيات (9-15): "اهلك يا رب فرّق ألسنتهم لأني قد رأيت ظلمًا وخصامًا في المدينة. نهارًا وليلًا يحيطون بها على أسوارها وإثم ومشقة في وسطها. مفاسد في وسطها ولا يبرح من ساحتها ظلم وغش. لأنه ليس عدو يعيرني فاحتمل. ليس مبغضي تعظم عليّ فاختبئ منه. بل أنت إنسان عديلي إلفي وصديقي. الذي معه كانت تحلو لنا العشرة. إلى بيت الله كنا نذهب في الجمهور. ليبغتهم الموت. لينحدروا إلى الهاوية أحياء لأن في مساكنهم في وسطهم شرورًا." هنا نجد الصورة العكسية ، فالخلوة مع الله فرح وسلام ....لكن ماذا في العالم غير خيانة وغدر وكراهية الأشرار. لذا نجد هنا صلاة فيها رجاء أن يتدخل الله ضد الأشرار ويعاقبهم، فالله القدوس لا يقبل الشر ولا يقبل ظلم أولاده. وهذه الصلاة قالها داود بروح النبوة. وهنا يُصوِّر داود حال المدينة والشر الذي يسودها. وما يؤلمه بالأكثر خيانة صديقه ومشيره أخيتوفل= بَلْ أَنْتَ إِنْسَانٌ عَدِيلِي إِلْفِي وَصَدِيقِي. هنا داود يوجه عتاب مباشر لمن كان يوما صديقا له. وماذا يطلب داود ؟ فَرِّقْ أَلْسِنَتَهُمْ = إبطل يا رب مشورة هؤلاء الاشرار، كما بلبلت يا الله ألسنة الأشرار في بابل فلم يستطيعوا الإتفاق في الشر، وبطل عملهم (وقد حدث اختلاف في أقوال الشهود ضد المسيح يو16:9 + مر56:14). نَهَارًا وَلَيْلاً يُحِيطُونَ بِهَا عَلَى أَسْوَارِهَا= نجد جواسيس إبشالوم يدورون حول أسوار المدينة يترصدون خطواته وخطوات رجال ليهلكوه. ومع المسيح فقد أمسكوا به ليلاً وحاكموه ليلاً وأسلموه لبيلاطس ثم ليصلب نهاراً. وفي (13) نرى خيانة يهوذا. إِنْسَانٌ عَدِيلِي إِلْفِي وَصَدِيقِي = انسان مثلي، زميل وصديق عاشرني ، أكلنا وشربنا معا ، ولم يري مني سوي الحب. ولكن الخيانة لم تصدر عن يهوذا فقط، بل من شعب اليهود الذي أخذ المسيح جسده منهم وصار إنساناً وجال يصنع وسطهم خيراً ثم قاموا عليه وصلبوه. وفي (14) نرى صورة الصداقة والحب التي أظهرها المسيح لتلاميذه وليهوذا، فكان يذهب معهم للهيكل ولكل مكان. ونرى في (15) عقوبة هذه الخيانة، فنصيب من رفض رب الحياة، الهلاك في الجحيم. وهلاك يهوذا المنتحر أوصله للجحيم. وهكذا كل من في مساكنهم في وسطهم شروراً. الآيات (16-19): "أما أنا فإلى الله اصرخ والرب يخلصني. مساءً وصباحًا وظهرًا أشكو وأنوح فيسمع صوتي. فدى بسلام نفسي من قتال عليّ لأنهم بكثرة كانوا حولي. يسمع الله فيذلهم والجالس منذ القدم. سلاه. الذين ليس لهم تغير ولا يخافون الله." نجد هنا صراخ داود لله. ونجده يصرخ بثقة في استجابة الله= والرب يخلصني. مساءً وصباحًا وظهرًا= أي هو يصلي بلا انقطاع. وهناك من رأي أن المساء يشير لهذا العالم في ضيقاته. والصباح يشير ليوم القيامة. والظهر يشير بشمسه الحارقة لوقت الدينونة التي ينقذه منها الله أشكو وأنوح فيسمع صوتي وبالنسبة للمسيح فمساءً تشير لوقت القبض عليه ومحاكمته وصباحًا تشير لمحاكمته أمام بيلاطس وظهرًا تشير لصلبه وموته ودفنه. وفي (18) نرى الله ينقذ داود من أعدائه= فدى بسلام نفسي. وفدى الآب جنس البشر بموت ابنه، وأنقذ بعد الموت نفس ابنه منه بأن أقامه ليقيم معه كنيسته. وأما أعداؤه فيذلهم الجالس منذ القدم هو جالس على عرشه كديان. وقد أذلَّ اليهود بعد صلبهم للمسيح. الذين ليس لهمتغير= أي الذين ظلوا مصرين على رفض المسيح، ولم يعتمدوا، ولم يحل عليهم الروح القدس. الآيات (20، 21): "ألقى يديه على مسالميه. نقض عهده. أنعم من الزبدة فمه وقلبه قتال. ألين من الزيت كلماته وهي سيوف مسلولة." يعود المرنم لوصف الخائن الشرير، فبعد أن ذكر شرور اليهود، عاد بمرارة ليذكر خيانة يهوذا فهو كان له وضع خاص= ألقى يديه على مسالميه= فالمسيح لم يقدم له سوى الخير لكنه نقض عهده وألقي يديه عليه. . وكلماته وقبلته كانت غاشة أنعم من الزبدة بلا قسوة ظاهرة (2صم2:15-6). آية (22): "ألق على الرب همك فهو يعولك. لا يدع الصدّيق يتزعزع إلى الأبد." الأعداء يشهرون سيوفهم لقتال البار، والبار يلقي على الرب همه وهو يعوله. قال أحدهم أن هذه الآية وجهت لبطرس حتى لا يفشل المخطئ إذا قدَّم توبة. آية (23): "وأنت يا الله تحدرهم إلى جب الهلاك. رجال الدماء والغش لا ينصفون أيامهم. أما أنا فاتكل عليك." لا ينصفون أيامهم= أي لم يكملوا نصف مدة أيامهم. سيأخذ الله حياتهم مبكرًا. وفي (10) |
||||
17 - 01 - 2014, 12:50 PM | رقم المشاركة : ( 56 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 56 - تفسير سفر المزامير داود لم يترك قيثارته أبدًا، بل ظل وهو في شدة ضيقه مسبحًا الله صارخًا له. وهو هنا يصرخ لله بينما كان هاربًا إلى ملك جت. وهو ذهب إلى جت مرتين. في الأولى تظاهر بالجنون (1صم14:21). وفي الثانية التجأ إلى ملك جت ومعه 600 رجل فقبله. وهذا المزمور غالبًا كان في الزيارة الأولى أو الهروب الأول لجت. عنوان المزمور على الحمامة البكماء بين الغرباء= قد يكون إشارة إلى لحن حزين يرتل على نفس لحن هذا المزمور. وقد يكون المعني فيه إشارة لداود نفسه الهادئ الوديع الذي مثل الحمامة وقد طردوه وهو لم يؤذِ أحدًا، ولم يرد على أحد بشر، بل أقصوه بعيدًا عن الهيكل. وقطعًا في كل هذا هو رمز للمسيح الذي كان كشاةٍ أمام جازيها لا يفتح فاه. آية (1): "ارحمني يا الله لأن الإنسان يتهممني واليوم كله محاربًا يضايقني." يتهممني= يضايقني ويدفعني ويدوسني بكبرياء. ونلاحظ أنه بينما هو هارب إلى ملك جت لكنه في قلبه هو ملتجئ إلى الله، طالبًا الحماية منه. ويشير قوله الإنسان يتهممني= أنه بالرغم من أن شاول الملك هو الذي يضطهدني إلا أنه إنسان إذاً فهو زائل. آية (2): "تهممني أعدائي اليوم كله لأن كثيرين يقاومونني بكبرياء." هذه تشير لحالة الحرب ضد داود وتشير لحالة حروب إبليس ضدنا اليوم كله. آية (3): "في يوم خوفي أنا عليك اتكل." مهما كان مضايقي بشر (زائلون) أو شياطين، فأنت الله الذي فوق الكل لذلك ألجأ إليك. آية (4): "الله أفتخر بكلامه على الله توكلت فلا أخاف. ماذا يصنعه بي البشر." افتخر= أسبح بكلام الله. هنا يرى المرنم الله كضابط الكل فلا يخاف مؤامرات البشر. آية (5): "اليوم كله يحرفون كلامي. عليّ كل أفكارهم بالشر." رجال شاول حرفوا كلام داود ليثيروا شاول ضده، وهكذا فعل اليهود مع المسيح. آية (6): "يجتمعون يختفون يلاحظون خطواتي عندما ترصّدوا نفسي." هم يجتمعون خفية ويتآمرون ضدي، يترصدون خطواتي ليهلكوا نفسي. آية (7): "على إثمهم جازهم. بغضب اخضع الشعوب يا الله." هذه بروح النبوة، فالله يخضع كل الأشرار. وخاصة اليهود الذين صلبوا المسيح. آية (8): "تيهاني راقبت. اجعل أنت دموعي في زقّك. أما هي في سفرك." تَيَهَانِي رَاقَبْتَ = هو يشعر أنه حتى في توهانه في جت، وفي هروبه من شاول، أن عين الله عليه ويحفظه. وهو يشعر أن الله في كل ضيقته تضايق وأن الله رأي دموعه وهو يذكر كل الآلام التي وقعت عليه، وسيعوضه خيراً لذلك يقول=اجْعَلْ أَنْتَ دُمُوعِي فِي زِقِّكَ. ومتى يحفظ الله دموعنا في زق عنده؟ حينما نبكي أمامه في صلواتنا، ولا نبكي أمام الناس ونشتكي لهم، أو نبكي على ضياع شئ جسداني تافه في روح تذمر على الله. ولقد كان للمصريين والرومان آنية صغيرة يحفظون فيها دموعهم كتذكار محبة لمن بكوا من أجله. وداود لم يلجأ لحفظ دموعه في إناء ينكسر بل أراد أن يحفظها عند الله. والزق إناء جلدي يحفظون فيه الخمور. وداود ربما أراد في تسابيحه وصراخه لله أن يفرح قلبه بأنه له وهو لا يلجأ إلى سواه. لقد حفظ الله في زق عنده دموع المرأة الخاطئة، وكانت أمامه أثمن من أي طيب. والدموع تغلب الله (نش5:6). والله كتب آلامه فيسِفْر لا يصل إليهأحد أي أن الله لن ينسى له كل هذه الألام. آية (9): "حينئذ ترتد أعدائي إلى الوراء في يوم أدعوك فيه. هذا قد علمته لأن الله لي." طالما أن عينا الله تراقبه وعنايته تحيطه فلن يتمكن أعداؤه منه. آية (12): "اللهم عليّ نذورك. أوفي ذبائح شكر لك." وصل هنا إيمان النبي إلى الذروة، لقد رأى أن الله سيعيده لأورشليم منتصرًا على أعدائه فيوفي نذوره ويقدم ذبائح شكر لله. آية (13): "لأنك نجيت نفسي من الموت. نعم ورجليّ من الزلق لكي أسير قدام الله في نور الأحياء." الله نجاه من الموت. وأنقذ رجليه من الزلق= انحرافه لعبادة آلهة جت . أسير قدام الله في نور الأحياء= المرنم يقصد المعنى المباشر أنه سيعود حيًا إلى أورشليم. ولكن الآية تشير لما هو أبعد من هذا. فهي تشير للخلاص الذي قدمه لنا المسيح الذي نجى نفوسنا من الموت فهو بموته داس الموت. وهو أعطانا أن نغلب الخطية ولا ننزلق فيها وفي طرقها. وأعطانا حياة أبدية في نور الأحياء حيث يكون المسيح هو نور أورشليم السماوية. |
||||
17 - 01 - 2014, 12:51 PM | رقم المشاركة : ( 57 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 57 (56 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير في أشد أوقات داود لم يترك قيثارته ولا صلواته، وها هو هارب من شاول ولكنه لا يكف عن التسبيح والتضرع إلى الله بثقة (قارن هذا المزمور مع 2كو7:4-11). على لا تهلك = نشيد معروف يشير إليه، ربما ليرتلونه بنفس النغمة. ومعنى لا تهلك أن لا تقابل الشر بالشر. كما عفا داود عن شاول في المغارة ولم يقتله. نصلي هذا المزمور في الساعة السادسة، فداود كان في اضطهاد الأقوياء له رمزًا للمسيح. حفروا قدامي حفرة = هذه مؤامرة اليهود. سقطوا في وسطها = هذه نهايتهم استيقظ يا مجدي = استيقظي يا نفسي (سبعينية) هذه نصرة المسيح بالقيامة. آية (1): "ارحمني يا الله ارحمني لأنه بك احتمت نفسي وبظل جناحيك أحتمي إلى أن تعبر المصائب." تكرار ارحمني = يدل على أننا محتاجون إلى رحمة الله في الدهر الحاضر وفي الدهر الآتي. وإلى اللجاجة في الطلب. المصائب = "الإثم" في السبعينية إشارة للتجارب التي يثيرها الشيطان. جناحيك = إشارة لعناية الله بنا (مت37:23) والدجاجة إذا هاجمها صقر ترفرف بجناحيها وتضم فراخها تحتها. آية (2): "أصرخ إلى الله العلي إلى الله المحامي عني." الصراخ لا يعني الصوت العالي بل رغبة بحرارة القلب، والإرادة الأكيدة في الطلب. آية (3): "يرسل من السماء ويخلصني عير الذي يتهممني. سلاه. يرسل الله رحمته وحقه." يرسل من السماء ويخلصني = ألم يرسل الآب ابنه الوحيد من السماء ليخلصنا (يو13:3) يتهممني = يطأونني أو يضطهدونني (سبعينية). وهم الشياطين. رحمته وحقه = فعلي الصليب ظهرت رحمة الله وحقه (عدله)، هذه هي طريقة الخلاص، فالذي استوفى مطاليب الحق الإلهي هو المسيح المصلوب برحمته. فداس لنا أعدائنا. آية (4): "نفسي بين الأشبال. اضطجع بين المتقدين بنى آدم أسنانهم أسنة وسهام ولسانهم سيف ماض." الأشبال= هم الاعداء الأقوياء الذين أحاطوا بداود (شاول ورجاله) أو هم كل من اجتمع حول المسيح (الرومان واليهود) (مز13:22). ولم يقل الأسود ، فهؤلاء المحيطين به يعتمدون علي الملك شاول ، كما تعتمد الأشبال علي أبوها الأسد. إضطجع = إشارة إلى موت المسيح بالجسد. بين المتقدين= يشبه نفسه بالتبن وأعدائه بنيران حارقة. آية (5): "ارتفع اللهم على السموات ليرتفع على كل الأرض مجدك." في هذه الإشارة نرى الله يقيم المظلوم ويرفعه، وهي نبوة عن قيام وصعود المسيح بالجسد. وفي نصرة المظلوم يرتفع مجد الله أمام أنظار الشعوب. حينما نضع هذه الآية مع آية (8) استيقظ يا مجدي نفهم أن الله يتمجد ويرتفع حينما يقيم المسيح. والآية وحدها تشير لأن الله يقيم المظلوم ويرفعه، وفي هذا يرتفع ويظهر مجد الله. مجد داود ليس في ملكه أو جيشه أو غناه ، إنما مجده هو الله "أكون مجدًا في وسطها" (زك 2: 5). إذًا استيقظ يا مجدي هي نداء ورجاء للمسيح ابن الله ليقوم من الأموات ويقيمه هو أيضًا ، وبصعوده يصعد للمجد ويتمجد مجدًا أبديًا. آية (6): "هيأوا شبكة لخطواتي. انحنت نفسي. حفروا قدامي حفرة. سقطوا في وسطها. سلاه." حين رأى المرتل مؤامرات الأعداء لإصطياده =شبكة / حفرة وإنحنت نفسه من أحزانه (حفرة مخفية كشرك ليوقعوه فيها). ولكنهم سقطوا هم فيها (هامان). وهذا ما حدث مع المسيح في هذه الساعة، إذ نجحت وقتيًا خطة الأشرار وصلبوه. وكان في حزن عظيم "نفسي حزينة إلى الموت". سقطوا في وسطها= وهذا ما حدث مع المسيح حين أتى إبليس وجنوده ليقبضوا علي روح المسيح فإذ به يقبض هو عليهم. ويقيدهم ألف سنة. وهذا ما حدث مع داود وشاول، فسقط شاول في يد داود. آية (7): "ثابت قلبي يا الله ثابت قلبي أغنى وأرنم." ثَابِتٌ قَلْبِي = "وحين تمت الأيام لإرتفاعه ثَبَّت وجهه لينطلق إلى أورشليم" (لو9 : 51) + "أيها الآب نجنى من هذه الساعة . ولكن لأجل هذه الساعة أتيت" (يو12 : 27) . نرى الرب هنا متجها بثبات للصليب . وتعنى أن قلبي ثابت لم يتزعزع أثناء مقاومة الأعداء لي، بل كنت أغني وأرنم فهو فى فرح لأنه سيتمم الخلاص للإنسان الذى يحبه. والقديس أثناسيوس الرسولي يفسر ثابت قلبي (مستعد حسب السبعينية) أن قلبه (قلب أثناسيوس) مستعد لحلول الروح القدس الذي يعلمه الترنيم والتسبيح. والروح القدس حلَّ علينا بعد أن تم عمل المسيح الفدائي. آية (8): "استيقظ يا مجدي. استيقظي يا رباب ويا عود أنا أستيقظ سحرًا." استيقظ يا مجدي = "استيقظي يا نفسي" (سبعينية) إشارة لمجد الله الذي ظهر في إقامة المسيح، وفي معونة من التجأ إليه. وفي حلول الروح الذي أعطانا حياة التسبيح. أنا أستيقظ سحرًا (مبكرًا) سبعينية. فالمسيح قام فجر الأحد. وكل من حل عليه روح الله وامتلأ به يستيقظ مبكرًا ولا يتغافل ويقوم ليرنم. الآيات (9-11): "أحمدك بين الشعوب يا رب أرنم لك بين الأمم. لأن رحمتك قد عظمت إلى السموات وإلى الغمام حقك. ارتفع اللهم على السموات. ليرتفع على كل الأرض مجدك." أرنم لك بين الأمم= هذه بروح النبوة، فمزامير داود ترتل بها كل الأمم الآن. رحمتك عظمت إلى السموات= رحمة الله رفعت الإنسان الترابي إلى السماء فسبحت الملائكة السمائيين الله على عمله العجيب. وإلى الغمام حقك = طلب داود هنا أن يرتفع الله ويتعالي أعلى من السموات والسحاب ، أي عاليًا جدًا ويري مجده كل الشعوب. والغمام أو السحاب يشير للقديسين (أش1:19 إشارة للعذراء + عب1:12) فكل من عاش حياة مقدسة يشبه بالسحاب لأنه أرتفع عن الأرضيات. ومراحم الله تشبه بالمطر المتساقط على البشر يعطيهم الخير. ليرتفع على كل الأرض مجدك = إيمان كل الأرض. |
||||
17 - 01 - 2014, 12:53 PM | رقم المشاركة : ( 58 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 58 - تفسير سفر المزامير هناك عدة أراء عن المناسبة التي قيل فيها هذا المزمور:- 1. قبل أن يبدأ شاول ملاحقته لداود مع جنوده ليقتله، استخدم القضاة المرتشين ليصدروا حكمًا ضد داود بأنه خارج عن القانون وعلى من يجده أن يقتله. 2. قيل بمناسبة الحكم الظالم الذي أصدره شاول ضد كهنة نوب الأبرياء. 3. عن طريقة قضاء إبشالوم وأتباعه، إذ عوَّجوا القضاء ليجذبوا قلوب الشعب. آية (1): "أحقا بالحق الأخرس تتكلمون بالمستقيمات تقضون يا بني آدم." هنا نجد داود في مرارة يوبخ القضاة أو الحكام الذين يمزجون الكذب بالحق فيعوِّجوا القضاء حسب أهوائهم. الحق الأخرس= من يعرف الحقيقة ولا يتكلم. ونجد في هذا نبوة عما فعله اليهود بالمسيح، تلفيق تهم، وإخفاء حقائق وحكم ظالم ضده. آية (2): "بل بالقلب تعملون شرورًا في الأرض ظلم أيديكم تزنون." الْقَلْبِ = أي أفكارهم وشهواتهم وإرادتهم خاطئة ففى داخلهم فساد، والنتيجة تظهر فىالخارجظُلْمَ أَيْدِيكُمْ = أى أعمالكم. فهم في كلماتهم تجدهم يتكلمون بالحق ولكن أفكارهم ونياتهم وأعمالهم كلها ظلم =ظُلْمَ أَيْدِيكُمْ تَزِنُونَ = كأن القاضي له ميزان ليزن الحق والباطل، وميزان هؤلاء غش. آية (3): "زاغ الأشرار من الرحم ضلّوا من البطن متكلمين كذبًا." سبق داود وقال"بالخطية حبلت بي أمي" وهذا عن أن كل مولود يرث خطية آدم ولكن المقصود هنا بقولهزَاغَ الأَشْرَارُ مِنَ الرَّحِمِ = أن هؤلاء القضاة الظالمين ولدوا من أباء على شكلهم، فالخطية تفشت وسط المجتمع. فالمبادئ الفاسدة التي سادت المجتمع الفاسد هي الرحم الذي نشأوا فيه. الآيات (4، 5): "لهم حمة مثل حمة الحيّة. مثل الصلّ الأصم يسد أذنه. الذي لا يستمع إلى صوت الحواة الراقين رقى حكيم." داود هنا يشَبِّه هؤلاء الأشرار بالحية التي تسد أذنيها حتى لا تسمع صوت المزمار الذي يطلقه الراقي ليخرجها ويمنعها أن تطلق سمومها على الناس. (هذه قد تكون أسطورة أو فكرة عند الناس أن الحيات تستجيب لمزمار الحواة الراقين) والمهم المعنى أن هؤلاء الأشرار يطلقون سمومهم وكلامهم الردئ المسموم ضد الناس غير سامعين لمشورات الأبرار بأن يكفوا عن هذا. رُقَى حكيم = هو صوت الراقى بمزماره ليمنع الحية من أن تنفث سمومها ، أو هو صوت الأبرار الذين يمنعونالشرير عن شره وهو يسد أذنيه . آية (6): "اللهم كسّر أسنانهم في أفواههم. أهشم أضراس الأشبال يا رب." طالما لا أمل في إصلاحهم فالمرنم يطلب عقابهم حتى لا يستمروا في أذيتهم للأبرياء وأسنانهم وأضراسهم إشارة لفمهم الذي يطلق الأكاذيب وينهشون بها سمعة الأبرياء فيحطمونهم، فالأشبال تطحن الفريسة بأضراسها. وكسر أسنانهم= أن تذهب عنهم قوتهم. آية (7): "ليذوبوا كالماء ليذهبوا. إذا فوّق سهامه فلتنب." الماء إذا انسكب على الأرض لا يمكن جمعه ثانية. والمرنم يطلب أن تذهب عنهم قوتهم حتى لا يتسببوا في أذية أحد. وإِذَا فَوَّقَ سِهَامَهُ = فوَّق أي وضع السهم على وتر القوس وشَدّ الوتر ، أي مستعد لإطلاقه على الأبرياء. فَلْتَنْبُ = أي تتكسر ولا تصيب أحد. آية (8): "كما يذوب الحلزون ماشيًا. مثل سقط المرأة لا يعاينوا الشمس." كَمَا يَذُوبُ الْحَلَزُونُ مَاشِيًا = الحلزون هو القوقع. وهذا يفرز مادة لزجة، وبينما هو يسير تستهلك تلك المادة اللزجة ويتركها وراءه، وبالطبع مع الوقت ستستهلك تلك المادة ويستهلك القوقع بالتالي (أصل كلمة القوقع المستخدمة هنا فقط في الكتاب المقدس تشير لفتاة تجرجر ذيل فستانها وراءها. فهذا القوقع يترك على الأرض في سيره مادته اللزجة حتى يجف وينتهي ويموت). وصلاة المرنم أن يضمحل هؤلاء الأشرار هكذا. بل ليتهم لا يولدون . أو يكونون مِثْلَ سِقْطِ الْمَرْأَةِ الذي يموت قبل أن يولد. أو يا ليت خططهم ومؤامراتهم لا تولد. آية (9): "قبل أن تشعر قدوركم بالشوك نيئًا أو محروقًا يجرفهم." الشوك سريع الاشتعال ولا يبقي كثيرًا أمام النار. وهؤلاء الأشرار يا رب فلتجعلهم كالشوك ينتهون، ينتهون قبل أن تشعر القدر بنارهم. نيئًا أو محروقًا = الشوك أمام النار يشتعل سواء كان جافًا أو مازال في خضرته. والمعنى فلتبيدهم يا رب سواء كانوا في بداية مؤامراتهم أو إذا كانت مؤامراتهم وشرورهم قد نضجت. آية (10): "يفرح الصدّيق إذ رأى النقمة. يغسل خطواته بدم الشرير." فرح الصديق بهلاك الأشرار راجع لأنه رأى قداسة الله وعدم رضاه على الشر فيتشجع لأنه يسير في طريق الله، ولأن الله يحب طريق الحق. فنجاح طريق الشرير يدفع البار للحزن ويضعف قلبه، وحين يرى عدل لله يزداد ثقة في أن الله لا يرضى بالظلم. يغسل خطواته بدم الشرير= الصديق حين يرى عقوبة الشرير أن الله انتقم منه يخاف بالأكثر فيطهر أعماله خوفًا من أن تكون له نفس عقوبته. آية (11): "ويقول الإنسان أن للصديق ثمرًا. أنه يوجد إله قاض في الأرض." من ظن أنه ليس هناك مكافأة لمن يعمل أعمالًا صالحة، أو ظن أنه لا عقاب للشرير، الآن بعد عقاب الشرير سيعرف أن الله يكافئ البار ويعاقب الشرير. |
||||
17 - 01 - 2014, 12:56 PM | رقم المشاركة : ( 59 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 59 - تفسير سفر المزامير نرى في هذا المزمور رجال شاول يحاصرون داود وزوجته ميكال تخدعهم وتنزله من الكوة. وداود كان في هذا رمزًا للمسيح الذي نجاه الله بقيامته. وما ناله أعداء داود من عقاب مثال لما حدث لليهود وسيحدث لهم في يوم القضاء. ونحن حين نرتل هذه المزامير نذكر إبليس عدونا ونهايته المنتظرة. ومن أعدائنا الأقوياء الشهوة والخطية. الآيات (1-5): "أنقذني من أعدائي يا الهي. من مقاوميّ احمني. نجني من فاعلي الإثم ومن رجال الدماء خلصني. لأنهم يكمنون لنفسي. الأقوياء يجتمعون علي لا لاثمي ولا لخطيتي يا رب. بلا إثم مني يجرون ويعدّون أنفسهم. استيقظ إلى لقائي وانظر. وأنت يا رب إله الجنود إله إسرائيل انتبه لتطالب كل الأمم. كل غادر أثيم لا ترحم. سلاه." صلاة للخلاص من الأعداء الأقوياء. وهذا ما فعله ويفعله المسيح لنا، فهو يحمينا من الأعداء الأقوياء= (شاول/ إبليس..) وقوله لا لإثمي= يشير إلى أنه لم يخطئ إليهم، لكنهم يهاجمونه بلا سبب. ويعدون أنفسهم للفتك بي. استيقظ= هذا ما قاله التلاميذ للمسيح إذ ظنوه نائمًا في السفينة لا يهمه أمر غرقهم. الأمم= المقصود بهم الأمم الوثنية أي من يعبدون الشياطين. وهو ضم شاول ورجاله لهؤلاء فإبليس هو أبوهم وقائدهم. إنتبه= أي دع الإمهال وطول الأناة. الآيات (6، 7): "يعودون عند المساء يهرّون مثل الكلب ويدورون في المدينة. هوذا يبقّون بأفواههم. سيوف في شفاههم. لأنهم يقولون من سامع." يهرّون مثل الكلب= التشبيه هنا بصياد يرسل كلابه وراء الفريسة. والصياد هو شاول الملك. وقوله يهرّون أي يصدرون أصوات خافتة كما ينبح الكلب بصوت خافت، وذلك لأنهم يخافون أن يهرب منهم داود. وتشبيه الأعداء بالكلاب (راجع مز22) يعودون عند المساء= الليل يشير للخطية التي هم فيها. هوذا يبقون بأفواهم= أي يتجشأون بأفواههم (يبقون = يملئون فمهم هواء ويفرغونه بقوة). والمعنى أنهم يخرجون من أفواههم فيض من الشر الذي كالسيوف لأنهم يقولون من سامع= هم في جبروتهم يقولون لن يسمع أحد صراخ المظلوم. آية (8): "أما أنت يا رب فتضحك بهم. تستهزئ بجميع الأمم." تضحك.. تستهزئ= راجع مزمور (2) (صلاة باكر). آية (9): "من قوّته إليك التجئ لأن الله ملجأي." قوته= قوة العدو. آية (10): "الهي رحمته تتقدمني. الله يريني بأعدائي." هذه خبرات داود السابقة التي تسنده في ضيقته الحالية (الأسد- الدب- جليات). آية (11): "لا تقتلهم لئلا ينسى شعبي. تيّههم بقوتك وأهبطهم يا رب ترسنا." المرنم يطلب أن يتشتت أعداؤه ليكونوا عبرة لكل شرير. فلو ماتوا لنسى الناس شرهم. وكانت هذه نبوة عن تشتت اليهود بعد صلبهم للمسيح، وإهانتهم 2000 سنة في كل مكان. وكل ما نرى ما حدث لليهود نتأكد أنها عقوبة إلهية لأنهم مازالوا غير مؤمنين. آية (12): "خطية أفواههم هي كلام شفاههم. وليؤخذوا بكبريائهم ومن اللعنة ومن الكذب الذي يحدّثون به." مازالت خطية اليهود هي رفضهم وإهاناتهم للمسيح وكذبهم وتحريفهم للآيات والنبوات التي بين أيديهم والتي تنطق بما حدث للمسيح. آية (13): "افن بحنق افن ولا يكونوا وليعلموا أن الله متسلط في يعقوب إلى أقاصي الأرض. سلاه." هنا يزداد المرنم غيظًا على هؤلاء الكذابين ويطلب فنائهم، وهذا ما حدث لليهود على يد تيطس سنة 70 م. ولاحظ تكرار كلمة إفن للتأكيد. لعدم إيمانهم أن المسيح ملك متسلط على يعقوب وعلى كنيسته إلى أقاصي الأرض. (يعقوب هو أبو الكنيسة بالجسد). الآيات (14، 15): "ويعودون عند المساء يهرّون مثل الكلب ويدورون في المدينة. هم يتيهون للأكل. أن لم يشبعوا ويبيتوا." الآية (14) هي تكرار للآية (6) ولكن آية (15) تختلف عن آية (7). والفارق بين الحالتين، هو الفارق بين اليهود وهم يدبرون مؤامرتهم ضد المسيح وهم في قوتهم شاعرين أنهم قادرين أن يفعلوا به ما يريدون، وبين اليهود حين تشتتوا وفارقهم الله ففارقتهم قوتهم ورأوا الكنيسة التي يشبعها الله وهم في حالة جوع. في الأول كان لهم سيوف ويبقون بأفواههم. وفي الثاني مشتتين= هم يتيهون للأكل إن لم يشبعوا ويبيتوا= تترجم ويحسدون ويتذمرون إذ لا يجدون شبعهم. الآيات (16، 17): "أما أنا فاغني بقوتك وأرنم بالغداة برحمتك لأنك كنت ملجأ لي ومناصًا في يوم ضيقي. يا قوتي لك أرنم لأن الله ملجأي إله رحمتي." وَأُرَنِّمُ بِالْغَدَاةِ = أي في الصباح وقارن مع الأعداء الذين يعودون عند المساء (آية 6). ونصيب أولاد الله هو المسيح شمس البر نورهم. ونصيب الأشرار سلطان الظلمة أي إبليس. ومن هم في نور المسيح لا يكفوا عن التسبيح. ولكن هو الآن يرنم فى هذاالمزمور فيكون معنى قولهوأرنم بالغداة= أنه سيستمر فى الترنيم وتسبيح الله كل صباحطول العمر |
||||
17 - 01 - 2014, 12:57 PM | رقم المشاركة : ( 60 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 60 - تفسير سفر المزامير هناك مزامير كثيرة تتكلم عن داود المتألم الذي يصرخ إلى الله ليخلصه. ولكن هذا المزمور كتبه داود في يوم انتصاره، يوم استقر على عرشه، بعد أن أعطاه الله نصرة على الأراميين ثم الأدوميين (يبدو أن الأدوميين استغلوا حرب داود مع أرام وضربوا إسرائيل من الجنوب، فعاد يوآب وضرب أدوم). ورنم داود هذا المزمور مُصَوِّرًا أن الله تخلى عنهم فوقع الشعب في ضيق، ثم نظر إليهم معطيًا قوة فصار أعداءهم في خزي. وكان هذا مثالًا لما حدث مع المسيح، إذ ظن كل واحد أن الله قد تخلى عنه وهو معلق على الصليب، ثم بعد القيامة صار أعداؤه في خزي تحت قدميه. الآيات (1-3): "يا الله رفضتنا أقتحمتنا سخطت. أرجعنا. زلزلت الأرض فصمتها. اجبر كسرها لأنها متزعزعة. أريت شعبك عسرًا. سقيتنا خمر الترنح." هنا تصوير لحالة الشعب في انكساره، في بداية المعركة وكأن الأرض فُصِمَتْ أي إنشقت ما بين أرام من الشمال وأدوم من الجنوب، وهو يُصوِّرْ أي انكسار للشعب على أنه تخلى من الله عنهم، وهذا صحيح فكل من يتخلى عن الله يتخلى الله عنه فينكسر. ولكن بالنسبة لأولاده، فقد يكون التخلي لفترة قصيرة يعقبها مجد ، فداود عاد وانتصر مع شعب إسرائيل هنا علي أعدائهم. وكان هذا رمزًا لما حدث مع المسيح نفسه بعد ذلك. الآيات (4، 5): "أعطيت خائفيك راية ترفع لأجل الحق. سلاه. لكي ينجو أحباؤك. خلّص بيمينك واستجب لي." أعطيت خائفيك راية= المحاربون يميزون بعضهم بعلامات فكل جيش له راية أو علامة، حتى لا يقتل الزميل زميله. وهنا نجد أن الله هو الذي أعطاهم الراية فهو الذي يحميهم، وهذه الراية هي الإيمان باسمه، واسم الله هو الذي يحميهم. وهم الآن يرون هذه الراية مرفوعة، في صلوات الكهنة في الهيكل وصلوات الجنود في المعركة، في اسم الله الذي يتردد على شفاههم. والراية التي ترفعها الكنيسة الآن هي علامة الصليب، وبها ننجو من سهام إبليس، واسم يسوع المرعب لجنود إبليس. الآيات (6-12): "الله قد تكلم بقدسه. أبتهج اقسم شكيم وأقيس وادي سكوت. لي جلعاد ولي منسّى وافرايم خوذة رأسي يهوذا صولجاني. موآب مرحضتي. على أدوم اطرح نعلي. يا فلسطين اهتفي عليّ. من يقودني إلى المدينة المحصّنة. من يهديني إلى أدوم. أليس أنت يا الله الذي رفضتنا ولا تخرج يا الله مع جيوشنا. اعطنا عونا في الضيق فباطل هو خلاص الإنسان. بالله نصنع ببأس وهو يدوس أعداءنا." هنا داود يتكلم عن النصرة التي أعطاها الله. فالله قد تكلم بقدسه= أي أعطانا وعده المقدس. وطالما أنه وعد فلأبتهج. والله وعد داود بأن يملك على كل إسرائيل وطالما أن الله وعد فهو سيعطي داود أن تكون له إسرائيل كلها نصيبًا وملكًا له. أقسم شكيم وأقيس وادي سكوت. لي جلعاد.... يهوذا صولجاني= الأسباط كلها صارت له ولن يغتصب أرام أو أدوم شيئًا. لن يقتسم أرام وأدوم الأرض، ولكن كلها لداود وأما أعدائه فلقد أخضعهم الله تحت قدميه (موآب وأدوم) فموآب تصير مهانة كمرحضة وأدوم موطئًا لرجليه. وأنت يا فلسطين أن كان لك جرأة اهتفي عليَّ وسيكون مصيرك كهؤلاء. ثم يترنم المرنم ويسبح الله الذي أعاده إلى أورشليم المدينة المحصنة بل أعطاه أن يهزم أدوم ويدوسها ويضرب منها 12,000 في وادي الملح (العنوان). نجد داود هنا يسبح الله وحده الذي يخلص، أما الإنسان فلا يستطيع أن يخلص = باطل هو خلاص الإنسان. ومن الناحية الرمزية. الله قد تكلم بقدسه = الله قد تجسد بالروح القدس من مريم العذراء (عب1:1، 2). وبفدائه اشترى كل عبيده وشعبه واقتسمهم أي صاروا نصيبه (أش12:53). وصار الشيطان تحت أقدامه وأقدام كنيسته (لو19:10). وفي (9) نرى صورة لوحدة الكنيسة بين اليهود والأمم. اليهود هي المدينة المحصنة أورشليم، والأمم هي أدوم. الكنيسة التي كانت قبل المسيح مرفوضة= اليس أنت يا الله الذي رفضتنا. وهو الذي يخلص = فباطل هو خلاص الإنسان. |
||||
|