وأما المنافقــــــون فيعثــــــــــــــرون (هوشع 14: 9)
أصول شرح الكتاب المقدس
الكتاب المقدس ليس بمجرد قراءته أو دراسته حسب القدرات والإمكانيات الإنسانية الطبيعية، تُعطي القدرة لأي شخص أن يشرح ويفسر كيفما شاء وحسب ما يتأمل أو يدرس من أصول لغوية وقواميس وفهارس ومعاجم متنوعة مختلفة، مهما ما كان له من قدرات عقلية جبارة وفزة، لأن التفسير والشرح هنا ليس للناس ولا لأفكارهم، بل لأقوال الله ونطقه الخاص [أن كان يتكلم أحد فكأقوال الله (فَمَنْ يَتَكَلَّمُ، عليه أَنْ يَتَكَلَّمَ بِمَا يُوَافِقُ أقوال الله) وأن كان يخدم أحد فكأنه من قوة يمنحها الله (وَمَنْ يَخْدِمُ، عَلَيْهِ أَنْ يَخْدِمَ بِمُوجِبِ الْقُوَّةِ الَّتِي يَمْنَحُهَا اللهُ) لكي يتمجد الله في كل شيء بيسوع المسيح – 1بطرس 4: 11)]
فنحن لا نقرأ الكتاب المقدس وندرسه
لكي نتعرَّف على تاريخ الناس ونعرف أفكارهم اللاهوتية ولا حتى حضاراتهم الإنسانية، ولا نتعرف على آرائهم وخبراتهم الشخصية، بل فيه نتعرف على إعلان الله عن ذاته، ونعرف إرادته وقصده وتدبيره الخلاصي، لأن الله يُعلن بره فيه مظهراً مشيئته وإرادته وقصد تدبيره الأزلي.
فالكتاب المقدس لا يُظهر فلسفة ولا فكر،
إنما يُظهر ويُعلن عن شخص، وليس عن مجرد كلمات منطوقة مثلما ننطق الكلام العادي الخراج من الشفتين، لأن الكتاب المقدس يُعلن الله شخص حي، لذلك فهو الوحيد الذي يُحرك من يكتب حسب مشيئة الله ليُعلن ويُظهر تدبيره الخاص في الابن الوحيد شخص المسيح يسوع محور الكتاب المقدس كله.