22 - 07 - 2016, 07:20 PM | رقم المشاركة : ( 41 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: خلاصة تاريخ الكنيسة الكلدانية
الاسرار
ان مفهوم السر في كنيسة المشرق غير محدّد، استعمل للاشارة الى الاشياء المقدسة تمامًا كما كان الغرب يستعمل لفظة sacrament بالنسبة الى العلامات والاشياء المقدسة، الى درجة أن القديس اوغسطينوس (+430) يذكر قائمة بـ 340 سرًّا. لم تتبلور كلمة السّر وتحدد الا متأخرًا، وكذلك العدد سبعة حددته الكنيسة اللاتينية في المجمع التريدنتيني(1545-1563). كنيسة المشرق حالها حال بقية الكنائس الشرقية غير الكاثوليكية، لم تجد سبيلاً الى بلورة الأسرار بمنهجية دقيقة، لأسباب عديدة، حتى وقت متأخّر. فعُّدت أسرارًا العلامات التي تقدس عناصر مادية لتمنح من خلالها نعم الرب، وتعبّر عن حضوره ومحبته. ورأت في هذه الاسرار مجالا لالتقائه. قائمة الاسرار السبعة جاءت مفصّلة في كتاب الجوهرة لعبديشوع الصوباوي(+1318) وهو كتاب تعليم مسيحي رسمي معتمد: الكهنوت، المعمودية، المسحة، القربان، الخميرة المقدسة ، مغفرة الخطايا، علامة الصليب او الزواج والبتولية، في حين قائمة معاصره طيمثاوس الثاني (+1332) في كتابه: “العلل السبع لأسرار الكنيسة”، مخطوط فاتيكان سرياني 151 جاءت مختلفة قليلا: الكهنوت، المعمودية، القربان، الزواج، تكريس الحياة الرهبانية، تكريس المذابح والتجنيز. واعتمد عبديشوع الثنائية في تحديد حقيقة السر وصحته: المادةmateria كالماء والخبز والزيت. والصورةforma ، اي صيغة الصلاة. يبدو أنه تّم هذا التحديد بتأثير المرسلين الغربيين الذين بداوا يتوافدون الى هذه المنطقة. يرى نرساي ثلاثة ابعاد لكل سّر: البعد العقائدي وهو التعبير عن الإيمان المستقيم، والبعد الادبي، العيش وفق ترتيبات الحالة الجديدة التي يشكلها السّر، والبعد الاواخري، الرجاء في الحصول على ملء ما يرمز اليه السّر في العالم العتيد.من المؤكد ان بعض الاسرار جاء للتأكيد على وحدة الكنيسة، والتواصل الرسولي كما في حالة الخميرة المقدسة “ملكا” والاسقفية للخلافة الرسولية. |
||||
22 - 07 - 2016, 07:20 PM | رقم المشاركة : ( 42 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: خلاصة تاريخ الكنيسة الكلدانية
الروحانية المشرقية
إن تاريخ الخلاص oikonomia الذي يقول الكتاب المقدس إن رأسه هو يسوع المسيح، يتحقق في الكنيسة (الجماعة) ومن ثمّ في نفس الإنسان المؤمن. و يتم هذه التطابق خصوصا من خلال السنة الطقسية، حيث تعرض علينا مختلف مراحل تاريخ الخلاص بشكل واقعي وعملـي (المعنى اللاهوتي والأخلاقي) وأخيرا في الحياة الأبدية بطريقة تدريجية (المعنى الأواخري- تقديس الكنيسة)، ومن خلال التأمّل المستمر، شخصيًا وجماعيًا، في سرّ المسيح والكنيسة. التدبير عمل تصّوفي للدخول إلى حقيقة الشخص والأحداث للتعرّف عليه وعلى معاني الأمور التي حصلت. وهو برنامج تنشئة يستطيع الحثَّ على التفكير والتأمل في المواضيع الأساسية والمصيرية المكوِّنة للجماعة المسيحية ووعيها لسّر دعوتها، وتوجّه صلاتها ومسيرتها. طقسنا المشرقي، يضع قنديلاً مشتعلاً في وسط الهيكل ليسلّط الضوء على مائدتي الافخارستيا والكتاب المقدس المعروضَين لإكرامنا. يميز نرساي بين صورة الله الثابتة، ومثاله المتحرك. فصورة الله هي الكيان الذي يلبس الإنسان ويشركه في الحياة الإلهية، والمثال هو الحركة: النمو المستمر لهذا الزرع الإلهي في الإنسان، أي يدفعه إلى الكمال الروحي. والروح في المعمودية “الولادة الجديدة” يُعيد الى الإنسان جمال الصورة التي شوهت بالخطيئة. وصورة النموذج هذه تعايش وتختبر في الليترجيا، صلاة الفرد والجماعة ومن خلال الاحتفال بالأسرار المقدسة. مسيحية من دون خبرة صوفية-روحية، مسيحية لا طعم فيها. كل مسيحي يلزم ان يكون له شيء من الخبرة الصوفية التي ليست حالة استثنائية، بل على الكلّ ان يختبرها. والروحانية تعني ان يكون لنا “الروح القدس”، ان نتركه يصلّي فينا وان يدخلنا إلى معرفة سر الله. والروحانية لا تعني ان نعتزل عن العالم، إنما ان تكون لنا معرفة الله “الاب-أبونا”، معرفة مباشرة، وان تزداد وسط تفاصيل حياتنا اليومية الاعتيادية. |
||||
22 - 07 - 2016, 07:20 PM | رقم المشاركة : ( 43 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: خلاصة تاريخ الكنيسة الكلدانية
هناك شرطان أساسيان في كل التقليد المشرقي للحياة الروحية:
1- التزام حقيقي باقتداء المسيح، كل بحسب ظروفه الخاصة. انها روحانية مرتكزة على علاقة الحّب بصورة جذرية على مثال العرس– العهد. 2- ممارسة الصلاة العميقة، أي روحانية “العشق الالهي- وصوفية القلب”، كما نجدها عند العديد من الروحانيين المشرقيين: يوحنا الدلياثي، وشمعون ده طيبوثا، واسحق النينوي وسهدونا. هذه الممارسة الوجدانية تتيح للمؤمن الاتحاد بالله في السجود والشكر وتجلب له القوّة والنور والسلام وسط كفاحه اليومي. صلاته تدخل في صلاة يسوع وتتأسس عليها. لقد مارس المتصّوفة المشرقيون تأثيرا في الصوفيين المسلمين. 3- هناك ثنائية عند الروحانيين المشرقيين، ومعظمهم كان من الرهبان، قد تكون من تاثير الغنوصية: المسيحي العلماني والمسيحي التراتبي (كتاب المراقي) والمجاهدون (الرهبان) والناس الاعتياديون (أفراهاط الحكيم). |
||||
22 - 07 - 2016, 07:20 PM | رقم المشاركة : ( 44 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: خلاصة تاريخ الكنيسة الكلدانية
11- السنة الطقسّية والليترجيا المشرقية
ان لفظة “الطقس- معرّبة عن اليونانية “taxis” وتعني الترتيب والنظام. وتشير هنا إلى كل مراسيم العبادة في الكنيسة وصلواتها والإحتفال بأسرارها وأعيادها. وباختصار: الطقس يعبر عن إيمان الكنيسة وتقليدها وتعليمها، ويرسم هويتها وشخصيتها. الليترجيِّاLiturgia وهي ايضًا كلمة يونانية تعني خدمة الصلاة والعبادة، اي العمل الكهنوتي في سبيل الشعب. وقد استعملت كنيسة المشرقة كلمة سريانية”-خدمة” للدلالة على هذا العمل المتميز، فالليترجيا مشروعٌ يهدف إلى تعميق معاني الصلاة وأبعادِها في حياة المؤمنين، حتى تغدو ينبوعَ حياةٍ لهم، وتَصيرَ حياتُهُم ليترجيِّا دائمة. تعّد ليترجيا المشرق أحدى أقدم ليترجيات الكنيسة، ذات تقليد مسيحي نشأ من أصل أورشليمي (يهودي). وتتكون هذه الليترجيا من صلاة الغروب وصلاة الليل والفجر في الأيام الاعتيادية، يضاف إليها صلاة السهرة يوم الأحد بين صلاة الليل والفجر. اما خدمة موسم الصوم الكبير فهي كالتالي: منتصف الليل، الليل، السهرة والفجر اي صلاة الساعة التاسعة وعدنا اي الظهيرة اي الرمش ثم ” الافطار. هذه الاوقات الثمانية بارزة في زمن الصوم، تدمج عادة، كما في صلاة الساعة التاسعة والظهيرة والرمش والافطار. وتجدر الاشارة الى ان في ايام الصيام كان الطعام يقتصر على وجبة واحدة عند الغروب. |
||||
22 - 07 - 2016, 07:20 PM | رقم المشاركة : ( 45 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: خلاصة تاريخ الكنيسة الكلدانية
في البدايات كانت توجد خدمتان: الاولى للشعب “الكاتدرائية” في المدن والثانية للرهبان في الأديار. هذا التمييز اختفى لاحقًا. حاليًا توجد خدمة واحدة للجميع.
ان التآليف الشعرية ذات قافية موزونة وموجزة دخلت في الليترجيات الكنسية ونجدها بكثافة في صلب الليترجيا المشرقية. الاجناس الادبية المستعملة هي: “اغنية” وهي ابيات قصيرة “تسبحة” وهي ابيات شعرية أطول ومدراش وهو نص شعري تاملي وتعليمي، ونادرا ما نشاهد ميمرا أي مقالة شعرية طويلة، خارج رتبة صيام نينوى “الباعوثا”. هذه التراتيل المختارة تصاحبها صلوات كهنوتية وطلبات وردات يؤديها الشعب. غالبية الترتيل الكنسي تعود اصوله الى آباء الكنيسة والاديار ويعد القرن السابع العصر الذهبي لليترجيا المشرقية. الطقس الكلداني-الاشوري هو ابسط الطقوس الشرقية، ومن أقدمها. نشأ في منطقة بعيدة عن التأثير الهليّني، وحافظ على اللحن والموسيقى غير مقّيديَن بأساليب النوتة وأوزانها. إنها ألحان شجيّة، وفيها صبغة من الرجاء والبهاء والفرح والخشوع. إنَّ السنة الطقسية نُظّمت على محور “تدبير الخلاص”. فعلى مدار السنة يَنْصَبُّ إهتمام المؤمنين على التأمل في محطاتِ حياةِ المسيح “الابن” الأنموذج، يأخذون منه ويَضيفونه إلى ما هُم عليه ليتحول شيئاً فشيئاً إليهم. يعود فضلُ تنظيمِ طقوسِها إلى البطريرك إيشوعياب الثالث الحديابي (+659) ورهبان الدير الأعلى (الطهرة الحاليّة في الموصل). وهنا نتمنى ان تتم التلمذة المسيحية (التعليم المسيحي) على السنة الطقسية، أي على التدبير مما يساعد الطلاب على فهم أحداث حياة المسيح ورموزها واحتفالاتهم بها، لعيشها في تفاصيل حياتهم اليومية. |
||||
22 - 07 - 2016, 07:21 PM | رقم المشاركة : ( 46 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: خلاصة تاريخ الكنيسة الكلدانية
تبدأ الدورة الطقسيِّة بزمن البشارة- وتنتهي بزمن تقديس البيعة- وكل زمن يسمى “السابوع-
زمن البشارة – الميلاد: قَوامه أربعة آحاد، فضلاً عن أحدين للميلاد. البشارات لزكريا واليصابات، لمريم ويوسف وللرعاة هي أيضاً لنا. بشارات تُدخلنا إلى سرّ التجّسد – التدبير والتفاعل معه بالسهر والصلاة وفعل الإحسان والإنتظار برجاء. كل قراءات وصلوات هذا الزمن، تُخْبِرُ عن تدبير الله وافتقادِهِ البشر أولاده وعن مجيء المسيح – المخلّص، وتدعو إلى السهر والانتباه لعلامات مجيئه وحضوره المتعددة. زمن الدنح- الظهور: يشمل (7-8) آحاد. في هذا الزمن ندخل إلى سرّ الله الثالوث المتجلّى لنا: ألآب الخالق المحّب، والابن الفادي الحبيب والروح المُحيي القُدوس. في زمن الدنح نكتشف صورة الله المرتسمة بالمعمودية في حياتنا، وعلى وجوهنا، وننطلق لنُعايش سرِّها بعمقٍ وأمانة ونقاء، ومثل يوحنـــا الساعـــي، نشهد لما سمعناه واختبرناه. |
||||
22 - 07 - 2016, 07:21 PM | رقم المشاركة : ( 47 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: خلاصة تاريخ الكنيسة الكلدانية
زمن الصوم: يأتي بعد الدنح، أي بعد العماذ، ويتضمن (6) أسابيع، فضلاً عن الأسبوع المقدّس الذي يتكلل بالقيامة. القراءات والصلوات تشدد على الخروج من المعتاد للارتقاء إلى عالم الله، بالتعاون مع النعمة، وبالصوم والصلاة والصدقة. زمن في مستهله نقرأُ تجاربَ يسوع في البرية، لان خِبْرَةُ “الإبن” تُمَكِّنُنا، إنْ أَردنا، من عيش البنوة الإلهية على مثاله.
زمن الفصح – القيامة: يتوّزع على (7) آحاد. أحد القيامة ويسمى “أسبوع الأسابيع”، ويشمل احتفالات خاصة بالمعمدين الجدد (الذين نالوا العماذ عشية القيامة) وتتناول القراءات والصلوات كُلُّها معاني العماد وأَبعاده. يليه الأحد الجديد “أحد توما” ويشير إلى الزمن الجديد، زمن الملكوت. فالمعمَّدون من الآن وصاعداً، ينتمون إلى زمن جديد – زمن القيامة – زمن الله أو اللا زمن. والآحاد الأخرى تتناول ترائيات يسوع، وتدعو إلى الإيمان والثقة. |
||||
22 - 07 - 2016, 07:21 PM | رقم المشاركة : ( 48 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: خلاصة تاريخ الكنيسة الكلدانية
زمن العنصرة – الرسل: تختم أفراح القيامة بأحد حلول الروح القدس ويشمل (7) أسابيع. إنه مجال الكنيسة – المسيحيين لحمل البشارة: أُبّوة الله ومحبته وغفرانه. المسيح صعد إلى السماء، وبصعوده تقع مسؤولية مواصلة التبشير على المؤمنين به.
زمن الصيف وإيليا والصليب وموسى: هذه الأزمنة التي يتوزع كلٌّ منها إلى (7) آحاد، هي أزمنة توبة واهتداء. فالصيف زمن راحة – عطلة، إذ موسم الحصاد قد انتهى. فمن المفيد أن يقطع الإنسان اهتماماته الاعتيادية لكي ينزل إلى أعماق ذاته، مُقَيِّماً ما سبق وما يعايشه الآن وما يتطلع إليه في المستقبل. زمن إيليا إشارة إلى عودة المسيح وكذلك زمن موسى، أما زمن الصليب الذي يتوسطهما فيرمز إلى أن صليب المسيح هو محور الخلاص. إذ في نهاية زمن الصيف يقع عيد التجلي حيث يحيط ايليا وموسى بالمسيح للشهادة على أَنه الكمال والتمام. هذه الأزمنة: ايليا، الصليب، موسى آحادها غير قياسية من حيث العدد، احيانا تدمج ببعضها. |
||||
22 - 07 - 2016, 07:21 PM | رقم المشاركة : ( 49 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: خلاصة تاريخ الكنيسة الكلدانية
زمن تقديس البيعة: التقديس هو عنوان هذا الزمن، وختام السنة الطقسية وغايتها. فالتدبير يهدف إلى تقديس الكنيسة – الجماعة حتى تكون عروسةً لائقة بالعريس الإلهي … فالقراءات والصلوات تدعو إلى نبذ القديم، وتبنّي الجديد والسير على الدرب الذي أَناره لنا المسيح.
من المؤكد أن هذه الأزمنة تتخللها أعياد وتذكارات تهدف كُلُّها إلى شَدِّ المؤمن إلى الله الحي الباقي، وتصوِّب نظره إليه لأنه يُشَكِّلُ مستقبله! ان أيام الآحاد مخصصة لشخص يسوع المسيح ومحطات قيامته وصعوده وتمجيده وحضوره، أما ايام الجمع عموما والاسبوع فمخصصة لتذكارات القديسين. |
||||
22 - 07 - 2016, 07:21 PM | رقم المشاركة : ( 50 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: خلاصة تاريخ الكنيسة الكلدانية
الاحتفال بالأسرار
كنيسة المشرق تعترف بسبعة اسرار كنسيّة، إلا أن لاهوتييها يُعطون أهميّة اقّل مّما تُعطيها الكنيسة اللاتينية للرقم سبعة. فليس حتى اليوم في الكنائس الشرقية، غير الكاثوليكية عمومًا، تمييز واضح بين الاسرار السبعة وأشباه الاسرار وبعض الممارسات الطقسية كما سبق أن ذكرنا. ممارسة المعمودية تتمّ بالتغطيس ثلاثًا، ويمنح الميرون بواسطة الكاهن بعد المعموذية مباشرة، حتى للاطفال إذ ينضمّون الى عضوية الكنيسة منذ طفولتهم، ويتربّون فيها. |
||||
|