منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07 - 07 - 2014, 05:01 PM   رقم المشاركة : ( 41 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد

هل استطاع المُلحدون تفسير ظاهرة الموت؟ وماذا كان موقفهم عند مواجهته؟

س54: هل استطاع المُلحدون تفسير ظاهرة الموت؟ وماذا كان موقفهم عند مواجهته؟
ج: أشد ما يقلق الإنسان المُلحد هو لحظة الموت، وأكبر عقبة في حياته مشكلة الموت، حتى أنه قد يلجأ للانتحار للتخلص من رهبة هذه اللحظة التي تقلقه، فالإنسان المُلحد يُحار في مشكلة الموت ولا يجد حلًا لها، ويساق قسرًا إليه وهو منزعج. أما الإنسان المؤمن فهو مطمئن يشعر أن الحياة والموت في يد الله، وأن ساعة الانتقال لا تخصه على الإطلاق، إنما تخص الله المُحب، الذي يدبرها على أحسن ما يكون. وفي اللحظة المناسبة يُنقل الإنسان الأمين من أرض الشقاء والعناء إلى الراحة والنعيم، لا تقف نظرة الإنسان المؤمن عند القبر والتعفن والتحلل والتراب، إنما ينظر المؤمن للجسد كخيمة يخرج منها وينطلق إلى الحرية الأبدية، والجسد في نظره مثله مثل زوائد الأظافر أو قصاصات الشعر التي لا يهتم بها.. الموت بالنسبة للمُلحد هو قبر وظلمة وتراب وفناء أما بالنسبة للإنسان المؤمن فهو سماء ونور وخلود.. القبر بالنسبة للإنسان المُلحد هو مستقر أما بالنسبة للإنسان المؤمن فهو عبور.
ويظن الجنين أن الحياة في بطن أمه هي الحياة الوحيدة ولا حياة غيرها، ولكن لو قُدّر له أن يُفكر، فلابد أن يتساءل قائلًا: لي ذراعان ورجلان ينمون، فلماذا وأنا لست في حاجة إليهما الآن؟! ولي عينان بينما أعيش هنا في ظلمة حالكة.. فما فائدتهما وأنا لست في حاجة إليهما الآن..؟! ألعل كل هذا من أجل حياة مقبلة؟! وهذا ما يكتشفه عندما يولد ويبصر ويتحرك ويحبو ثم يمشي على الأرض الرحبة، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى. ولو سأله أحد: أتريد أن ترجع إلى حياتك الأولى في بطن أمك، فبلا شك أنه سيرفض، ويقول: هنا أفضل جدًا، وهكذا نحن نفهم حياتنا على الأرض، فهي مقدمة لحياتنا المقبلة، وهي فرصة لخدمة الآخرين وعمل الخير ونشر الملكوت والتدريب على الإحساس بوجود الله، واختيار للنصيب الصالح، وهي المدخل للحياة الأبدية. أما المُلحدون فهذه الحياة الأرضية بالنسبة لهم تكاد تكون بلا قيمة، فبالاسم أنهم أحياء لهم مظهر الحياة وشكلها، وفي الحقيقة أن الموت يزحف على حياتهم، وبعضهم يتصنَّع الشجاعة، فقال " مارك توين": "أنا لا أخاف الموت. لقد كنتُ ميتًا مليارات الأعوام قبل أو أولد، ولم يسبب لي ذلك أية مضايقات" (79) وكتب " توماس جفرسون " عند قرب غروب حياته أكثر من مرة لأصدقائه قائلًا بأنه يواجه النهاية القريبة بدون أي أمل أو خوف (راجع وهم الإله ص 164).
لقد فشل المُلحدون في استيعاب فكرة الموت، وفشلوا عما ستكون الحياة بعد الموت؟ وعجزوا عن استيعاب أن الموت هو القنطرة التي تقلنا إلى الحياة الأبدية، وانزعجوا جدًا من مواجهة الموت، فشوبنهاور الذي ادعى الشجاعة وقال أن الحل الوحيد لمشاكل الإنسان هو الانتحار، لم يجرؤ على الانتحار، بل عندما انتشرت الكوليرا في برلين أسرع بالفرار منها وهاجر بعيدًا.

كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
ومثَّل الموت مشكلة المشاكل للمُلحدين، فما أبشع الموت من منظار ماركسي، فالموت هو الظلمة الطاغية والنهاية المآساوية والفناء الذي لا يحمل أي نوع من الرجاء، ومما يذكر هنا أنه عندما صُدم كارل ماركس بموت ابنه كتب إلى صديقه " لاسالي " يقول "لقد هزني موت ابني هزة عنيفة، وإني أشعر بفقدانه، كأنما حدث ذلك بالأمس فقط. أما زوجتي فقد انهارت تمامًا تحت وطأة الضربة القاصمة" (80) و"تاليران " في مواجهة الموت كان يصرخ " أنني أقاسي ويلات اللعنة" (81) و"ميرابو " كان يهمس قائلًا " هيا إليَّ بالمُخدر.. حتى لا أفكر في الأبدية" (82) وشارل التاسع ملك فرنسا كان يصرخ " يا للدماء.. يا للمذابح.. يا للمشورات الرديئة التي أتبعتها.. لقد ضعت للأبد" (83) و"توماس باين " Thomas Paine صاحب كتاب " عصر العقل " قال في لحظاته الأخيرة " آه إني على استعداد أن أدفع كل العوالم - لو أُعطيتها - في سبيل سحب كتابي " عصر العقل " آي يا رب ساعدني، يا يسوع المسيح أعني، كن معي. أنه الجحيم بعينه أن تتركني وحيدًا" (84) وكان يصرخ " يا رب ساعدني. اللهم ساعدني. يا يسوع المسيح ساعدني" و"ياروسلافسكي " هتف وهو على فراش الموت أمام ستالين قائلًا " أحرقوا كل كتبي. أنظروا. أنه هنا ينتظرني. أحرقوا كل مؤلفاتي" (85).
و"فولتير " Voltiare قبيل موته بثلاثة أشهر أخذ يعاني من تبكيت الضمير، حتى أن زملائه أقرُّوا بأن موته كان أشد فظاعة من موت أي شخص آخر، وقد طلب قسًا وأظهر رغبته في الرجوع لله، وكتب إقرارًا يعلن فيه رفضه للإلحاد والمُلحدين، وكان يقول لمن يحيط به من المُلحدين " أذهبوا.. انصرفوا.. ما أحقر المجد الذي جلبتموه لي " وكان يلتمس الرحمة أحيانًا فيقول "لقد هجرني الله والبشر وليس أمامي سوى الجحيم. يا سيدي، أيها المسيح. يا يسوع المسيح " وأحيانًا أخرى كان يجدف على اسم الله المبارك، وقال للطبيب الذي يعالجه أنني مستعد أن أعطيك نصف أملاكي لو جعلتني أعيش ستة أشهر، وعندما قال له الطبيب: يا سيدي لا يمكنك أن تعيش ستة أسابيع، قال فولتير "سأذهب إلى الجحيم" ومات بعد فترة وجيزة (راجع نورمن أندرسون - العقل والإيمان طبعة 1955م ص 101، 102) وقال " فرنسيس نيوبورت " Francis Newport " أنني أعلم بوجود إله، لأنني أتأثر دائمًا بتأثيرات غضبه. كما أنني أعلم أيضًا بوجود جحيم لأني قد تناولت الآن في قلبي عربون ميراثي هناك. قد أهنتُ خالقي، وأنكرتُ مخلصي. قد انضممت إلى صفوف المُلحدين والكافرين، وظللت في هذا الطريق رغمًا عن تبكيت ضميري المتكرر - إلى أن صرخ - أثمي متطلبًا دينونة الله العادلة. إلى أين أنا ذاهب؟ إني محكوم عليَّ بالهلاك الأبدي، قد أصبح الله عدوًا لي وليس لي معين.. " ثم صرخ بأنين يُمزق الأحشاء - كأنه قد خرج عن نطاق البشر - قائلًا " يا لها من آلام لا تُطاق - آلام الجحيم والهلاك! - ومات كذلك" (راجع نورمن أندرسون - العقل والإيمان ص 102).
هذا هو موت المُلحدين الفظيع المُزعج، أما الإنسان المؤمن فهو واثق عند موته، مهما كانت آلام الجسد، فالذين جازوا في عذابات رهيبة جراء إيمانهم كانوا يتمسكون بهذا الإيمان للنفس الأخير، فيقول "ريتشارد وورمبراند": "حينما كنت بين جدران السجن.. كنت أسمع أنين البعض في لحظاتهم الأخيرة، وكنت أصغي إليهم في النهاية وهم يرددون {هو الله. الله موجود} وما أحلى أن تنتهي حياتنا وهذا التأكيد العظيم على شفاهنا مشيرًا إلى اليقين الثابت في أعماقنا" (86) كما يقول أيضًا: "وأولئك وسط العذابات والاضطهادات في قلب السجون، إذ بالله يُشرق عليهم بنور الإيمان في ساعاتهم الأخير فيهتفون {الله الله وليس سواه}" (87).
ويقول "نيافة الأنبا موسى" أسقف الشباب " اللانهائية.. حقيقة منطقية. لاشك أن العقل محدود. بينما الأرقام غير محدودة، وأقصد رقم " اللانهاية " فإذا ما حلقنا بالفكر في آفاق المستقبل لنحصي سنوات ما بعد سنة 2003 سوف نقول 2004 ثم 2005 ثم 2006 لنصل إلى " مستقبل لا نهائي غير محدود " هو " الأبدية " إذ يستحيل أن تحد حدودًا للأرقام، أو نهاية لها. فإذا ما رجعنا بفكرنا إلى الأعوام الماضية فسوف نقول 2002 ثم 2001 ثم 200.. وسوف نصل أيضًا إلى ماضي سحيق لانهائي.. هو " الأزلية " إذًا هناك كائن أزلي (لا بداية له) أبدي (لا نهاية له) وهذا الكائن اللانهائي هو الله، مهندس الكون الأعظم، واجب الوجود، الحياة المانحة للحياة، والخالق الذي خلق الكل.. فالله الأصل، علة كل المعلولات، وأساس كل الموجودات.. الوجود الأول، واجب الوجود، وخالق الجميع" (88).
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 07 - 2014, 05:02 PM   رقم المشاركة : ( 42 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد

المادة حقيقة ثابتة نلمسها ونحسها وندركها، فهل عدم إدراك الله بالحواس يعني عدم وجوده؟

س55: المادة حقيقة ثابتة نلمسها ونحسها وندركها، فهل عدم إدراك الله بالحواس يعني عدم وجوده؟
ج: كم من الأمور التي لا يدركها الإنسان بالحواس الجسدية، ولكنه يؤمن بوجودها؟ فلا أحد يرى الكهرباء، ولا القوة المغناطيسية ولا الموجات الصوتية والضوئية ولكن يؤمن بوجودها، ويستفيد بها، وهناك كائنات دقيقة لا تراها العين المجردة لكننا نراها تحت المجهر، وهناك أصوات خافتة لا تلقطها الأذن البشرية ولكن تلتقطها أذن بعض الحيوانات، وأيضًا أجهزة التصنت، فعين الصقر ترى أرنبًا يحاول أن يختفي بين الحشائش على ارتفاع كيلومترًا ونصف، لأنها تُكبر الصورة ثمان مرات، وأذن الغزال ترصد حركة الزلزال قبل حدوثه بعشرين دقيقة. بل أن هناك فرقًا بين عالم الحقيقة وعالم الظواهر، فالسراب هو من عالم الظواهر وليس بحقيقة، والمجداف المكسور في الماء ليس هو كذلك.
إذًا فعدم إدراك الله بالحواس لا يعني على الإطلاق عدم وجوده، إذ أننا ندركه بالإيمان، والإيمان يكمل العيان، مثل أجهزة التكبير كالتلسكوب والميكروسكوب فأنها تكمل عمل العين المجردة، فالعين المجردة ترى إلى حد مُعين وتقف، أما أجهزة التكبير فأنها تُكمل ما لا تراه العين المُجردة.. عندما سمع " نابليون " أن أحد جنوده يُنكر وجود الله لأنه لا يراه، استدعاه وسأله: هل عندك عقل؟ فأجاب الجندي: نعم يا سيادة القائد. قال له نابليون: أنا لا أصدق فدعني أشج رأسك لأرى عقلك. فقال الجندي: يا سيد أسألني، ومن إجابتي تستدل أن لي عقلًا يُفكر. فقال له نابليون: إن كنت لا ترى العقل ومع هذا تؤمن به لأن آثاره واضحة في التفكير والنُطق، فكيف تُنكر وجود الله مع أن آثاره واضحة في الكون والإنسان وكل الخليقة. وعندما كان أحد الفلاسفة المُلحدين يُحاضر البسطاء ويقنعهم أننا لا نرى الله لأنه ببساطة غير موجود، ثم سأل أحد الفلاحين البسطاء: هل تؤمن بالله؟ فأجاب بالإيجاب، فسأله المُحاضر: هل رأيت الله لتؤمن به؟ قال الفلاح: وأيضًا أنا لم أرى أحد من اليابانيين، ومع ذلك فأنني أعلم أنهم موجودين، وأن جيشنا قد حاربهم. وأنت تحارب الله، إذًا لابد أن يكون موجودًا حتى وإن كنتُ لا أراه بعين جسدي.

كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
وقصة المُدرسة مع البنات الصغيرات قصة مشهورة إذ أخذت تسألهن: ما هذا؟ يجيبون شجرة، ما هذه..؟ نافذة.. ما هذا؟ عصفور، وفي كل مرة تُكرر عبارتها نحن نرى الشجرة إذًا الشجرة موجودة، ونحن نرى النافذة إذًا النافذة موجودة.. إلخ، وانتهت بسؤال: من منكم يرى الله؟ فصمتت البنات الصغيران، فعلقت قائلة: لأنه ببساطة غير موجود، فتصدت لها فتاة صغيرة مؤمنة وأعادت نفس الأسئلة بنفس الصياغة ولكنها أنتهت إلى سؤال: من منكم يرى عقل المُدرسة..؟ فصمتت البنات، فقالت: ليس معنى أننا لا نرى عقل المُدرسة أنها بلا عقل.
بل أننا لو أدركنا الله بالحواس البشرية فأنه لن يكن إلهًا غير محدود، ويقول الفيلسوف "توما الأكويني": "أن الله ليس كما نتصوَّره أو نفهمه بمداركنا العاجزة، فإذا عرفنا الله بمفهومنا يكفُ عن أن يكون إلهًا، فالعقل البشري أضيق من أن يحد اللامحدود، ولكننا نستطيع أن نعرفه فقط، لا أن نصل إلى إدراكه" (89) وقال الفيلسوف الهندي " مانو": "الإله هو الكائن الذي لا يمكن أن تحويه الحواس المادية، وليس بمقدور العقل أن يدركه على ما هو عليه، وذلك لاستحالة الكائن الجزئي أن يحوي الكائن الكُلي" (90).
ويربط "نيافة الأنبا موسى" بين العقل والإيمان فيقول "أن العقل ليس ضد الإيمان، ولا الإيمان ضد العقل!! الإيمان لا يصادر العقل أو يلغيه، ولكنه يؤكد على محدودية العقل، ثم يكمل هو - أي الإيمان - المشوار معنا. تمامًا مثل التلسكوب، والعين المجردة. فالعين المجردة محدودة في إبصارها، ترى حتى مسافة معينة، ولا تستطيع أن تدرك تفاصيل الأمور البعيدة، مثل القمر مثلًا، العين تراه قُرصًا جميلًا طالما تغزَّل فيه الشعراء، أما التلسكوب فيستطيع أن يُقرب الأمور البعيدة، ويجعلنا نرى الكثير من التفاصيل والتضاريس في هذا القمر، الأمر الذي تعجز عنه العين المُجردة المحدودة. العقل مثل العين المُجردة.. محدود، والإيمان مثل التلسكوب.. يُكمل لنا المشوار، ويقرُّ لنا الحقائق البعيدة وغير المحدودة، مثل الله والأبدية، لهذا يقول معلمنا بولس الرسول " بالإيمان نفهم أن العالمين أُتقنت بكلمة الله" (عب 11: 3) أي أن الإيمان يشرح لنا ما لا يستطيع العقل إدراكه، فالعقل محدود، والله غير محدود، وهيهات للمحدود أن يحتوي غير المحدود. هكذا يكون المنطق!" (91).
إن اختبار وجود وجود الله لا يمكن إثباته عن طريق التجارب المعملية، إنما يحتاج فقط إلى الإيمان، والإيمان أمر أعتاد عليه الإنسان، فهو ليس غريبًا عنه، بل يمارسه الإنسان في حياته العادية، فهو يؤمن بالطبيب الذي يذهب إليه، ويؤمن بالقطار الذي سيقله من مكان إلى آخر ولذلك يتوجه إلى محطة القطار ويستقل القطار، ويؤمن الإنسان أنه في بداية كل شهر سيقف أمام الصراف ليتسلم راتبه، أو يصدق أن راتبه سيصل لحسابه بالبنك، والإصرار على استخدام المنهج العلمي لإثبات وجود الله يشبه من يحاول أن يستخدم التليفزيون في قياس الإشعاع الذري.
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 07 - 2014, 05:04 PM   رقم المشاركة : ( 43 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد

لقطة للتاريخ 2 | نظرة تأمل

الهدف من هذه اللقطة يا صديقي هو أن أكشف لك قليلًا عن المآسي التي عانت منها البشرية بسبب الإلحاد، إله القتل، فالإنسان متى فقد الإيمان، واعتقد أنه ليس إله، ولا ثواب ولا عقاب، يتدنى لمستوى أدني من الحيوانات المتوحشة، فقد يفترس غيره أو يفترس نفسه.
فإحدى الفتيات كانت توزع بعض البشائر وتعلم الأولاد عن المسيح سرًا، فقرَّروا اعتقالها، ولكنهم أجلوا الاعتقال إلى يوم زفافها، وفي يوم زفافها هرع البوليس السري إلى داخل بيتها فمدت يديها ليكبلوها بالقيود، وهي تقبّل السلاسل وتقول: "أشكر عريسي السماوي يسوع من أجل هذه الدرَّة التي قدمها لي في يوم زفافي. أشكره لأنه حسبني أهلًا أن أتألم من أجله " بينما كان الأهل يولولون، والعريس يتحسر لوعة، ولاسيما أنهم يعرفون أهوال سجن الإلحاد، وبعد خمس سنوات أُفرج عنها وكأنها أكبر من سنها بثلاثين عامًا، والأمر الرائع أن عريسها كان مازال في انتظارها، فلاقته، وهي تقول له: إن ذلك كان أقل ما يمكنها أن تفعله من أجل المسيح. (راجع العذاب الأحمر ص 46، 47).
ويصف " رتشارد كتشام " مدى ما كان يعانيه سجين الإلحاد في سجون الشيوعية فيقول "قبل أن يبدأ استجواب السجين يُلقى في عدة أنواع من الزنزانات، النوع الأول يضم هؤلاء الذين ضُربوا ضربًا وحشيًا مُبرحًا أثناء استجوابهم، والتالي يضم من اعترفوا فعلًا، والثالث يبقي النزلاء شهورًا دون أن يعرفوا ما سوف يحدث لهم.. وبعد ذلك ينتقل إلى الحبس الانفرادي في زنزانة ضيقة تبلغ مساحتها مترًا مربعًا، صُممت بحيث لا يستطيع السجين الجلوس أو النوم فيها، بل يضطر إلى الوقوف أو الانحناء طوال الوقت.. وليس هناك نوافذ في هذه الزنزانة بل فيها مصباح كهربائي يُضاء ليلًا نهارًا.

كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
وبعد بضعة أيام يمضيها السجين في هذه الزنزانة الضيقة.. يأتي حارس صامت بالسجن (ويقود السجين) في ممرات ضيقة طويلة تبدو كأن لا نهاية لها.. وأخيرًا يصل السجين إلى غرفة الاستجواب.. وقد يتخذ الاستجواب أحيانًا صورة حديث عادي.. وفي أحيان أخرى يُضرب السجين ضربًا مُبرحًا حتى يفقد وعيه، ثم يُلقى عليه الماء البارد ليفيق، ويستأنف مستجوبوه ضربه مرة أخرى.. يُعاد السجين إلى زنزانته ليوقظه الحارس من نومه عند منتصف الليل، ثم مرة أخرى عند الفجر.. يُحرم السجين من أن يغتسل، كما يُمنع من ممارسة أي تدريب بدني.. تغشى عينا السجين من أثر الضوء الوهاج الذي يُسلَط على وجهه، ويلاحقه المُحقق بأسئلة مفاجئة ثعلبية.. ويهدَّد السجين بأن تنتقم السلطات من عائلته، وتمر الأيام والسجين يعاني الحرمان من النوم، ويذوق مرارة الاستجوابات الطويلة التي يتوالى عليه فيها محققون مختلفون، كل منهم يحل محل زميله ولا يتقيد مُطلقًا بما كان قد سأله من أسئلة.
ويُرغم السجين على الوقوف أو الجلوس في أوضاع غير مريحة حتى يكاد يفقد الوعي، فتحل فيه الحاجة إلى النوم محل أي شعور آخر، حتى الشعور بالجوع والعطش، وإذا حُرِم السجين من النوم مدة كافية، اعترته حالات الهزيان، فيتخيل أن الحشرات تحوطه، وأن الفئران تصعد إليه، والضباب يرتفع أمام عينيه، وأخيرًا وتحت ضغط الانهيار الجسدي والعصبي والعقلي، يصبح السجين راغبًا بل متشوقًا إلى توقيع اعترافاته" (92).
كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
نظرة تأمل:

الزهور المضيئة: جاء في مجلة العلم عن الزهور المضيئة " تم العثور على أغرب نوع من الزهور وقد أُطلق عليه " زهرة الكونفولفولوس " ترسل هذه الزهور الغامضة من داخلها ضوءًا يشبه المصباح الخفيف" (93) وجاء في مجلة العلم أيضًا عن قنديل البحر المضيء " قنديل البحر حيوان بحري ذو جسم هلامي وشكل يشبه المظلة ويحمل لوامس مُزودة بحويصلات لاسعة، وتطفو هذه الحيوانات فوق سطح الماء بالقرب من الشاطئ، وتُهدّد السبَّاحين بالتهاب جلودهم بالمادة اللاسعة التي تفرزها.. لماذا سُمي هذا الحيوان قنديل البحر؟ إن كلمة قنديل معناها المصباح المضيء، فهل الأمر كذلك؟ الحقيقة أن هذا الحيوانمن الكائنات البحرية المضيئة والعجيبة، حتى إنك إذا نظرت إلى ماء البحر في ليلة مظلمة فإنك تشاهد مياه البحر قد أضاءها عدد لا يُحصى من الكرات المضيئة التي يسطع ضوءها بضوء فسفوري خافت، ثم يخبو ويضئ مرة أخرى كأنها هي نجوم تسطع في كبد السماء"
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 07 - 2014, 05:05 PM   رقم المشاركة : ( 44 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد

الفصل الثالث: تأليه الإنسان ورفض السلطة الإلهيَّة

  1. هل وجود الله يحد من حرية الإنسان ويُلغي كرامته ووجوده؟ وهل نجح الإلحاد في أن يهب السعادة للإنسان؟
  2. إن كان الإلحاد لا يهب السعادة، فهل اللاأدرية تهب السعادة والحرية للإنسان؟
  3. لقطة للتاريخ 3 | نظرة تأمل
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 07 - 2014, 05:07 PM   رقم المشاركة : ( 45 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد

هل وجود الله يحد من حرية الإنسان ويُلغي كرامته ووجوده؟ وهل نجح الإلحاد في أن يهب السعادة للإنسان؟

س56: هل وجود الله يحد من حرية الإنسان ويُلغي كرامته ووجوده؟ وهل نجح الإلحاد في أن يهب السعادة للإنسان؟
قال المُلحدون أن الإنسان هو إله هذا الكون، وقال " كارل ماركس": "أن الإلحاد هو إبراز الإنسان بواسطة إلغاء الدين" (95) وقال " فويرباخ": "أن نقطة التحوُّل الكبرى في التاريخ ستكون في اللحظة التي سيعي فيها الإنسان أن الإله الواحد هو الإنسان نفسه" (96) كما قال أيضًا أن الإنسان هو إله نفسه " الإنسان الذي يؤمن بالله لا يؤمن بنفسه، فالله هو الإنسانية، لا أكثر ولا أقل، والدين يجب أن يموت، فيقوم على أنقاضه عالم على مقاييس الإنسان، الذي يلزمه أن يكون إله نفسه" (97) وقال " إيتان بورن " أن وجود الله ضد وجود الإنسان " يجب ألاَّ يكون الله، حتى يكون الإنسان" (98) وظن " باكونين " أن وجود الله يسلب الإنسان حريته فقال " أن كان الله موجودًا فلستُ بحرٍ. أنا حر فالله إذًا غير موجود" (99) ورأى " سارتر " أن حرية الإنسان تطرد فكرة وجود إله، فقال " إذا انفجرت الحرية مرة أخرى في روح الإنسان، لم يبق للآلهة على هذا الإنسان أية سلطة" (100).
ولسان حال المُلحد: أنني لا أريد ملكوتًا سماويًا لأنني بشر، إنما أنا في حاجة إلى ملكوت أرضي، وأخذ الإنسان يحلم بفردوس أرضي يجد فيه سعادته، فقال " فيشينسكي " سكرتير الدولة في رومانيا " ستبني هذه الحكومة فردوسًا أرضيًا، وعليه لن نكون بحاجة إلى فردوس سماوي" (101) وصدقه الكثيرون، فقام أحد الكهنة ويُدعى" سرجيوس " بتكوين كنيسة باسم " الكنيسة الحيَّة " وقال " ليس قصدنا أن نعيد بناء الكنيسة إنما هدمها وإبادة الديانة كليًّا" (102).
ج : لنا على كل ما سبق التعليقات الآتية:

1- الصورة التي وضعها المُلحدون عن الله صورة مغلوطة وغير حقيقية، فالإله كما تصوَّره المُلحدون هو إله ينافس الإنسان في الوجود، إله نادم لأنه عندما خلق الإنسان وهبه حرية الإرادة، ولذلك فهو يسعى دائما لإخضاع الإنسان وإذلاله والحد من حريته عن طريق وصايا ثقيلة، فالإنسان الذي يؤمن بوجود الله هو بمثابة عبد ذليل لسيد قاسٍ، يحاسبه على أقل خطأ يرتكبه، وقد أعد له العذاب الأبدي. إله سيفرح ويُسر بعذاب الإنسان في جهنم النار.. وهكذا كان تصوُّر الملحدين المقلوب عن الله، ولذلك نادوا بإنكار وجود الله لكيما يظهر ويبرز الإنسان للوجود، فالإنسان الذي يؤمن بالله، لا يستطيع أن يؤمن بنفسه، لأن وجود الله ضد وجود الإنسان، ووجود الله ضد حرية الإنسان، ولكيما ينال الإنسان حريته ينبغي أن يرفض السلطة الإلهية، وأن يكون الإنسان إله نفسه.
ولم يدرك الملحدون الصورة الحقيقية لله، ولم يدركوا أن الله نبع يفيض على كل أحد، وشمس تشرق على كل أحد، وخير يعم على الكل، وحب يشمل الجميع.. شاء بإرادته أن يخلق الإنسان حرًّا مريدًا، ولم يندم قط على أنه وهب حرية الإرادة للإنسان، حتى لو استخدم الإنسان هذه الحرية ضد الله ذاته، ورفضه وجدَّف عليه، بل أنه لا يقبل الإنسان إلاَّ إذا جاء إليه بكامل إرادته.. الله لا يقبل إلاَّ البشر الأحرار، والله لم ولن يكون عدوًا للإنسان قط، فالإنسان الذي جبله الله على صورته هو موضع حبه واعتزازه.. الله أب يتراءف علينا أكثر من أنه سيد يحاسبنا ويعاقبنا.. تنازل وأخذ شكل العبد وجاز الموت، موت العار والسخرية من أجل إنقاذ أولاده من فم الموت.. وضع نفسه عنا إلى الموت، فليس حب أعظم من هذا.. أنه يسعى لخلاص ونجاة كل أحد، وقد أعد لنا ملكوتًا يتسع للجميع، وفي احترامه لحرية الإنسان فأنه لن يجبر أحد قط للدخول لهذا الملكوت السماوي السعيد، وحقًا قال القديس أغسطينوس أن الذي خلقك بدون إرادتك لن يخلصك بدون إرادتك.

كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
وأوضح " الأب خوان إرياس " أنه من المستحيل أن يؤمن بالإله كما صوَّره الملحدون، ونقتطف عبارات قليلة من مقاله:
" أن ما لا يؤمن به الكثير من الملحدين (أي الإله الذي يرفضه الملحدون) هو إله لا أؤمن به أنا أيضًا..
أجل لن أؤمن أبدًا ،
بإله يباغت الإنسان في خطيئة ضعف..
إله يعترض على أفراح البشر ،
إله يُعقّم عقل البشر ،
إله منجَّم مشعوَّذ ،
إله يفرض رعبه في القلوب..
إله لا يحتاج إلى الإنسان..
إله يرسل الناس إلى جهنم ،
إله لا يحسن الرجاء..
إله لا يستطيع افتداء البؤساء ،
إله لا يفهم أن " الأطفال " لابد أن يتوسَّخوا، وأنهم معرَّضون للنسيان..
إله لا يخشاه الأثرياء، ممن يقوم على أبوابهم البؤساء والجياع..
إله يستطيع أن يقول "سوف تدفع لي الثمن " ،
إله يتندم على أنه أعطى الحرية للإنسان ،
إله يُؤثر الظلم على الفوضى ،
إليه يرضى عن المرء الذي يسجد ولا يعمل ،
إله أخرس لا شعور له أمام المشاكل الخانقة التي تؤلم البشرية..
إله أفيون..
إله يحب الحروب..
إله يرفض للإنسان حرية الوقوع في الخطيئة..
إله ينقصه الغفران لأية خطيئة ،
إله يفضل الأغنياء والأقوياء..
إله لا يمكن مخاطبته إلاَّ ركوعًا..
إله لا يخلص الذين لم يجدوه..
إله يرسل الولد على جهنم بعد خطيئته الأولى..
إله لا يسرع لملاقاة من تولى عنه ،
إله لا يستطيع أن يجعل كل الأشياء جديدة ،
إله لا يوجه كلمة مميَّزة، شخصية، خاصة، إلى كل فرد ،
إله لم يعرف السبيل إلى البكاء بسبب الناس ،
إله لا يكون النور..
إله لا يكون موجودًا حيث يحب الناس بعضهم بعضًا ،
إله يقترن بالسياسة..
إله يهدم الأرض، والأشياء التي يحبها الإنسان، بدل أن يطوُّرها..
إله يزيل جسدنا إلى الأبد بدل أن يقيمه من الأموات..
إله يقبل صديقًا له من يجُور في الأرض ولا يسعد أحدًا..
إله لا يكون سخاؤه كسخاء الشمس..
إله لا يحسن تقديم فردوس، نكون فيه جميعًا أخوة حقًا..
إله لا يكون محبة ولا يحسن تأويل كل ما يمسه إلى محبة..
أجل، إن إلهي هو الإله الآخر" (103).
2- يجهل الإنسان المُلحد سبب خلقة الله للإنسان، فالله لم يخلق الإنسان ليسخره، ولا ليسلب حريته، ولا حتى ليعبده، لأن الله كامل في ذاته متكامل في صفاته، فهو لم يكن محتاجًا إلى عبوديتي بل أنا المحتاج إلى ربوبيته. خلق الإنسان لكيما يتمتع بنعمة الوجود في حضرته، فالإنسان هو وليد ونتاج محبة الله، ولهذا عندما أراد أن يخلقه رتب له الكون كله، ودبر له كل احتياجاته، ثم خلقه على أفضل صورة ممكنة، إذ خلقه على صورته ومثاله، وتوَّجه ملكًا على الخليقة كلها، " وقال الله لنعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا. فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم وعلى كل الأرض وعلى كل الدبابات التي تدب على الأرض. فخلق الإنسان على صورته.. وباركهم الله وقال لهم أثمروا وأكثروا املأوا الأرض وأخضعوها وتسلَّطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الأرض" (تك 1: 26-28) وترنَّم داود النبي قائلًا " فمن هو الإنسان حتى تذكره وابن الإنسان حتى تفتقده. وتنقصه قليلًا عن الملائكة وبمجد وبهاء تكلّله. تسلطه على أعمال يديك. جعلت كل شيء تحت قدميه. الغنم والبقر جميعًا وبهائم البر أيضًا. وطيور السماء وسمك البحر السالك في سُبُل المياه. أيها الرب سيدنا ما أمجد أسمك في كل الأرض" (مز 8: 4-8).
ويقول "القديس غريغوريوس النيزنزي": "أيها الإنسان تأمل في كرامتك الملوكية. أن السماء لم تُصنع على صورة الله مثلك ولا القمر ولا الشمس ولا شيء مما يُرى في الخليقة. انظر.. لا شيء في الموجودات يستطيع أن يسع عظمتك" (104).
وقد دعى الكتاب المقدَّس الله " ينبوع المياه الحيَّة" (أر 17: 13) والينبوع في طبيعته يفيض على الآخرين، والله كينبوع يفيض حبًا " لأن الله محبة" (1 يو 4: 8) فعلاقة الله مع الإنسان هي علاقة حب وعطاء " هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له حياة أبدية" (يو 3: 16)،وقال لتلاميذه الأطهار " ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه" (يو 15: 13) وفي محبته انحنى وغسل أرجل تلاميذه (يو 13: 5) وفي محبته يقول "هآنذا واقف على الباب وأقرع. إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي" (رؤ 3: 20) فالله لا يقتحم حرية الإنسان، إنما يدعونا للحرية " إن حرَّركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارًا" (ي 8: 36).. " فإنكم إنما دُعيتم للحرية أيها الأخوة" (غل 5: 13).. " وحيث روح الرب هناك حرية" (2 كو 3: 17).
3- الله لا يسعى للحد من حرية الإنسان، بل وهبه حرية الإرادة للدرجة التي يستطيع فيها أن يرفض وجود الله في حياته، ويجدف على إسمه المبارك، والله لن يجبر أحد قط على دخول ملكوته، ويقول الفيلسوف المسيحي " أوليفيه كلمانت": "الله يتقدم ويعلن عن حبه، ويرجو أن يحيا الإنسان عليه.. فإذا رُفِض أنتظر على الباب. ومقابل كل الخير الذي صنعه لنا لا يطلب إلاَّ حبنا، ولقاء هذا الحب يعتقنا من كل دين" (105) وقال " بردياييف " بعد عودته إلى الإيمان " أن كرامة الإنسان تفترض وجود الله.. وإنكار الله يجر مع إنكار الإنسان" (106).
ويقول "القمص تادرس يعقوب": "الله ليس عدو لحرية الإنسان كما كرَّر الماركسيون، ولا يقوم وجوده على عجز الإنسان وذله، إنما خلق الإنسان على صورته ليقبل خالقه صديقًا له.. نرى الله يجري وراء الإنسان ليضمه إليه لا ليحطمه، ويرفعه إلى ما فوق الحياة الزمنية. حتى بعد السقوط سمع السيد المسيح كلمة الله يقول {لا أعود أسميكم عبيدًا لأن العبد لا يعلم ما يعمل سيده، لكنني سميتكم أحباء لأني أعلمتكم بكل ما سمعته من أبي} (يو 15: 15).
وجود الله لا يقوم على إهدار حياة الإنسان وكرامته، إنما نزل الله إلينا لكي يرفعنا إليه، وقد جاء اللاهوت الشرقي في القرون الأولى ملخصًا في العبارة المشهورة التي كرَّرها كثير من الآباء وإن كان بأسلوب مختلف: {صار الله إنسانًا، لكي يصير الإنسان إلهًا}. إن ما يحمله الملحدون المعاصرون من شوق نحو الألوهية إنما هو عطش داخلي نحو الأبدية يقوم خلال الصورة التي تمتع بها الإنسان دون سائر الخليقة الأرضية. وكما يقول كوستي بندلي: {أماني الإنسان اللامحدودة هي في الإنسان صورة الله غير المحدود الذي يدعوا إلى مشاركته حياته}. لقد ظن ماركس أن يقيم من نفسه إلهًا لنفسه بإنكاره وجود الله، ولم يدرك أن ما في داخله من شوق نحو الألوهية إنما هو ثمرة خلقه على صورة الله، وإن كانت قد انحرفت في اتجاهاتها" (107).
ويقول "القديس غريغوريوس النيزنزي": "الإنسان إذ حُلق على صورة الله يجب أن يتمتع بكل خيرات سيده وبين هذه الخيرات الحرية" (108). ويقول "بردياييف": "أن الحرية في الحياة الدينية واجب الإنسان. مُلزم بأن يحمل عبء الحرية وليس له الحق بأن يتخلص منه، الله لا يقبل إلاَّ البشر الأحرار. أنه لا يحتاج إلاَّ إلى بشر أحرار.. الدين المسيحي إنما هو الحرية في المسيح. الخلاص القسري مستحيل وبدون جدوى" (109).
وعندما قال " سارتر " أن الإنسان يشبه في علاقته بالله المقص في يد الصانع، رد عليه " شاول ميللر " قائلًا: "أن هذا المفهوم للخلق يفترض أنه لا يمكن أن تكون للإنسان أية ذرة من الحرية والمبادرة كما هو وضع مقص الورق الذي هو سلبي تمامًا بين يدين من يصنعه أو يستعمله" (110) كما قال " إذا كان الخلق هو صنع أدوات فلم يعد للإنسان سوى أن يدع نفسه يُستخدم من صانعه، في هذه الحالة لم يعد بوسعنا أن نرى في العالم سوى أمرين: إما السلبية المخزية، سلبية عبيد يزحفون أمام إله طاغية أو الاكتفائية المتكبرة، اكتفائية كأن يدَّعى أن لا أب ولا أم له" (111) وأيضًا قال " هكذا فالمخلوق كيان قائم بذاته مستمد من الله فمن هذا الكيان القائم بذاته بالضبط يستمد المخلوق قوة التمرد على الله، فيقبل الله بأن يستخدم المخلوق تلك الحرية التي وهبه إياها لينقلب عليه ليكون " إلهًا دون إله".." (112).
وأحد العائدين للإيمان من الشيوعية، عندما سُئل: ما أكثر موقف تأثرت به وقادك للإيمان بالمسيح؟ أجاب: موقف يسوع مع تلميذي عمواس، إذ لم يرد أن يقحم نفسه عليهما، فلم يدخل البيت إلاَّ بعد أن ألزماه بذلك، فالسيد المسيح له المجد لا يفرض نفسه على أحد بالقوة، إنما الشيوعيون هم الذين لا يكفون عن فرض مبادئهم بالقوة، وذلك من خلال الضغط والإلحاح عبر المدرسين بالمدارس، وفي الإذاعة والتليفزيون والسينما والاجتماعات والرحلات والدراسات، حتى أن المؤمنين داخل السجون كانوا يتعرضون لعملية غسل المُخ، فلمدة سبعة عشر ساعة يوميًا يظلون يذيعون عليهم عبارات بعينها: "الشيوعية حسنة.. الشيوعية حسنة.. الشيوعية حسنة.. المسيحية سخيفة.. المسيحية سخيفة.. المسيحية سخيفة.. ليس من يحبكم فيما بعد.. ليس من يحبكم فيما بعد.. ليس من يحبكم فيما بعد.. فاستسلم.. استسلم.. استسلم".
4- لا يمكن أن تهب الشيوعية الإنسان السعادة الحقيقة، لأنها أختزلت كل أبعاد الإنسان في بُعد واحد هو البُعد البيولوجي، والإنسان ليس جسدًا فقط، فالأمور الجسدية لا تُشبع إلاَّ الجسد فقط، أما روح الإنسان فستظل قلقة طالما هي بعيدة عن الله، ولذلك يمتزج الإلحاد دائمًا بالكآبة والقلق حتى لو كان الإنسان المُلحد يعيش في رغدة من العيش، ولكنه سيظل جائعًا للامحدود، ويقول "وورمبلاند " مهما زادت إمكانات الإنسان الشيوعي المادية، فأنه يظل قلقًا، مكتئبًا، حزين النفس. بينما الإنسان المؤمن الذي سُجن من أجل إيمانه، ويتعرض للجوع والعرى ويفترش الأرض في زمهرير شتاء سيبيريا، وقد قُيدت قدماه بسلسلة غليظة، وتقرَّح جسده، حتى أن الحشرات صنعت منه وليمة، ومع كل هذا فإن هذا الإنسان البائس المسكين يفيض قلبه بالسلام ويترنم بمدائح الخلود ويتمسك بإيمانه وإلهه للنفس الأخير، فما هو السر الذي يملأ الكأس بالأفراح، حينما تتناقص مباهج الحياة، ويُسكَب فيها العلقم؟ أليس لأن هناك عنصر آخر في كيان الجسد، وهو الروح (راجع جواب المسيحية على الإلحاد الشيوعي ص 157) والكاتب الكبير المُلحد " فاديف " بعد أن أنهى كتابة روايته " السعادة " والتي قال فيها أن السعادة تأتي من العمل الدءوب من أجل الشيوعية أطلق الرصاص على نفسه وانتحر (العذاب الأحمر ص 138) وقال المُفكر المُلحد " دانتك " أن " أول نتيجة للإلحاد -إذا عم- أن يكثر الانتحار حتى يصير كالوباء" (113).
وإن كانت المسيحية تهتم بالفرد اهتمامها بالجماعة، فإن الشيوعية تُضحي بالفرد في سبيل الجماعة، فاستولت الشيوعية على كل الأملاك الشخصية، وحارب الشيوعيون كل ما هو شخصي، حتى أنه عندما ضُبط شخص معه كتاب " علم النفس الشخصي " صرخ فيه الضابط: شخصي! أليس كذلك؟ دائمًا شخصي لِمَ لا جماعي؟! ثم تعرض هذا الشخص للسجن.
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 07 - 2014, 05:09 PM   رقم المشاركة : ( 46 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد

إن كان الإلحاد لا يهب السعادة، فهل اللاأدرية تهب السعادة والحرية للإنسان؟

س57: إن كان الإلحاد لا يهب السعادة، فهل اللاأدرية تهب السعادة والحرية للإنسان؟

ج: اللاأدرية ليست مذهبًا حديثًا، إنما هي مذهب قديم ظهر سنة 340 ق.م. وكان من قادته المشهورين " سيشرون" و"أرسيزيلاس" و"كاردينا " وأصحاب هذا المذهب يقولون أننا لا نستطيع أن نجزم بأمر ما، وليس لنا رأي مُحدد في القضايا الإيمانية، ولا نجيب بالنفي ولا بالإيجاب، لأن حكم البشر يختلف من شخص إلى آخر، فما يراه أحد الأشخاص صوابًا يراه الآخر خطأً، والعكس صحيح، بل أن الشخص الواحد قد يختلف حكمه في قضية معينة بحسب أحوال هذا الشخص ومزاجه، بل أن القوانين والشرائع نفسها متباينة، ولذلك يصعب الإجابة على أمر ما بنعم أو بلا، إنما الأفضل أن يقول الإنسان لا أدري. ويقول "سكريفن": "ومن الجائز أن اللاادري لم يصادف أبدًا في طول حياته وعرضها مُحاجة قوية تدافع عن الإيمان بالله، أو الإلحاد، قادرة على أن تحمله على الاقتناع بها.. أما اللاادرية بمعنى الامتناع عن اتخاذ موقف فهي ببساطة دلائل على غياب النشاط الفكري أو غياب القدرة على ممارسة هذا النشاط، أو الإفتقار إلى الشجاعة الأدبية" (114).

كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
وما أصعب الكلمات التي سجلها " و. و. ساندور " الذي آمن باللاادرية، حيث كتب يقول "دعني أقدم لكم إنسانًا يشعر بالوحشة والتعاسة أكثر من أي إنسان آخر في العالم.. هو إنسان يقول "لا أدري " فهو لذلك بلا إله ويسمونه مُلحدًا.. إنني لصاحب صلاحية خاصة في أن أُقدم لكم هذا الإنسان لأنني أنا هو. نعم، أنا نفس ذلك التعس " اللاأدري".. اللاأدريين انتشروا في كل مكان.. وربما يدهشكم أن تعرفوا أن " اللاادري " يحسدكم على إيمانكم بالله وثقتكم بالحياة بعد الموت ويُغار من رجائكم المبارك بأن تلاقوا أحباءكم في الأبدية حيث لا وجع ولا موت، وتمنى (اللاادري) أن يعتنق إيمانكم لكي يتعزى به.. وأما هو فليس له إلاَّ القبر وانحلال المادة الأولية.. أتساءل: هل هذا العبث هو غاية الحياة البشرية وثمر مجهوداتها..؟! قد يتظاهر " اللاادري " بالشجاعة ويواجه الحياة بابتسام ولكنه ليس سعيدًا.. وإذ يقف منزهلًا أمام سعة الكون وجلاله، وهو لا يعلم من أي أتى أو لماذا جاء، وينظر بهول إلى فسحة الفضاء وعدم محدودية الوقت، ويشعر بصغر نفسه وضعفها وقصر حياته. ألاَّ تظنون أنه مثلكم يريد أن يكون له إيمانًا يستند إليه ورجاءًا يقويه؟! أنه هو أيضًا يحمل صليبًا.. فاللاادري.. يتأثر تأثرًا عظيمًا من قوة إيمانكم إذ يشاهد كيف يتغير السكارى ويتجدَّد الإباحيون وقد رأى المرضى والشيوخ والمتروكين وهم يتعزون، وأعجبته أعمال هذا الإيمان الخيرية من إنشاء المدارس والمستشفيات والملاجئ.. إن هذه الأرض في نظره ما هي إلاَّ رمث طافٍ في بحور الأبدية لا نور لها ولا أُفق، وفي قلبه وجع وهم لأجل الطافين عليها معه أن يحملهم التيار إلى حيث لا يدرون" (115).
ويكاد الإنسان اللاادري أن يكون قد فقد حريته، أما الإنسان المؤمن فأنه يعيش في ملء الحرية الحقيقية، وفيما يلي بعض فقرات مما قاله " الأب خوان إرياس " عن الحرية، حيث يقول:
" أنا حر عندما أحب ما أعمل وعندما لا أعمل إلاَّ ما أحب.
أنا حر عندما أؤمن بإله خلق كل شيء بحرية.
أنا حر عندما أقبل حرية الآخرين.
أنا حر عندما تكون حريتي أثمن من المال.
أنا حر عندما لا يكون الموت في نظري سوى عبور إلى ملء الحياة وتمامها.
أنا حر عندما أنجح في أن أكون إنسانًا .
أنا حر عندما أتوصل إلى اكتشاف ما يكمن من صلاح في كل مخلوق.
أنا حر عندما أؤمن أن لا شيء مستحيل.
أنا حر عندما أذعن في حياتي لسلطان الضمير.
أنا حر إن كانت حريتي لا تُقدَّر بثمن.
أنا حر إن كانت شريعتي الوحيدة هي المحبة.
أنا حر إن كنت أبذل ذاتي في سبيل الآخرين دون أن يكون الشرط امتلاكهم.
أنا حر إذا كان صوتي يساهم في تحديد مجرى التاريخ.
أنا حر إن كنت لا أنفك أقول " لا " في وجه الطغيان، حتى لو اضطررت إلى المجاهرة بذلك أمام الدبابات.
أنا حر إن كنت لا أنفك أرفع صوتي في غياهب السجن وأطالب بحقي في الحرية.
أنا حر إن كنت أدافع باقتناع وبتحشم الأخطار عن حرية الآخرين.
أنا حر إن كنت أؤمن بأن إلهي أعظم من خطيئتي.
أنا حر إن كنت أؤمن وطيد الإيمان بأن إنسانًا مثلي عاش ومازال بعد موته يحيا إلى الأبد.
أنا حر إذا ما صفعوني لأني قلت بأن الحرية هي الله. وأن الله يدين كل من يدوس حرية إنسان واحد أو يسئ إليها.
أنا حر لما أخاطب الله بدالة بدون تكلف.
أنا حر إذا ما استطعت إبراز انتصاراتي واكتشافاتي ومواهبي وأفكاري، دون أن يحكم عليَّ أحد.
أنا حر ساعة أستطيع حب ما ملكت يديَّ الآن من الحياة. دون أن أهتم للغد.
أنا حر إذا أحببتُ فاكتشفت أن الحب، الذي هو أساس كياننا، ليس إلاَّ ذاك الخالق الذي لا ينفك يحيى ويجدد ما يخلق فينا من سعادة.
أنا حر إن كان الحب وحده قادرًا على تقييدي.
أنا حر إن كنت أستطيع أن أقول " لا " حتى في وجه الله.
أنا حر إن كنت أفضّل بذل حياتي في سبيل إنسان، على بذلها في سبيل فكرة.
أنا حر إن كنت أؤمن بإله لن يندم قط لأنه خلقني حرًا.
أنا حر إن كنت أقدم على الاختيار أيًا كان. لا بدافع المتعة بل لأجد فيه ما يجعل مني إنسانًا.
أنا حر إن كنت لا أيأس من قدرتي على العطاء ولو بشكل محدود.
لذا فعندما أشعر من نفسي بأني حر، أشعر بأني أشبه شيء بالله، فأستطيع المساهمة معه في الخلق والعطاء أو بعبارة أخرى في المحبة، أشعر بأنني إنسان مسؤول.
أشعر بأن يحق لي أن أُدعى باسم خاص بي، يتلفَّظ به الله مرة واحدة فيضفي عليه صفة الخلود والأبدية.
أشعر بأني في صميم حياتي مَلِكُ الخليقة
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 07 - 2014, 05:10 PM   رقم المشاركة : ( 47 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد

لقطة للتاريخ 3 | نظرة تأمل

وكان القبض على مؤمن في بلاد الإلحاد يعني تجويع أسرته، فيقول "ريتشار وورمبلاند": "فما أن يُعتقل أحد أعضاء الكنيسة السرية، حتى تلسع عائلته " دراما " مؤلمة، فتصبح إعانتها ممنوعة قانونًا منعًا باتًا. هذا هو مخطط الشيوعيين المدروس لكي يضيفوا إلى آلام الزوجة المنكوبة وأولادها الذين تركهم الزوج خلفه، وعندما يُساق المؤمن إلى السجن وغالبًا إلى العذاب والموت لا تكون الآلام إلاَّ في طورها البدائي. أما عائلته فتعذب إلى ما لا نهاية، وأقول لكم الحق أنه لولا المؤمنون العاديون في البلدان الحرة والذين أرسلوا لي ولعائلتي المعونات المتنوعة، ما أمكننا أن نعيش لنكون بينكم ونسجل هذا الأسطر!
هناك في هذا الوقت بالذات (1966م) موجة اعتقال شاملة ضد المؤمنين في روسيا وغيرها من البلاد الشيوعية، ويتصاعد عدد الشهداء يومًا بعد آخر. ومع أنهم يمضون إلى قبورهم، وبالتالي إلى مكافأتهم السماوية، غير أن عائلاتهم تعيش في أحوال يرثى لها، فنحن نستطيع، بل يجب علينا، أن نساعدهم..
لقد برزت إلى الوجود مرة أخرى الكنيسة الأولى بكل جمالها، تضحيتها، وتكريسها في البلدان الشيوعية.. أخوتنا هناك، لوحدهم وبدون أية معونة، يخوضون أعظم معركة عرفها القرن العشرون، تضاهي في بطولتها الكنيسة الأولى وتكريسها" (117).
كما يصف " ريتشار وورمبلاند " قوة المحبة المسيحية التي تتصدى لعنف العذابات الشيطانية فيقول "لم نستطع أن نصلي كالمعهود لما كنا في معتقل ناءٍ، فقد طوانا جوع شديد إلى درجة أن أصبحنا فيها كالمعتوهين. وكنا أشبه بالهياكل العظمية. وقد كانت الصلاة الربانية أطول ما استطعنا احتمالها. فلم نتمكن من تركيز أذهاننا بشكل يساعدنا على ترديدها، وصلاتي الوحيدة التي كررت ذكرها كانت " أحبك يا يسوع"..
لقد اقترف الشيوعيون فظائع وحشية لا يتصوَّرها العقل، ولازالوا يفعلون ذلك، ولكن {المحبة قوية كالموت.. مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة والسيول لا تغمرها} (نش 8: 6، 7).. هكذا هي المحبة، فهي تشمل الجميع، والمسيح الذي هو المحبة المتجسدة، لن يتوقف عن عمله إلى أن يربح الشيوعيين أيضًا0

كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
طُرح أحد القسس في زنزانتي وهو شبه ميت، فقد سالت الدماء من وجهه وجسمه بعد أن كانوا ضربوه بضراوة. وقد شتم بعض المساجين الشيوعيين على فعلهم ذلك، أما هو، بعد أن غسلنا جروحه، قال: {أتوسل إليكم ألاَّ تشتموهم. ألزموا الصمت لأني أريد أن أصلي من أجلهم" (118).
كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
نظرة تأمل:

عمل الحواس:

نظرة إلى الطريقة التي يدرك بها الإنسان عن طريق الحواس تخبرنا بالمبدع العظيم، فالإنسان يرى ما يحيط به عندما تسقط الحزم الضوئية المنعكسة من الأجسام (الصورة) على القزحية، وتنعكس على الشبكية في مؤخرة العين، وتتحوَّل هذه الصورة عن طريق الخلايا العصبية من حزم ضوئية إلى إشارات كهربائية تنتقل إلى مركز الإبصار في مؤخرة المخ، ومركز الإبصار هذا الذي يعيش في ظلام دامس يقدر أن يدرك حقيقة ما يحيط به، إذًا نحن ندرك عالمًا مليئًا بالألوان ومختلف الأشكال ومضيئًا من خلال مركز الإبصار الذي يلفه الظلام الدامس.. وإذا فحصت المخ فلن تجده إلاَّ قطعة لحم مادية من البروتينات والدهون.. فكيف يقوم بهذا العمل العجيب؟ إنه الإعجاز الذي يخبر بعظمة الخالق.
وقس على ذلك بقية الحواس، فالسمع يتم عن طريق الإشارات الكهربائية التي تصل إلى مركز السمع بالمخ، بالرغم من إن مركز السمع معزول تمامًا عن مصدر الصوت الخارجي، . والشم يأتي عن طريق الروائح التي تصل إلى الشعيرات الدقيقة في تجويف الأنف، ثم تنتقل إلى المخ عن طريق إشارات كهربائية، فبالرغم من أن الرائحة لا تصل إلى المخ ولكن الإشارات الكهربائية التي تترجم هذه الروائح تجعل الإنسان يُميّز بين رائحة الفواكه والأزهار وبين الروائح الكريهة، وما قيل عن البصر والسمع والشم يقال أيضًا عن التذوق الذي يتم بالجزء الأمامي من اللسان، ثم يُترجم إلى إشارات كهربائية تُرسل للمخ، وأيضًا اللمس ينتقل إلى المخ عن طريق الأعصاب الحسية الموجودة على الجلد فيشعر بنعومة أو خشونة أو برودة أو سخونة الجسم.. إلخ.
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 07 - 2014, 05:11 PM   رقم المشاركة : ( 48 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد

الفصل الرابع: الدين أفيون الشعوب


  1. ماذا رأى المُلحدون في الدين؟
  2. هل دعت المسيحية للخنوع والجبن والمهانة والخسة؟
  3. هل عندما ربط الإلحاديون العلم بالإلحاد، والدين بالخرافات والأساطير كانوا على حق؟
  4. لقطة للتاريخ 4
  5. نظرة تأمل 4
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 07 - 2014, 05:13 PM   رقم المشاركة : ( 49 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد

ماذا رأى المُلحدون في الدين؟

س58: ماذا رأى المُلحدون في الدين؟

ج: رأى المُلحدون في الدين أنه يُسكّن آلام الشعوب ويخدعها فتخضع لرجال الدين والحكام أملًا في الملكوت السماوي، فالدين في نظرهم هو أفيون الشعوب الذي يُغيّب هذه الشعوب عن وعيها، والدين هو المسئول عن الصراعات التي تنشأ بين الشعوب، ولو لم يكن هناك دينًا لعاش العالم بصورة أفضل، وأن الدين يؤدي للاستسلام للأمر الواقع ويوقف استخدام العقل، فكل ما هو مجهول أو غير مُرضي ينسبه الإنسان لله، وقال المُلحدون أن الإنسان الذي يعاني في هذه الحياة يتوَّهم أن هناك إلهًا في السماء يتصرف في كافة الأمور، فليس على الإنسان إلاَّ الاستسلام له حتى ينجو من عذابه، وحتى ينال ملكوته الآتي، ويصور "جورج كارلتن" هذا الإله الذي يعذب الناس بالنار الأبدية، فالذين يؤمنون به يتصوَّرونه شخصًا مختفيًّا يعيش في السماء ويراقب كل واحد في كل لحظة من كل يوم، وأنه يُنهي عن مخالفته، فمن يخالفه يتعرض للعقوبة في مكان خاص ملئ بالنار والدخان والحريق فيتعذب هناك ويعاني ويحترق ويختنق ويصيح ويصرخ إلى أبد الآبدين، ومع هذا فإن هذا الإله يحب الإنسان (راجع ريتشارد دوكنز - وهم الإله ص 130).

كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
وقال " كارل ماركس " أن الدين هو " تغرُّب الإنسان بالهروب إلى ما يُسمى إله" (119) أي أنه يرى الدين هروب من الواقع، كما قال عن الدين أيضًا " هو قلب عالم لا قلب له. أنه فكر من لا فكر له. أنه أفيون الشعوب.. من يحدثني عن الله يبغى أن يسلبني مالي وحياتي" (120) فهو يوضح أن الذي يؤمن بالدين يصير مثل إنسان بلا قلب نابض وبلا عقل يفكر، وأن رجال الدين هم الذين اخترعوا الدين لسلب أموال الرعية.
وقال المُلحدون أن الحكام هم المستفيدون من الدين، لأن الدين يسهل الهيمنة والسيطرة على عقول الناس، فمن يخالف الحاكم أو رجل الدين، فأنه يخالف الله المتصرّف والمُتحكّم في شئون هذه الحياة، ومن يخالف الله سيلقى حتفه في النار الأبدية، فالدين يؤدي للخضوع للحكام الجبابرة الدكتاتوريين، والدين يمثل بيئة جيدة يرتع فيها الحاكم المستبد، وهذا ما قال به " نابليون بونابرت " أن " الدين شيء ممتاز لإبقاء العامة من الناس هادئين" (121) كما قال الفيلسوف " سينيكا " أن " الدين من قِبل العامة يعتبر حقيقيًا، ومن قِبل الحكماء كاذبًا، ومن قِبل الحكام مفيدًا" (122) بل وربط البعض بين الدين والشر فقال " أستيفن واينبرغ " الأمريكي الذي حصل على جائزة نوبل " الدين إهانة لكرامة البشر، معه وبدونه، هناك طيبون يفعلون الخير وسيئون يفعلون الشر، ولكن لتجعل الطيبين يفعلون الشر فأنك تحتاج للدين" (123) كما يقول "بليز باسكال": "لا يقترف الإنسان عملًا شريرًا بسرور وبشكل كامل إلاَّ إذا فعلها بسبب قناعة دينية" (124).
كما قال المُلحدون أن الدين هو الذي أنشأ الصراعات في العالم بين البروتستانت والكاثوليك في أيرلندا الشمالية، وبين الهندوس والمسلمين في الهند، مما تسبب في قتل مئات الألوف وتشتت الملايين، وبين المسلمين والمسيحيين كما حدث في مبنى التجارة بأمريكا في 11 سبتمبر 2001م، وتفجيرات لندن ومدريد طمعًا في الجنة (راجع ريتشارد دوكنز - وهم الإله ص 121، 140 - 143) كما يقول "ريتشارد دوكنز " أيضًا " تخيل.. عالمًا بلا دين، لا انتحاريين، لا حملات صليبية، لا مؤامرة بارود، لا تقسيم للهند، لا حرب فلسطينية إسرائيلية، لا مذابح صرب - كروات - إسلام، لا اضطهاد لليهود كونهم " قتلة المسيح " لا مشاكل في شمال أيرلندا. لا " جرائم شرف"، لا إنجيلي بهندام لامع على التليفزيون الأمريكي يجز أموال السذج. تخيل أنه لا وجود لطالبان ليفجّروا تماثيل أثرية. لا قطع للرؤس بشكل علني، ولا سوط على جلد أنثى لأن أحدًا رأى بوصة منها" (125).
وقال المُلحدون أن الدين يوقف عقل الإنسان، فكل سؤال عن أمر مجهول سنجد إجابته " هو الله"، وقالوا لو وضعنا لافتة " الله " أمام كل شيء نجهله فما كنا سنكتشف شيء على الإطلاق، ويقول "ريتشارد دوكنز": "لماذا يعتبر الله شرحًا لكل شيء؟ هو ليس شرحًا - بل بالأحرى هو فشل في الشرح.. هو عبارة " لا أعرف " متنكرة بالروحانيات والطقوس" (126) ويرى " برناردشو " أن السعادة التي يهبها الدين هي سعادة وهمية مثل سعادة الرجل السكران، فيقول "الواقع بأن المتدين أسعد من المشكوُّك (الإنسان الذي يشك في وجود الله أي المُلحد) لا يتعدى كونه أكثر من أن السكران أسعد من الصاحي" (127). ولذلك جندَّت الشيوعية جميع وسائل الإعلام لسحق الإيمان بالدين، وكتبت مجلتهم " العلم والدين " تقول "الدين مناوئ للشيوعية. إنه يعاديها.. إن برنامج الحزب الشيوعي يحتوي على ضربة قاضية للدين. أنه برنامج يسعى إلى خلق مجتمع إلحادي حيث ينتهي فيه الإنسان من عبودية الدين مرة وإلى الأبد" (128).
وعندما قال " باسكال " مهما ضعفت الدلائل التي تشير إلى وجود الله، فأنه من الأفضل للإنسان أن يؤمن بالله، فإن كان الله موجودًا فالإنسان سيستريح في الأبدية، وإن لم يكن موجودًا فالإنسان لن يخسر شيئًا، هاجمه المُلحدون قائلين أن هذا الإيمان بإله مشكوك في وجوده لا يعد إيمانًا، بل يعد مضيعة لوقت الإنسان الثمين وتضحية لا مبرر لها.
كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
ولنا على كل ما سبق التعليقات الآتية:

1- الدين يمنح النفس سلامًا وهدوءًا، ولا يُغيّب الإنسان عن الواقع الذي يعيشه، والإنسان المسيحي دائمًا أمينًا في عمله، ودائمًا يحاول أن يعمل الأفضل ويعمل الخير، وبهذا فهو يسعى دائمًا لتحسين الواقع بدون استخدام العنف، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى. ونظرة إلى المجتمع المسيحي الأول لنرى كيف تغيَّرت أخلاق الوثنيين الشرسة وعباداتهم المرذولة المرتبطة بالزنا وتقديم الذبائح البشرية إلى مجتمع مثالي تتجلى فيه كافة الفضائل المسيحي.

كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
2- يجب أن نفرق بين مبادئ الدين وتصرفات الأشخاص، فإذا كان الإلحاديون يدينون الحملات الصليبية، أو الصراع البروتستانتي الكاثوليكي أو غيرهما فكل هذه أخطاء لأشخاص لا يصح أبدًا احتسابها على الدين.. هل حمل السيد المسيح سيفًا أو طلب من أتباعه أن يحملوا سيوفًا يطيحون بها الرقاب؟!! كلاَّ.. هل هناك مبادئ للقسوة والعنف في الدين المسيحي..؟ كلاَّ، ويكفي أن يطَّلع المتشكك على الموعظة على الجبل ليدرك على الفور مدى سمو مبادئ الدين. أما الصراع الفلسطيني الإسرائيلي فهو ليس على الإطلاق بسبب الدين، فإن اليهود كانوا يعيشون في فلسطين والشرق الأوسط ومصر جنبًا إلى جنب مع المسيحيين والمسلمين، إنما هذا صراع على أرض مغتصبة قد أغتصبها العدو الإسرائيلي من أصحابها، وأذلوهم وأذاقوهم المرار، وعن اضطهاد اليهود لأنهم قتلوا المسيح فهذا لم يحدث منذ صلب المسيح وموته وقيامته وحتى القرن العشرين من المسيحيين الأتقياء، بل ما حدث هو العكس إذ أضطهد اليهود الكنيسة الأولى منذ نشأتها، وما حدث من اضطهاد لليهود في ألمانيا هو وليد النازية وليس وليد المسيحية، وما فعله هتلر باليهود كان يبرّره بآيات إنجيلية، وفي الحقيقة كان هذا نتيجة صراع سياسي بين السامية والآرية، واقتناعا بالنظرية الداروينية في البقاء للأصلح.. وهلم جرا.
3- من يريد أن يعرف عن الدين المسيحي ليرجع للكتاب المقدَّس، وتاريخ الكنيسة ليدرك مدى سمو تلك المبادئ، ومدى قداسة تلك الحياة المسيحية، ويكفي أن نذكر هنا جزءًا من خطاب أحد الفلاسفة المسيحيين (أرستيدس) في القرن الثاني الميلادي للإمبراطور هدريان حيث يقول "أن المسيحيين على الرغم من الاضطهادات التي تقع عليهم، يتجهون إلى أعدائهم بروح المحبة، مقدمين لهم النصح، فيتحولون إلى أصدقاء.. أنهم يقابلون الإساءة بالإحسان. أما زوجاتهم، أيها الملك، فهن في عفاف العذارى.. وهم لا يسجدون لإله آخر غير الله، ويحيون حياتهم في ملء الاتضاع والوداعة. أما الغش والخداع فلا مكان له في حياتهم، وهم يحبون بعضهم بعضًا، ويشتركون في احتياجات الأرامل والمحتاجين منقذين اليتامى من أيدي الظالمين، وهم في إحسانهم يعطون دون افتخار، وحينما يلتقون بإنسان غريب، يصطحبونه إلى بيوتهم بروح الفرح والكرم.. أنهم كأناس يخافون الله، يطلبون منه الطلبات التي يثقون بأنه يجيبها وأنها تتفق مع إرادته، ولأنهم يعرفون طيبة الإله الصالح من نحوهم، فإن حياتهم تفيض بكل الجمال الذي يزين هذا الوجود، والصلاح الذي يفعلونه لا يبوقون بالبوق منادين به في الأسواق حتى يراهم الناس، ولكنهم يخفون حسناتهم ويفعلونها في السر، كمن يخفي كنزًا ثمينًا. وهم يبذلون جهدهم ليحيوا حياته بلا لوم كمن هم عتيدون أن ينظروا وجه مسيحهم، وينالوا منه المواعيد.." (129).
4- لم يحدث قط أن الدين المسيحي كان ضد العقل، ولم يحدث قط أنه أوقف استخدام العقل، بل أن هناك عددًا ليس بالقليل من العلماء كانوا من رجال الدين مثل كوبرنيكوس، ومندل وغيرهما الكثير، ومعظم العلماء الذين كشفوا عن حقائق علمية جبارة كانوا يؤمنون بالله، ولنا عودة لهذا الموضوع في إجابة السؤال القادم.
5- لولا صحة الدين المسيحي ما كان الآلاف والملايين يسلمون حياتهم للموت من أجل إيمانهم، فالتضحية بالدم هي أعظم أنواع التضحيات، وهذا ما فعله الشهداء، إذ قدموا حياتهم رخيصة على مذبح الإيمان، فقد تمسكوا بإيمانهم ولم يتمسكوا بحياتهم الأرضية، وقد آزرتهم السماء وأشرق الله عليهم بقبس من نوره، وأرسل لهم ملائكته يعضدونهم، فجازوا في الماء والنار منتصرين، ووصلوا إلى فردوس الفرح متهللين، إذ وجدوا ما يقدمونه لعريسهم السماوي، حياتهم كل حياتهم. أما الإنسان الشيوعي فلن تجد لديه الدافع أن يبذل نفسه من أجل عقيدته الإلحادية، إنما هو يعلم أن حياته الأرضية هي كل رأس ماله، وكل ما يملكه إذ لا رجاء له في الحياة الأبدية.
في إحدى المرات ذهب ضابط ليقابل قسًا في هنغاريا بمفرده، فلما اقتاده هذا القس إلى غرفة وأغلق الباب، ألتفت الضابط للصليب المُعلَّق على الجدار وقال للقس محتَّدًا " إنك تعلم أن هذا الصليب هو كذب وبُهتان، فهو ليس أكثر من مجرد خدعة تستخدمونها أنتم أيها القسوس لتغشوا هذا الشعب المسكين.. اعترف لي أنك لم تؤمن يومًا أن يسوع المسيح هو ابن الله الحي" (130).
فابتسم القس وقال: أنا أؤمن بأن يسوع المسيح هو ابن الله الحي أيها الشاب المسكين، فهذه هي الحقيقة، وصرخ الضابط وقد صوَّب مسدسه نحو القس قائلًا: إن لم تعترف لي أن هذا كذب لسوف أطلق عليك النار.
القس: أنا لا أستطيع أن أعترف بذلك لأنه غير صحيح، فربنا يسوع المسيح هو ابن الله بالحق والصدق.
فألقى الضابط بمسدسه على الأرض وأحتضن القس والدموع تترقرق في عينيه قائلًا " هذا هو عين الحق والصواب. هذا هو الصدق، فأنا أيضًا أؤمن بذلك، ولكنني كنتُ مُتشكّكًا فيما إذا كان الناس مستعدين أن يستشهدوا في سبيل إيمانهم هذا. إلى أن تحققت من ذلك بنفسي. آه، إنني لشاكر لك، فقد قويت إيماني، والآن فأنا أستطيع أن أموت من أجل المسيح، فقد أريتني كيف يمكن أن يكون ذلك" (131).
6- لقد تجسَّمت وصايا الإنجيل في المسيحيين الأمناء الذين تحملوا الاضطهادات المريرة من جلاديهم، والأمر المُدهش أنهم لم يكرهونهم ولم يبغضونهم ولم يصبوا عليهم اللعنات، إنما كانوا يحبونهم من كل قلوبهم، ويودون خلاصهم، ويغفرون لهم كما غفر السيد المسيح له المجد لصالبيه، ويقول "ريتشار وورمبلاند " الذي ذاق العذابات المُرة في المعتقلات " ومع أنني أمقت النظام الشيوعي مقتًا شديدًا فأنا أحب الشيوعيين أنفسهم. أجل، أنني أحبهم من كل قلبي، ومع أن الشيوعيون يستطيعون أن يفتكوا بالمسيحيين، غير أنهم ليس بإمكانهم أن يقتلوا محبتهم نحو قاتليهم. فليست لدي أية مرارة أو ضيق نحو الشيوعيين أو نحو الذين عذبوني" (132).. كما يقول أيضًا " قابلت مؤمنين حقيقيين في سجون شيوعية مُثقَّلة أرجلهم بسلاسل حديدية يزيد وزنها على خمسة وعشرين كيلوغرامًا، مُعذَبين بأسياخ حديدية محمأة بالنار، مُرغمين على ابتلاع كميات من الملح دون أن يُقدم لهم الماء فيما بعد، جياعًا مجلودين ومتألمين من البرد، ولكن بذات الوقت كانوا يصلون بحرارة من أجل معذبيهم الشيوعيين. هذا ما لا يمكن للعقل البشري أن يُفسره، فهو محبة المسيح التي انسكبت في قلوبنا بالروح القدس" (133).
وعندما سُمح لأحد المحكوم عليهم بالإعدام، بمقابلة زوجته، قبل تنفيذ الحكم قال لها " عليك أن تعرفي يازوجتي العزيزة أنني أحب قاتليَّ، فهم لا يعلمون ماذا يفعلون، وطلبي إليك أن تحبيهم أنت أيضًا. لا تسمحي للمرارة أن تستقر في قلبك ضدهم باعتبارهم سفاحي زوجك المحبوب" (134).
7- من الأمور التي توضح حقيقة العقيدة المسيحية، أن الذين أضطهدهم الشيوعيون لم يكفوا عن الكرازة لهم، بل كانوا يتفننون في كيفية توصل كلمة الله لهم، فكان " ريتشار وورمبلاند " يرسل ابنه الصبي " ميهاي " مع بعض رفاقه إلى الجنود الروس المنتشرين في شوارع وحدائق رومانيا، ويسلمونهم سرًّا بعض الأجزاء من الأسفار المقدَّسة، وهؤلاء الجنود الذين طالما حُرموا من أولادهم لسنين طويلة بسبب انشغالهم بالحروب، كانوا يفرحون بهؤلاء الأولاد ويأخذون منهم البشائر ويقدمون لهم الحلوى، وبواسطة هذه الطريقة عرف عدد كبير من الجنود المُلحدين الله وآمنوا به. وفي عيد استشهاد بطرس وبولس الرسولين شق " ريتشار " طريقه إلى المعسكر الروسي بحجة شراء بعض الساعات من الجنود الروس، فالتف حوله بعض الجنود يعرضون ما معهم من ساعات، فأخذ يتعلل: هذه باهظة الثمن، وهذه صغيرة، وتلك كبيرة. ثم سألهم بنوع من المزاح: من منكم اسمه بطرس أو بولس؟ فوجد منهم من تسمى بهذا الاسم أو ذاك، فقال لهم: هل تعلمون من هو بطرس أو بولس؟ فأجابوه بالنفي، فأخذ يقص عليهم.. فقال أحدهم: أنتَ لم تأتِ من أجل الساعات بل من أجل البشارة بالمسيح، وهؤلاء الجنود محل ثقة، فاستمر في حديثك، وإذا أقبل أحد الجنود غير الموثوق فيهم سأضع يدي على ركبتي فتتحدث عن الساعات، حتى إذا ذهب هذا الشخص ورفعت يدي، يمكنك أن تستكمل حديثك، وتكررت اللقاءات حتى آمنوا (راجع العذاب الأحمر ص 22، 23).

كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
ورغم أنه كان غالبًا عضوًا من كل أسرة من أهل رومانيا يُلقى في غياهب السجون يلاقي الأهوال، ولا يعرفون عنه شيئًا، ورغم ضيق يد المؤمنين الذي حافظوا على إيمانهم سرًّا، فإن الكارزين بالمسيح كانوا يقفون في الشوارع يرنمون ويعظون، وقبل أن تصلهم الشرطة كانوا يختفون عن الأنظار، وكان البعض يجاهر بإيمانه متحملًا تبعة ذلك من عذابات تصل إلى حد الموت، ففي إحدى المرات أندفع شخصان نحو رئيس الحكومة " جورجيو جيوديج " وشهدا أمامه عن المسيح، فأمر بالزج بهما في السجن، ولكن شهادتهما أثمرت لأن جورجيو وهو في نهاية حياته طريح الفراش عاد للإيمان بالمسيح، وكان المؤمنون يطبعون النبذات التي تحمل صور كارل ماركس، وتحت عنوان " الدين أفيون الشعوب " وعلى الصفحات الأولى اقتباسات عن ماركس ولينين وستالين، ثم تحمل الصفحات التالية رسالة الخلاص، وطالما قاموا ببيع هذه النبذات وسط المظاهرات الشيوعية واختفوا عن الأنظار قبل القبض عليهم.
وكان ثمن كرازة السجين لزملائه الضرب المُبرح، وفرح الكارزون السجناء بالكرازة، وفرح الشيوعيون بضربهم، فكان صفقة متعادلة بين الطرفين، فأحد الأشخاص ضبطوه يكرز لزملائه فلم يدعوه يستكمل جملته، وحملوه إلى غرفة الضرب، ثم أعادوه مرضضًا داميًا، وما أن أستعاد قدرته على الكلام حتى أكمل جملته وحديثه لزملائه الذين التفوا حوله، ورأوا فيه صلابة الإيمان المسيحي (راجع العذاب الأحمر ص 53).
وتحوَّل المؤمنون الأحرار إلى كارزين في الخفاء، ويقول "ريتشار وورمبلاند": "تعترف الصحف الشيوعية أن الجزارين يضعون النشرات المسيحية ضمن الأوراق التي يلفُّون بها اللحوم المُباعة (للمؤمنين) وكذلك تعترف الصحافة الروسية بأن المؤمنين العاملين في دور النشر الشيوعية، يعودون إلى مطابعهم في الليل لطبع ألوف النشرات المسيحية، ثم يغلقونها مرة أخرى قبل شروق الشمس، وتعترف الصحافة الروسية أيضًا أن بعض الأولاد قد حصلوا على أجزاء من الإنجيل.. ووضعوها في جيوب معاطف أساتذتهم المعلَّقة في غرف المعاطف في المدرسة، فجميع أعضاء الكنيسة من رجال ونساء وأولاد هم إرسالية عظيمة، أشداء، نشيطون ورابحون للنفوس في كل بلد شيوعي" (135).
وهكذا كانت الكنيسة قوية في هذه الظروف الرهيبة، فيقول "ريتشار وورمبلاند": "ومع أن الكنيسة السرية في البلاد الشيوعية فقيرة ومتألمة، لكنها لا تضم أعضاء فاترين. وأن اجتماعا دينيًا فيها لأشبه باجتماع في تاريخ الكنيسة الأولى في القرن الأول، فالواعظ لا يجيد العلوم اللاهوتية.. الآيات الكتابية غير معروفة كما يجب في البلدان الشيوعية، لأنك قلَّ ما تجد كتابًا مقدَّسًا فيها. أضف إلى هذا كلمة، فقد يكون الواعظ رجلًا قضى سنين عديدة في السجن بلا كتاب مقدَّس" (136).
والأمر الجميل أنهم كانوا يصلون في الغابات المنعزلة، ويصف " ريتشار " هذه اللحظات فيقول "لقد أُستبدلت زقزقة الطيور الجميلة موسيقى الأرغن، وكان شذا الورود العطرة بخورًا لنا.. وكانت شموعنا متمثلة بالقمر والنجوم التي أضاءتها الملائكة. إنني أعجز عن وصف هذه الكنيسة وجمالها، وكم من مرة أُلقي القبض على المؤمنين بعد اجتماع سري وزجُوا في السجن! وهنا يتقلد المؤمنون السلاسل الحديدية على أعناقهم بسرور كما تتقلد العروس حليها الجميلة والمُقدَّمة لها من حبيبها. كما أنك تحصل في السجن على قُبلات يسوع وعناقه، فلا تستبدل مكانك بقصور الملوك، والحق يُقال فأنا لم أجد مؤمنين سعداء بالحق إلاَّ في الكتاب المقدَّس وفي الكنيسة السرية وفي السجون الشيوعية" (137).
8- لماذا يركز المُلحدون على ضحايا الصراعات الدينية، وكأن الشيوعية صاحبة أيدي بيضاء لم تُسفك دماء معارضيها، والحقيقة أن أيدي الشيوعية حمراء تقطران دماء ملايين الشهداء، فشهداء الشيوعية في القرن العشرين يعادلون شهداء المسيحية خلال 1900 عام. أن المسيحية لا تُبيح على الإطلاق دماء المعارضين، ولكنها تُدين الأفكار الخاطئة وتفحصها حتى لا يسقط فيها البسطاء.
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 07 - 2014, 05:14 PM   رقم المشاركة : ( 50 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد

هل دعت المسيحية للخنوع والجبن والمهانة والخسة؟

س59: هل دعت المسيحية للخنوع والجبن والمهانة والخسة؟
قال " كارل ماركس": "أن المبادئ الاجتماعية للدين المسيحي تفسر جميع المعاملات الدنيئة التي يقاسيها المستضعفون من قِبل مستغليهم، إما على أنها عقاب عادل للخطيئة الأصلية وإما على أنها محنة تفترضها حكمة الرب على المختارين. إن المبادئ الاجتماعية للدين المسيحي تدعو إلى الجبن واحتقار الذات والمهانة والخساسة! وبكلمة واحدة إلى جميع صفات الرعاع.. وبوجيز الكلام: المبادئ الدينية المسيحية خنوعة" (138).

كتاب رحلة إلى قلب الإلحاد
ج: 1- المسيحية ترفع من قيمة الإنسان، وتقدس الحياة الإنسانية، وتؤكد أن الإنسان هو الكائن الوحيد في الكون كله المرئي وغير المرئي الذي خُلق على صورة الله، وقال القديس "غريغوريوس النيزنزي": "أيها الإنسان تأمل كرامتك الملوكية. إن السماء لم تُصنع صورة الله مثلك، ولا القمر، ولا الشمس، ولا شيء يرى في الخليقة.. أنظر! لا شيء في الموجودات يستطيع أن يسع عظمتك" (139) ومن أجل الإنسان تنازل الله وتجسد آخذًا صورة عبد لكيما يعيد للإنسان حياته الأبدية، ويرفعه إلى ملكوته.. المسيحية هي الطريق الوحيد للملكوت، وبدون المسيح تصير الحياة بؤسًا وشقاءً وتعاسة في هذه الحياة وفي الحياة الأخرى.. جاء السيد المسيح الإله المتجسد إلينا لكيما تكون لنا حياة ولكيما يكون لنا أفضل.. في ميلاده ترنمت الملائكة مُعلنة رسالته السمائية إذ جاء لكيما يحل السلام على الأرض ويصالح الأرضيين بالسمائيين والإنسان مع الله " المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة " وقد أوصانا بصنع الخير مع بعضنا لبعض، حتى أنه في اليوم الأخير سيطوُّب الخراف الذين عن يمينه قائلًا " لأني جعتُ فأطعمتموني. عطشت فسقيتموني. كنتُ غريبًا فآويتموني. عريانًا فكسوتموني. مريضًا فزرتموني. محبوسًا فأتيتم إليَّ" (مت 25: 36).
2- الكتاب المقدَّس هو دستور المسيحية، ومن آياته وجد المسيحيون مددًا وسندًا في الشجاعة التي أظهروها على مدار ألفي سنة تجاه كل إنسان متعسف ظالم حتى لو كان إمبراطورًا، وقد أوصانا السيد المسيح بعدم الخوف قائلًا " لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها. بل خافوا بالحري من الذي يقدر أن يُهلك النفس والجسد كليهما في جهنم" (مت 10: 28) وحذَّر الله من الخوف والاستكانة قائلًا " وأما الخائفون.. فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت" (رؤ 21: 8) ويفخر التاريخ المسيحي بملايين الشهداء الذين ضحوا بحياتهم في رضى وفي حب لجلاديهم من أجل التمسك بإيمانهم.
3- نهى الكتاب المقدَّس عن الظلم، وأوصى بإجراء العدل على الأرض، وهناك عشرات الآيات التي تؤكد هذه الحقيقة، نذكر منها القليل جدًا:
" إن كنت تسمع لصوت الرب إلهك وتصنع الحق في عينيه.. فمرضًا ما مما وضعته على المصريين لا أضع عليك" (خر 15: 26).
† " يكون لك ولأولادك من بعدك خير إلى الأبد إذ أعملت الصالح والحق في عيني الرب إلهك" (تث 12: 28) وأيضًا (تث 12: 25، 13: 18).
" حد عن الشر وأفعل الخير وأسكن إلى الأبد. لأن الرب يحق الحق" (مز 37: 27، 28).
" تعلموا فعل الخير واطلبوا الحق أنصفوا المظلوم أقضوا لليتيم حاموا عن الأرملة" (أش 1: 17).
† " هكذا قال الرب. أحفظوا الحق وأجروا العدل" (أش 56: 1).
" هكذا قال الرب أجروا حقًا وعدلًا وأنقذوا المغصوب من يد الظالم والغريب واليتيم والأرملة لا تضطهدوا ولا تظلموا ولا تسفكوا دمًا زكيًّا" (أر 22: 3).
† " هكذا قال السيد الرب.. أزيلوا الجور والاغتصاب. وأجروا الحق والعدل. أرفعوا الظلم عن شعبي يقول السيد الرب" (حز 45: 9).
† " هلمَّ الآن أيها الأغنياء أبكوا مولولين على شقاوتكم القادمة.. هوذا أجرة الفعلة الذين حصدوا حقولكم المبخوسة منكم تصرخ وصياح الحصادين قد دخل إلى أذني رب الجنود" (بع 5: 1، 4).
قال السيد المسيح " أنا هو الطريق والحق والحياة" (يو 14: 6).
4- دافع الآباء القديسون عن المظلوم والمقهور والفقير، فمثلًا قال القديس يوحنا ذهبي الفم " بينما كلبك متخم، يهلك المسيح جوعًا"،وقال أيضًا " ماذا ينفع تزيين مائدة المسيح بأوان ذهبية إذا كان هو نفسه يموت جوعًا؟ فأشبعه أولًا حينما يكون جائعًا، وتنظر فيما بعد في أمر تجميل مائدتك بالنوافل" (140).
وقال " القديس باسيليوس الكبير": "الخبز الذي تخبئ هو ملك الجائع، وملك العريان ذاك المعطف الذي يتدلى في خزائنك، لحافي القدمين يعود الحذاء الذي يتهرأ في بيتك، وللمعوز النقود التي تدخر" (141).
5- كل ما فعلته الشيوعية المُلحدة أنها أخذت مبدأ حياة الشركة المسيحية، كما كانت تعيش الكنيسة الأولى ولكنها أساءت استخدامه، فاضطهدت بإفراط أصحاب العقائد المخالفة للشيوعية المُلحدة، وأخيرًا أعلنت فشلها الذريع في منح الإنسان السعادة.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ما هو الإلحاد؟ وما هي أنواعه؟ وما هو الفرق بين الإلحاد، واللادين، واللاأدرية؟
كتاب : الافخارستيا رحلة الي الملكوت عن كتاب من اجل حياة العالم - الاب الكسندر شميمن
س1: ما هو الإلحاد؟ وما هي أنواعه؟ وما هو الفرق بين الإلحاد، واللادين، واللاأدرية؟
س1: ما هو الإلحاد؟ وما هي أنواعه؟ وما هو الفرق بين الإلحاد، واللادين، واللاأدرية؟
س1: ما هو الإلحاد؟ وما هي أنواعه؟ وما هو الفرق بين الإلحاد، واللادين، واللاأدرية؟


الساعة الآن 06:06 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024